بين الحقيقة والخيال.. الغاء التربية الدينية من منهاج التعليم السوريرواد أبو حمرا – خاص الخبر برس
على قاعدة “بدل ان تلعن الظلام اشعل شمعة” اطلقت الاعلامية السورية ماغي خزام حملة “استبدال مادة التربية الدينية بالتربية الانسانية والاخلاق” في المنهاج الدراسي السوري.
وخلال ايام لا تعدو اصابع الكف توافد المئات لمباركة هذه الشمعة التي ستلعن الظلام وتبدده فيما لو قدر لها النجاح، هذه الحملة الفيسبوكية شقت طريقها الى الارض بسرعة حيث بوركت من قبل شخصيات دينية مسلمة ومسيحية وعلى رأسهم مفتي الديار السورية بدر الدين حسون
وهذا ما اوردته ماغي في صفحتها مضيفة انه تم توكيل محامي لتولي المسألة القانونية.
تقوم الحملة على جمع اسماء مناصريها وارقامهم الوطنية عبر بريد صفحة ماغي، ليتم ارسالها الى مجلس الشعب السوري وكي يتم تنفيذها فور حصول الموافقة عليها، والجميل هذه الحملة ان المعارضيين والمواليين السوريين شاركوا بها على حد سواء، وارسلو ارقامهم الوطنية
كما يظهر جليا حضورهم وتأييدهم للحملة في الايفنت الذي اطلقته ماغي قبل افتتاح “صفحة فانز”.
هذا يدل على رغبة عارمة في صدور السوريين على التآخي وابقاء الدين في مقامه الرفيع بعيدا عن ايدي مستغليه في التحريض وسفك الدماء
والتفرقة بين ابناء الشعب الواحد والانسانية الواحدة التي لا تقبل التجزيء اطلاقا، الا في عقول من انتعلوا اخلاقهم ليصلوا الى قمم لا جدوى من الوصول لها.
يذكر ان الطفل السوري يذوق طعم العنصرية في الصف الرابع الابتدائي حيث يتم فصل التلاميذ في حصة الديانة عبر اخراج الطلاب المسيحيين خارج القاعة ليتم تلقين الدرس للاطفال، ومن اجل القضاء على هذه الظاهرة التي تترفع عنها الانسانية أُطلقت هذه الحملة في بلد جريح منكوب يُستغل به الدين للتفريق، بعدما كان رمزا للتآخي قبل عقود حيث كان الدرزي سلطان الاطرش والعلوي صالح العلي والسني ابراهيم هنانو يصارعون معا من اجل دحر المعتدي دون تفريق والمسيحي فارس الخوري في مجلس الامن جالسا على كرسي المندوب الفرنسي يحدق بساعته
تاركا المندوب الفرنسي يشتاط غضبا لازاحته عن الكرسي، لينهض بعدها فارس بيك ويقول للمندوب الفرنسي عبارته الشهيرة: سعادة السفير جلست على مقعدك لمدة خمس وعشرين دقيقة فكدت تقتلني غضبا وحنقا، سوريا استحملت سفالة جنودكم خمس وعشرين سنة، وآن لها ان تستقل.
في هذه الجلسة نالت سوريا استقلالها.. وفي مثل هذا اليوم من عام 1946، تم جلاء آخر جندي فرنسي عن أرض سوريا.
هذه ليست احلام هذه حقائق تاريخية يريد السوريين استرجاعها والعيش بها، فهل هذه الحملة هي الدرجة الاولى في سلم الصعود نحو سوريا المحبة.. نتمنى ذلك.
*مقالات الخبر برس