كيري في القاهرة لتأمين أكبر حشد دولي وعربي للحرب ضد «داعش» قمة بين بوتين وروحاني وطهران: واشنطن تلعب بالنار ولا يمكنها مهاجمة سوريا واشنطن عيّنت جون الين قائداً للحملة العسكرية: سنمحو «داعش» من الوجود

كيري في القاهرة لتأمين أكبر حشد دولي وعربي للحرب ضد «داعش» قمة بين بوتين وروحاني وطهران: واشنطن تلعب بالنار ولا يمكنها مهاجمة سوريا واشنطن عيّنت جون الين قائداً للحملة العسكرية: سنمحو «داعش» من الوجود

13 سبتمبر 2014

وزير الخارجية الاميركي جون كيري
يتنقل من دولة الى اخرى لتأمين أكبر حشد دولي لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» محاولاً ازالة التحفظات التركية والمصرية على شن عمليات عسكرية، لا حدود لها، كما اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما بان لا حدود جغرافية لـ«داعش» والضربات ستطال كل مناطق تواجدها، فيما أكد مسؤولون في الادارة الاميركية ان العمليات العسكرية ستبدأ خلال 30 يوماً أو اواخر الشهر الحالي على أبعد تقدير لاجتثاث خطر تنظيم الدولة الاسلامية.
وفيما يواصل كيري جولاته لتأمين اكبر التفاف دولي، على الخطة الأميركية حيث اعلنت 10 دول عربية مشاركتها في الحلف الذي سيضم 40 دولة رغم ان المانيا وبريطانيا قررتا عدم الاشتراك بأي عمليات عسكرية، فيما فرنسا مستنفرة بقيادة الرئىس الفرنسي فرنسوا هولاند لتأمين أكبر حضور دولي للمشاركة في المؤتمر الذي تعقده على اراضيها نهار الاثنين وسط موقف اميركي صارم برفض مشاركة ايران في هذا المؤتمر. فيما اعلنت البحرين ان مشاركة ايران في المؤتمر ضرورية لمحاربة الارهاب.
وفي ظل هذه الاجواء، لم يستطع الوزير كيري اقناع السلطات المصرية بازالة تحفظاتها على العملية العسكرية في ظل مخاوف مصرية بان يتوسع نطاق الحملة العسكرية لتشمل كل الاراضي السورية، وكان لافتاً أن المسؤولين المصريين اعلنوا مواقفهم المعارضة على وسائل الاعلام المصرية وأكدوا ان كيري لن يستطيع اقناع مصر بالمشاركة بالعملية العسكرية. وان حدود التعاون المصري ستشمل تقديم المعلومات والسماح لطائرات الحلف الدولي بعبور الاجواء المصرية مع التأكيد على التنسيق المصري مع كل الدول لمحاربة الارهاب الذي تعاني منه مصر.
كما ان تركيا رفضت السماح باستخدام قواعدها الجوية لشن غارات على مواقع التنظيم وشككت بهذه الحملة واعتبرتها غير مجدية.
أما على صعيد المواقف الروسية والايرانية والسورية المشككة بهذا التحالف ونواياها فكان لافتاً لقاء الرئيس الروسي بوتين والرئيس الايراني حسن روحاني في قمة شنغهاي والتأكيد على تطوير العلاقات حيث تطرقت المباحثات الى ملفات المنطقة والحرب الاميركية على الارهاب، حيث واصلت ايران انتقاداتها لسياسة واشنطن والتذرع بمكافحة الارهاب لمواصلة سياساتها الاحادية وانتهاك سيادة دول العالم والتأكيد ان اهداف واشنطن مشبوهة.
وقال رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني ان واشنطن تلعب بالنار وعليها ان تدرك انه لا يمكنها مهاجمة سوريا بحجة محاربة «داعش».
أما سوريا فأكدت ان «اي غارات جوية على اراضيها دون التنسيق معها هو بمثابة اعتداء على السيادة السورية، وكان لافتاً تأكيد وكالة الاناضول لليوم الثاني عن هجرة السكان من مناطق سيطرة «داعش» في شمال حلب ودير الزور بعد التهديدات الدولية بشن غارات».
اما في لبنان، فان هذا الملف سيكون موضع نزاع داخلي مع تأكيد قوى 8 آذار رفض مشاركة لبنان في اي محور ضد محور آخر، وان هذا الأمر سيشكل تهديداً لوحدة الحكومة اللبنانية خصوصاً ان قوى 8 آذار بدأت تظهر مواقفها المعارضة لهذا المؤتمر ونواياه، فيما أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش الى انتظار افعال مؤتمر جدة حول قمة الارهاب، لان الجهات التي كانت وراء نمو «داعش» وانتشاره تدعي اليوم انها تريد مواجهته، مشيراً الى وجوب ان يكون للبنان استراتيجية خاصة في مقاربة مسألة اشتراكه في التحالف الدولي عبر توجه واضح وحاسم وقراءة دقيقة انطلاقاً من الدفاع عن أنفسنا والتصدي للارهاب وعدم المشاركة على قاعدة الحرب «باننا مشروع لدولة أخرى».
وحسب مصادر متابعة «فان هذا الملف سيكون موضع نزاع داخلي واقليمي ودولي خصوصاً أن 14 آذار اعلنت ارتياحها لمشاركة لبنان والموافقة على استخدام اجوائه لضرب «داعش» وهذا الامر لن يمر في مجلس الوزراء.

