كفانا ظلماً لأنفسنا بإسم الإمام الحسين (ع)محمود هزيمة – خاص الخبر برس
بعض المشاهد التي تُعرض على الملأ وتصل حد الإشمئزاز من طريقة التعبير عن حب الإمام المظلوم، خاصةً التطبير وضرب الأجساد بالسلاسل والسير على الجمر والزحف وما إلى ذلك في الإفراط اللامعقول تعبيراً عن حب الحسين (ع) خاصةً أمام وسائل الإعلام حيث يتلقاها العدو والصديق على أننا عشاق دم.
لستُ هنا في موقع الرد على أحدٍ أو الإعتراض على فتوى معينة يرى المرجع الفلاني أنها حلال وآخر يُقرُ بحرمتها، ولا أسمحُ لنفسي التَّطاول على أي مرجعيةٍ لها عندي كل تبجيلٍ واحترام.
لا نختلف أن مأساة الحسين (ع) هي الأولى على صعيد الظلم والحزن المتجدد منذُ ألفٍ وأربعمائة عام، وأنَّ الثوابت من أجلها ستبقى حتى قيام الساعة، وتلك معجزة من معجزات ثورته (ع) التي لم ولن يحصل عليها أحد على مرّ العصور، نبكي كل يوم ونلطم رؤسنا حزناً على مصاب أهل بيت النبوة في عاشوراء، لكن ماذا يعني أن نضرب أنفسنا بالجنازير؟ وأن نسير على الجمر؟
وأن ” نشجَّ” رؤوسنا ونمارس التطبير بشكلٍ يصورنا أكثر قُرباً لحب الدماء من القتلة لا من سيد شباب أهل الجنة، ماذا نرتكبُ بحق أطفالنا الذين يغرقون بدمائهم ليصرخوا حيدر؟ منهم لا يحتمل تلك الضربة ونضحك على أنفسنا أن عملنا هو لأجل الحسين (ع).
من أعطانا الحق في ضرب أطفالنا على رؤوسهم او زرع تلك المشاهد المقززة في عقول الأجيال القادمة؟
يا من تسير على الجمر أمام وسائل الإعلام حتى تُثبت حبك لآل بيت النبوة الأطهار، هل ساعدت معاقاً يحتاج لقدمٍ صناعي؟
هل أقمت مدرسة علمت فيها تلاميذك أخلاق الحسين وآله؟
هل أصلحت أرضاً في مكانٍ ما سيأكلُ منها صاحب حاجةٍ أو رب عائلةٍ ليفرح منك الحسين (ع)؟
هل قال لك الحسين أغرق نفسك في الدماء حتى تلقاني؟
وهو الذي أحل اصحابه من عهدهم له بالموت بين يديه وخشي عليهم سفك دمائهم بسببه قائلا: اني والله لا اعلم اصحابا اوفى منكم، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ولينجُ كل واحد بنفسه فان القوم يريدونني أنا، وفضل وجودهم مع عائلاتهم على الجهاد بين يديه.
لم يقل سر على الجمر ودمر بيتك وعائلتك نتيجة إصابتك بحروقٍ قد لا تشفى منها؟
هل طلب منك الحسين (ع) أن تزوره زاحفاً؟؟
الله جل شأنه لم يأمر عباده بالزحف لعبادته هل يرضى سيد الشهداء بهذا؟
تعالوا لنكون حضاريين في حب المقتول بكربلاء ، فبدل التطبير وشجّ الرأس بسيفٍ إستعمله قبلك العشرات دون أي مراعاةٍ للأمراض والعدوى، إقرأ قول الله في كتابه العزيز (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) .
إذهب إلى مركزٍ صحيٍ وقدم وحدة دم لمحتاجٍ سيفرحُ منك جرحى الطّف وتنال أجراً قال فيه جل من قائل “مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ”.
كربلاء الحسين والشهادة صارت محط أنظار الكون بغالبية ساكنيه، لا تجعلوها مشاهد رعبٍ ودماء.
الحسين قتل لنبقى مرفوعي الرأس لا زاحفين..
الحسين إفتدانا برأسه المقطوع حتى لا نجرح رؤوسنا.
الحسين افتدانا بجسده المزروع بالسهام وقدم أولاده قائلاً أرضيت يا رب خذ حتى ترضى.
الحسين الذي صرخ هيهات منا الذلة يريدنا أعزاء.
أوقفوا التطبير حتى تشعرَ بطلة كربلاء أن ما قدمه الحسينُ لأجلنا لا زال يزلزلُ كل شمرٍ ويزيد.
روحي لتراب نعليك فداء يا سيدي وكل عامٍ سنجدد لك الوعد “لبيك يا حسين”.
*مقالات الخبر برس