الكشف عن تفاصيل الساعات الأخيرة لقيادات الإخوان قبل طردهم من قطركشفت مصادر إخوانية مقربة من دائرة صنع القرار بالجماعة عن تفاصيل مفاوضات الساعات الأخيرة بين حكام إمارة قطر وبين قيادات الجماعة للاتفاق على خروجهم من قطر بعد أن أكد لهم مبعوث من جانب أمير قطر أنه يجب أن يغادر عدد من الرموز الكبيرة ويخرجوا من الدوحة حتى لا تتعرض الإمارة الخليجية الصغيرة للطرد من عضوية مجلس التعاون الخليجي إذا لم تستجب لضغوط دول مجلس التعاون وعلى رأسهم السعودية والإمارات بسبب وجود قيادات الجماعة على أراضيها.
وقال مندوب أمير قطر لقيادات الجماعة ومن بينهم محمود حسين أمين عام الجماعة وحمزة زوبع عضو الهيئة العليا في حزب الحرية والعدالة المنحل وجمال عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف السابق: إذا لم نستجيب لمطالب السعودية والإمارات ستتعرض الدولة والشعب القطري لحصار برى وجوى من جانب السعودية والإمارات حيث هددت السعودية بإغلاق المنافذ البرية التي تربط قطر بالعالم خاصة وأن الدوحة ليس لها أي منافذ برية على العالم سوى مع السعودية وأن هذه المنافذ هي الرئة الوحيدة التي تتنفس من خلالها قطر وتستورد من خلالها سبعين في المائة وارداتها الغذائية والسلعية.
وأشارت المصادر إلى أن الضغوط اشتدت في الأيام الماضية عقب تشكيل تحالف دولى يضم 40 دولة لمحاربة الإرهاب وضربة تنظيم داعش في سوريا والعراق، في الوقت الذي تمسكت مصر على لسان وزير خارجيتها في اجتماع جدة الذي حضره ممثلى الحلف الدولى الذي تقوده أمريكا وحلف الناتو على ضرورة أن يشمل الحرب على الإرهاب جماعة الإخوان المسلمين، وأن تلتزم الدول المتحالفة ومن بينها قطر وتركيا أعضاء الحلف الدولى الجديد بالتوقف عن دعم ومساندة وتمويل الإرهاب الذي تمثله جماعة الإخوان خاصة وأن مصر والسعودية والإمارات يصنفون الإخوان كجماعة إرهابية
وعلمت “البوابة نيوز” أن السلطات القطرية حرصت على طمأنة قيادات الجماعة الإرهابية بأنها لن تتخلى عن مساندتهم ودعم الجماعة سياسيا وماديا وإعلاميا، واتفق الجانبان القطرى والإخوانى على البحث عن بلد يمكن أن يتم نقل القيادات الإخوانية الإقامة فيها بدون الخوف من أي مطاردات من السلطات المصرية.
وكشفت المصادر عن أن البدائل المطروحة الآن لترحيل قيادات الجماعة الإرهابية هي ماليزيا وتركيا وبريطانيا، في حين تم استبعاد تونس والسودان من البلاد المحتمل نقل القيادات المطرودين من قطر إليها حيث رفض راشد الغنوشى مجرد مناقشة الفكرة خوفا من ردرود الفعل الغاضبة من القوى المدنية التونسية على هذه الخطوة في الوقت الذي يخشى الغنوشي من انصراف الناخبين عن مرشحي جبهة النهضة التي يرأسها مع اقتراب الانتخابات البرلمانية التونسية، أما السودان فتم استبعاد نقل قيادات الإخوان إليه خوفا من تعرض الخرطوم لضغوط من السعودية والإمارات خاصة وأن الرئيس عمر البشير اضطر الأسبوع الماضى إلى الاستجابة لضغوط البلدين الخليجين واضطر إلى التضحية بعلاقاته الوطيدة مع إيران وقام بإغلاق 7 مراكز ثقافية إيرانية في بلاده واتهمها بنشر التشيع بين السودانيين.
وقالت المصادر “لـ”البوابة نيوز”” أن السلطات القطرية وعدت باستمرار التغطية الإعلامية للأخبار الخاصة بتنظيم الإخوان خاصة على قناة الجزيرة مباشر مصر والقناة الإخبارية العامة، كما وعدت بتحمل نفقات الإقامة والمعيشة للقيادات الإخوانية المطرودة في الأماكن التي سيتوجهوا إليها.
يأتي هذا في الوقت الذي قامت الحكومة القطرية بتسهيل دخول الإخوان إلى بريطانيا عن طريق مكتب محاماة تابع للسفارة القطرية بلندن بحيث لا يحدث أي مشاكل لقيادات الإخوان عند دخولهم لندن وبالذات أنه لا يوجد بين مصر وبريطانيا أي اتفاقية بتسليم الهاربين بينهم، كما نجحت الدوحة في تسوية أوضاع بعض قيادات الإخوان مثل محمد سويدان، وضياء المغازى في لندن عن طريق مكتب للمحاماة تخصص في استقبال القيادات الهاربة.
البوابة نيوز