سقوط مشروع “المعتدلين” الأمريكي في سوريا

سقوط مشروع “المعتدلين” الأمريكي في سوريا

10 نوفمبر 2014

تزداد العقبات التي تواجهها الولايات المتحدة في سوريا،

فالرهان على المعارضة “المعتدلة” يبدو طريقه مسدوداً، بعد انقضاض “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” على المحور الذي تعتبره الولايات المتحدة “معتدلاً” في سوريا، والمكون من “جبهة ثوار سوريا” وحركة “حزم” وبقايا “الجيش الحر” في محافظة ادلب.
وشيئا فشيئا تجد اميركا ان القوى المعارضة ستقتصر على “جهاديي النصرة وداعش”، الأمر الذي يضيّق الخيارات الاميركية على الساحة السورية.
وراهنت الولايات المتحدة على من أسمتها بـ”المعارضة “لمعتدلة” كي تشكل بديلا عن “الجهاديين” لإسقاط الدولة السورية، وأجاز الكونغرس 500 مليون دولار لتدريب “المعتدلين” وتزويدهم بالسلاح والمال كي يملؤوا الفراغ الذي سيشكله انسحاب “داعش” من مناطق سورية تحت تأثير الغارات الجوية “للائتلاف الدولي”.
لكن الاستراتيجية الاميركية تتعرض اليوم لانتكاسة، مع قضاء “النصرة” على مواقع “المعتدلين” في ادلب مع الاسلحة الاميركية ولا سيما منها صواريخ “تاو” المتطورة التي كانت ادارة اوباما وفرتها لـ”جبهة ثوار سوريا” وحركة “حزم”، لتجد واشنطن نفسها مضطرة الآن الى اعادة النظر في مجمل سياستها حيال سوريا.
فهي اذا تمكنت من تدريب “معتدلين” سوريين وارسلتهم الى سوريا، لا تضمن ألا تقع الاسلحة الاميركية والغربية النوعية في أيدي “الجهاديين” على غرار ما حصل عام 2013 لمخازن أسلحة “الجيش الحر” على الحدود السورية – التركية وكما حدث قبل ايام لدى طرد “النصرة” لـ “جبهة ثوار سوريا” وحركة “حزم” من ادلب وربما غدا من ريف دمشق ودرعا والقنيطرة.
جدير بالذكر، أن “جبهة ثوار سوريا” وحركة “حزم” نددتا، لدى استهداف “التحالف” موقعا لمجموعة “خراسان” التابعة لـ”النصرة” عند انطلاق الغارات الجوية باعتبارها قوة اساسية في المعارضة المسلحة.
الضربات الأخيرة التي تلقتها المعارضة المدعومة غربياً بشكل علني، أظهرت أن الولايات المتحدة قد أخطأت في رهانها على “المعتدلين” كي يكونوا بديلا عن “الجهاديين” ضد الدولة السورية، وهو ما ترسّخ مؤخراً من خلال الكشف عن مجموعة وساطة تعمل على مقترح يقضي بوقف إطلاق النار في سوريا، وإلى تخفيف وتيرة العنف التي تعصف بالبلاد، بعيداً عن خرافة تدريب وتسليح المعارضة “المعتدلة”، تحدثت عنها صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

وحسب المصاادر ، فإن “خطة” تهدف إلى الوصول بسوريا إلى دولة “لا مركزية” في المستقبل، وذلك عن طريق إجراء انتخابات محلية، ثم تليها انتخابات وطنية في نهاية المطاف، هي الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة.
وفي إطار هذه الخطة الجديدة، التقت مجموعة وساطة بمسؤولين كبار في الدولة السورية ومع قادة المعارضة “المعتدلة” وأعضاء الجماعات “الجهادية” في “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش”، كما تبادلت المعلومات مع مسؤولي الولايات المتحدة والحكومات الأخرى،.

» من المعتدلين الذين سيقدم لهم أوباما المزيد من الأموال في سوريا؟!
» شريف شحادة: سقوط سوريا يعني سقوط المقاومة وفلسطين
» الإعلامية في التلفزيون المصري إيمان شوقي: الإنفاق الكبير على المعارضة المسلحة في سورية يستهدف تدميرها ليكتمل مشروع الهيمنة الأمريكي الصهيوني
» جمو: مشروع التقسيم في سوريا في موت سريري
» مشروع قطر ضد سوريا «يتعثـر»