نشر «وثائق ومحاضر» إجتماعات المعارضة السورية في مصر: المخابرات الفلسطينية دعمت تيار التغيير وهذا ما فعله اخوان سورياأكد مدير الامن الخارجي في المخابرات الفلسطينية “مأمون رشيد”، لتيار التغيير الوطني السوري “تضامن السلطة الفلسطينية” مع التيار وأعضائه، خلال تواجده ضمن اجتماعهم الاول في العاصمة المصرية القاهرة خلال آذار من العام الماضي، وفقا لعدد من الوثائق الداخلية في جماعة الاخوان المسلمين، والتي حصلت عليها “رأي اليوم”.
وظهر من خلال “محضر اجتماع للتيار” وثقته الجماعة في القاهرة، توجها مباشرا لأعضاء التيار لمقاومة وجود “جماعة الاخوان المسلمين” السورية على ساحات المعارضة، إذ بدا تأييد الناشط العلوي في التيار “وحيد صقر” لصبغ التيار بصبغة “ليبرالية علمانية” كرد على الجماعة الاسلامية، في حين جاءت اجابة الناشط الآخر عمار القربي بكون “الاسلاميين لا يقاومون إلا بإسلاميين مثلهم”.
وعوّل القربي، وفقا للتقرير، على انشقاق سيحدث في صفوف الاخوان، يكون عامله “ملهم دروبي”، كما انه “سوّق كثيرا” لفكرة وجود خلاف داخلي “شديد” بين محمد فاروق طيفور ابو بشير واحمد رمضان وهما من أبرز قيادات التيار.
وورد في التقرير ايضا تقييم للعلاقة التي بدت بين مأمون رشيد من المخابرات الفلسطينية، ووحيد صقر، إذ يسكنان في المجمع ذاته كما يستشير الاخير رشيد كثيرا ويأخذ بنصائحه.
ويؤكد التقرير على كون عمار قربي واخرون زاروا الشيخ صهيب الشامي، في منزله في مصر عارضين عليه الانضمام ليكون جزءا من التيار ويساعدهم على اقامة مكاتب لهم في حلب وادلب وغيرها، وان الاخير ابدى “موافقة ظاهرية”.
التيار اليوم لديه مكتب في روسيا وبلغاريا وتركيا ومصر ولندن، ويحضر الاول لزيارة قريبة جدا لعمار القربي بدعوة من مسؤول روسي كبير.
واورد التقرير ان القربي تواصل مع “اسعد مصطفى” محافظ حماة السابق، واتفق معه على ان يكون اثنان من التيار في حكومته الانتقالية، وأن شخصا حمل رسالة لاجتماع الشخصيات المنشقة في الدوحة أكد على دعم التيار لترشيح اسعد مصطفى بدلا من رياض حجاب أو اي احد اخر.
التقرير عن اجتماع القاهرة، أكد على اتفاق الحضور على اقامة مؤتمر لاحق ببلغاريا (في الشهر العاشر) حيث قابلوا السفير الاسرائيلي هناك، وعملوا على اقامة مكتب للتيار للتواصل معه، وفقا للمحضر ذاته.
واختار المجتمعون وفقا للمحضر الذي تحتفظ بنسخته “رأي اليوم” وفدا يلتقي مسئولين إماراتيين حيث كانت أبو ظبي قد حذرت مبكرا من دور الأخوان في المعادلة السورية على جبهات المعارضة، ليضم هذا الوفد الناشطون “عمار قُربي، سِما عبد ربه، محمد كركوتي، وشادي الخش”، الأمر الذي ينظمه لهم المصري المنشق عن جماعة الاخوان “ثروت الخرباوي” كونه مستشارا لشؤون الحركات الاسلامية هناك، والمكلف بالملف السوري.
الناشطون في الاجتماع قرروا “وقف تقديم المساعدات” لناشطي الداخل السوري، وأن لا تعود “المساعدات” كأساس للتواصل مع الاخيرين، كما قرروا توسيع نشاط التيار في أوروبا، واستحداثَ مكتبٍ للتنسيق في اسطنبول يرأسه الشيخ السوري “عبد الجليل السعيد”.
وبدى وجود تضارب في الاراء بين عمار القربي المهتم بانضمام “عبد الجليل السعيد”، وبين الشيعي شادي الخش والعلوي صقر الذين بديا متحفظين على شخص السعيد.
واقترح الموجودون خطة لبدء المكتب في عاصمة أوروبية لمكافحة نشاط الاخوان المسلمين هناك ومحاربتهم عبر جريدة باسم “التيار”، إلى جانب اقرارهم لاشتراكات مالية داخل التيار حسب كل دولة وعملها
**
وأظهرت مراسلات داخل جماعة الاخوان المسلمين السورية بين نائب المراقب العام للجماعة علي عيسى الملقب بـ “أبي انس البيانوني” لأمانة سر مجلس الشورى، تحرّ واسع عن “وحيد صقر”، الامر الذي برز خلاله اتهامات حول “عدم نزاهة صقر وطائفيته” من كذب وتلفيق ومشاكل من وزن “سرقة وابتزاز″ يقوم بها المذكور، إلى جانب تشكيك بمؤهلاته العلمية، كما برز عمله مع “رفعت الاسد” ومساعدته على تهريبه عام 1997 كواحدة من مثالبه.
المراسلات الواردة إلى الجماعة عن التيار والتي مصدرها الناشط باسل حفار والمؤرخة بـ 19-4- 2013 الماضي، أكدت أيضا على حصول اجتماعات منفصلة في الاردن ولبنان، إذ اجتمع ممثلي عمار القربي مع ممثلين لوزير المصالحة الوطنية في حكومة الاسد علي حيدر في لبنان، بينما اجتمع ممثلي الاخير مع ممثلين عن وحيد صقر في الاردن، وتم تنسيق مختلف الاجتماعات عن طريق الناشطين ميشيل كيلو وكمال اللبواني.
وطلب ممثلو النظام السوري في الاجتماعات، وفقا لرسالة حفار، تشكيل جسم لاعلان رسمي للحوار مع النظام في روسيا أو جنيف وربما دبي.
ووفقا لحفار فإن لقاء الاردن، الذي ضم ممثلي القيادي في التيار وحيد صقر، تم فيه عرض اغراءات مالية كبيرة على المذكور لقيادة مشروع التيار في حال تراجع عمار القربي عن ذلك، وهو ما بدا رجل الاعمال “صبحي قطرميز″ من اكثر الاشخاص المتلهفين لدعمه.
وجاء رد أمين سر القيادة في جماعة الاخوان المسلمين محمد بسام يوسف لحفار، يؤكد على ان جملة من اعضاء التيار وهم “صقر، وقربي، وكمال اللبواني ووليد البني وكاترين التلي”، “عملاء مدسوسون على المعارضة السورية وستبدي لك الايام ما كان خافيا”، بينما تساءل نائب المراقب العام حسان الصفدي عن مدى ثقة حفار بمصدر معلوماته، وهو ما اجاب عليه الاخير بكونه “ليس لديه ما يؤكدها” إلا انه واثق من مصدره.
*رأي اليومk.dpuf