سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: من الذي أسس منظمة المؤتمر الإسلامي وماعلاقتها بالقاعدة ؟ الأحد يوليو 13, 2014 4:47 am | |
| [rtl] من الذي أسس منظمة المؤتمر الإسلامي وماعلاقتها بالقاعدة ؟[/rtl] [rtl] وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl] [rtl] حسين وودينالي ـ ترجمها عن التركية: محمد سلطان:
أنتج صامويل هنتينغتون عام 1988 منحىً جديداً كما أرادت منه عصابة السياسة الأميركية التي تدعى بالمحافظين الجدد. بالنسبة لهذا الشخص لا يوجد في العالم نزاع بين الرأسماليين والكادحين أو بين الدول الإمبريالية والدول الوطنية, أي أنه لا يوجد نزاع بين الظالم والمظلوم.
كل القصة تكمن من خلال صدام الحضارات واختلاف الأديان. أي أن العصابة الأوليغارشية الأميركية كانت تبحث عن عدو جديد بعد أن هزمت الحركة الشيوعية. وقدم الخياط الماهر هنتينغتون (شغل منصب مستشار وزارة الدفاع الأميركية) لهم العدو المناسب: إنه الإسلام.
والجانب الجميل في القصة أنهم هم من أوجدوا هذا التهديد. إن "الحزام الأخضر" الذي دعموه خلال فترة الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي والصين, كان التهديد الجديد لهم.
هذه الحادثة كانت بمثابة نقطة تحول في "العصور الوسطى الجديدة" التي تهز العالم في هذه الأيام.
إن تنظيم القاعدة الذي نفذ هجمات 11 أيلول هو عبارة عن مجموعة من الجهلة ممن يحملون الفكر الجهادي الذين دعمتهم أميركا في أفغانستان.
في هذه النقطة كانت أميركا أو بالأحرى معامل إنتاج النفط والسلاح بدعم من عصابة المحافظين الجدد يستخدمون السعودية في هذه اللعبة.
أساساً السعودية هي عبارة عن بئر نفط أميركي أكثر من أنها دولة ذات سيادة.
أثناء احتلال العراق وأفغانستان استفاد فريق المحافظين الجدد, الذين ضموا إسرائيل واللوبي اليهودي إلى صفهم, من مقولة "صدام الحضارات". أظهر المساكين الذين قتلوا هناك على أن جميعهم من رجال أسامة بن لادن.
فقد أعلنوا الغزو الصليبي على أولئك متسخي اللحى وفارغي الرأس الذين يكرهون العالم المسيحي واليهودي.
كأن العالم عاد إلى فترة عام 1200 و1400, وكأنه لم تحصل الثورة "القومية الوطنية" في أميركا عام 1776, وكأنه لم تحصل الثورة "الجمهورية الديمقراطية البرجوازية" في فرنسا عام 1789, وكأنه لم تحصل الثورة "البروليتارية الشعبية" في روسيا عام 1917, وكأنه لم يحصل بعد ذلك ثورات "ديمقراطية وطنية" في العالم وعلى رأسهم الثورة التركية عام 1923.
حتى الحروب الباردة لها أصول وآداب. ولكن المحافظون الجدد لا يعرفون أدب ولا أخلاق ولا حتى خالقاً لهم.
بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين أسست التيارات القومية العربية حركة البعث العربي الاشتراكي لمواجهة الاحتلال. ولمواجهة هذه الحركة أسست الولايات المتحدة الأميركية عام 1969منظمة المؤتمر الإسلامي مقرها السعودية. كانت حالة هذه المنظمة لا تختلف عن رؤية هنتينغتون أبداً.
تقريباً جميع الدول الإسلامية التي تحكم بالشريعة تريد تصدير آراءها وأنظمتها إلى الدول الإسلامية الأخرى. إن العائلة الملكية السعودية هي الأكثر تحمساً لهذا الموضوع. ويقال أنهم يحلمون بإعادة نظام الخلافة وحكم العالم الإسلامي بأسره. ولتحقيق هذا الحلم تم عام 1962 تأسيس ما يعرف بـ"رابطة العالم الإسلامي". تقوم الرابطة ببناء الجوامع والمراكز الإسلامية في جميع الدول الإسلامية والغربية وحتى في الدول الاشتراكية القديمة. تقوم بتوزيع القرآن والمناشير والكتب الدينية المختلفة. تتيح للشباب فرص التعلم. تؤمن المساعدات الإنسانية للشعوب المسلمة المحتاجة. زاد نشاط الرابطة في تركيا بدعم من الضابط الانقلابي كنعان إيفرين بعد انقلاب 12 أيلول 1980.
