فيلم مسئ فاستثارة مشاعر الغضب في الشارع الاسلامي فدماء أميركية تراق، الشق الأخير كان الشغل الشاغل للولايات المتحدة ومصدر غضبها، وتفادياً من تبعات احمرار عين الإدارة الأميركية على عدد من الأنظمة العربية كقطع امدادات النفط العربي وصادرات سلاحها الصدئ، سارعت هذه الأنظمة لشجب وادانة استنكار المسلمين على فيلم "براءة المسلمين"، بدلاً من مواكبة الغضب الشعبي بأداء سياسي مستنكر لإهانة خاتم الأنبياء.
حيث أكد مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أنه يجب علينا أن نستنكر الفيلم الأميركي المسيء للنبي(صلى الله عليه وآله) دون غضب مضيفا أن الفيلم "لن يضر الرسول والإسلام". وشدد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في بيان له "على أن استنكار المسلمين لهذه المحاولة الإجرامية يجب أن يكون وفق ما شرعه الله عز وجل في كتابه وسنة رسوله"، مشددا على انه لا" يجرهم (المسلمون) الحنق والغضب إلى أن يتجاوزوا المشروع إلى الممنوع فيكونوا بذلك قد حققوا بعض أهداف هذا الفيلم المسيء من حيث لا يشعرون". وحرم مفتي عام السعودية "أن يأخذوا( المسلمون) البريء بجريرة المجرم الآثم ويعتدوا على معصوم الدم والمال أو يتعرضوا للمنشآت العامة بالحرق والهدم".
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي اعتقلت فيه قوات الأمن السعودية، عددًا من المتظاهرين المحتجين على الفيلم المسئ للرسول الكريم، والذين تجمعوا في "بريدة". وكان عشرات المتظاهرين قد تجمعوا أمام "ماكدونالدز" قرب شارع الملك عبد الله، حيث غابت قوات الأمن في البداية لكن مع بدء توافد المتظاهرون، بدأت قوات الطوارئ في محاصرة المسيرة وألقت القبض على عدد من المحتجين.
ومع اندلاع التظاهرات في جميع الدول الاسلامية والعربية، في مليونيات "نصرة الرسول (صلى الله عليه وآله)"، إلا ان القوات السعودية كان لها رأي آخر، حيث اعتقلت المتظاهرين بتهمة "نصرة الرسول (صلى الله عليه وآله)". وأثار هذا حفيظة المئات على "تويتر" الذي اتهموا النظام السعودي بالوقوف دون نصرة الرسول، حيث كتب أحدهم تعليقَا قال فيه: "سيشهد التاريخ أن السعودية سحبت سفيرها من مصر احتجاجًا على إهانة الملك «عبد الله» ولم تسحبه من أميركا احتجاجًا على إهانة رسول الله (صلى الله عليه وآله)".
من جهته، برَّأ الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمود حسين، الإدارة الأمريكية من الضلوع في إنتاج الفيلم المسيئ للإسلام وللرسول محمد.
وقال حسين، في مقابلة مع فضائية (صدى البلد) المصرية، "لا أعتقد أن أمريكا ولا الإدارة الأمريكية وراء هذا الفيلم لأنهما لا يفكران في إحداث هذا الإرباك لأنفسهم".
وأضاف "ربما يكون اللوبي اليهودي في أمريكا هو الضالع في إنتاج الفيلم كي يصنع ضغطاً على الإدارة الأمريكية ويزج بالموضوع ليضمن ولاء الرئيس الأميركي الذي يحتاج دائماً إلى ذلك اللوبي في الانتخابات".
ورأى حسين أن محاولات تشويه التظاهرات كانت ضمن محاولات من رموز الأنظمة السابقة لإفساد المشهد الثوري في الدول العربية، لتصدير الصورة للغرب بأن ثورات الربيع العربي قام بها "غوغاء"، وأنها تعبر عن الإرهاب والعنف بدليل رفع الأعلام السوداء، خاصة أن ما حدث في مصر أتى قبل زيارة الرئيس (المصري) محمد مرسي إلى أوروبا وأمريكا.
وتماشيا مع الموقف الرسمي للنظام السعودي ردت صحيفة الرياض السعودية على الحتجين على ما وصفته بالعمل الفني وقالتفي افتتاحيتها بقلم رئيس تحريرها "تركي السديري" أن ما يحدث في العالم العربي من اقتحام السفارات والقنصليات الأمريكية في مصر وليبيا وتونس والخرطوم واليمن هي أعمال"خاطئة".
وأضافت الصحيفة: "هل الاعتراض على عمل "فني" في أمريكا، مع أن من فعلوه شرقيون بهوية تجنس أمريكية، يصح أن يتجاوز تعبير الرأي والموقف إلى الاعتداء على السفارات الأمريكية، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تمت ممارسة النهب في أكثر من سفارة أمريكية - وبالذات في تونس - حسب الصور التي تكاثرت في النت.. ثم في ليبيا كيف يتم قتل السفير".
ودعت صحيفة الرياض إلى صدور قرارات في العالم العربي بحظر التظاهرات وطالبة بدور للإعلام، يصحح (حسب مزاعمها) هذه المفاهيم "الخاطئة"، التي تدعو الى اقتحام السفارات والقنصليات وقتل الدبلوماسيين الامريكيين وحرق ونهب محتوياها.
جدير بالذكر أن السعودية هي البلد العربي الوحيد التي منعت التظاهرات فيها على خلفية الاساءة للنبي الكريم، بل واعتقلت المتظاهرين في بريدة والرياض، ولا يزال بعضهم معتقل حتى هذه اللحظة.
لم تكن الاساءة الى رسول الرحمة النبي محمد (ص) هي التي هزت مشايخ السعودية وإخوان مصر وإنما كان مقتل السفير الأميركي ومهاجمة سفارات الولايات المتحدة ، فالحرج الذي وجدت نفسها فيه الانظمة الرسمية لكل من السعودية ومصر وتونس من قبل محتجين خرجوا لنصرة نبيهم فهددوا المصالح الاميركية وزعزعوا الصورة التي تسعى هذه الأنظمة لاقناع الغرب فيها، بطمأنتهم إلى قدرتها على الامساك بغضب الشارع العربي، تماما كما كان الرؤساء المخلوعون يَسكتون عن الاهانة ويُخرسون شعوبهم.