جولة كيري

أكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري من القاهرة أن الولايات المتحدة ستحارب «تنظيم الدولة الاسلامية» اينما كان مشيرا إلى ما سماه الدور المحوري التي تلعبه مصر في نبذ التطرف في المنطقة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك بثه التليفزيون الرسمي مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة.
واجرى كيري مباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.
ونقل التلفزيون المصري عن كيري قوله إن مثل تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ليس لهم مكان في العالم الحديث فيما أكد نظيره المصري دعم بلاده لكافة الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والإجراءات التي تؤدي إلى محاربتها، سواء كان في العراق أو في أفريقيا.
وقال كيري «تحدثنا عن ضرورة أن تعمل مصر مع الحكومة المنتخبة في ليبيا»، مضيفا أن بلاده «ستدعم مصر خلال الانتخابات البرلمانية المرتقبة».
وشدد على ان بلاده لن تقايض مخاوفها بشأن حقوق الانسان في مصر بأي مطلب لها في المنطقة، مشيرا إلى أن المناقشة مع الرئيس المصري الذي يعي حجم المخاوف في هذا الشأن قد اتسمت بالصراحة والوضوح.
وذكر سامح شكري وزير الخارجية المصري أن لقاء السيسي وكيري «تطرق للأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية الآن، وخاصة في سوريا والعراق وليبيا، وسبل مواجهة إرهاب تنظيم داعش».
وتابع شكري قائلا إن اللقاء تضمن أيضا «مناقشة القضية الفلسطينية، وكان هناك اتفاق من جانب الطرفين على استمرار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؛ لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية».

الجامعة العربية

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عقب الاجتماع مع المسؤول الاميركي إنه شرح للوزير الاميركي قرار وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الاخير بالقاهرة الاسبوع الماضي والذي طالب بمواجهة شاملة لكل اشكال التطرف بما في ذلك المواجهة العسكرية والثقافية والسياسية والقضائية.
واضاف العربي الذي التقى كيري في احد فنادق شرق القاهرة اليوم انهما تحدثا كذلك في ضرورة التحرك في الملف الفلسطيني وضرورة انهاء النزاع بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي خلال شهور.
وقال ان اللقاء تطرق ايضا الى الوضع في ليبيا حيث اكد ان هناك شرعية في ليبيا اثمرت عنها الانتخابات الاخيرة وان أصحاب تلك الشرعية هم اعضاء البرلمان الليبي الجديد المجتمعون في طبرق مضيفا «ولا بد من مساعدة تلك الشرعية».
وقال كيري إنه سيكون من غير الملائم أن تشترك إيران في تحالف يسعى إلى قتال مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية».
في هذه الاثناء اعلنت واشنطن تعيين جون الين قائدا لحملة محاربة «الدولة الاسلامية».
ويعد الين احد الصقور المتشددين و عمل سابقا في الجيش الاميركي وكان قائدا للعمليات في غربي العراق، كما كان قائدا لقوات حلف شمال الاطلسي «الناتو» في افغانستان.
وكان الين قد قال إن الدولة الاسلامية ليس لديها انسانية وانه يجب ان يتم محوها من الوجود مؤكدا انه في التاخر في مواجهتها فسيدفع العالم ثمن ذلك لاحقا.

