فشل الابراهيمي ...سعد الله خليل




	فشل الإبراهيمي ... خاص "توب نيوز" - سعد الله الخليل فيما تتجه الأنظار نحو زيارة الأخضر الإبراهيمي إلى سورية وسلسلة لقاءاته مع القيادة السورية والتيارات المعارضة، في مسعى لإطلاق عملية سياسية سورية تتجه نحو إنهاء الأزمة، يرى كثيرون إنسداد الأفق السياسي أمام فرص النجاح لتلك المهمة، لأسباب عدة أهمها: تفكك المعارضة السورية وذهاب أطراف دولية فاعلة نحو تأزيم الموقف السورية وعدم الرغبة الدولية لحل سياسي ينهي الأزمة. تقسيم المقسم في الحديث عن أي تسوية سياسية لا بد من معرفة طرفين لتلك العملية، فالأخضر الإبراهيمي يجد نفسه أمام طرف واضح المعالم والأهداف وهو القيادة السورية، فيما على المقلب الأخر يقف أمام تيارات وأحزاب وهيئات معارضة تتراوح بين المتشدد والمتعصب والتكفيري والسياسي والعلماني يرفض أغلبها الإعتراف بالأخر، فيدعي أحقيته الحصرية بتمثيل الشعب السوري، ويرفض الإعتراف بما عداه من تيارات معارضة، لذلك بات مطلب توحيد المعارضة السورية مقدمة لأي عمل سياسي، وينادي به كل الأطراف حتى الممولة للتيارات المعارضة المسلحة، فمجلس اسطنبول الذي يعمل على الخط السياسي المسلح تدهورت علاقاته مع مسلحي الداخل، وبات قسم منها خارج سيطرته لدخول جماعات متشددة على خط العمل المسلح، فيما معارضو الداخل على علاقة متوترة مع معارضة الخارج، ولا تجمع أغلبها علاقات مع المسلحين، لرفضهم عسكرة الحراك الشعبي واستخدام العنف، وتفضيلهم البحث عن حل سلمي يستجيب لمطلب التغيير الجذري، والقبول بإجراء حوار مع السلطة، وأفرزت حالة النزاع والتجاذبات إنقسمات عدة بمجلس اسطنبول، وخروج قياديين بارزين بهيئة التنسيق، وانسحاب تيار بناء الدولة من التحضير لمؤتمر المعارضة السورية في الأيام الأخيرة وهو خير دليل على تشتت المعارضة . وفي هذا السياق ترى بروين إبراهيم رئيسة حزب "الشباب الوطني للعدالة والتنمية" بأن إنقسام المعارضة ومحاولات البعض إقصاء باقي الأطراف إحدى أهم مقومات فشل مهمة الإبراهيمي، وتقول لتوب نيوز "بعض أطراف المعارضة غير الراغبة بالتعاون وتوحيد صفوفها والتي تضع شروط للدخول بعملية الحوار الشامل شريكة بسفك الدم السوري بتأخير الحل السياسي". ويؤكد مازن بلال القيادي في التيار العلماني المعارض بأن التدخلات الإقليمية والدولية في الحراك السياسي المعارض أظهر إنقسامات في المعارضة السورية لإختلاف المرجعية . أمام مشهد الإنقسام بات توحيد المعارضة مطلباً دولياً ليس لضمان حصولها على حقوقها بل لإظهار مكون متجانس مقابل الدولة السورية، وفي هذا السياق تقول وزيرة الخارجية القبرصية أراتو كوزاكو ماركوليس "توحيد المعارضة السورية أمر محوري لحل أزمة سورية، وأمام الإيراهيمي الكثير من العمل الذي يتطلب تعاون ووحدة صف المعارضة السورية”. القوى الكبرى مكانك راوح ما تزال القوى الكبرى الفاعلة بالأزمة السورية على مواقفها فرغم التزمها بوثيقة جنيف الداعية لإعتماد خطة أنان ودعمها، فلم تصل بعد أمريكا والحكومات العربية والغربية المتعاونة معها إلى قناعة بخسارة الجولة الحالية من الحرب ضد سـورية وحلف المقاومة، وهذه القناعة كفيلة بنجاح الإبراهيمي، فيما تشير التصريحات لعدم رغبة أميركا بالاعتراف بالخسارة ما يعني السعي لإفشال المهمة، وما تصريح وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون عقب لقائها نظيرها الروسي سوى مؤشر على المضي قدماً بمواقف بلادها المتشددة، حيث أعلنت أن لا اتفاق بينهما حول سورية، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تباعد المواقف بين باريس وموسكو بشأن الأزمة السورية، مجدداً موقف بلاده خلال زيارته لمخيمات السوريين بمدينة كيليس التركية بالدعوة "لإسقاط النظام السوري وبسرعة"، وفي الفلك الأميركي الفرنسي تدور كاترين آشتون التي أعلنت بوجوب تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة كمقدمة لعملية سياسية وجددت دعم المعارضة السورية ما يعني عرقلة جهود الإبراهيمي. تمويل خليجي بما أن دول الخليج تدور في الفلك الأميركي فموقفها من الأزمة السورية بات معروفا،ً وما تسرب عن ضغوط قطرية على الأخضر الإبراهيمي خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، دليل على استمرار قطر بمشروعها التصعيدي ضد سورية، فبحسب ما نقله الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو عن ديبلوماسي عربي في مصر، رفض الإبراهيمي المطالب القطرية والمتمثلة بتحديد مهلة لانتهاء مهمته في سوريا، ونقل السلطة فيها تباعا لارادة بعض القوى، وما أعلنه علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي عن فشل مهمة الأخضر الابراهيمي واستغرابه من إعادة إنتاج مهمة أنان سوى ترجمة للنوايا الحقيقية لمشايخ الخليج، أما الترجمة الحقيقية فتكمن على الأرض عبر المجوعات المسلحة التابعة لقطر والسعودية عبر تنظيمات سلفية تمارس القتل والتهجير وهي غير مستعدة لأي تفاوض إلا مع ممولها الخليجي الساعي لإفشال مهمة الإبراهيمي بالسر والعلن. وفي الضفة المقابلة استبق رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان لقاء الإبراهيمي مع الرئيس السوري بشار الأسد، ليشن هجوما على القيادة السورية معتبراً أنها "تقترب من النهاية"، فيما كشفت صحيفة التايمز البريطانية عن أضخم شحنة أسلحة تصل إلى المسلحين في سورية عبر تركيا، بينها صواريخ سام 7، تضيف لسجل تورطه صفحات حالكة السواد عبر الاستضافة والدعم اللوجيستي لمجموعات التخريب الخليجية. وفي هذا السياق إتهم المعارض فاتح جاموس بحديث لتوب نيوز تركيا بقيامها بعدوان مباشر على الأراضي السورية، نظراً للدور الفاعل لتركيا في المناطق القريبة من الحدود، والدور المتطرف برأي جاموس من أهم أسباب فشل مهمة الإبراهيمي الذي سيصل لما وصل إليه أنان باكتشاف حقيقة التدخل الخليجي التركي". وأمام تأزم المشهد السوري يبقى الموقف الخليجي التركي الأكثر تأزماً، فمع كل الإخفاقات التي تمنى بها المجموعات المسلحة على الأرض، باتت إمكانية تحقيق أي نصر ولو معنوي معدومة، وتنعدم معه أي فرصة للتراجع لارتفاع تكلفة التراجع، بعد أن زجت أميركا بتلك الأطراف للواجهة وكشفت تمويلها وتورطه فالتراجع بات يعني انتحاراً سياسياً حيث بدأ أردوغان يقطف ثمار تدخله في سورية في الداخل التركي بعد أن حول سياسات بلاده من صفر مشاكل لصفر أصدقاء.

» كتب خليل قانصو : لمـَحات عن الربيع العربي
» أسئلة نصرالله ...خليل حرب
» كتب خليل قانصو: امير قطر اشتراكي!
» لورنس التركي.. أو «سانتا» ...خليل حرب
» مطلوب انتكاسة سعودية وتركية!......بقلم خليل حرب