عن المقاتلين الشيشان في سوريةخليل موسى – المنار
تطورات معقدة، متتالية ومتسارعة، وأحيانا تداخلات غير واضحة في سياق العملية التي تسمى “الجهادية”، والبحث عن الخيوط ليس بالأمر السهل لأن التساؤلات تتزايد عند كل إجابة جديدة عن أحد الاستفسارات، والمقاتلون الأجانب يظهرون في الميدان بحجة “الدفاع عن الدين الاسلامي” حتى ضد تشكيلاتهم المتعددة التسميات في كثير الأحيان.
من أبرز جنسيات المقاتلين الأجانب التي ظهرت في الساحة السورية الجنسية الشيشانية، المقاتلون الشيشان اشتهروا تاريخيا في اماكن عدة من العالم وفي حروب كثيرة، ولكن ليس بِالكمّ الذي يحتويه الحدث السوري، وهذا ما يزيد أزمة البلاد تعقيدا، وهم تمددوا ايضا أرض العراق.
الظهور الشيشاني ضمن الحرب في السورية
ظهر المقاتلون الشيشان في سورية بشكل واضح في منتصف العام 2013 حيث كانوا عبارة عن مجموعات متوزعة في كافة التنظيمات “الإسلامية” أي بين داعش وجبهة النصرة وغيرها، إلى ان جاء منتصف الشهر السادس من العام الماضي، حيث أظهر حينها مقطع فيديو شخصا يدعى “القائد سيف الله الشيشاني” معلنا تشكيل كتيبة جديدة تضم المقاتلين الشيشان بعد انشقاقهم عن النصرة وداعش، وبذلك تم تجميع القوقاز في كتيبة واحد بمجموع 800 مقاتل من اصل 1000 كانوا موزعين على المجموعات الأخرى، وذلك حسبما أظهرته التسجيلات التي بُثّت تباعا على شبكة الانترنت، ليضاف على العدد في العام الماضي نحو 400 قتيل شيشاني. ليكون إجمالي عدد القوقاز الذين دخلوا سورية في عام 2013 قرابة 1400 مقاتل.. وتفيد آخر دراسة أجريت في العام الحالي ان عددهم أصبح حوالي 1500 مقاتل شيشاني.
إعلان الانشقاق عن داعش والنصرة جاء حسب المصادر بحجة “النهج التكفيري الذي يتبعه كل من داعش والنصرة”.. وفي سياق البيان لم تعد تتبع الكتيبة لأي من التنظيمات الاخرى إنما اخذت استقلالية في العمل و القرار، أما في بداياتها فكانت الحدود التي تعمل ضمنها مدينة حلب وريفها حسب اعترافات القائد الشيشاني.
أبرز القيادات الشيشانية والمبايعة للبغدادي..
من أبرز الأسماء التي ظهرت وانتشرت في اوساط واسعة كان أبو عمر الشيشاني وسيف الله الشيشاني وعمر الشيشاني، وهما من أشرس القادة الشيشان بين صفوف المقاتلين القادمين الى سورية حسب إجماع كل المصادر المطلعة.
وحسب الفيديوهات وما أبدوه من انشقاقات في صفوف الحركات المسلحة وخاصة عن داعش والنصرة وعن “جيش الأنصار والمجاهدين” تشكيلهم كتيبة القوقاز، ثبت أن الشيشان في سورية يرغبون في استقلالية الكيان الشيشاني ضمن صفوف الجهاديين.
جاءت مبايعة البغدادي أمير داعش “خليفة للمسلمين” ولكن حسب مصادر عدة فإن الشيشاني الذي بايع، لم يبايع بيعة مطلقة أو كاملة إنما بايع فقط على القتال. وحسب تعبيرهم “لم تكن بيعة كاملة حرصا على استقلالية الكتيبة الشيشانية”.
كيف وصل المقاتلون الشيشان إلى سورية؟!
أُجريت دراسات عدة حول موضوع التسرب الشيشاني إلى سورية، ومنها دراسة اعدها المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية تم نشرها في الثالث من تموز العام الحالي، ما أكد ان الحكومة التركية هي اكثر من تساهل في موضوع تسرب المقاتلين الاجانب إلى سورية، ومن بينهم المقاتلون الشيشان الذين يُعتبرون الجسد الأكبر من بين الجنسيات الأجنبية في سورية حسب التقرير، ومن ضمن المصادر التي أكدت دخول المقاتلين الشيشان عبر الحدود التركية إلى سورية، لقاء أجراه سابقا موقع المنار مع الناطق الرسمي باسم المسيحيين الارمن بعد اقتحام بلدة كسب في الشمال السوري من قبل المقاتلين الاجانب، ونشرته على موقعها وجاء فيه ان “شاحنات كانت تقل المقاتلين الأجانب من تركيا إلى سورية عبر الحدود” حسب الناطق الرسمي، إضافة لما اكده الناطق آنذاك عن تغطية نارية تركية لدعم هؤلاء المقاتلين.
وكما دخل الشيشان سورية استطاعوا التنقل ما بينها وبين العراق عبر الحدود السورية العراقية التي سيطرت عليها الجماعات الموزعة في غالبيتها بين داعش وجبهة النصرة على امتداد الأراضي الشمالية والشمالية الشرقية من سورية وصولا إلى العراق.