منتدى عشاق سوريا الأسد
عزيزي الزائر .. أهلا وسهلا بك في منتداك
انت غير مسجل لدينا
يرجى التسجيل .. لإعلامك بكل ماهو جديد ولمشاركتك معنا بآرائك

 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Networ10
منتدى عشاق سوريا الأسد
عزيزي الزائر .. أهلا وسهلا بك في منتداك
انت غير مسجل لدينا
يرجى التسجيل .. لإعلامك بكل ماهو جديد ولمشاركتك معنا بآرائك

 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Networ10
منتدى عشاق سوريا الأسد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عشاق سوريا الأسد

إلى كل محبي الدكتور بشار الاسد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» فضيحة:(أمريكا منعت مشروعنا بعائد 350 مليار دولارسنوياً!لمحور قناة السويس الذي قدمناه لمبارك!وعـمر! والسيسي!)( نتحدى أن يكذبنا أحد!)
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالأحد أغسطس 09, 2015 7:15 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا

» بتوجيه من الرئيس الأسد.. العماد أيوب يزور قواتنا العاملة في المسطومة ومحيطها بريف إدلب
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:28 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» «مُجتهد» يكشف السيناريو القادم لـ«عاصفة الحزم» .. ماذا قال؟!
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:25 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» هل الحرب على اليمن هي البداية لتنفيذ مشروع امريكا لتقسيم السعودية ؟؟
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:20 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» جبهات حماه تشتعل..
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:15 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» آل سعود من عزكم في ذل اليمن إلى ذلكم في عز اليمن
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:13 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» آلية لضبط الأفواه!!
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:03 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» "شمس" آل سعود بدأت بـ "المغيب"؟!!
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:01 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» «الخبر برس» تنشر كواليس محاولة انتقام السعودية من الجزائر
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 2:57 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» هل تجبر السعودية بوتين على الرضوخ في نهاية المطاف؟
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 2:53 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» التدخل السعودي في اليمن وتدخل إيران وحزب الله في سورية
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:29 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» مقالات المفكر العربي ناصر قنديل
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:28 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» نبيه البرجي: السلطان و حصانه الخشبي
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:22 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» بالتوازي مع الاتفاق الإطاري ادلب واليرموك بؤر إشغال .. والعين على دمشق
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:20 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» صراع الرايات الإرهابية في مخيم اليرموك.. «داعش» تحاول التمدد الى أطراف دمشق
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:08 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» السعودية حليفة «إسرائيل»
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:06 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» تصدع تحالف العدوان على اليمن * الغزو البري بين الخوف والرفض!
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:04 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» الإمام الخامنئي دام ظله: السعودية ستتلقى ضربة وسيمرغ أنفها بالتراب
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:59 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» أمين سر تحالف القوى الفلسطينية: مخيم اليرموك ذاهب باتجاه عمل عسكري تشارك فيه القوات السورية والفصائل لطرد داعش
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:58 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» تصريح مثير لأوباما.. هل أعطى الضوء الأخضر لشن «عدوان خليجي» على سوريا؟!
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:56 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» انتهاء الجولة الثانية من لقاء «موسكو 2» بالتوافق على ورقة البند الأول فقط
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:55 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» مفتي السعودية يخرج عن صمته ويرد على فتوى أكل لحم المرأة
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:53 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» ما صحة «الفرمان» الموجه لرعايا الملك سلمان من اللبنانيين؟! (خضر عواركة)
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:48 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» الخبر برس: سلاح الجو السوري يستهدف مقر «لواء براق الاسلام» بريف درعا ويقتل نائب «قائد» اللواء ومعه العشرات
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:45 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» قيادي تركي معارض يروي لـ«الخبر برس» قصة العلاقات الاسرائيلية مع المسلحين السوريين (الحلقة الثانية)
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:44 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