إن هذا النظام الذي يظهر بهيئة السنة في الحقيقة هو يهدف للنيل من الخط المقاوم للدول الوطنية.
في كل مرة كان الإسلام السياسي يقصد السعودية والرابطة كمصدر تمويلي. أهم الكتابات عن هذا الموضوع كتبها الباحث والكاتب التركي الراحل أوغور مومجو.
بدءا من الأتراك النموريين في أوربا وحتى الدبلوماسيين البيروقراطيين في تركيا, إن ميولهم وتقربهم من الطرق الدينية هو نتيجة حتمية لهذه المرحلة. صرفت البترودولارات السعودية بلا تردد في سبيل بقاء تركيا محكومة من قبل الأغبياء المفيدين كي لا تخرج من منحى المخفر المتقدم للناتو.
احتلال العراق؛ نقطة تحول:
ظلت أميركا في وضع صعب بعد المرحلة الجديدة التي بدأت في الشرق الأوسط مع احتلالها للعراق عام 2003. كانت قوتها العسكرية غير كافية لردع المقاومة في المنطقة، ولكن صورة المقاوم المسلم الذي رمي بالرصاص من قبل جندي أميركي مسيحي ضمن جامع في الفلوجة كانت تثير انفعال العالم الإسلامي بأسره، وكذلك صور التعذيب في سجن أبو غريب وصور الفتيات اللواتي انتحرن بعد تعرضهن للاغتصاب من قبل الجنود الأميركيين.
في هذه النقطة كان الضغط الأكبر على السعودية بصفتها الأجير الصادق لأميركا ودول الخليج العربي وعلى رأسهم قطر والعدو التقليدي إسرائيل. إن المقاومة العظيمة لحزب الله في حرب تموز عام 2006 وانهزام إسرائيل في لبنان هو نتيجة ردة الفعل هذه. أما شعوب العالم المظلومة وعلى رأسهم الشعوب الإسلامية بلا تمييز عرقي أو مذهبي أو اثني فقد كانت غاضبة من أميركا وحليفها انكلترا.
إن حكومة حزب العدالة والتنمية, التي لها سوابق برفض طلبها التدخل العسكري في العراق من قبل البرلمان التركي, اليوم تحاول أن تكفر عن خطئها. وسرعان ما دخلت أميركا والسعودية وحلفاء أميركا من الاتحاد الأوربي على الخط لمساعدة حكومة أردوغان. إن التشكيل الذي يدعى "اتفاق الحضارات" الذي أسس عام 2005 بقيادة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسباني لويس رودريغز زاباتيرو ليس سوى القراءة العكسية لنظرية صراع الحضارات التي وضعها هنتينغتون.
أول اجتماع للاتفاق حول فكرة صراع الحضارات جرى عام 2005 في إسبانيا والاجتماع الثاني عام 2006 في قطر حيث تم تأسيس هذا التشكيل بمنظور رمادي وكأن القضية كلها تكمن خلف الفهم الخاطئ للدينين الإسلامي والمسيحي لبعضهم البعض.
أساساً هذا المشروع تم البدء فيه سابقاً تحت اسم "حوار الأديان" باقتراح من جماعة فتح الله كولن وبالاشتراك مع رئيس الجمهورية التركي عبد الله غول, المعروف بقربه من السعودية, عندما كان رئيس وزراء, وبالاشتراك أيضاً مع أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو المعروف بقربه من كلا الطرفين. إن هذا المشروع الأميركي السعودي يهدف لتقريب المتدينين, الذين يصفون أنفسهم بالطبقة الراقية, من ذهنية هنتنغتون الرجعية. بعدها أصبح إحسان أوغلو عضو في هيئة العقلاء (هيئة الحكماء التي عينها أردوغان).
