دمشق مطمئنة لغارات التحالف: نمتلك مفاتيح الانتقال إلى الأرضإيفين دوبا – عربي برس
ضربات أميركية على مقار التنظيم في سوريا، وضروب تناقض ليست بغريبة عن واشنطن في تنسيق التحالف مع العرب والمدة اللازمة للغارات ومع كل صاروخ أميركي..
صاروخٌ من التّصريحات المتناقضة تبدأ بشكر واشنطن مشاركة دولٍ عربيةٍ أول أيام الغارات ومع طلائع يوم آخر تنفي واشنطن ومن بعدها يشكر أوباما قادة العرب على الدعم في غارات التحالف ضد داعش في سوريا ليكون التناقض سيد مواقف واشنطن التي أعلن متحدث وزارة دفاعها أن صواريخ واشنطن على داعش في سوريا قد تستغرق أكثر من عام، وبموازاة ذلك، يتم الإعلان عن القضاء بشكل كامل عن ما يسمى مجموعات “خوراسان بالكامل، فهل المقصود بالغرات داعش أم خوراسان؟!!
في هذا الوقت، تأكيد من الرئيس بشار الأسد أن سوريا ماضية بكل حزم في الحرب التي تخوضها منذ سنوات ضد الإرهاب وهي مع أي جهد دولي يصب في مكافحة الإرهاب، ورفض من قبل أمين حزب الله، السيد حسن نصر الله بالمبدأ ضد التدخل العسكري الأمريكي تحت أي غطاء، فأصل الإرهاب بالمنطقة سببه وجود “إسرائيل” التي تحظى بدعم أميركي مطلق”.. فكيف لأمريكا أن تحارب الإرهاب.. موقف حزب الله، كان قد سبقه تأييد من الحلفاء، استنكار إيراني لضرب أي مواقع على الأراضي السورية من دون إذن السلطات السورية وإلا فإن ذلك سيعد انتهاكاً لسيادة سوريا، وسبقتها ذلك مواقف متماثلة من روسيا، التي قالت إنّ قرار ضرب داعش في سوريا يتطلب قرار دولي، وبين تصريحات المتحالفين ومواقف الحلفاء الحصاد جاء بمئة وعشرين إرهابياً قضت عليهم الغارات التي شملت البوكمال والحسكة والرقة وريف حلب..
ومع هذا كله، ورغم وجود كل تكل التصريحات، والمواقف المنددة بالعدوان، إلا أن العديد من المحللين يشيرون إلى حالة من الاطمئنان للغارات الجوية التي تقوم بها واشنطن في سوريا، فما سر الاطمئنان؟.
رغم وجود إجماع في التحليل على أنّ هدف واشنطن من خلال ضرب “داعش” في سوريا تتعدى محاربة التنظيم، إلى سوريا، ومن ورائها حزب الله وإيران، إلا أنّ المراهنة على محور المقاومة، أكثر إيماناً من أن تفضي تلك الغارات إلى عدوان أكبر سواء كان على سوريا أم الدول الحليفة لها، وسر هذا الاطمئنان يعود لعوامل عدة، ما تناقلته العديد من وسائل الإعلام، والتي تقول إنّ الضربات الجوية الأمريكية لمدينة الرقة تأتي في ظل تكثيف الطيران السوري منذ أسابيع هجماته الجوية ضد تنظيم “داعش”، وهي ضربات محددة ونوعية تستهدف مواقع القيادة ومخازن السلاح التابعة لهذا التنظيم في الرقة.
وهذه الضربات كما تناقلت وثائق سربتها إحدى الوسائل الإعلامية، مبنية على معلومات استخباراتية دقيقة تمكنت أجهزة الأمن السورية وأجهزة أمنية حليفة معها من جمعها خلال الأشهر الأخيرة، وتعتبر نقطة ارتكاز مهمة تحتاجها أية قوى غربية ترغب بتوجيه ضربات قاصمة لتنظيم “الدولة الاسلامية”|.
طبعاً هذا في وقت، جاءت فيه الضربات الجوية الأمريكية في ساعات حساسة جداً للدول الخليجية والتي كانت شريكاً في الإرهاب على سوريا، واليوم عملت على الدخول في التحالف العالمي ضد الإرهاب الذي زرعته في المنطقة عموماً، وفي سوريا خصوصاً؛ حيث أشارت معلومات أيضاً إلى أنّ دولاً خليجية تلقت تحذيرات ساخنة من أجهزة أمنية متعددة، من أن هناك مخططاً لتنظيم “داعش” لإشعال ساحات خليجية، الأمر الذي استدعى وجود استنفار كبير منها، ودفعها للتحالف مع واشنطن، وطبعاً ما بين تلك المواقف المعلنة والأخرى التي لا زالت طي الكتمان، لا شك في وجود حالة من الازدواجية في الخطاب الأوروبي والخليجي بين السر والعلن اتجاه الأزمة السورية، فالأجهزة الاستخبارية الأوروبية تسعى إلى فتح القنوات مع أجهزة الاستخبارات في سوريا للاستفادة مما أسمته الدوائر بـ “كنز” المعلومات الاستخبارية التي تمتلكه الأجهزة الأمنية الاستخبارية السورية حول العصابات الإرهابية التي يقاتل عدد من رعايا هذه الدول في صفوف تلك العصابات.
بهذا، يعود سر الاطمئنان إلى أنّ المعلومات التي تمتلكها سوري حول العصابات الإرهابية الموجودة في سوريا، سيجعل بيدها مفاتيح تحركات طائرات التحالف..فلا خوف.