مخاوف تركية

من جانبها رفضت تركيا السماح باستخدام قواعدها الجوية لشن هجمات على مواقع تنظيم الدولة.
وأفيد إن أحد أسباب الموقف التركي هو خشية أنقرة على أرواح حوالي 50 رهينة تركية في أيدي مسلحي التنظيم، بينهم موظفون كانوا يعملون في القنصلية التركية في مدينة الموصل العراقية.
وكانت واشنطن نفذت الولايات المتحدة أكثر من 150 غارة جوية في شمالي العراق. وأرسلت أيضا مئات من المستشارين العسكريين لمساعدة الحكومة العراقية وقوات البيشمركة الكردية، غير أنها استبعدت إرسال قوات برية.

طهران تتهم واشنطن بـ «انتهاك سيادة الدول»

على صعيد آخر، اتهم علي شمخاني الأمين العام لمجلس الأمن القومي الايراني الولايات المتحدة بالتذرع بمكافحة الارهاب لمواصلة سياساتها الأحادية وانتهاك سيادة دول العالم.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ايرنا) عن شمخاني قوله إن مساعي الولايات المتحدة وعدد من الدول لتشكيل ائتلاف ضد الارهاب بأنها مشبوهة.
وتابع قائلا إن الولايات المتحدة تعمد إلى انتهاك سيادة دول العالم واللجوء إلى اسلوب الهروب إلى الامام وتعتمد النهج الاحادي للالتفاف على الانظمة الدولية من اجل الخروج من ازمة صنعتها بنفسها.
وقال ان أميركا تريد ان تصنع من نفسها بطلا من أبطال هوليوود لاحتواء الازمة التي افتعلتها من الاساس، على حد وصفه.
وأضاف أن واشنطن تعمل على خداع الرأي العام العالمي عن الدور الذي قامت به وحلفاؤها في تشكيل الجماعات الإرهابية والدعم الذي قدمته لهذه الجماعات من اجل اسقاط النظام السوري.
وتساند إيران حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بينما تدعم الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية والخليجية الفصائل المسلحة المعارضة التي تقاتل للإطاحة به.
وتأتي تصريحات شمخاني عقب مقترح تقدمت به فرنسا لاستضافة مؤتمر بشأن العراق لم تدع طهران إليه.
وتعارض ايران تدخل الولايات المتحدة في العراق، الحليفة لإيران.
وتنظر ايران الى تنظيم الدولة الاسلامية السني المتطرف على انه تهديد خطير.
وكانت الولايات المتحدة قالت إنها لا تنوي القيام بأي تعاون عسكري مع ايران لقتال مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق.
وقالت متحدثة باسم الخارجية الاميركية إن واشنطن لن «تتبادل معلومات استخباراتية» مع ايران.
على صعيد آخر، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» إن واشنطن تستعد لحملة جوية أكثر «شراسة» مع انطلاق بعض الطائرات التي تشن غارات من القاعدة الجوية في أربيل، بكردستان العراق.
وقال أوباما الأربعاء للمرة الأولى إنه إذن أيضا بشن غارات جوية على تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.
وفي الشهور الأخيرة، تمددت سيطرة التنظيم من معقله في شرقي سوريا واستولى على مزيد من البلدات والمدن والقواعد العسكرية والأسلحة في العراق.