المواضيع الأكثر نشاطاً
مقالات المفكر العربي ناصر قنديل
صباحيات ناصر قنديل سلسلة يومية
مقالات وتقارير لمراسل قناة العالم الاعلامي حسين مرتضا
مقالات بقلم الكاتبة : دينيز نجم
اخطر وأقوى الفيديوآت لثورة فبرآير [ البحرين ]
متجدد: تغطية أحداث يوم الأحد 24 مارس 2013
مرحبا بكم في منتدى عشاق سوريا الاسد
خبر عاجل:اكتشاف مجرة جديدة فيها نجم واحد اسمه بشار الأسد
الحزن يعم سوريا بعد وفاة ولي العهد السعودي !!
أنباء عن استهداف رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي بانفجار في آخر أوتوستراد المزة بالقرب من المؤسسة العامة للاتصالات

 

  السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعودية وعشقي سوريا
مراقبة عامة
مراقبة عامة



انثى
عدد المساهمات : 29420
تاريخ التسجيل : 17/05/2012

 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Empty
مُساهمةموضوع: السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟..    السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 07, 2014 3:52 am

 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟..

Wednesday , 5 November 2014 - Me Panorama

 
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. 12933165092

أحمد الشرقاوي

 
تمهيـــــــــد
ليس الهدف من هذا المبحث تفضيل مذهب على آخر بقدر ما يهمنا التمييز بين الديني والسياسي، لأن الإشكالية وفق ما تعطيه القراءة الخطية للتاريخ لا تكمن في الدين بقدر ما تتعلق بالسياسة.. ودليلنا في ذلك، فشل كل محاولات التقريب بين المذاهب قديما وحديثا، بسبب الخطأ في التشخيص، لأن الخلاف بدأ سياسيا ثم سرعان ما اتخذ من الدين سلاحا للتبرير، ولا أريد أن أقول أكثر من هذا نظرا لحساسية الموضوع.
أسئلــــــة للفهــــــم..
على أي سنـد من تقليد تم إعتماد تقسيم المسلمين إلى سنة وشيعة؟.. نقول تقليد، لأن القرآن الذي بين أيدينا لا يتحدث عن شيىء إسمه “مذاهب”، بل يذم التفرقة في الدين وينصح المسلمين بتجنبها حتى لا يقعوا في نفس المطب الذي وقع فيه اليهود قديما، فتفرقوا أحزابا وشيعا كل فرح بما لديه معتقدا أنه على حق وسواه على باطل.
فمن أين جاء مصطلح “سنـــة” يا ترى؟.. لأن كلمة “سنـــة” كما وردت في القرآن الكريم، لا تعني بالمطلق إتباع سنة الرسول محمد (ص)، بل يتحدث صاحب الدين حصريا عن سنن الله في الخلق والكون، ويقول عنها أنها لا تتبدل ولا تتغير، فيما يأمر رسوله الكريم باتباع ملة إبراهيم الخليل صاحب العهد.. وهو تصحيح لوضع كان قائما منذ أن اختلف المسلمون الأحناف من أبناء إبراهيم في الدين، وتفرقوا بين أتباع إسحاق وأتباع إسماعيل عليهم السلام جميعا، وتاريخ الأنبياء والرسل بعد ذلك كان كله لتصحيح الفهم ومحاولة رأب هذا الصدع الذي انعكس إضمحلالا على الدين القويم، وتحول إلى خلاف وفرقة وصراع سياسي بتوالي العهود والسنين.
سوف لن نغوص عميقا في التاريخ ما قبل عصر التدوين، وسننطلق من آخر رسالة نزلت لا كدين جديد، بل كتصحيح للإنحراف الذي طال نفس الدين الذي إرتضاه الله لعباده كافة فسماهم “مسلميـن”، وأكد تعالى أن هناك دينين فقط لا غير، دين المسلمين ودين الكافرين، ومن يعتقد غير ذلك، فعليه أن يصحح إعتقاده، أو يأتينا بدليل من القرآن يدعم ما يقول.
حكــم الله.. بيـن أمــة الرســول ودولــة المسلميــن
لم ينزل القرآن زمن الرسول (ص) دفعة واحدة، بل على مدار أكثر من 20 سنة.. نزل متفرقا وجمع بعد وفاة الرسول في مدة تكاد توازي فترة نزوله.. وخلال فترة نزوله ومرحلة جمعه كان كل الحديث ينصب على كلام الله دون سواه.
سيرة النبي (ص) كما نعرفها اليوم، تم تحريرها بعد مرور قرن على تاريخ جمع القرآن وفق ما يستفاد من أول سيرة وضعها ابن إسحاق المتوفي سنة 150هـ /767م.. أما الأحاديث المتعلقة بأقوال وأعمال النبي، فلم تصنف بكيفية تجعلها في متناول القضاة والوعاض والمفتين إلا بعد مرور قرن آخر على تأليف السيرة.. هذا ما يقوله التاريخ.

