السعودية تسحب يدها: نقاشات داخل الأسرة الحاكمة، لا وجود لمعارضة سورية معتدلة يمكن الإعتماد عليهاإعلان جون كيري يوم 11/9 في الرياض بأن المملكة العربية السعودية على استعداد لاستضافة معسكرات لتدريب مقاتلين بالمعارضة السورية المعتدلة، أثار جدالا داخل الأسرة الحاكمة في السعودية، يطالب بالتفكير مليا قبل تنفيذ هذه الخطوة.
الكثير من المسؤولين السعوديين أصبحوا على قناعة تامة بضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا وأنه لا بد من الخروج من هذه الدوامة.
ورغم إجماع السعوديين على كره الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنهم لا يريدون انتكاسة في المفاوضات السعودية الإيرانية بعد أن قطعت شوطا كبيرا هذا إلى جانب قناعات الكثيرين منهم بأن لا وجود لمعارضة معتدلة داخل سوريا يمكن الاعتماد عليها.
فالثقل العسكري كله للتنظيمات الإرهابية وأن ما يسمى بالجيش الحر الذي انطلق في بداية الأحداث قد انخرط الآن إما في صفوف داعش أو في جبهة النصرة “القاعدة” أو الجبهة الإسلامية وأن الجيش الحر قد انتهى به الأمر إلى جماعات صغيرة لا تنسيق بينها مما نتج عنه استقالات وانشقاقات وتغييرات واسعة داخل المجلس العسكري للجيش الحر.
كما فشلت السعودية في تحييد موقف الجبهة الإسلامية من التحالف بالرغم من أنها هي التي رعت تشكيلها وزودتها بالمال والسلاح.
وأعلنت الجبهة الإسلامية بصراحة وبقوة أنها ستتصدى لقوات التحالف متحدية بذلك قرار اشتراك العربية السعودية في تلك القوات وأن الجبهة ستفتح تنسيقا مباشرا مع داعش وجبهة النصرة بل إنها قد اتخذت قرارا بوقف القتال الداخلي مع داعش ما يعني أن التأثير السعودي على الجبهة الإسلامية قد انتهى.
وأبلغ الأمير خالد بن بندر رئيس الاستخبارات السعودي خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن أي مقاتل سوري سيدخل الأراضي السعودية هو في النهاية من التيارات الجهادية الإسلامية فلا وجود لأي قوى وطنية أو ديمقراطية معتدلة مسلحة داخل الأراضي السورية.
وقال الأمير خالد إن السماح بدخول سوريين إلى الأراضي السعودية من أجل التدريب والتجهيز هو خطر سيهدد الأمن الداخلي السعودي ولا بد من مراعاة ذلك باهتمام كبير.
إضافة إلى ذلك يرى الأمير خالد بن بندر أن فتح معسكرات للسوريين في السعودية سيستفز الإيرانيين الذين ربما سيدفعون بالحوثيين لتعقيد الموقف بين السعودية واليمن بعد أن أصبح الحوثيون قوة لا يستهان.
وبالرغم من أن السعوديين وحتى هذه اللحظة قد أبلغوا للجانب الأميركي استعدادهم لتنفيذ إعلان كيري بتدريب مقاتلين سوريين إلا أنهم لم يحسموا قرارهم بشكل نهائي.