امريكا تخطط لغزو سوريا والعراق عبر بوابة «داعش»حسين الديراني – الخبر برس
أمريكا تخطط لغزو سوريا والعراق عبر بوابة ” داعش ” لم يعد خافيا على احد عندما تخطط امريكا لعدوانها وضرباتها الاستباقية خدمة لمصالحها الاستراتجية, وخدمة لحماية الدولة الصهيونية في اسرائيل تصتنع المبررات والاعذار وتروج لها مستخدمة وسائلها الاعلامية الجبارة لتسويق الخدعة والتبرير.
هدفها الاساسي التي تسعى إليه تقسيم المنطقة, تحديدا سوريا والعراق الى قبائل وعشائر بعد أن تقسمها الى طوائف ومذاهب ليتقاتلوا فيما بينهم وتبقى إسرائيل معززة مكرمة تدير المعركة بأذرعها الشيطانية الممتدة في المنطقة.
في الوقت الذي تسعى به امريكا وحلفائها الى تقسيم المنطقة من خلال إشعال الحروب الطائفية والمذهبية والقومية في المنطقة العربية والاسلامية يسعى الطرف المستهدف ” حلف المقاومة ” لصد الهجوم بكل ما اوتى من قوة لمنعها من تحقيق أهدافها التدميرية, وكلما حقق حلف المقاومة تقدما كلما زاد من إصرار امريكا وحلفائها على العدوان وتحقيق الاهداف.
عندما تقدم الجيش العربي السوري العام الماضي 2013 على جميع المحاور وتم إستعادة العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرة المسلحين أوعزت أمريكا لعملائها من الجماعات المسلحة لإستخدام الاسلحة الكيميائية لإتهام النظام السوري بإستخدامه, ولإيجاد المبرر للتدخل العسكري المباشر بعد فشل الوكيل في إسقاط النظام السوري, ولوقف التقدم الذي يحرزه الجيش العربي السوري على حساب عملاء امريكا المسلحين, وكانت امريكا على وشك شن عدوان عسكري شامل بحجة حماية المدنيين السوريين لولا التدخل الدبلوماسي الروسي والصيني القوي في الامم المتحدة والتهديدات الايرانية الجادة.
الانتخابات السورية وإعادة إنتخاب الرئيس بشار الاسد في إنتخابات شرعية حرة نزيهة وتقدم الجيش العربي السوري في القضاء على الجماعات الارهابية المسلحة وثبات النظام, والانتخابات العراقية الناجحة والتي كانت على وشك تشكيل حكومة قوية, والحراك الشعبي اليمني الزاحف نحو إسقاط الحكومة العميلة للسعودية حليفة امريكا, كل تلك العوامل وغيرها من والمؤشرات أثارت من مخاوف أمريكا في فقدان السيطرة على تقدم حلف المقاومة.
فما كان من الادارة الامريكية إلا إستخدام ورقة الدولة الاسلامية في العراق والشام ” داعش ” التي أُعلن بتاريخ 29 يونيو 2014 عن تحولها الى خلافة إسلامية يتزعمها الخليفة ابو بكر البغدادي بعد أن كانت تعمل تحت راية القاعدة وزعيمها أيمن الظواهري, وتم تسهيل سيطرتها على الموصل في العراق لتصبح بين ليلة وضحاها دولة تسيطر على مساحة شاسعة من الاراضي الغنية بالموارد الطبيعية في العراق وسوريا وقابلة للتمدد الى حدود رسمتها لها الادارة الامريكية من خلال الغزوات العسكرية والارهاب مستعينة بدعم لوجيستي استخبراتي عسكري مادي من قطر وتركيا وامريكا والسعودية والاردن وإن حاولت كل تلك الدول التنصل من المسؤولية, فبصمات جون ماكين وبندر بن سلطان واضحة المعالم على هذا التنظيم الذي ولد من رحم القاعدة, وتحدثت بعض التقارير عن أن ” داعش ” ممولة من امريكا واسرائيل لتشويه الاسلام في نظر المسلمين قبل غيرهم, واكد مستشار الاستثمار الامريكي “جيم ويلي ” إن قادة قوات “داعش ” في العراق وسوريا هم جزء من القوات المرتزقة التي يدعمها البنتاغون, وقال: إن الاسلحة المتطورة التي قدمتها امريكا الى الجماعات المسلحة في سوريا وقعت جميعها بيد ” داعش”, وحلفاء امريكا في المنطقة هم من قاموا بتدريبهم وتسليحهم وتمويلهم والمقصود السعودية وقطر والاردن وتركيا.
