بإنتظار ساعة الصفر للتوجه الى الجبهة.. شيعة لبنان يلبسون دروعهم ويستعدون لمواجهة «داعش»تعيش المجتمعات الشيعية في لبنان حاليًا في أجواء الحرب. الكلّ متأهّب ويستعدّ لمواجهة الآلاف من عناصر “داعش” المتربّصين على الحدود.
الصغير والكبير يتحدث عن “معركة مقبلة”… الاستنفار بأوجه والقاعدة الشعبية قبل تلك القواعد الحزبية باتت تشعر أنّها المعنيّة بالقتال والدفاع عن نفسها وأرضها بعد المشاهد الواردة من العراق وسوريا… لا تشبه الأحوال في القرى الشيعية باقي مناطق لبنان حيث الخوف والحذر سيّدا الموقف لا أكثر، لكنّ شيعة لبنان الذين يعتبرون أنّهم المعنيّون الأوائل بما هو مقبل لبسوا دروعهم وينتظرون ساعة الصفر للتوجه الى الجبهة.
“ليس جديدا ما نعيشه اليوم”، يقول م.ع ابن احدى البلدات الجنوبية “فنحن اعتدنا أجواء التوتر والحروب كما التحضير والترقب والمراقبة منذ أيام الاحتلال الاسرائيلي… وما يحصل أخيرًا يؤكد صوابية موقفنا الداعي للحذر من الجماعات التكفيرية لان المعركة معها لم تعد أمرًا بعيدًا بل أصبحنا فيها”.
وتستعدّ قرى الجنوب وخاصة “حزب الله” لنوعين من المواجهة هناك، بحسب م.ع، اذ أن “الاستعدادات لمواجهة التكفير القادم لا محالة، ولا تؤثر على تلك الاستعدادات القائمة لمواجهة اسرائيل”، ويردف قائلا: “الكل مستعد للمواجهة”.
ويكتسب الوضع الأمني في البقاع أهمية استثنائية حاليا، مع معلومات عن ظهور مسلح ليلي ويومي في معظم القرى البقاعية وبعض قرى الجنوب، حيث يتناوب شبان حزبيون وغير حزبيين على عمليات المراقبة الليلية. وتشير مصادر واسعة الاطلاع الى تضاعف الاستعدادات التي اتخذتها العشائر المنتشرة بقاعا منذ بداية الاحداث السورية، مع اشتداد وطأة الخطر على المنطقة، لافتة الى تنسيق يومي ما بين حزب الله وحركة أمل للتعاطي مع أي مستجدات أمنية.
وتضيف المصادر: “لقد اعادت حركة امل ترتيب اوراقها العسكرية مع ظهور حالة احمد الاسير في صيدا، وهي تنسق حاليا مع حزب الله وخاصة في قرى الجنوب باطار عمليات مراقبة النازحين السوريين بشكل خاص”.
ويُجمع أبناء البلدات الشيعية الجنوبية كما البقاعية وأبناء بيروت على أنّ “كل المؤشرات تقود الى أن المعركة مع “داعش” لا مفر منها في ظل ما يجري في سوريا والعراق، ما يجعل التحضير لها واجباً، سواء أكانت قريبة أم لا”.
ويقول ن. ر. ابن احدى البلدات البقاعية أنّه “وفي المعركة المقبلة يجب الإعتماد أولا على الدولة كسلطة شرعية موكلة بحماية الأهالي، فيما يكون الآخرون مشاركون كحاضنة شعبية لها ولأجهزتها الرسمية. وفي حال فشل ذلك، لا بد من الاعتماد على الذات لتكرار تجربة الدفاع الذاتي عن الأمن الشخصي، تماماً مثلما كان يجري إبان الإحتلال الإسرائيلي في الجنوب”.
ويشدّد ن. ر على وجوب أن يكون ملاذ الحماية الذاتيّة هو الخيار الأخير، قائلا: “جميعنا يؤمن بوجود الدولة وسلطتها، وبقدرتها على حماية مواطنيها… وحين تسقط هذه القاعدة فعندها يكون لكل حادث حديث”.
بدوره، يعتبر م. ي الجنوبي أن “المعركة مع داعش وأشباه داعش بالنسبة لنا كجنوبيين بدأت منذ أيار 2013، يوم دخلت المقاومة في معركة الدفاع عن الحدود في القصير وكسرت سايكس بيكو”، لافتا الى أنّه وفي المعركة المقبلة فان “المجتمع الشيعي سيكون أكثر إرتياحاً وأقل قلقاً من باقي مكونات الشارع اللبناني بسبب وجود حزب الله وسهره على أمن المدن والقرى”. ويضيف: “إن فتحت داعش المواجهة ستكون هي صاحبة الطلقة الأولى، لكن حتماً لن تكون صاحبة الطلقة الأخيرة، لقد اعتدنا كسر المحتل وفكّ الإحتلالات أيًّا كان المحتل أو هويته”.
وتتفاوت نسب المتخوفين من المعركة ونتائجها وأؤلئك المستعدين لها والواثقين من قدرتهم على قهر جموع “داعش”، الا أن ما تجمع عليه المجتمعات الشيعية ككل هو “صوابية قرار حزب الله باستباق المعركة مع الارهاب على الاراضي اللبنانية وانخراطه بالقتال في سوريا… ويرددون: “لو أنّه لم يتوجه اليهم لكانوا اليوم في بيروت”.
*بولا أسطيح – موقع النشرة