هل يُواصل "حزب الله" وإسرائيل الإلتزام بقواعد "اللعبة"؟

[rtl]هل يُواصل "حزب الله" وإسرائيل الإلتزام بقواعد "اللعبة"؟[/rtl]

[rtl]وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl]
[rtl]ناجي س. البستاني

عمليّة "عامود السحاب" التي نفّذتها القوّات الإسرائيليّة ضد الفلسطينيّين في العام 2012 الأسبق إستمرّت ثمانية أيّام، وقبلها عمليّة "الرصاص المصبوب" في العام 2008 إستمرّت ثلاثة وعشرين يوماً. وبالتالي، من غير المُستبعد أن يستمر عدوان "الجرف الصامد" الذي بدأ منذ أسبوع لفترة زمنيّة طويلة، مع ما يحمله هذا الأمر من مخاطر توسّع القصف الإسرائيلي-الفلسطيني المُتبادل إلى مواجهة برّية، محدودة أو واسعة، والأهم مع ما يحمله هذا الأمر من مخاطر تمدّد رقعة المواجهة لتشمل لبنان. فهل هذا الإحتمال وارد؟
الواضح أنّ إسرائيل التي لم تحقّق حتى الساعة نتائج عسكريّة مهمّة، على الرغم من العدد الكبير للغارات التي نفّذتها والحجم الضخم للدمار الذي خلّفته، لن تُوقف المعركة من دون الحصول على بعض المكاسب الأمنيّة والسياسيّة، علماً أنّ لائحة مطالبها طويلة. وفي هذا السياق، تُطالب السلطات الإسرائيليّة خصوصاً بضمانات دوليّة بوقف عمليّات إطلاق الصواريخ من الأراضي الفلسطينيّة لفترة طويلة، مع الإحتفاظ بحقّها بتوجيه الغارات الجويّة ضد "الأهداف" التي تراها مناسبة والتي تصفها بالإرهابيّة. ومن الضروري التذكير أنّ المقاومة الفلسطينيّة غالباً ما تردّ بقصف صاروخي على عمليّات الإغتيال الجويّة التي يُنفّذها الطيران الإسرائيلي ضدّ ناشطين فلسطينيّين أو حتى ردّاً على غارات على محال تجاريّة، منها مثلاً محال صَهر وحدادة، تشتبه إسرائيل بأنّها تُستخدم لصناعة أجزاء من الصواريخ المحلّية الصنع التي تُطلق عليها. وتُطالب السلطات الإسرائيليّة أيضاً بضبط الحدود المصريّة مع قطاع غزّة، وبإغلاق كل أنفاق التهريب. كما تطالب بإعادة السيطرة في القطاع إلى السلطة الفلسطينيّة، وبتقليص نفوذ حماس في مختلف المناطق الواقعة تحت السيطرة الفلسطينيّة. وعلى الرغم من الضغوط العسكرية القاسية التي يمارسها الجيش الإسرائيلي، وعلى الرغم من الضغوط السياسيّة العربيّة والأجنبيّة، تارة بحجّة الوساطة وطوراً تحت ستار إنهاء النزاع الدموي، فإنّ حماس لا تزال، شأنها شأن باقي فصائل المقاومة الفلسطينية، ترفض الإنصياع لأيّ من الشروط الإسرائيليّة، وتعارض القبول بأيّ بند منها، معتبرة أنّ معركة الإستنزاف تصبّ لصالحها حتى لو كانت التضحيات البشريّة الفلسطينيّة كبيرة والخسائر المادية والإقتصادية جسيمة. كما تؤكّد الأوساط الفلسطينيّة أنّ تجرّؤ إسرائيل على شنّ هجوم برّي لن يكون نزهة، بل سيكون فرصة لإيقاع خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين، من دون أيّ يؤثّر أيّ تقدّم ميداني محتمل للإسرائيليّين على قدرة المقاومة الفلسطينية على إطلاق الصواريخ التي يُقدّر مخزونها بنحو عشرة آلاف صاروخ. والوتيرة الحالية للقصف الفلسطيني هي نحو مئة صاروخ ونيّف يومياً. ومع هذا المخزون وهذا المعدّل يمكن الإستمرار نظرياً لمدّة تزيد على ثلاثة أشهر من دون أي دعم أو إمداد خارجي.