شغل العالم منذ اسبوعين إعدام الصحفيين الامريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف على ايدي الارهابيين من دولة ” داعش ” بطريقة بشعة بقطع رؤوسهم, والتهديد بقطع رأس الصحفي البريطاني ديفد كاوثورن هايننس ردا على الغارات الامريكية على مواقع ” داعش ” قرب أربيل العراق, ومن اللافت للنظر لم يتأكد الخبراء من صحة تنفيذ الاعدام لأن طريقة التصوير والعرض تجعل المراقب والمتابع يسأل العديد من الاسئلة ويشكك في صحتها, منها إن الصحفيين المذكورين كانوا يعملون مع المسلحين في ليبيا وسوريا وشوهدوا وهم يقاتلون الى جانب المسلحين وينقلون إنجازاتهم العسكرية ضد النظام السوري الى الصحف والمواقع الاخبارية العالمية, إضافة الى الاخراج والمونتاج الفني للتصوير والعرض وكأنه في إحدى قاعات هولييود الفنية وليس في صحراء مجهولة المكان.
فإن صح الاعدام او لم يصح, المهم حشد الراي العام الامريكي وتعبئته وإستعداده لتأييد التدخل العسكري في العراق وسوريا بحجة القضاء على الخطر الذي يهدد العالم ” داعش ” في حين أن العالم ليس بحاجة الى دليل على وحشية تلك الجماعات الارهابية المنضوية تحت راية الخليفة ابو بكر البغدادي, فمجزرة واحدة ذهب ضحيتها 1700 في معسكر سبايكر الشهير في العراق , ومجزرة أخرى في حق 1500 من عشيرة الشعيطات السورية التي رفضت مبايعة ابي بكر البغدادي خليفة للمسلمين وكلها جاءت بقطع الرؤوس او الاعدام بالرصاص ولم يتحرك الضمير العالمي ولا مجلس الامن ولا هيئة الامم المتحدة ولم نسمع التنديدات العالمية كما نسمعها على إعدام الصحفيين. والجدير بالذكر الاعلان اليوم عن تحالف دولي مريب يضم امريكا وبريطانيا واسرائيل وحلفائهم لمحاربة ” داعش ” من دون تدخل سوريا وإيران, وفي حقيقة الامر إن ” داعش ” لم تقم باي إعتداء على تلك الدول, بل عدوانها منصب على سوريا والعراق ولبنان وايران, مما يجعلنا على قناعة تامة بأن الادراة الامريكية تخطط لغزو العراق وسوريا لفرض التقسيم الذي عجزت عن تحقيقه منذ نشر الفوضى في العالم العربي عن طريق ما بات يسمى ” بالربيع العربي الدموي ” من بوابة ” داعش ” الارهابية, فلكل غزوة أمريكية عنوان, مسرحية 11 سبتمبر كانت لغزو افغانستان والعراق, مسرحية إعدام الصحفيين الامريكيين التخطيط لغزو العراق وسوريا.
في الوقت عينه الدول التي قاومت الارهاب الدولي المدعوم امريكيا منذ العدوان والحرب على سوريا عيونها ليست نائمة وعلى أهبة الاستعداد لدحر اي عدوان مباشر من امريكا وحلفائها, فما عجزت عن تحقيقه بحرب شبه كونية على حلف المقاومة لن تحققه عبر التضحية بعميلين لها ” فولي وسوتلوف” كانوا يعملون مع المجموعات المسلحة في سوريا.
الدول والشعوب المهددة من قبل ” داعش ” تستطيع القضاء عليهم بسهولة حين يتم رفع الدعم المادي والعسكري والسياسي والاعلامي عنهم, وفك الحصار عن مدينة آمرلي العراقية أكبر دليل على سهولة دحرهم والقضاء عليهم, اما حضور امريكا سيكون إضافة عدو جديد الى جنب ” داعش ” سيتم دحره والانتصار عليه ليعود يجر أذيال الهزيمة كما دحر سابقا في أفغانستان والعراق.