والأسئلة التي يطرحها بالمناسبة عالم التاريخ والإديولوجيا عبد الله العروي في مؤلفه (الإصلاح والسنة) هي:

– أي نص كان الناس يقرأون بالفعل طوال الثلاثين سنة التي تلت الهجرة، لا في مساجد المدينة بل في غيرها من الأمصار البعيدة؟..
– وأي حديث كان يُروى من أقوال وأفعال النبي طوال القرن الأول، لا في دمشق أو مكة، بل في المناطق النائية الأخرى وصولا إلى الأندلس غربا وأندونيسيا شرقا؟..
– ثم على أي سند كان يعتمد الخلفاء والأمراء والقضاة طوال القرون الثلاثة الأولى في الفصل في النزاعات، الكبيرة والصغيرة، التي كانت تعرض بين المسلمين وغيرهم على طول وعرض مملكة توازي في مساحتها وعدد سكانها إمبراطورية الروم؟.. هل كانت هناك شريعة واحدة موحدة؟..
هناك أجوبة جاهزة تتوارثها الأجيال جيل بعد جيل، لكنها جميعها تمثل الرواية الرسمية على علاتها، مع أن دواعي الشك فيها كثيرة، مُلحّة، وصادمة.. لكن، من كان يجرأ على النقد في عصر الإستبداد الخفي دون أن يوسم بالكفر؟.. وهل “السنـة” التي هذا تاريخها تعتبر من ثوابت الدين؟.. لأنه في حال إقرارنا بذلك، فماذا نفعل بما يقوله القرآن إذن؟..
لكن السؤال الأهم الذي يجب طرحه اليوم هو: هل ظلت الأمة التي أسّسها الرسول (ص) مجتمعة على قلب رجل واحد بعد انتقاله إلى جوار ربه؟..
ألم تفترق “الجماعة” كما تُسمى في الثرات “السني” بدل “الأمة”، ولمّا تمضي ثلاثون سنة على وفاة النبي (ص) إلى ثلاث فرق متصارعة متناحرة متقاتلة حول من يحق له حكم المسلمين باسم الله؟.. وهل حكم الله يعني حكم الجماعة أم حكم الواحد؟.. وفي حال كان الحاكم بأمره “الواحد” مستبدا، فهل ينسب ذلك إلى الله سبحانه وتعالى بما أن الحكم يصدر بإسمه؟..
من كانوا يقولون بأحقية أن تحكم “جماعة” المسلمين باسم الله هم الخوارج الرافضون لكل قيادة وضبط وترويض.. ومن كانوا يقولون بضرورة أن تحكم باسم الله فئة الأخيار من أشراف قريش هم أصحاب النفوذ والحنكة السياسية الذين عرّفهم القرآن بـ”المؤلفة قلوبهم”، لأنهم لم يعتنقوا الإسلام إلا في آخر مرحلة.. ومن كانوا يقولون بتوريث سلطة النبي، الروحية والسياسية، داخل نفس البيت وحسب العرف الذي كان سائدا هم شيعة علي عليه السلام.
