سعود الفيصل للروس: لم نعد نريد إسقاط النظام في سوريةنضال حمادة – المنار
ملفت الغياب الروسي عن مسرح الاحداث المستجدة في الشرق الاوسط هذه الأيام، في وقت تعود فيه الولايات المتحدة بقوة الى العراق وسوريا عبر صعود وتمدد تنظيم داعش في البلدين المذكورين.
هذا الابتعاد الروسي العلني والمؤقت حسب مصادر روسية في باريس لن يتعدى أواخر شهر تشرين اول/اكتوبر المقبل موعد الانتخابات النيابية في أوكرانيا، حيث تخطط روسيا ومعها بعض الشخصيات الأوكرانية لإضعاف سلطة اعداء موسكو في البرلمان الأوكراني تمهيدا لإضعاف الرئيس الاوكراني (بترو بورشينكو)، ومن ثم التوصل الى حل للصراع في شرقي أوكرانيا، بعد أن أكد الرئيس الروسي لمجموعة من (اوليغارك) الأوكرانية المؤيدة لموسكو أنَّ روسيا لا تريد أبداً ضم شرق اوكرانيا، وهي متضررة كثيرا من الحرب هناك، وهذه الحال مع الاوكرانيين الذين يفقدون مئات ملايين الدولارات جرَّاء الحرب في المناطق الشرقية التي تعتبر مركز الصناعة في أوكرانيا.
في ظل هذه التطورات عادت الاتصالات الروسية السعودية حسب المصادر نفسها، التي تؤكد أنَّ موسكو التي كانت أوقفت الحوار مع الرياض بعد زيارة رئيس الاستخبارات السابق بندر بن سلطان الى العاصمة الروسية ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين، أبلغت السعودية أنَّها قبلت بقناة الاتصال الجديدة عبر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، الذي زار موسكو مرتين خلال الاسابيع القليلة الماضية.
المصادر تقول ان الفيصل أبلغ الجانب الروسي خلال زيارته الاخيرة لموسكو بالموقف السعودي الجديد حول سوريا ومفاده أنَّ الرياض لا تريد إسقاط النظام في دمشق ، ولكنها تريد تغييرا في القيادة وتحديدا في مركز الرئاسة، وتضيف المصادر ان وزير الخارجية السعودي أعاد على مسامع الروس فكرة حكومة انتقالية في سورية تسبقها تعديلات دستورية تنقل صلاحيات الرئيس.
ويبدو في هذا الشأن أنَّ السعودية وبعض حلفائها الغربيين، يريدون تطبيق ما يسمونه النموذج العراقي على سوريا ، حيث افضى تفاهم الى تغيير في رئاسة الحكومة العراقية ، وتشير المصادر الى زيارة قريبة الى باريس يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود لبحث هذا الموضوع وتنسيق الجهود مع الجانب الفرنسي وتسويق الخطة دوليا خصوصا مع الجانب الروسي، وتأتي دعوة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند الى عقد مؤتمر دولي في باريس تحت عنوان( من أجل الأمن في العراق ومحاربة داعش) لطرح هذا الموضوع تحديدا، حسب المصادر التي طرحت تساؤلات عن الجدوى الحقيقية لمؤتمر محاربة داعش، بينها ماذا سيفعل هولاند طالما أنَّه لن يرسل جنوداً الى الارض، وليس بمقدوره شن حرب جوية ضد هذا التنظيم؟ وهل سيقول للمجتمعين ان داعش تنظيم وحشي؟ وتضيف هذه المصادر ان هذا كله معروف للجميع ، الهدف الحقيقي من المؤتمر هو فتح بازار دولي جديد يقول برحيل الرئيس الاسد وبقاء النظام.
وفي ظل غياب أية أستراتيجية واضحة من طرف الولايات المتحدة لمواجهة تصاعد نفوذ داعش وتمدده ، لا تبدو آلية عمل الخطة السعودية الفرنسية الجديدة حول سوريا قابلة للتطبيق بسبب الفارق الكبير بين الوضعين في العراق وسوريا، ويأتي هذا كله في وقت تمر فيه العلاقات بين موسكو وباريس بفترة توتر بسبب العقوبات الاوروبية على روسيا الناتجة عن الحرب في أوكرانيا ، وهو ما يمنع أي تواصل جدي حول الملف السوري بين الطرفين، وليس هناك في الافق القريب والمتوسط ما يشير الى احتمال تحسن العلاقات ، وتقول المصادر نفسها ان روسيا لا تثق كثيرا بالكلام الأميركي عن حرب داعش، وتنقل عن ضابط أميركي كبير هو رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال (مارتن ديمبسي) قوله ( إن الجهد العسكري الأميركي يمكن أن يستغرق أشهرا، ويبقى محدودا ، وكل ما نفعله حاليا هو وضع طبقة من الطلاء على الصدأ، يمكن للطيران الأمريكي أن يؤثر في التوجهات التكتية ، ولكنه لا يمكن أن يعوض عدم كفاءة الأخرين) انتهى كلام رئيس الأركان الأميركي.
في نفس السياق يبدو الغرب ، في حالة جهل تام بما ستؤول اليه أوضاع حلفائه في المعارضة السورية في ظل تفككها الميداني أمام داعش، وليس هناك من جديد في الميدان يجعل السوري وحليفه الايراني ومعهما روسيا يقبلون حاليا بطروحات رفضوها في ظروف أصعب وأكثر سوءا.
الفيلم الداعشي طويل ونحن امام المشاهد الأولى.