حقيقة ما يحدث في «السلسلة الشرقية».. دمشق لن تسكت عن أي انتهاك لأمنهاحسان الحسن – صحيفة الثبات
جاءت الغارات الجوية التي يشنها الطيران الحربي السوري والعمليات الامنية التي ينفذها الجيش السوري بالتعاون مع حزب الله ضد المجموعات التكفيرية المنتشرة على سلسلة الجبال الشرقية، لتؤكد أن دمشق عازمة على ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة أينما وُجدت، لاسيما أن وزارة الخارجية السورية كانت حذّرت السلطات اللبنانية المعنية من مغبة تحويل لبنان إلى ممرّ أو مقرّ لتلك المجموعات، وبالتالي استهداف الاستقرار السوري انطلاقاً من الأراضي اللبنانية.
وفي هذا الصدد يؤكد مصدر سوري واسع الاطلاع أن التحذيرات المذكورة آنفاً أتت بعد اعترافات أدلى بها إرهابيون معتقَلون لدى الأمن السوري بأنهم كانوا يستخدمون بعض المناطق اللبنانية الحدودية للقيام بعمليات تسلل المسلحين وتهريب السلاح إلى العمق السوري عبر بعض المناطق الحدودية في البقاع اللبناني، سائلاً: هل يمكن أن تصبح منطقة كالزبداني المحاذية لسلسلة جبال لبنان الشرقية “قاعدة عسكرية” للمسلحين لولا المدّ البشري والدعم اللوجستي الذي كان يأتيها من لبنان، والذي تضاءل راهناً بعد العمليات الأمنية؟
ويلفت المصدر إلى أن هذه الخطوط كانت تشكل شرياناً حيوياً واستراتيجياً للمسلحين، خصوصاً في أرياف القصير وحمص ودمشق، ما أطال أمد الاشتباكات فيها، وهي ماتزال بين “الكر والفر”، مؤكداً أن الجيش السوري حقق تقدماً ميدانياً ملموساً في ريف دمشق، لاسيما في منطقة جوبر دمشق التي استخدمها المسلحون لقصف دوّار الزبلطاني المجاور لحي القصّاع في قلب العاصمة، غير أن الامور بدأت تعود تدريجاً إلى طبيعتها في العاصمة، بعدما تمكّن الجيش من تطهير المليحة ودكّ أوكار المسلحين في جوبر، وبعض المناطق المجاورة.
وبالعودة إلى مسألة الأمن على الحدود اللبنانية – السورية، يكشف المصدر السوري عن الخطة التي استخدمها المسلحون في عمليات تسلل المسلحين وتهريب السلاح إلى سورية عبر الأراضي اللبنانية، مشيراً إلى أن بعض الإرهابيين كانوا يُطلقون النار على حواجز الجيش السوري الموجودة قرب المناطق المحاذية للبنان لإشغاله، من أجل تمرير المسلحين والسلاح إلى سورية، مؤكداً أن القوات المسلحة تطوّق راهناً غالبية مقار المسلحين في “السلسلة الشرقية”، وعازمة على ملاحقة المجموعات التي تستهدف الاستقرار السوري أينما حلّت، وأياً تكن الأثمان.
ويقول: لقد تحوّل جزء من الأراضي اللبنانية إلى “أرض نصرة” للمجموعات الارهابية المسلحة في سورية، بحيث يذهب المواطن السوري إلى لبنان ويعود إلى بلاده “مقاتلاً”، وما المداهمات التي نفّذتها الأجهزة اللبنانية المعنية في بعض مخيمات النازحين، والتي أوقفت خلالها بعض المنتمين إلى المجموعات التكفيرية، إلا دليلاً على ذلك.
ويشير المصدر إلى أن دمشق سلّمت الأمم المتحدة وثائق تؤكد المعلومات المذكورة آنفاً، علّها تُسهم في وضع حد لضرب الاستقرار السوري، خصوصاً بعد التمدد “الداعشي” خارج العراق وسورية، لاسيما في شمال أفريقيا.
وفي السياق، يؤكد مرجع عسكري واستراتيجي قريب من دمشق أن الجيش السوري لن يتردد إطلاقاً في قصف أي بقعة جغرافية تأوي إرهابيين يعملون على تقويض استقرار سورية، كاشفاً أنه أزال الألغام التي زرعها على الحدود مع لبنان، تحسُّباً لأي طارئ قد يدفعه إلى مطاردة المسلحين أينما وُجدوا.
وختم المرجع بالقول: “من اليوم فصاعداً، لن تسكت دمشق عن أي انتهاك لأمنها واستقرارها، لأن ذلك أصبح يشكّل بالنسبة إليها قضية حياة أو موت”.
وكان الرئيس بشار الأسد أكد في خطاب القسم أنه لن ينسى “الرقّة”، وسيخلّصها من الإرهاب، ما يؤشر بوضوح إلى إعلان الحرب على تنظيم “داعش”، سيما أن “الرقة” هي راهناً مقرّ “إمارة التنظيم” في سورية، وأيضاً يؤشر إلى عزم الأسد على استئصال البؤر الإرهابية على امتداد الجغرافيا السورية.
وبالرغم من هذا الوعد، فالجيش السوري لا يستطيع راهناً أن يترك البؤر الإرهابية في الداخل ليتفرغ لمعركة صعبة تحتاج إلى تعاون إقليمي لمحاربة “داعش”، لذلك فإن الادعاء والإيحاءات التي يلمّح لها البعض بعدم إمكانية حصول هذه المعركة، قد أجهضهم خطاب الرئيس الأسد، وستكذبه الأحداث التي ستلي انتهاء الجيش من تطهير البؤر حول دمشق وفي حلب، ليتفرغ بعدها لتلك المعركة النهائية.