اسرار قلق «داعش» و«النصرة» من الوحدة «313» في حزب الله!يتقن حزب الله فن تقديم مقاوميه ” بمقدار” الى الاعلام ، في رسائل مدروسة و بعناية عنوانها في يوم عاشوراء الثلاثاء ” للصديق إطمئن” وللعدو ” عليك ان تقلق”.
وبالفعل ما ان خرج سبعة من المقاومين في الضاحية بلباس مميز يشبه قوات النخب في الجيوش العالمية حتى بدأت الروايات الصحيحة والمختلقة تنتشر عن تلك الوحدة.
السؤال الاساس هو: إذا كانت مهمة تلك الوحدة حماية احتفالات عاشوراء فهل سبعة من عناصرها هم عدد كافٍ لحماية نصف مليون مواطن شاركوا في التظاهرات يوم الثلاثاء؟
الواضح ان الظهور مقصود، والهدف الامني موجود، لكن الرسائل السياسية (والمخابراتية) هي العنوان العريض لظهور اولئك المقاومين.( انظر الى الصورة في الأعلى)
واول الغيث في ردود الافعال ظهر من طرف التنظيمات التكفيرية في سورية وفي لبنان.
فقد ضجت مواقعهم بالحديث عن القوة الجديدة ، في حين اعتبر ناشطون فسابكة من جماعة ١٤ اذار في لبنان ان ظهور تلك القوة يمثل انتهاكا لحقوق الدولة وسيادتها ويشكل تحديا واستفزازا لمشاعر ” السياديين” اللبنانيين. هؤلاء يرد عليهم ضابط لبناني فيقول لهم: المقاومة تخضع للقانون اللبناني الذي اجاز عبر الحكومات المتعاقبة للمقاومة حمل السلاح دفاعا عن لبنان.
الضابط الاستخباري صاحب منصب رسمي قال في اتصال معه: ” ان قادة المسلحين في جرود عرسال أطلقوا إسم ( الوحدة ٣١٣ ) على القوة النخبوية التي ظهرت في احتفالات عاشوراء التي جرت في الضاحية الجنوبية صباح الثلاثاء الرابع من ت٢ – نوفمبر ٢٠١٤
وكشف الضابط رفيع المستوى “أن المسلحين السوريين وقادتهم واعوانهم وخلاياهم النائمة شاهدوا بحسرة الاحتفالات العاشورائية تُختم دون ان يتمكنوا من استهدافها” .
واضاف” باءت كل جهودهم وتحضيراتهم الهائلة بالفشل، وذهب ما فعلوه مسبقا تحضيرا لهذه المناسبة ادراج الرياح. ولم تنفذ اي عملية ضد المجالس العاشورائية (ولله الحمد) مع ان الارهابيين إعدوا العدة منذ فترة طويلة لذلك”.
وقال الضابط ايضا:
“عدة جهات مختلفة خططت لعمليات ضد المدنيين في المجالس العاشورائية، وهي ليست محصورة بالاسماء المشهورة والمعروفة للتنظيمات العلنية، ومنها عدة منظمات مدعومة باستخبارات اقليمية، بينها العربي وطبعا بينها الاسرائيلي”.
وتابع: “وكل منها جهزت عدة خيارات تنفيذية لعمليات انتحارية عبر افراد ومجموعات وما يسمونه (انغماسيين) ، كما عبر اساليب مبتكرة ، بينها استغلال بعض الاليات التي جرى تشكيلها بطريقة تبدو معها وكأنها تابعة لجهاز امن لبناني”.
وكشف الضابط اللبناني فقال: ” هم جهزوا ايضا لعمليات قصف للتظاهرات بصواريخ ذات المدى الكافي للوصول الى الضاحية وصور والنبطية ومشغرة وبعلبك والهرمل من خارجها (غراد معدل). وكل ذلك فشل فشلا ذريعا نتيجة لتعاون الامنيين الرسميين مع اجهزة امن المقاومة ومع المواطنين”.
ونوه الضابط (المسؤول عن جزء من عمليات مكافحة الارهاب في جهاز امني لبناني) إلى “ان الجهة التي ينتمي اليها أحبطت عددا من العمليات الانتحارية في اوقات سابقة وفاق عدد الانتحاريين الفاشلين ممن اعتقلوا تسعا مع سيارات مفخخة كانوا يقودونها الى اهدافهم المدنية”
واكد الضابط على ان “الانتحاريين مع سياراتهم قدموا جميعا من عرسال(لا من جرودها) وأن عدد المجموعات الارهابية التي اعتقلت في منطقة البقاع والشمال وبيروت وصيدا دون تعداد مناطق أخرى بلغ اكثر من مئتين، واغلبهم ممن ينتحلون صفة اللاجئين السوريين وبينم من يعاونهم وهم لبنانيين.
