الإستخبارات في مواجهة التنظيمات.. نشاط إستخباري أوروبي على الأرض السوربة

[rtl]الإستخبارات في مواجهة التنظيمات.. نشاط إستخباري أوروبي على الأرض السوربة[/rtl]

[rtl]وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl]
[rtl]جاسم محمد
الاستخبارات هي ناتج عملية تقدير وتقييم موضوعي للمعلومات وتكون قابلة للمناقشة والمراجعة. ان ربط مجموعة معلومات الى مجموعة اخرى، او الحكم على معلومات استناداً الى قاعدة معلومات موجودة مسبقاً يسمى بعملية التحليل والتي تمثل الاساس في عملية انتاج الاستخبارات من المعلومات. وتعرّف الاستخبارات بأنها “الناتج المتمخض عن معالجة المعلومات المتعلقة بالدول الاجنبية, القوات المعادية او العدو المحتمل, او عناصر او مناطق العمليات الفعلية او المحتملة”. ان مصطلح الاستخبارات ينطبق ايضا على الفعاليات والمنظمات التي تعمل على جمع ومعالجة وانتاج الاستخبارات، هذه التعريفات وفقا الى دراسة بعنوان Espionage and Intelligenc ،حرب الجواسيس والمخابرات.

بالاستناد إلى دراسة المركز الدولي للتعاون وح لالنزاعات “بيتر كولمان وأندريا بارتولي”. ان أكثر الاستراتيجيات استخداماً ، هي إستراتيجية إزالة المتطرفين سواء بالقوة العسكرية اعتقال القيادات، تدمير مواقعهم أو بقوة القانون والأنظمة الصارمة والمال والمعلومات لشل قدرة المتطرفين على التنظيم. الجانب السلبي هنا هوعدم معالجة الأسباب الكامنة للتطرف، بل قد تزيد المقاومة نتيجة اكتساب المتطرفين للتعاطف أو انضمام مناصرين لهم الخلايا النائمة.

نشاط اسلاموي من داخل اوروبا

الحركات الإسلامية المتطرفة في اوروبا تستهدف الشباب من المسلمين لغرض تجنيدهم، اي ادخالهم في تنظيماتها الاسلاموية المتطرفة لتحقيق اغراض سياسية لتلك الحركات الاسلامية السياسية تحت باب الاسلام والدعوة. وفقا الى عدد من الدراسات تناولتها الدوتش فيلة وكذلك القنطرة الالمانيتين، تقول بان هنالك عدة عوامل متداخلة، تدفع الشباب على التطرف، ورغم أن اغلب منفذي الاعتداءات الإرهابية لا علاقة لهم بالتدين، فإنهم ينفذونها نتيجة دوافع نفسية مرتبطة بالهوية وأخرى اقتصادية واجتماعية مرتبطة بالبطالة والعنصرية أحيانا، وأيضا استجابة لفتاوى القتل ودعاوى التطرف المنتشرة في الانترنت.

وهنالك “منتديات الجهاد” على الانترنت تصدر الفتاوى التي تدعو الى العنف وقتال “الكفار” في بلدانهم، فأغلب الشباب الذين يتجهون لتنفيذ أعمال إرهابية في بلدانهم الغربية تأثروا بأفكار شيوخ العنف. هذه المشايخ هجرت الدول العربية والاسلامية، لتحول اوروبا الى منبر خطابي لترويج الفتاوى المتشددة والتكفيرية، وهي تستغل مساحة الحرية والدساتير الاوروبية التي تؤمن بحرية الراي. ابرز هذه المشايخ ابو قتادة، الذي تم ترحيله عام 2013 الى الاردن، بعد ان فضل ان يخضع الة محاكم بريطانية يكفرها اكثر من خضوعه لمحاكم عربية اسلامية تتخذ الدين الاسلامي احد مصادر تشريعاتها.

الاستخبارات الغربية بدأت تعي مخاطر التحاق الجهاديين في سوح القتال ابرزها سوريا في الوقت الحاضر وتصنفهم إستخبارياً، ضمن عمليات “الذئاب المنفردة” وهي طريقة تدعو اليها القاعدة ـ التنظيم المركزي والتنظيمات “الجهادية”. الذئاب المنفردة تمثل مصدر قلق الى اجهزة الامن والاستخبارات الاوروبية، بسبب صعوبة الكشف عنها، كونها تجري ضمن حلقة مغلقة وربما فرد واحد يقدم على التخطيط والتنفيذ لعملية اجرامية انتحارية، دون وجود اتصالات اوعلاقات تنظيمية، اي لاتوجد شبكة عمل وعلاقات تنظيمية لا عمودية ولا افقية.