وبانتصار أشراف مكة الذين كانت لهم الغلبة بسلطة الجاه والمال، فُرض على المسلمين نوع من الفهم المغلق للنص، وعلى هذا الأساس تم وضع اللبنة الأولى لما أصبح يعرف اليوم بـ”السنة”، فعارضهم خصومهم في السياسة بفهم مخالف لفهمهم، وبسنة تختلف عن سنتهم، إستنادا إلى نفس الأساس الذي اتخذ من تأويل القرآن وتفسير الحديث منظومة دوغمائية تطورت بآلية ما عرف حينها بـ”علم الكلام”، الذي كان ينطلق من نظرة سياسية تبحث لها عن شرعية دينية في النص من قرآن وحديث، بهدف دحض مقولة الخصوم وإبطال حجتهم.
بدأ هذا الصراع بين المعتزلة وأهل السنة والجماعة، ووصل حد تكفير الخصوم، ولم يفلح الأشاعرة في رأب الصدع بين الفريقين من مدخل “الإعتدال” وتحريم تكفير المسلمين.. ففتحت أبواب جحيم الحروب الدينية منذئذ ولا تزال إلى اليوم، لأن الصراع الفكري بين الديني والسياسي لم يحسم بعد.
لكن ماذا لو كان العكس هو الذي حصل، بحيث يتم الإنطلاق من فهم النص أولا ثم وضع منظومة ثقافية دينية موحدة ونظام سياسي إسلامي متفق عليه بين الجميع؟.. هذا سؤال إفتراضي يرفضه علم التاريخ الذي يقول، أنه في كل الأحوال، الإختلاف كان سيكون قدرا محتوما، لأن تسخير الدين في السياسة لا يمكن أن ينتج فهما صحيحا للدين ولا تطبيقا سليما للسياسة بالفضيلة.. ونتيجة ذلك، نحن نعيش اليوم تداعيات هذا الإختلاف الذي تحول إلى خلاف فولّـد الكوارث والويلات.
الواقع باعتباره المحك الحقيقي لكل تجربة يقول، أن هذا ما حصل بالفعل ولا يزال وسيستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. لأن الحاضر هو ابن الماضي، والمستقبل لا يمكن أن يكون أفضل إذا لم يتغير الحاضر واستمر المسلمون في إجترار نفس أخطاء الماضي، مُصرّين على إستنسخاها في الحاضر بعيدا عن منطق العقل وظروف العصر..
هذا علما، أن الله خلق الناس وأرادهم أن يكونوا مختلفين إلا في ثوابت الدين، لأن الإختلاف في عالم المتناقضات هو سر التجربة الإنسانية، في حين أن الإختلاف في ثوابت الدين وفق نصوص القرآن يعتبر منبوذا ويؤدي إلى الهلاك، غير ذلك، وخصوصا في مجال السياسة، فأمر محمود ومطلوب ويشكل غنى للتجربة الإنسانية.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا على ضوء ما سلف هو: – أين أخطأ المسلمون بالتحديد؟..