واما عن المقاومة فيقول الضابط “إنها تتعاون بقوة وبحرص مع الاجهزة الامنية الرسمية وتقوم بجهد جبار لم يكن لينجح دون عمل الرسميين، لكن الاجهزة الرسمية لم تكن لتنجح في عملها لولا تكاملها مع المقاومة، وهذا واقع موضوعي، خاصة وان الجماهير الشعبية اقرب الى اجهزة المقاومة في المناطق التي يستهدفها الارهاب منهم الى الاجهزة الرسمية التي لا تملك امكانيات المقاومين البشرية واللوجستية والمالية والخدماتية”.
وإذ كشف الضابط الرفيع إلى ” ان اجهزة الدولة لا تحظى بالاهتمام الحكومي ولا بالتمويل نفسه، كشف ان احد الاجهزة يحصل على دعم مالي ولوجستي يوازي اضعاف ما يحصل عليه جهاز آخر، مع ان العبء الاكبر في مكافحة الارهاب يقوم به الجهاز الاكثر فقرا من الناحية المادية واللوجستية.
وعن سبب فشل الارهابيين في تنفيذ عملياتهم قال الضابط الرفيع:
” إنه الامن الوقائي والاختراق الذي قامت به اجهزة الدولة واجهزة المقاومة في داخل الارهابيين وفي قلب عملياتهم السرية وخلاياهم النائمة، ولولا تعاون المواطنين اللبنانيين معنا لما نجحنا في تمرير هذا الاستحقاق، والذي يوصف امنيا بالهدف المستحيل حمايته بشكل كلّي”.
وقال الضابط الرفيع ايضا:
“من الجيد ان يعرف اللبنانيين المحتفلين بعاشوراء ان اخوة لهم في الوطن من عرسال ومن طرابلس ومن طريق الجديدة من المتعاونين ،مع الجيش اللبناني والمقاومة وقوى الامن والامن العام، هم من احبطوا العمليات الارهابية مسبقا عبر ايصال معلومات شديدة الدقة ادت الى اعتقال منفذين، والى القيام بعمليات امنية وقائية اقفلت اي ثغرة ممكنة قد يستغلها الارهابيون.
ماذا عن تلك القوة التي اثارت فضول المواطنين في الضاحية امس؟
قال الضابط: “تلك القوة اصابت الارهابيين وقادتهم بهستيريا إذ اعتبروها استفزازا ” نظريا” لهم وبعضهم اعتبرها (القوة ٣١٣) المختصة بمكافحتهم ( الارهابيين).
وقد تبنى الضابط اللبناني الاسم ” الوحدة ٣١٣” معتبرا ” ان المقاومة لا تكشف عن اسماء وحداتها لذا من الممكن ان نزيد من احباط المسلحين الارهابيين ونسميها كما زعموا هم”.
الضابط لم يكشف اي سر حين توقع بأن تلك القوة متخصصة في مكافحة الاعمال الارهابية، وهي موازية للقوة الضاربة في مديرية استخبارات الجيش اللبناني، لا بل تزيدها تجهيزا.
وتوقع الضابط ان تلك القوة مدربة على التعامل مع ارهابيين ومع عمليات الانتحاريين المسماة ” انغماسيين” وكان المقصود من اظهار تلك القوة طمأنة الجماهير من جهة وتهديد من يهمهم الامر من جهة اخرى”.
الضابط قال: لا يضر المقاومين ان نقول ما هو معروف من ان اي قوة تتحرك في المجال الامني في الضاحية الجنوبية تكون تابعة لجهاز الامن المركزي في حزب الله الذي يسميه الاسرائيليون ” الركن” والمسؤول عن امن المناطق التي يتواجد فيها جمهور عريض لحزب الله بحيث يفرض هذا الجهاز سيطرة معلوماتية (وعملانية) لمنع العمليات الارهابية لاسرائيلية اولا والتكفيرية ثانيا، وهي قوة قديمة في حزب الله كانت تعرف في اوساط الحزب ” بالنينجا” او القوة الخاصة وقوات التدخل”.
