عبد الله يستدعي بندرتييري ميسان – شبكات فولتير
طلب البيت الأبيض بتخصيص 500 مليون دولار لدعم “المعارضة السورية المعتدلة” على الرغم من نعتها من قبل الرئيس أوباما بأنها “غير قادرة على الاطاحة بالرئيس بحكم الأسد”, اعتبر بمثابة التزام متأخر بسورية من قبل واشنطن. بالنسبة لتييري ميسان, هذه الآلية لا تتركز على سورية : تقيم الولايات المتحدة ترتيبات ضخمة حول العراق, وتهدد من خلالها هدفا ثالثا.
في البيان الذي طلب فيه تخصيص موازنة قدرها 500 مليون دولار, أوضح البيت الأبيض أنها ستخصص ” لدعم الاستقرار في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة” وأنها تعني أيضا خلق دولة مستقلة تديرها “عناصر من المعارضة السورية المسلحة”.
هكذا, وفي الوقت الذي توشك فيه داعش تحقيق تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات منفصلة, تعتزم واشنطن تحطيم الدولة السورية.
ينبغي علينا مقاربة الموضوع مع تصريح الرئيس أوباما في 20 حزيران لمحطة سي.بي.اس: ” أظن أن المفهوم الذي كان يجعلنا نعتقد بوجود قوة سورية معتدلة قادرة على هزيمة (الرئيس السوري بشار) لم تكن ببساطة حقيقية, وكما تعلمون, فقد هدرنا الكثير من الوقت ونحن نحاول العمل مع معارضة معتدلة في سورية (…) وأن الفكرة التي كانت تساورنا بأنها قادرة على الاطاحة فجأة ليس فقط بالأسد, بل أيضا بجماعات جهادية لا رحمة لديها, ومدربة تدريبا عاليا, شرط أن نرسل لهم بعضا من الأسلحة, كان مجرد وهم, وأعتقد بهذا المجال أنه من المهم جدا بالنسبة للشعب الأميركي – وربما الأهم بالنسبة لواشنطن ولوسائل الاعلام – أن تعي هذه الحقائق”.
بيد أن اهتمام واشنطن بسورية بدأ يضعف بالنظر إلى عملياتها الرامية إلى تفكيك العراق. خصوصا بعد ذهاب السيد كيري لتحضير حلف ناتو إلى ترتيب تدخل محتمل في العراق. وفي المناسبة لم ينس اعلان استنكاره بلا خجل من اقدام سورية على مساعدة العراق عبر قصفها لمواقع عائدة للجهاديين هناك.
في اليوم التالي, 26, تمنى على السعودية والأردن استخدام قبائل البدو العابرة للحدود كي تقوم بنقل الأسلحة والأموال بهدف دعم سنة العراق في مشروع (تقسيم البلد).
وفي اطار استمرار رحلته, ذهب جون كيري يوم 27 إلى السعودية حيث التقى مع رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا, مشيرا إلى أن الأخير ينتمي إلى شمٌر, وهي احدى قبائل البدو الموجودة أيضا في العراق, وأن “المعارضة السورية المعتدلة” بوسعها أن تساعد على تحقيق الاستقرار عسكريا في البلاد.
من حقنا أن نتساءل هنا : كيف يمكن لأناس كانوا ” غير قادرين” على احداث انقلاب في سورية, رغم كل المساعدات التي قدمت لهم, أن يلعبوا دورا عسكريا في العراق؟
ثم لماذا سيمضي السيد الجربا, الذي يقيم علاقات طيبة مع داعش, إلى قتالها؟
بيد أن السعوديين الذين يعلمون أنهم مهددون من قبل أسيادهم, لا يرغبون بأن يكونوا أهدافا في المستقبل القريب. في هذا السياق يأتي قرار الملك عبد الله “باتخاذ كل التدابير الضرورية لحماية مكتسبات الأمة وأرضها, وكذلك أمن واستقرار الشعب السعودي (…) في حال كان من المرجح أن تقوم منظمات ارهابية أو غيرها المساس بأمن الوطن”.
علمنا لاحقا أن الملك قرر أن يعهد بإدارة الملف العراقي إلى ..الأمير بندر بن سلطان المعزول من كل وظائفه منذ 15 نيسان الماضي…بناء على طلب من جون كيري, وذلك لأمرين, أولهما بسبب فشله في الاطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد, وثانيهما بسبب العداء المفاجيء له ضد ادارة الرئيس أوباما.
حين توقفت طائرة الملك عبد الله في مصر بتاريخ 20 حزيران, وكان على درجة من التعب منعته من النزول منها, فاضطر لاستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي على متنها. كان الأمير بندر بصحبة الملك.
هذا السلوك الجلف يوحي بأن الملك على استعداد تام – من أجل انقاذ المملكة – لكي يلعب منفردا ورقة الارهاب العالمي.