وفي ظلّ توقّع إستمرار المعركة، إلى حين نجاح التدخّلات الخارجية في إيجاد التسوية المقبولة نسبياً من قبل الطرفين، سُجّلت في الأيام القليلة الماضية محاولات لتوسيع المواجهات تمثّلت بإطلاق صواريخ من الجنوب اللبناني في إتجاه الداخل الإسرائيلي. لكن إسرائيل التي لا تريد إطلاقاً فتح جبهة إضافية، وتسعى جاهدة للإحتفاظ بالهدوء على حدودها الشماليّة، إكتفت بردّ مدفعي محدود وشبه رمزيّ على مواقع إطلاق الصواريخ، من دون أن تُطلق تهديدات عالية السقف ضد لبنان كما درجت العادة. من جهة أخرى، كان لافتاً أنّ "حزب الله" أطلق أكثر من موقف يرفض فيه ضُمناً توريطه بمعركة غير مدروسة الأهداف، وبغير توقيته، وفي الوقت الذي يواجه فيه مواجهات غير سهلة في سوريا. وموقف الحزب هذا، جاء على الرغم من كل الإنتقادات الإعلامية والسياسية التي يتعرّض لها، وإيران من خلفه، لجهة عدم تفويت فرصة لإطلاق التهديدات بإلحاق الهزيمة بإسرائيل وحتى بإزالتها من الوجود، والوقوف موقف المتفرّج والمحايد عندما تكون الفرصة متاحة للتدخّل العسكري ضد الإسرائيليّين. لكن أوساط "حزب الله" ركّزت في ردودها على أنّ الحزب يتعرّض للحملات وللإنتقاد إن حافظ على هدوء الجبهة الجنوبيّة أو قام بفتحها، حيث يُنتقد لتلكّئه وعلى عدم دعمه الفلسطينيّين في الأولى أو على تهوّره وتوريطه لبنان واللبنانيّين في الثانية.
وفي الخلاصة، الأكيد أنّ "حزب الله" كان يتمنّى لو باستطاعته مساندة المقاومة الفلسطينيّة في مواجهتها الحالية ضد الجيش الإسرائيلي، لكن الظروف السياسية الداخليّة والتي تؤمّن توازناً وهدوءاً هَشّين، والمُعطيات الإقليميّة المأزومة والتي تستهلك في سوريا جزءاً مهمّاً من قدرات "الحزب" الميدانية، والتوجيهات الإيرانية الخارجية والتي تحسب خطواتها بدقة تبعاً لتطوّر المفاوضات مع الدول الغربيّة، تتكامل كلّها لتجعل "حزب الله" يلتزم بقواعد "اللعبة" التي ترسّخت ميدانياً منذ حرب تمّوز سنة 2006، مثله مثل إسرائيل الحريصة أكثر من الحزب على الإلتزام بقواعد هذه "اللعبة" حيث يكفيها ما تناله من صواريخ يوميّة عبر جبهتها الجنوبيّة، وهي بالطبع غير راغبة بمضاعفة هذا العدد عبر فتح جبهتها الشمالية.
النشرة[/rtl]

» خيوط اللعبة | إسرائيل وإيران… تغيير قواعد اللعبة في سورية؟
» بقي 12 سنة وإسرائيل ليس لها وجود على الخارطة نهائياً
» السعودية جسراً بين «القاعـدة» وإسرائيل
» غزّة هزمت حماس، وانتصرت على مصر وقطر وإسرائيل
» بهدوء | الأردن وإسرائيل، انقلاب المعادلات...ناهض حتر