«داعش» على الأبواب تقرئكم عدم السلام!أبو محمد حمية
، طاريا البقاع. أبو علي الخراط، صيدا عاصمة الجنوب. إسمان لشهادة واحدة. أبوان من زمن الموقف. رجلان من عصر الفداء للأبناء حتى الموت معا والرحيل في موكب واحد إلى تراب واحد، هذا ما قرره أبو علي الخراط الذي قطع الحزن بالموت وسار مع ابنه في جنازة مشتركة. أما حزن معروف حمية فقد جاءه على صورة صلبة، محمية بنبل القرار وببطولة تضعه مع نجله الشهيد على مسار إنساني واحد.
فلأجل هؤلاء، لأجل من تبقى من أبناء، لأجل عسكر مخطوف وبلد يعيش عصر الذل تتحكم به عصابات الدم والجهل والإسراف في استعمال الإسلام سيفا للقتل، لأجلهم جميعا، أقيموا الحد العسكري على مجموعات الخطف التي لا تعيش إلا على حد السيف، ولا تعرف التفاوض من الابتزاز. تحاور بقطع الرؤوس، وإذا كانت أكثر إنسانية فإنها تعدم رميا بالرصاص. ترسل إلينا أبناءنا بلا روح. تستخدم الفيديو لتوثيق الجرائم المصحوبة بمؤثرات صوتية ومواقف سياسية لن تبدل الموقف.
الإعلام لن يكون صندوق بريد لهذه المشاهد. والدولة أيضا عليها أن تخلع عنها رداء قهر الذات والاستسلام ووضع لبنان في موقف ضعيف يطلب ود تركيا وقطر، ويسترضي “أبو طاقية” وقبله الشيخ الرافعي، يقدم ضمانات لا يقوى على تنفيذها، يسعى لتسليح الجيش وينتظر على أبواب أميركا لتحديد النوع الذي لا يضر بأمن إسرائيل.
يهلل لنا بهبات ومكرمات سعودية وتضيع المليارات الثلاثة في المخازن الفرنسية. يأتينا وعد بمليار آخر فيغرق في يخوت موناكو. تعرض علينا إيران السلاح بلا ثمن، فنتجنب الرجس من عمل الشيطان. تغازلنا الصين لتقديم العتاد، فلا نفتح أبوابا معها. يغزو حدودنا قوم سود، ولا ننسق مع الجيش السوري لتطويق الخطر المشترك، لأننا ننأى بأنفسنا.
كرامة الجيش أصبحت عرضة للاهتزاز. “داعش” على الأبواب تقرئكم عدم السلام. و”النصرة” تؤازرها بالسباق إلى القتل. فماذا ننتظر لتتنحى السياسية عن هذا الملف ويبدأ شغل العسكر؟ فشلتم في التسلح ورفضتم العتاد القريب، علما أن العراق استعان بالعالم كله لضرب “داعش”، واستنفر ستين دولة لمساعدته على تلك المهمة. فاتركوا المهمة لأهلها وارفعوا غطاءكم السياسي عن الملف، ودعوا العسكر يضرب بيد من حزم ويحول الجرد إلى سهل، ففي كتاب الجيش الموت متوقع لكن الذل أصعب من السقوط على الجبهات.
اسألوا القادة الأمنيين، جهازا تلو آخر، وسيفيدونكم أنهم مستعدون للمعركة شرط إطلاق يدهم. فلا اجتماعاتكم الأمنية في السرايا ستحرر المخطوفين، ولا مقبلكم قادر على الدفاع، ولا سلامكم وآدميته، ستواجه الارهاب. فإلى اليوم الجيش لم يدخل عرسال، لأن القرار السياسي لم يصدر. شادي المولوي الذي خرج بمواكبة حكومية، ما زال أقوى من وزراء في الحكومة، فلا توجه عناية خطابك إلى الإعلام دولة الرئيس، واختصر القرار باتجاه الخيار العسكري، ولنكن على مستوى شهادة علي حمادة الخراط السني ابن صيدا الذي ضرب الفتنة بالشهادة في مدينة حكمها الأسير يوما، محرك الفتن وقاتل الجيش، وربما الهارب بغطاء سياسي.
فليتبرع أحدكم بنقطة على أول الحسم.
*قناة الجديد