العبادي يأمر بوقف قصف المناطق السكنية

إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي عن اصداره اوامر للجيش العراقي تقضي بوقف عمليات القصف بكل انواعه على المناطق التي يتواجد فيها مدنيون وتخضع لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية.
جاء ذلك في كلمة القاها العبادي خلال المؤتمر الوطني للنازحين قسرا والذي عقد السبت في بغداد وحضره رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم وممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف وعدد من الشخصيات السياسية والدينية.
وأضاف العبادي «اننا لن نتوقف عن ملاحقتهم وهم يحاولون ان يتخذوا من المدنيين متاريس لهم»، مشيرا الى انه «في حال تعرض القوات الامنية لأي هجوم، فقد اصدرت اوامر ايضا بالاحتفاظ بحق الرد».
ولكن العبادي تعهد بمواصلة العمليات العسكرية التي تستهدف «الدولة الاسلامية» التي تمكنت من السيطرة على مساحات شاسعة من شمال العراق وغربه في حزيران الماضي.
ولاقى اعلان العبادي ترحيبا لدى الاوساط السنية في العراق، حيث اشاد الحراك الشعبي في ما يعرف بالمحافظات المنتفضة «بالرسائل الايجابية وبخطوات حيدر العبادي بإيقاف القصف على محافظاتنا وتعهده بإعادة النازحين، ويدعوه الى اكمال التعهدات بتنفيذ مطالب المحافظات المنتفضة».
وكانت آخر احصائية للمستشفى حول اعداد القتلى والجرحى من مدينة الفلوجة منذ بدء الازمة حتى منتصف ليلة الخميس قد بلغت 957 قتيلا و 2694 جريحا اغلبهم من النساء والاطفال.

هولاند ومحادثات في أربيل

ومن جهة اخرى، أجرى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مباحثات في اربيل مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني لبحث جهد التصدي لتنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية.
وكان هولاند قد وصل الى اربيل قادما من بغداد، حيث تعهد بتكثيف الدعم العسكري الفرنسي المقدم للعراق في إطار الحملة ضد تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية.
كما أعلنت مصادر أمنية عراقية تطهير آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في قضاء حديثة غرب محافظة الأنبار غرب العراق.
وصرح قائد عمليات «الجزيرة والبادية» اللواء الركن ضياء كاظم بأن قوة من الفرقة السابعة التابعة للقيادة وبالتعاون مع القيادات الأمنية وبمساندة مقاتلي العشائر ومشاركة طيران الجيش تمكنت من تطهير منطقة البوحيات آخر معاقل التنظيم في حديثة.
وأضاف أن القوات الأمنية تمكنت من «تفكيك سيارة مفخخة و16 عبوة ناسفة مزروعة على جانب الطريق العام في المنطقة، كما تم ضبط 4 عجلات إحداهن تحمل راجمات للصواريخ».
كما أكدت السلطات العراقية، السبت، عن قتلها لأمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ»داعش» في منطقة الحويجة واسمه، غني محمود، في الوقت الذي زعم فيه التظيم إسقاط طائرة من طراز C130 فوق منطقة سبايكر.
ونقل تلفزيون العراقية على لسان مصر عسكري في باب لم تذكر اسمه، قوله: «العملية اسفرت عن مقتل44 داعشيا بينهم الامير المدعو غني محمود وتدمير منزله واحراق 27 عجلة تحمل احاديات كانت مخبئة تحت اشجار النخيل بالإضافة الى تدمير مخازن للأسلحة في منطقة الحويجة التي تمثل نقطة ارتكاز للجماعات المسلحة هناك».
من جهته زعم تنظيم داعش عبر صفحته يستخدمها لتمرير بياناته ومعلومات عملياته: «الله اكبر اسقاط طائرة c130 فوق قاعدة سبايكر بعد تصدي مجاهدي الدولة الإسلامية لها بالمضادات».
الديار

» إغتيال جهاد مغنية...إسرائيل تلعب بالنار مجدداً
» معاذ الخطيب طالب بتدخل دولي وعربي لوقف ما تتعرض له الرقة في سوريا
» إيران: الأسد خط أحمر... وتركيا تلعب بالنار أردوغان لدولة «داعش» ما بين النهرين... مقابل خطوط الغاز هل أخلى ريفي المولوي ومجموعته من التبانة... براً أم بحراً؟
» رئيس وزراء العدو: إيران مسلحة نوويا ستمثل خطراً أكبر من «داعش» وروحاني يذرف دموع التماسيح
» هل تلعب اميركا بالنار السورية؟ .... سامي كليب