جــوبــر ( 2011 – 2013 ) هكذا تم احتلالهاوسـام الطيـر – دمشق الان
بعد قرائتك لهذا التقرير الوجيز الذي هو بعيداً كل البعد عما يدور الآن من معارك في حي جوبر بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة ستظن أنني أدافع عن أهل جوبر أو أنني أنافق على نفسي وعلى من يقرأ الفقرات التالية لكن لابد من إعادة أرشفة التاريخ القريب بشكل صحيح والحديث بلسان من ظلم من سكان جوبر حيث تم إظهارهم أعداء للدولة السورية وهم عكس ذلك حيث هم الآن مشتتون مشردون في كل بقاع الأرض فيما يحتل أرضهم ومنازلهم وأرزاقهم مسلحون قد لايعلمون إسم الحي حتى أو أين يقع فهم أتوا “للجهاد” فقط على حد قولهم .
بدايةً لابد من التنويه والتأكيد من أهل حي جوبر هم من المؤيدين للدولة وبعد فترة ليست بطويلة من المظاهرات في دوما التي لم يعجبها هذا التأييد حيث يمكن الرجوع لتاريخ 15 / 4 /2011 قام متظاهرون من دوما بالهجوم على جوبر وأرادوا الدخول منها إلى ساحة العباسيين من جهة جوبر بعد ان فشلوا في اماكن اخرى ولكن أهل جوبر وقفوا في وجههم وتصدّوا لهم عند ساحة البرلمان دون مساندة من الأمن حيث حصلت مواجهة امتدت لساعات استخدم فيها العصي والسكاكين .
في اليوم الثاني ارسلوا لجوبر سيارتي جزر والهدف إرسال رسالة لأهل جوبر أنهم أرانب على حد تعبيرهم وفي الإسبوع التالي وكان يوم جمعة أيضاً بتاريخ 22 / 4 / 2011 حاولوا الدخول مرة اخرى ولكن بصحبة متظاهرين من زملكا و عربين وكانوا يحملون بعض الأسلحة حيث أن حاجز الجسر لم يقم بالرد علييهم ( بسبب الأوامر التي كانت تمنع التعرض للمتظاهرين) الا عندما تعدّوا على أهل جوبر حيث قام الأمن بصحبة اهل الحي في الدفاع عن الحي وفي ذلك الوقت استشهد ثلاثة من أهل الحي برصاص قناصة المسلحين والشهداء لابد أن نذكرهم للتاريخ والتوثيق فقط وهم ( نزار ماجد الفيومي الخطيب _ عمر احمد الحمصي _سعيد محمد سعيد ضهربالك )) دون معرفة الفاعل حيث تم رمي الإتهام على الأمن من أجل تجييش الشارع الجوبراني حيث أنه في اليوم الثاني وبعد بعد تشيع الشهداء الثلاثة دخل اشخاص ليزرعوا الحقد وليأججو الناس واستشهد في اليوم الثاني بظروف مجهولة كسابقتها ثلاثة شهداء آخرون هم (محمد سليم ضهرك بالك _بشير قعدان_ محمد مسلم وهبة ).
نجح قاتل الشهداء الستة في تأجيج جزء من الشارع الجوبراني الذي مورس عليه التضليل من قبل الإعلام الخليجي في ظل غياب إعلام وطني منافس وبدأت تخرج مظاهرات لبعض الأشخاص بالعبارات التي تطالب “إسقاط النظام” وانتشر قتل من كانت تسميهم “المعارضة” “العواينية” حيث هدرت دماء العشرات من أبناء جوبر بحجة تعاونهم مع الدولة والأمن حتى كان رمضان في العام 2012 حيث دخل الجيش السوري وطرد كل المسلحين في الحي وأعاده آمن لأهله .
في رابع يوم عيد الفطر تم الإعتداء على الجيش السوري ولأول مرة بقذائف الهاون التي سقطت على حاجز للجيش أسفرت عن استشهاد 3 عسكريين ومدنيين إثنين عدا عن الإصابات الكثيرة وليبدأ الهجوم المتتالي من قبل المسلحين على الحي وقضمه جزءاً جزءاً حتى بداية الشهر الثاني من العام 2013 حيث أعلن المسلحون فرض سيطرتهم الكاملة على حي جوبر حيث بدأت عمليات السرقة والنهب والتصفيات الجماعية ومنذ ذلك التاريخ ترك أهل حي جوبر منازلهم فمنهم من ترك سورية وسافر خارجاً ومنهم من كانت أحواله المادية صعبه نزح إلى أقارب له في دمشق وريفها مازالوا ينتظرون ظهور الناطق باسم الجيش الذي سيعلن جوبر محررة ليحتفلوا مع الجيش بنصره .
محمد أحد أبناء حي جوبر يقول لـ “دمشق الآن” أنه اليوم يشعر بالشوق لتنفس هواء جوبر فقط وأن يدخل حيه الذي أطلق عليه تسمية جديدة”حي الهاون” ليقوم مع أخوته وأصدقاءه بإزالة ركام ما تبقى من منزله قرب ساحة البرلمان لتعود الحياة في شوارع جوبر من جديد كما كانت ويضيف محمد أنه يتمنى أن يسكن في خيمة قرب منزله خير من أن يسكن في أي منزل بعيداً عن حيه الذي تربى فيه .
يضيف محمد أن ثقته مطلقه بأن الجيش السوري سيحرر الحي خلال أسابيع أو أشهر وسيعيدها إلى أهلها رغم الدمار والخراب والمنازل المحروقة والأبنية المفجرة والدماء الموجودة في كل مكان لكنه سيعيدها كما كانت وسيعود أهل جوبر لحيهم ليعيدوا بناء ما خربته الحرب ليزرعوا وردة حمراء تحية لتضحيات الجيش على خراب الأبنية وركامها .