ما هي المنطقة العازلة في سوريا.. وما هي شروطها؟يتطلب إنشاء منطقة عازلة على الحدود بين تركيا وسوريا، استجابة لطلب متكرر من أنقرة ومدعوم من باريس، سلسلة من الشروط ينبغي أن تتوافر قبل تنفيذ المشروع.
ما هي المنطقة العازلة؟
إنها منطقة “تفصل بين طرفي نزاع وتقيم مساحة تحظر فيها الأسلحة”، بحسب تلخيص دومينيك ترينكان الخبير العسكري السابق لدى الأمم المتحدة. والمنطقة العازلة تكون برية، كما يمكن أن تقترن بمنطقة حظر جوي، والهدف يكون حماية السكان المحليين وكذلك تخفيف الضغط عن تركيا التي تستقبل أكثر من مليون شخص.
وسبق أن أقيمت مناطق عازلة في الماضي بين الكوريتين (منطقة منزوعة السلاح منذ العام 1953 تمتد على عرض 4 كلم وطول 241 كلم تجوبها دوريات من الطرفين) وفي قبرص (“الخط الأخضر” منذ 1974) وفي الجولان بين سوريا وإسرائيل تحت إشراف قوة دولية، وبين اريتريا وأثيوبيا (25 كلم عرضا وألف كلم طولا منذ العام 2000).
أما بالنسبة للحدود التركية السورية، فإن أي منطقة عازلة يجب أن تصل إلى أربعين كلم من العمق بحسب دومينيك ترينكان وأن تشمل ضريح سليمان شاه الأب المؤسس للإمبراطورية العثمانية، الموضوع تحت السيادة التركية في محافظة حلب بسوريا والذي يحرسه جنود أتراك.
شرعية المنطقة العازلة
يشدد جميع الخبراء الذين تم استجوابهم على الضرورة المطلقة قبل إقامة منطقة عازلة لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع من ميثاق المنظمة الدولية الذي يجيز اللجوء إلى القوة.
ولا يعرف موقف روسيا بهذا الشأن. فتركيا هي التي طرحت فكرة المنطقة العازلة منذ العام 2011 وفي حينها أيدت فرنسا والولايات المتحدة أنقرة لكن بدون قناعة قوية لأنهما كانتا تعتقدان أن روسيا ستمارس حق الفيتو ضد المشروع. لكن مع تبدل الظروف وقيام تهديد تنظيم الدولة الإسلامية، هل يمكن أن تلين موسكو موقفها؟.
الشروط العملية لإقامة المنطقة العازلة
يمكن أن تقترن المنطقة العازلة بمنطقة حظر جوي ما سيعني منع دخول المنطقة برا والتحليق فوقها جوا، ومنطقة الحظر الجوي تتطلب تنظيم دوريات لطائرات رادار ومقاتلات. كما تتطلب التثبت من أن سوريا لن تلجأ إلى استخدام دفاعاتها الجوية. وواشنطن وباريس لا تقيمان علاقات مع نظام دمشق. فهل تقبل موسكو أن تقنع الرئيس بشار الأسد بعدم استخدام مضاداته الجوية؟.
وعلى الأرض، كيف يمكن منع دخول المنطقة بدون نشر قوات؟ ومن يتكفل بمثل هذه المهمة؟ الأتراك؟ قوات دولية؟ يذكر كل الخبراء بأن دول الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة، حين تعهدت بالانضمام إلى الائتلاف، استبعدت بشكل قاطع إرسال قوات على الأرض.
رأى ديدييه بيليون الخبير في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية أن الأتراك الذين نشروا دبابات على الحدود يمكن أن يساهموا في منع الدخول إلى منطقة عازلة، ولكن بشكل محدود جدا أو بشكل موضعي. وفي مطلق الأحوال، فإن إقامة منطقة عازلة سيستغرق وقتا.