“القوة الناعمة” في “داعش”

“القوة الناعمة” في “داعش”

29 أكتوبر 2014

يهلّلن لعمليات قطع الرؤوس، ويدافعن عن الاغتصاب واستعباد النساء، ويتقن إلى إحياء التقاليد القمعية التي تعود لعقود خلت، والقيود التي تكافح أخوات لهن في العالم الإسلامي للتحرّر منها.
تشكّل مئات النساء المسلمات من دول غربية، واللواتي توجّهن إلى سوريا للزواج من مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش”، “القوة الناعمة” للتنظيم الذي استخدم وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تجنيد الأفراد، وتصوير نفسه على أنه يعيد إحياء الدولة الإسلامية العادلة والمحقّة التي يطمح إليها كثير من المسلمين.
وصلت أم معاوية، التي تغرّد عبر “تويتر” باللغة الإنكليزية ما يرجّح أنها بريطانية، حديثاً إلى الرقة، عاصمة “دولة الخلافة” التي أنشأها التنظيم. وعلى الرغم من الغارات الجوية التي يقودها التحالف الدولي ضدّ “داعش”، أشارت في تغريدة في الثامن من الشهر الحالي، إلى أنها وصلت أخيراً إلى “دار الإسلام”، وحضّت الآخرين على الالتحاق بها طالما أن الفرصة سانحة لذلك.
وكتبت:” أشعر أنني لا أزال أعيش في الغرب. أنا محاطة بعدد كبير من البريطانيين والأوروبيين. إنه أمر لا يصدّق”.
بعد أيام قليلة من وصولها، شهدت أم معاوية غارة جوية للتحالف على المدينة. وغرّدت قائلة:” شهدت أول غارة للكفّار على الرقّة. أحمد الله أنها لم تسفر عن ضحايا، بل هدر للمزيد من المال الحرام”.
تعتبر مديرة مكتب “الحوار الاستراتيجي” في لندن ساشا هافليسك أن هؤلاء النسوة و”أتباعهنّ الالكترونيات” في دولهن يمثّلن “الثقافة الجهادية الفئوية” التي يسهّل الإنترنت انتشارها. وترى أن تجنيد هؤلاء النساء “إستراتيجية مفيدة في الحرب المعنوية التي يقودها التنظيم، لأنهن اخترن نمط الحياة هذا وفضلنه على الحرية التي يتمتّعن بها في الغرب”.
تستعمل معظم “الجهاديات”، التي تتراوح أعمارهن بين 15 و22 عاماً، وسائل التواصل الاجتماعي، كمواقع “تويتر”، “تمبلر”، وخدمة “كيك” للرسائل النصيّة، لتبادل المشورة حول كيفية الوصول إلى سوريا للاحتفال بانجازات التنظيم، وتقديم الملاحظات حول أسلوب حياتهن.
تتوق تلك النسوة إلى أسلوب حياة المسلمين الأوائل، لكنّهن يعبّرن عن مشاعرهن بلغة الانترنت العامية وكتابة المصطلحات الدينية العربية بالأحرف الانكليزية، الأمر الذي تصفه هافليسك بـ”الثقافة الجهادية العصرية”.
تُعرّف مهاجرة أمة الله عن نفسها عبر موقع “تويتر”، على أنها “مجرد مهاجرة، زوجة وأم لديها القدرة على الولوج إلى الانترنت. لا أمثل تهديداً على الأمن القومي”.
في تغريدة أخرى، تعرض صورة لها كـ”ربة منزل قنوعة”، وتكتب: “ما شاء الله، السماء زرقاء صافية في الرقّة اليوم. سأغسل الثياب”. وإلى جانب صور الليمون والموز في أسواق الرقة، تمدح مسلّحي “داعش” الذين تصفهم بـ”الرجال “الحقيقيين على عكس قوات العدو. ينامون وعيونهم مفتوحة”.
ورداً على الانتقادات حول استعباد أسرى الحرب لدى “داعش”، ترى أم حسين البريطانية، التي تفيد الصحافة الإنكليزية بأنها سالي جونز (45 عاماً)، وهي مغنية اعتنقت الإسلام، في تغريدة بتاريخ 13 تشرين الأول الماضي أن “استعباد الكافرات عبادة”.
يقول الخبراء أن 60 إمرأة بريطانية على الأقل التحقن بتنظيم “داعش”، إضافة إلى النساء السويديات والفرنسيات والبلجيكيات والكنديات والأميركيات. وتقول التقارير إن النساء البريطانيات التحقن بـ”كتيبة الخنساء” المكلّفة بإنفاذ الأحكام الشرعية المتعلّقة المرأة في الرقّة.
وعلى الإنترنت أيضاً، تسعى “الجهاديات” إلى فرض قواعد أخلاقية. إذ يفضح الحساب الالكتروني على “تويتر” “@irhabbyukhts“، أي “الأخوات الإرهابيات”، “الجهاديين” الرجال الذين يغازلون الفتيات على الشبكة العنكبوتية، ويحذّر قائلاً:” يا أخوات، لا يمكن معرفة دين شخص ما وأخلاقه على تويتر. لا تنخدعن، فالشيطان لا يغفل أحداً”.
عن “فايننشال تايمز” بتصرّف
ترجمة: نغم أسعد

السفير

» الانترنت المحمول".. مشروع الحرب الأمريكية الناعمة الجديد على إيران والمنطقة
» ويكيلكس ...والحرب الناعمة ...بقلم : عفيف دلا
» ثالوث الحرب الناعمة: النفط و«إسرائيل» والإسلام
» فوز أوباما.. استمرار للحرب الناعمة بروح عسكرية
» مؤتمر عدم الانحياز ...القوة الثالثة ..د. نسيب حطيط