لأنه، إذا كانت السنة وفق المنهج القرآني والعقلاني تعني إتباع الرسول الكريم (ص)، فالإتباع كان يجب أن لا يكون في السياسة، لأن الرسول (ص) لم يبعثه الله لإقامة دولة كما يروج لذلك المُزوّرون، بل أمــة، هذا أولا.. وثانيا، لأن ما أرادنا الله تعالى أن نفهم لنكون أحسن أمة أخرجت للناس كما قال عنا زمن الوحي، هو باتباع رسوله الكريم في مسألة فضيلة الأخلاق تحديدا، باعتباره النموذج الأعظم في تاريخ البشرية في هذا المجال، لقوله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم)، وقول الرسول الكريم (ص) عن مُهمّته: (بُعتث لأتمّم مكارم الأخلاق).
هذا ما لم يرغب المسلمون في التركيز عليه لأسباب سياسية بحثة، فجاء علماء غير مسلمين ليؤكدوا هذه الحقيقة الخالدة، كالعالم الفلكي المرموق في وكالة نازا الأمريكية الذي صنف في كتابه «الخالدون المائة» نبي الرحمة كأول شخصية خالدة عرفتها الإنسانية.. وبالرغم من أننا نفتخر اليوم بهذه الحقيقة، لكننا نرفض أن نتبع سنة هذا الرجل العظيم فيما بعثه الله به من مكارم الأخلاق.
أكثر من ذلك، هناك مستشرقون كبار، وبرغم طغيان الأفكار الاستعمارية للعالم العربي والإسلامي في تفكيرهم وكتاباتهم، إلا أن المنصفين منهم، وهم كثر لا يسع المقام هنا لذكرهم، أعجبوا بمحمد (ص) أشد الإعجاب، حيث وجدوا في شخصيته الفريدة ما لم يجدوه في شخصيات عظماء امتلأ التاريخ الإنساني بالحديث عنهم إكبارا وتقديرا..
فمن باب أولى أن نعيد تعريف من هو المسلم الحقيق أكان “سنيا” أو “شيعيا” أو غير ذلك، إنطلاقا من أرضية أخلاق الرسول الأعظم (ص) الذي بعثه الله رحمة للعالمين بشهادة القرآن، والتي مثلت بالنسبة للأمة قديما وحديثا المعيار الموضوعي للحكم على الناس بمقياس الأفعال والسلوك والممارسات، لا الأقوال المُنمّقة والخطابات الخشبية الرنّانة التي لا تعني ما تقول ولا تعدو أن تكون مجرد إعلانات لنوايا سرعان ما تصطدم بجدار الواقع العنيد.. لأنها الطريقة الوحيدة لمعرفة مدى إلتزامهم بدينهم وأخلاق رسولهم الكريم من عدمه.. وما سواها كذب ودجل وتزوير وتحوير وتضليل.
هذا يعني أن إنهيار المفاهيم هو السبب الرئيس لما نحن فيه اليوم من إنهيار وخراب وضياع.. لأنه إذا كان المسلم وفق التعريف القرآني الدقيق هو من وجّه وجهه لله رب العالمين، وآمن باليوم الآخر، وعمل صالحا يرضاه، فإن كل الأمم من نوح إلى محمد هبوطا (عليهم السلام) كانوا مسلمين بشهادة القرآن نفسه، لأن محمد (ص) لم يأتي بدين جديد إسمه “الإسلام”، بل جاء ليكمل للناس دينهم بمكارم الأخلاق تحديدا.. وإلا لما كان رحمة للعالمين كما وصفه تعالى.. وهذه هي أركان الإسلام الثلاثة التي حددها الحق لعابده، وهي أركان لا تتوافق مع أركان “الإسلام” الخمسة التي وضعها فقهاء بنو أمية وليس بينها ركن واحد يعطي للناس الحق في تقرير مصيرهم ومستقبل عيالهم، لأنها تضع رقبتهم بيد حاكم مستبد يدعي الحكم بسام الله ونيابة عنه، كما أنها تعتبر من مقتضيات الإيمان لا الإسلام، والفرق بين الإثنين لم يمارس الغوص في بحار القرآن بيّن جليّ، لأن الله ينتقي كلماته بما يليق به سبحانه من دقة ووضوح.
وإذا كان المؤمن، وفق التعريف القرآني أيضا، هو من آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وقضائه وقدره إيمان اليقين.. فالحديث هنا هو عن ترجمة هذا الإيمان الذي هو مرحلة متقدمة بعد الإسلام، من مجرد أقوال صامتة في النص المقدس إلى أفعال تنعكس إيجابا على حياة الناس في تجربتهم الأرضية.
وإذا كان الإحسان، وفق التعريف القرآني دائما، هو أرقى درجات التقرب إلى الله تعالى، والتي لا يبلغها إلا من وصل درجة من العرفان لا يبلغها إلا عباد الله المخلصين، فالأمر هنا لا يشمل الجميع، بل فقط ثلة قليلة من المجتهدين الذي قبلوا بخوض المغامرة المعرفية فكافأهم الله لصبرهم وإجتهادهم وسعيهم وإحتسابهم، فجعلهم من أوليائه المُقرّبين، وآذن بالحرب كل من عاداهم.