كان عبد الله كول على علاقة وطيدة مع الأسرة الحاكمة بالسعودية بصفته قد مرّ عبر مرحلة "رحلة التدريس" السعودية. بذل كول عام 2004 جهودا حثيثة في سبيل تعيين إحسان أوغلو, الذي يصف نفسه بالمنتوّر الإسلامي ضمن إطاره الخاص, أميناً عاماً لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
عمل كول في بنك التنمية الإسلامي السعودي في مدينة جدة منذ عام 1983 وحتى عام 1991. تعلم كول بذاته توازنات الشرق الأوسط وأسسها المادية من موقعه كون أن هذا البنك يعتبر بنك الرابطة الإسلامية.
أما السيد إحسان أوغلو فقد شغل منصب المدير العام للمركز الإسلامي التاريخي الفني الثقافي ضمن بنية منظمة المؤتمر الإسلامي. استمر في هذا المنصب لمدة 24 عاماً حتى عين أميناً للمنظمة عام 2004. خلال هذه الفترة كان إحسان أوغلو أشبه بالـ"المكوك الحائك" بين اسطنبول وجدّة. ومنذ عام 2004 حتى عام 2013 عاش في جدّة.
قضى كل من كول وإحسان أوغلو فترات طويلة مع بعضهم في السعودية بصفتهم ممثلين عن الإسلام السياسي التركي ضمن نطاق الرابطة الإسلامية (الحزام الأخضر الأميركي).
سوريا؛ نقطة الانكسار التالية:
إن الصاحب الأساسي "للإسلام المعتدل" في تركيا ومصر هو نفسه صاحب تنظيم القاعدة في أفغانستان والصومال وسوريا والعراق وتركستان الشرقية؛ إنها السعودية وصاحبها الأصلي الولايات المتحدة الأميركية.
انظروا إلى العلاقة الوطيدة للسعودية ولإحسان أوغلو مع الذين يذبحون الناس كالإبل في سوريا ويأكلون أكبادهم ويلعبون الكرةبرؤوسهم. إن العلاقة التمويلية بين تنظيم القاعدة وبين وزير النفط السعودي السابق زكي اليماني الوطيدة, وعلاقة اليماني مع إحسان أوغلو هي وثيقة واضحة لذلك جاء اتفاق الحضارات كأداة تجميل لوجه أميركا البشع الذي انكشف في الآونة الأخيرة. وعلى هذا المنوال, قام كل من كول وإحسان أوغلو في لقائهم عام 2006 في قطر بالاشتراك مع إدارة قناة الجزيرة, التي تجري فعاليات خطيرة, ومع أحد أهم المنظرين المحافظين الجدد روبرت كاكان بتناول الأسس النظرية للاشتباكات المحتملة في تركيا والشرق الأوسط.
إن هذا المشروع الذي بدأ عام 2005 كان يهدف إلى إظهار أردوغان على أنه زعيم عالمي. ولكن أخرج من وثيقة الأمن القومي التي حدثتها إسبانيا عام 2013. أي أن دوره أنهي بشكل رسمي.
كما أن آخر اجتماع لرئيس الوزراء كان عام 2010 في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية. أساساً منذ عام 2011 لم يشارك رئيس الوزراء باجتماعات واسعة النطاق. وذلك لأنه منذ عام 2011 ركزت السعودية (أميركا) على الحرب في سوريا وزادت من إطعامها لأبنائها الغير شرعيين أمثال تنظيم القاعدة وجبهة النصرة.
إن كتيبة رجال السياسة الأتراك الذين دخلوا إلى غرف مشايخ السعودية والتقطوا الصور معهم وقبلوا منهم الهدايا القيمة, من غير المستغرب وليس من الصدفة أن نراهم يتصاحبون مع عناصر القاعدة في سوريا والعراق.
ليس في يدي سوى الأسف على قادة حزب الشعب الجمهوري وحزب الحراك القومي المعارضان الذان يسوقان السيد إحسان أوغلوا على أنه "علمانيٌ خفي" ويرون فيه المنقذ للبلاد.
عن موقع: أوضا تي في
الجمل[/rtl] | |
|