عرسال .!!!!!!!!!!

موضوع: عرسال .!!!!!!!!!! الأربعاء أغسطس 06, 2014 4:34 am

[rtl]عرسال .!![/rtl]

[rtl]وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl]
[rtl]نبيه البرجي

حتى الآن، لا يزال هناك من ينظر الى الحدث في عرسال، وما وراء الحدث، بعيون خشبية، كما لو ان الذي وقع لم يكن متوقعاً، وكما لو ان قوى محددة في الداخل، وفي الخارج، لم تحاول تحويل مناطق لبنانية، وبينها عرسال، الى قواعد عملانية ولوجيستية للانقضاض على النظام في سوريا.
حدث هذا منذ اليوم الاول لاندلاع «الثورة» هناك، كان الرهان حاسماً على تقويض وشيك للنظام، خلال اسابيع او خلال ايام او حتى خلال ساعات، حتى اذا ما اعلن فلاديمير بوتين بلغة القيصر لا بلغة الظل ولا بلغة المهرج، ان قواعد النظام العالمي الجديد تنطلق من سوريا. ظلت البداوة اياها هي التي تحكم المقاربة السياسية والعسكرية للوضع في سوريا.
كلنا تواطأنا باقفال عيوننا، وباقفال افواهنا، حين كانت عرسال، عرسال الرهينة، تتحول شيئاً فشيئاً الى قنبلة تفجرّ البقاع، بل وتفجّر لبنان بأكمله. كان هناك صوت شفاف، وعقلاني، وصاروخ للدكتور اديب الحجيري. ولكن بدا ان صوت «ابو طاقية» مصطفى الحجيري، هو الاقوى لانه صوت المرتزقة، وصوت القتلة، الذي يريد تحويل عرسال، واسمها بالارامية «عرس الله» الى «عرس الشيطان».
لا احد يعترض على وقوف اهالي عرسال ضد النظام في سوريا، بالرغم من العلاقات الدافئة والوثيقة التي كانت قائمة. ولا احد يتغاضى عن التفاعلات السياسية والمذهبية، واحياناً العاطفية، التي لا بد ان تنتج عن السياق الذي اخذته الاحداث في سوريا، خصوصاً ديناميكية التعبئة التي اعتمدتها دول عربية وغربية على السواء.
ولكن كم بدا ساذجاً او خادعاً تسويق البعض ان احداث عرسال ردة فعل على مشاركة «حزب الله» في القتال الى جانب النظام في سوريا، مع حق اي كان الاعتراض على هذه المشاركة. لكن ما شهدته عرسال، ومنذ شهر ايار او حزيران عام 2011، كان يشي بوجود من خطط لان تكون البلدة تورا بورا، وان تضطلع بدور محوري في امداد «الثورة» في حمص وفي دمشق بكل ما تحتاجه من رجال ومن اعتدة لم يكن من الصعب ابداً توفير الممرات الآمنة لها.
احدى الدول العربية اقترحت في البداية ان تكون مدينة طرابلس اللبنانية مقراً لـ «حكومة سوريا الحرة»، على ان تكون عرسال مقر القيادة العسكرية، قبل ان يقرر السلطان العثماني ومعه قياصرة الغرب وضع اليد على تلك الصرخة العارية، وتحويلها الى محظية عثمانية. اليس هذا ما فعله رجب طيب اردوغان لتحويل سوريا، وليس فقط الصرخة في سوريا، الى محظية عثمانية؟
كل هذا تعرفه بدقة جهات لبنانية على صلة وثيقة بدمشق، لكنها لاذت بالصمت بحجة الحيلولة دون تفجير الحساسيات المذهبية. وحتى في الاشهر الاخيرة، كانت الشاحنات تنقل اللحوم الطازجة، والمشروبات المثلجة، وربما صناديق الويسكي، الى المسلحين في الجرود. وكان هذا معلوماً للقاصي والداني. التعليمات كانت بعدم التعرض لاي شاحنة، وحتى لا تعلو الاصوات المذهبية اياها وتندد وتهدد بأن ثمة من يريد اذلال عرسال، عرسال العزيزة والابية، وتجويع المخيمات التي تحولت الى معسكرات.
كان لا بد من العض على الجرح، مع ان كل التقارير كانت تؤكد على ان عماد جمعة، وهو مسؤول تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام»، كان يخطط لرفع عديد المسلحين الى خمسة آلاف بحيث يتمكن من اجتياح بلدات في البقاع الشمالي, على ان يترافق ذلك مع اجتياح بعض بلدات عكارلا سيما القبيات، لفرض واقع آخر على الدولة اللبنانية، ودون ان تقتصر الغاية على تحرير الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية.
الهدف كان ولا يزال اكبر من ذلك بكثير. من قال ان القنبلة في عرسال ستبقى في عرسال؟ هناك خلايا نائمة في كل مكان، وهناك من يتولى ادارة الخيوط في لبنان كما ادارها في العراق، ودون ان تكون هناك دولة لا في لبنان ولا في العراق، ولا حتى في العالم العربي كله حيث تستشري الديكتاتورية والزبائنية والتبعية، الاستراتيجية والايديولوجية، للسيدة الجاهلية.
لطالما كانت عرسال البلدة البهية، البهية حتى بشقائها. اليوم شيء آخر. منذ الاشهر الاولى للأزمة في سوريا وهي تحت الاحتلال. اليوم تحت احتلال «داعش» التي نخشى ان تكون قد اصبحت، وبفعل التصدع المذهبي، وبفعل الاثارة المبرمجة، القوة الضاربة في لبنان.
صنعت لتكون قنبلة، وانفجرت. لاحظوا التعليقات العرجاء، بل والعمياء: حتى لا يكون لبنان «عرس الله» بل «عرس الشيطان»!
الديار[/rtl]

» عرسال تحت الإحتلال..
» مقالات المفكر العربي ناصر قنديل
» «داعش» من عرسال إلى الموصل
» إمارة عرسال ,قطر على البال
» دخول مسلحين إلى عرسال