وبالتالي، فكل من يؤمن بالله يتبع دينه الذي إرتضاه للعالمين ويتخد لنفسه سبيلا يوصله إلى أعلى درجات الرقي نحو الكمال الإنساني، ليكون على الصورة التي أرادها الله له.. ومن يتخذ سبيلا إلى ربه، لا يمكنه أن يصعد في سلم الكمال من دون التخلق بأخلاق الرسول (ص)، التي هي مفتاح التغيير والرُقيّ.. وهذا هو معنى أن يكون الإنسان إنسانا كما أراده الله أن يكون..
وإذا أردنا رسم صورة واضحة للحاضر على ضوء معطيات هذا الماضي الحزين، نستطيع القول دون تردد، أن خوارج اليوم هم من يتبعون الفكر الوهابي الضّال والمُضلّل، بدليل أن هذا الفكر تحديدا هو الذي أنتج دواعش العصر من قاعدة وأخواتها.. وكل من يقول عن الوهابية أنها تمثل السنة، فهو من حيث يدري أو لا يدري، يضع ما يناهز 80% أو أكثر من المسلمين في خانة الفئة الضالة عن الصراط المستقيم والتي كانت تسمى قديما بـ”الخوارج”.. فهل السنة خوارج؟.. طبعا لا.
أما الشيعة، فنحن نعرفهم، هم قلة، ولا شأن لنا بما يعتقدون أو لا يعتقدون، لأننا لسنا قضاة لنحكم على إيمان الناس.. هذا من مجال إختصاص رب العالمين، ولا يحق لنا فرض الوصاية على إيمانهم.. لكننا، بحكم الأفعال والسلوك لا الأقوال فحسب، نستطيع الجزم، أنهم هم من رفعوا طوال التاريخ راية التوحيد والعدل مثل المعتزلة وتميزوا عنهم بالغوص في أعماق الفلسفة النبوية أو علم القلوب التي وضع أسسها الإمام علي كرم الله وجهه، واتصفوا بأخلاق الرسول الكريم وآل بيته الأطهار، وجعلوا من نصرة المظلومين والمستضعفين هدفهم قولا وفعلا، بدليل أنهم اليوم يدافعون عن فلسطين، ويحاربون الصهاينة، ويقفون في صف المظلومين، لا يساومون على المبادىء، ولا يشترون بكلام الله ثمنا قليلا، ولا يحاربون المسلمين، إلآ إذا اعتبرنا التكفيريين المجرمين مسلمين.
وأكثر من هذا وذلك، أخلاقهم وتضحياتهم تجعلنا نخجل من أنفسنا حين نساوي مثلا بين الثورة الإيرانية المباركة قبل ثلاث عقود أو يزيد قليلا لتحرير إيران من سلطة الشاه العميل وهيمنة أمريكا، وثورة آل سعود اليهود قبل مائة عام لإحتلال شيه الجزيرة العربية والسيطرة على مقدسات المسلمين، أو نساوي بين السفاح الطاغية خليفة الخوارج المدعو البغدادي والمجاهد الكبير سماحة السيد حسن نصر الله في لبنان والسيد عبد الملك الحوثي في اليمن.. لأن الجاهل وحده من لا يستطيع التفريق بين هذا وذاك بميزان الفضيلة والأخلاق التي هي عماد الدين.
ولا داعي للإسترسال في المقارنة التي قد تتطلب منا كتابة عشرات الصفحات، لكننا نكتفي هنا بالسؤال الذي تفرضه علينا اليوم طبيعة المرحلة: – أيّ المشروعين نجح في إعادة الإعتبار لأمة محمد في عالم يحكمه الإستكبار بالقوة والقهر؟..
مشروع إيران العلمي الذي أبهر الأمة والعالم أجمع وأنتج رجالا شرفاء بأخلاق عالية يقدمون الدماء ثمنا لتحرير الأمة وإنعتاقها وهضتها، أم مشروع السعودية الذي حارب القومية العربية بمعية الإنجليز زمن ناصر، وخرب دول وشعوب، وأشاع الجهل والتخلف والفساد والعمالة والخيانة، وحارب الإسلام السني الأشعري السمح والجميل بالمال الحرام وفقهاء النفاق ودعاة الجحيم، فقسّم الأمة وخرّب عقيدتها وشوه دينها وجعل المسلم يُنظر إليه كإرهابي في كل مطارات العالم؟.. ولا نتحدث عن ما فعل هذا النظام القروسطي الرجعي الظلامي بحلم الحرية والديمقراطية حين حوّل ربيع الشعوب إلى شتاء دامي حزين.. بشهادة ما حدث ويحدث في المغرب وتونس وليبيا ومصر واليمن والبحرين والعراق وسورية، وما يعد للجزائر أيضا.. ودعونا لا نتحدث عن فلسطين، فتلك قضية أخرى يطول شرحها.