أتصالات مخابراتية مع “الجهاديين”

“أكدت وزارة الخارجية الأميركية في 5 ديسمبر 2013 إجراء محادثات مع مجموعات إسلامية معارضة في سوريا، لكنها أوضحت ان واشنطن لا تتواصل مع إرهابيين، بالتوازي مع تسريب تقارير إعلامية بريطانية لمحادثات مماثلة تقوم بها لندن. وأضافت هارف نائبة الناطقة باسم وزارة الخارجية ان “الواقع على الأرض هو ان ثمة مجموعات متنوعة هي جزء من المعارضة ولا بد أن نجد سبلاً لحث هذه المجموعات على قبول الحاجة إلى حل سياسي، والطريقة هي التواصل معهم.وبالتوازي عقدت بريطانيا أول محادثات من نوعها وجهاً لوجه مع فصائل اسلامية تُقاتل نظام بشارالأسد، بما في ذلك جماعات متشددة تطالب بإقامة دولة تحكمها الشريعة الاسلامية في سوريا. أما أجهزة ألاستخبارات الأوروبية من ناحيتها، ترى إن ألاوروبين المقاتلين في سوريا يمثلون خطراً لدى عودتهم. لذلك قامت الإستخبارات الأوروبية والاميركية بمحاولة تحييد وفرز التنظيمات”الجهادية “ودعم التنظيمات”المعتدلة” لتكون الاخيرة تكون على شاكلت “صحوات . وفي هذا السياق طلب اوباما من الكونغرس الاميركي يوم 25 يونيو 2014الموافقة على تخصيص 500 مليون دولار من اجل “تدريب وتجهيز” المعارضة المسلحة المعتدلة في سوريا. على اعتباران هذه الاموال ستساعد السوريين على الدفاع عن النفس واحلال الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وتسهيل توفير الخدمات الاساسية ومواجهة التهديد الارهابي وتسهيل الظروف للتسوية عن طريق التفاوض. الطلب جاء بعد زيارة كيري السريعة الى العراق والمنطقة في اعقاب اجتياح “داعش” الى مدينة الموصل في 9 يونيو 2013. الخطرة الاميركية وصفت من قبل بعض المحللين، بانها جائت بالتزامن مع ردود فعل الاميركية السريعة في العراق، على خلاف ردود افعال الادارة الاميركية في سوريا. هذه الاموال ممكن ان تقوم بأعادة تشكيل فصائل مسلحة معتدلة شبيه بالجيش النظامي اكثر فاعلية من الجبهة الاسلامية والجيش الحر، والتي تمثل ” الصحوات لمواجهة تمدد وتوسع ” داعش” في سوريا والعراق. ان تمدد “الدولة الاسلامية” مابين العراق وسوريا وسيطرتها على مصادر الطاقة، ابرزها ابار النفط في شمال شرق سوريا وفي شمال غرب العراق وبعض مصافي النفط الرئيسية يمثل تهديدا مباشرا الى الامن القومي الاميركي. يشار ان تركيا هي المستفيدة الاكثر من سيطرة التنظيم على” داعش” التقارير الاستخبارية ذكرت بانها تشتري البرميل ب سيعة دولار فقط من التنظيم وتبيعه باسعار مرتفعة جدا. اما ايران فهي المستفيدة الاخرى سياسيا وامنيا بفرض وجودها بشكل اوسع في العراق وبتوافق اميركي تحت مواجهة “داعش” التعاون الاميركي الايراني هذا ربما يكون على حساب العراق والى جانب الملف النووي.

نشاط إستخباري أوربي على أرض سوربا

كانت الأجهزة الفرنسية قد قامت بتوسيع حضورها في العاصمة اللبنانية منذ نشوب النزاع السوري تحت مظلة تعزيز امن الوحدات الفرنسية، أما الإستخبارات الأميركية والبريطانية فقد دخلت الأراضي السورية وهي تعمل من الحدودمع تركيا. وترافق دخول الأجهزة الأمنية بمهمتها الاستكشافية الجديدة مع الدفع نحو توحيد المجالس العسكرية السورية، وعزل الجماعات “الجهادية” لإيجاد سلسلة أركان تقود المعارك في المحافظات السورية، وتقسيمها إلى جبهات. ويفرض الغربيون معاييرهم في تطهير المعارضة السورية من العناصر”الجهادية”. لكن تبقى دول الاتحاد الاولابي تعاني من القلق من تنامي ظاهرة توجه الشباب الأوروبي إلى سوريا للقتال إلى جانب المجموعات المسلحة المعارضة للنظام في دمشق.

وقد حذرت الاستخبارات الاوربية وباستمرار متنامي نفوذ الإرهابيين المرتبطين بالقاعدة في صفوف المعارضة المسلحة فيسوريا. لقد أصبحت سوريا تشكل تحدياً من نوع خاص للحكومة البريطانية ودول اوروبا وسط مخاوف مناحتمال عودة المقاتلين الاجانب الذين يقاتلون في سوريا لتنفيذ هجمات إرهابية في اوروبا. التجار بتقول بأن المقاتلين العائدين إلى أوروبا من سورية سيشكلون خطراً لأنهم الاعنف ايدلوجياً. الإستخبارات الأوروبية وخاصة في وسط اوروبا ابرزها ألمانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكيا لديها أهتمام اصلا في سوريا اكثر من دول ألمنطقة . المخابرات الاوروبية اتخذت خطوات استباقية بايفاد عملائها الى سوريا لجمع معلومات عن المقاتلين الاجانب اللذين يحملون الجنسيات الاوربية لغرض متابعتهم.

* باحث في قضايا الارهاب والإستخبارات
الحدث نيوز[/rtl]

» المقداد: إتصالات بين الإستخبارات الغربية ودمشق حول نشاط منظمات الإرهاب
» الاسكندر الروسي في مواجهة الباتريوت التركي : معادلة ردع روسية سورية في مواجهة الاطلسي
» ذهول في لقاء إستخباري «سعودي – إسرائيلي – أردني» بعد يبرود
» نقاش أوروبي مرتبك: كيف نتواصل مع الأسد؟
» إختراق إستخباري للتنظيمات الجهادية.. هكذا ساعد النظام السوري بتنفيذ عمليات كبرى