هــل يُقتــل زهـران علـوش أم يَهــربالرجل الأربعيني من عمره “زهران عبدالله علوش” ابن مدينة دوما التي أنجبته في بداية السبعينات حيث يعتبر والده المرجع الأبرز للوهابية في دوما وريف دمشق عامةً وعلى خطى والده تربى زهران حيث أكمل دراسته الثانوية في دوما ثم سافر بعد ذلك بصحبة أبيه الى المملكة السعودية حيث أكمل علومه الدينيه في الجامعة الإسلامية ليتخرج منها وقد لُقم علوم السلفية الوهابية التكفيرية .
عندما عاد زهران إلى دوما بدأ بمحاولة نشر الأفكار التي تعلمها في الصالات السعودية فكانت المخابرات السورية له بالمرصاد حيث تم اعتقاله أكثر من مرة ليتعهد بإيقاف نشاطاته ليتم إطلاق سراحه وأقدم على أنشطة وتعاونات سرية أبرزها مع جبهة النصرة في العراق وكان على وشك إطلاق مجموعة تتبع للجبهة في دوما بعدما قامت المخابرات من جديد باعتقاله وإيداعه سجن صيدنايا الذي مكث فيه حتى 22 حزيران 2011 وخرج من السجن بعد سلسلة من الإصلاحات وإطلاق سراح المساجين التي أطلقتها الحكومة السورية ليتوجه إلى دوما ومن هناك عاد من جديد ليقتنص الفرصة الأكبر له في استغلال الحراك الذي انطلق في دوما ليركب الموجه ويسيره كما يشاء .
استغل زهران علوش المظاهرات التي خرجت في دوما فأخرج مالديه من سلاح ورفعه في وجه قوات الأمن بحجة حماية المتـظاهرين حيث مالبث أن جمع حوله مجموعة من الشبان من أتباع مدرسة والده المتطرفة ليعلن إنشاء أول فصيل مسلح يواجه الدولة السورية وأطلق عليها “سرية الإسلام” ومع تطور الأحداث على مدى الأشهر والأعوام التالية زاد عدد مقاتلي علوش فغير التسميات إلى لواء الإسلام ومنه إلى جيش الإسلام الذي ضم أكثر من 40 مجموعة مسلحة تحت عدة أسماء هدفها كلها واحد إسقاط النظام والسيطرة على الحكم وتطبيق شرع الله كما يقولون .
يعتبر زهران علوش من أبرز المطلوبين لدى اجهزة الأمن السورية والمخابرات حيث استطاع إنشاء أكبر وأقوى فصيل إرهابي في دمشق وريفها حسب ما توجهه له أجهزة الأمن من اتهامات ومتسبب بشكل مباشر في قتل عشرات الضباط والجنود في الجيش السوري وعمليات خطف للمدنيين والعسكريين يحتفظ بهم في سجن التوبة بدوما الذي يضم آلاف المخطوفين والمسجونين من سكان الغوطة بالمرتبة الأولى وأهالي دمشق والجنود المخطوفزن لديه حيث يقدر عدد من يتواجد في سجنه بأكثر من 10.000 مواطن سوري 7000 منهم من سكان الغوطة الشرقية وأهلـها .
نجح زهران علوش خلال ثلاثة أعوام من خداع ما تبقى من مدنيين في الغوطة الشرقية من جهة بحجة أنه الوحيد القادر على حمايتهم من عدو أوهمهم به وهو “النظام” حيث بدأت مرحلة الوعي والنضوج الفكري تظهر لدى من خُدع بأكاذيب زهران وأمثاله فخرجت المظاهرات بالآلاف في عربين وسقبا وحمورية وعين ترما وكفر بطنا ودير العصافير وصولاً إلى دوما وهذا إن دل فهو على شيئ واحد وهو فقدان الحاضنة الشعبية التي عانت ما عانت من ويلات الحرب وظهور الأهداف الحقيقية للمسلحين وقائدهم زهران ومن خلفه في السعودية حيث بات يدرك الجميع أن زهران هو الطفل المدلل للسعودية والصديق المقرب من عدنان العرعور والعريفي الذين يشكلون مثلث التطرف الديني الوافد إلى سوريا مع بداية الأزمة .
أما عسكرياً لا يستطيع أحد أن ينكر بأن علوش استطاع إنشاء أكبر فصيل مسلح في دمشق وريفها امتد نفوذه إلى حلب وإدلب وحمص والرقة في وقت سابق قبل طرده من قبل داعش واستطاع بسط سيطرته الكاملة على الغوطة الشرقية بريف دمشق ما جعله الطرف الأقوى في هذه البقعة الجغرافية حيث استطاع ضم كافة الفصائل المتواجدة في الغوطة الشرقية إلى تنظيمه الذين وعدهم بأنه سيدخل دمشق في حال قدموا الطاعة له لكن زهران علوش كذب في وعوده التي قطعها على نفسه وأتباعه بل على العكس بدأت سلسلة هزائم قاسية تلقاها فمن خسارة برزة والقابون وصولاً إلى القلمون إلى شبعا فالمليحة ويلدا وببيلا وبيت سحم والسبينة إلى وادي عين ترما والدخانية وعدرا العمالية والبلد واليوم يتلقى هزيمة كبرى في جوبر ونتيجة لتلك الهزائم التي تلقاها بدأت الإنفصالات عنه والانشقاقات الداخلية حيث وصلت الاشتباكات إلى سقبا ومسرابا ودوما التي تعد المعقل الرئيس له وامتدت الخلافات الداخلية إلى انشقاق 14 فصيلاً أنشأوا “جيش الأمة” الذي اعتبره زهران علوش منافس له وقال ( هذا الجسد لا يحتما رأسين) حيث أقدم على اغتيال الكردي واحمد طه من قادة جيش الأمة الوليد الجديد في حين أن خلافاته مع جبهة النصرة دعته لسحب غالبية قواته من جوبر .
النتيجة التي أريد أن أصل إليها هو أن زهران علوش اليوم فاقد للحاضنة الشعبية في الغوطة الشرقية وأصبح مسخرة لدى سكان الغوطة الشرقية في حين أن قوته المسلحة ضعفت وتشتت في ظل اقتراب الجيش السوري من معقله في دوما وقضم البلدة تلو الأخرى وتحريرها من مسلحيه فهل تكون تلك الأحداث دافعاً لاغتيال زهران علوش من قبل منافسيه الذين يقتنصون فرصة لنهش جسده أم أنه سيهرب إلى السعودية إذا أدرك أن لا نتيجة من الوقوف في وجه الجيش السوري الذي يبدوا أنه اتخذ قرار حسم المعركة في الغوطة الشرقية .
التحليلين أقرب إلى الواقع فهل يهرب زهران علوش أم يقتل.. جواب سندركه خلال الأشهر المقبلة حيث سيكون مصير علوش أسوداً .
دمشق الان