اسماء واقعية وحقائق يذكرها العدو
بغض النظر عن صحة التسمية (الوحدة ٣١٣) من عدمها الا ان الاسرائيليين يشنون حملات اعلامية واخرى امنية عالميا وعربيا للتشهير بوحدات امنية خاصة في حزب الله. و ينسبون اليها اعمالا (مقاومة) يصفها الاسرائيلي ” بالارهابية”.وهدف الصهاينة من التشهير معروف، لكن يمكن ذكر بعض اسماء الوحدات في سبيل الاستفادة من ذلك لطمأنة المواطنين الى ان عند المقاومة من الاجهزة ما يشغل بال الصهاينة الذين يعتبرون الاقدر والاقوى والانشط من كل رعاة الارهاب المخابراتيين، واجهزة الامن في المقاومة من التخصص لدرجة دفعت الموساد والشين بيت وجهاز امان العسكري الامني الصهيوني الى شن حملات عالمية اعلامية للتشهير بتلك الاجهزة المقاومة ولتسويق دعاية سوداء ، في محاولة منهم للحد من تعاون متطوعين مع المقاومين (في فلسطين المحتلة). وعلى العكس مما يهدف اليه الصهيوني. فهم يريدون التشهير في حين يمكن المفاخرة باسماء بعض الاجهزة التي ارقت الصهاينة ودفعتهم الى تأسيس مواقع الكترونية متخصصة في التشهير بوحدات في حزب الله يفترض انها سرية لكن الجميع يعرف انها اخترقت الجيش الاسرائيلي ” بالطول وبالعرض” ولن يصعب عليها اختراق الارهابيين الاقل مهارة امنيا من الصهاينة.
من تلك الوحدات:
- الوحدة ١٨٠٠ وهي وحدة امن المقاومة في فلسطين والتي يخشاها الاسرائيليون ويحسبون لرجالها الف حساب ويعترفون بانها مسؤولة عن تسليح وتدريب المقاومين الفلسطينين في اراضي ١٩٤٨ وفي الضفة وغزة.
– “الوحدة ١٣٣” ويقول الصهاينة انها اخطر وحدات امن المقاومة عليهم حيث ان عملها الامني مؤسساتي ورجالها بمستوى رفيع من التدريب والتخصص في العمل المخابراتي، ويضع الاسرائيليون اعضاء هذه الوحدة في موقع من بين افضل عشرة اجهزة امنية عالمية من حيث القدرة الفردية والجماعية. طبعا هم لا يقصدون المدح بل يربطون تلك الخبرة بعمليات يسمونها ارهابية استهدفت مدنيين بحسب زعمهم.
– “الوحدة ٩١٠ ” وهي الوحدة التي يراها الصهاينة سبب معظم مصائبهم ويصبون جام غضبهم على قائدها (ابو جعفر) ويذكرون إسمه الحقيقي في تقاريرهم ولكنهم لا يملكون ولو صورة واحدة له.
الجدير بالذكر ان المواقع الاسرائيلية نشرت صورا لمن قالت انهم عناصر امنية في الحزب وقد تبين انهم لم ينشروا سوى عشرين صورة بينها ١٣ لمسؤولين دينيين وائمة مساجد في الضاحية وفي الجنوب وفي البقاع ممن يترددون على المغتربات لالقاء محاضرات عاشورائية.
يضاف الى تلك الاجهزة ما يمكن ان نسميه ” وحدة مكافحة الارهاب” وهي بحسب اي تحليل موضوعي قوة متخصصة جرى الحاقها بخلية امنية ينحصر عملها في تنسيق عمل الاجهزة الامنية في المقاومة المتخصصة في مكافحة الارهابيين والاجهزة الدولية والاقليمية التي تساندهم.
ولان المعروف عن المقاومة ” العمل المؤسساتي” و”التخصص ” فان هذه القوة لا شك هي قوة عسكرية للتدخل السريع يمكنها التعامل مع كافة انواع الهجمات الارهابية المحتملة من موقع قريب، واهم تخصصاتها هو العمل في ظروف محتملة يكون فيها الارهابيون قد احتلوا موقعا واحتجزوا بداخله رهائن، كما انهم لا شك ممن تدربوا على يد خبراء ايرانيين في قوة مماثلة تملكها الجمهورية الاسلامية منذ اكثر من عشرين عاما، وتتعامل مع الاوضاع الامنية في نطاق تنفيذي مرتبط بجهاز معلومات، وهو الامر الذي لا شك نقلت تجربته الى لبنان المقاومة الاسلامية.
* خضر عواركي – أنباء آسيا