أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن من يظن أنه في منأى عن الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم مخطىء تماما مشيرا إلى صوابية الرؤى السياسية السورية في التحذير منذ سنوات من امتداد الإرهاب إلى كل المنطقة والعالم. وقال المقداد خلال محاضرة ألقاها اليوم في دار البعث بدمشق بعنوان “الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط والصمود العربي السوري” “إن سورية لن تتردد عن التعاون مع أي دولة لمحاربة الارهاب إلا من يدعي محاربته وهو من يموله ويدعمه ويرعاه باعتباره عابرا لحدود الدول ولا يمكن محاربته إلا بتنسيق دولي”. ووصف المقداد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2170 الذي يفرض عقوبات على ممولي وداعمي تنظيمي ما يسمى دولة العراق والشام وجبهة النصرة الإرهابيين بأنه “يمثل إرادة المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب” مشيرا إلى أن التنسيق الدولي يجب أن يكون ضمن اتفاقات وقرارات دولية ناظمة وأن أي عمل أحادي يعتبر تدخلا في شؤون الدول. وقال المقداد “إن كل من قدم دعما بكل الأشكال لأي فصيل يحمل السلاح ضد الدولة السورية يعتبر إرهابيا وأن على المجتمع الدولي ملاحقته ومحاسبته”. ورأى المقداد ” أنه لا يمكن اغفال العامل الاسرائيلي فيما تشهده سورية والمنطقة من أحداث وأن دوره ومصلحته واضحان فيما يجري في المنطقة من فوضى وانتشار التنظيمات الإرهابية المسلحة وما تمارسه من قتل ومجازر”. وقال المقداد إن “الغرب عمل على تدمير المنطقة ونشر الإرهاب والرعب عبر التنظيمات الإرهابية المسلحة بدعم مباشر وغير محدود خدمة لأهداف الصهيونية” معتبرا أن “تنظيم ما يسمى دولة العراق والشام الإرهابي حاضن اساسي للفكر الوهابي في عدائه للأديان والمذاهب والطوائف الأخرى وتدميره الحضارات”. وأكد المقداد أن القضية الفلسطينية هي من ترسم خطوط السياسة الوطنية والاقليمية والدولية السورية وستبقى في موقع الاهتمام المركزي للحكومة السورية رغم كل ما تمر به المنطقة من تطورات وأحداث محذرا من أن الشعب الفلسطيني يتعرض للإبادة وأن العدوان الأخير على غزة خير دليل على أن إسرائيل هي سلاح الدمار في المنطقة. ونفى المقداد الادعاءات الأمريكية الاخيرة حول عدم وفاء سورية بتعهداتها باتلاف الاسلحة الكيميائية معتبرا أن “هذه التصريحات تدل على مزيد من العدوان في السياسة الأمريكية وعدم صدق إرادتها في تخليص البشرية من اسلحة الدمار الشامل وإلا كان عليها أن تأمر إسرائيل بالتخلي عن الاسلحة التي تملكها لإعلان الشرق الأوسط خاليا منها”. وذكر المقداد أنه على الولايات المتحدة ألا تستخدم قرارات الشرعية الدولية للتدخل في أي بلد معتبرا أنه “لا مصداقية في سلوكها والا كانت توقفت عن دعم الإرهاب وأمرت حلفاءها بذلك ومنهم رئيس الحكومة التركية أردوغان لا سيما أن الحكومة التركية متورطة في دعم تنظيم ما يسمى دولة العراق والشام الإرهابي والإرهابيين الآخرين وسهلت تنقلاتهم ودخولهم الاراضي السورية ودعمتهم بالمال والسلاح والتدريب”. ورأى المقداد أن “الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مسؤولة عن تصعيد الإرهاب في المنطقة وعليهم التوقف عن دعمه لأنه يهددهم أولا كما يهدد كل دول المنطقة” مشيرا إلى تجاهل مجلس الأمن مئات الرسائل السورية حول الإرهاب وممارسات المتطرفين والتكفيريين. وأكد المقداد اهمية التنسيق مع الدولة اللبنانية لمحاربة الإرهاب “رغم وجود بعض القوى الانعزالية الداعمة له على الساحة اللبنانية وقد مولت وصدرت الإرهاب والإرهابيين إلى سورية” مشيرا إلى أن “عملاء الإرهاب في لبنان مازالوا يدافعون عنه رغم وصوله إلى مدنهم على حساب دفاعهم عن الجيش اللبناني وحاضر بلدهم ومستقبله”. سورية - syria |