لأنه إذا كان جوهر الإسلام يقوم على التوحيد والعدل، فأين التوحيد وأين العدل في كل إنجازات آل سعود اليهود؟..

اليوم نحن نشهد تحوّلا كبيرا في تاريخ هذه الأمة بفضل دم الشهداء وتضحيات الرجال وأخلاق الشرفاء في الأمة، شيعة وسنة وغيرهم ممّن لا يزالون ممسكون بالجمر ويرفضون الإستسلام.. الذين يحاربون الإستكبار والصهيونية والوهابية التكفيرية التي أنتجت لنا كل هذه الشرور وهذا الوضع المأساوي الذي نعيشه ونحاول أن ننقذ أبنائنا والأجيال القادمة من ويلاته..
وإذا كانت إيران تُتّهم اليوم بأنها تصدر الثورة الشيعية زورا وبهتانا، فحقيقة الأمر أن إيران لم تعتدي على أية دولة إسلامية، ولم تحارب أحدا من المسلمين، بل كل ما فعلته وتفعله بعد نجاح ثورتها المجيدة ونهضتها العلمية ومسيرتها التنموية الواعدة رغم جور الحصار وتكالب الأعراب، هو أنها ترفع شعار “هيهات منا الذلة” وتطبقه واقعا على الأرض، لأنها ثورة ضد الظلم والذل والإهانة العظيمة التي يعيشها المسلمون اليوم.. وهي ثورة مستوحاة من ثورة دم الحسين عليه السلام ضد سيف اليزيد وإقطاع بني أمية الذي يمثله طاغوت ألا سعود اليوم..
وبالمناسبة، ألا يحق لنا أن نسأل، لماذا لم نسمع أحدا في هذا العالم ينتقذ فرنسا التي كانت تقول أنها تصدر مبادىء ثورتها المجيدة “الحرية، العدالة، المساوات والإخاء”، في حين يقف الأعراب والمنافقين وأعداء الأمة ضد الثورة الإيرانية التي ترفع شعار “الحرية والعدل، ومقارعة الإستكبار ونصرة الشعوب المظلومة”؟..
وإذا كانت شعارات الثورة الفرنسية قد سقطت بسبب جشع وخبث وإجرام فرنسا التي تحولت إلى دولة إستعمارية بغيضة، فإن الثـورة الإسلاميـة المجيدة ستزهر بالدم الطاهر والأخلاق النبوية النبيلة، ضد الظلم والفساد والإقطاع والخديعة.. وستبقى ما بقيـت ذكـرى الحسيـن عليه السلام، الذي تحول في الوعي العام الإسلامي إلى رمز للتضحية والعطاء بلا حدود..
وهذا لا علاقة له بالتشيع أو بالتسنن، بل بالإسلام السمح المشرق الجميل.. فكن ما شأت أيها المسلم واكتسب فضيلة الأخلاق، وإلا.. سيطردك الواقع ويلغيك من مجال التجربة، وسيقول عنك التاريخ يوما أنك كنت غبيا، حين صدقت أن آل سعود اليهود يمثلون إسلام أهل السنة، والسنة منهم وممّن يُصدقهم ويتبع نهجهم الخبيث براء.
ما هو مطلوب منك إيها المسلم هو أن تتبع العقل والعدل وتتقي الله في خلقه، وهذا هو معنى أن تطيع الله ورسوله المسمى محمد بن عبد الله (صلعم)، أما من يلغي عقله ولا يتمسك بقرآنه المبين ويتبع نبي الوهابية الدجال محمد بن عبد الوهاب، فنهايته مجارير التاريخ العطنة، ومصيره بجوار كلاب الجحيم يوم الدين.
هذه دعوة لقراءة القرآن والتاريخ والواقع دون واسطة.. قراءة بريئة ومسؤولة بعيدا عن الأفكار المسبقة.. وبها نستطيع جميعا مواجهة الجهل والظلم والإستكبار، في عالم أصبح الإعلام يتحكم في عقولنا ويغوص عميقا في وعينا، لتحويلنا إلى كائنات مُشوهة، لا تستحق الحياة حتى على هامش الحضارة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عشاق سوريا الأسد :: السياسة :: مقالات سياسية-
انتقل الى:  
مواقع صديقة
 السنـة و الشيعـة.. خـلاف دينـي أم جـرح سياسـي مفتـوح؟.. Uousuu10>