سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: بالتفاصيل: خريطة الشرق الأوسط الكبير الإثنين يونيو 30, 2014 6:13 am | |
| [rtl] بالتفاصيل: خريطة الشرق الأوسط الكبير[/rtl] [rtl] وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl] [rtl] البروفيسور سعيد يلماز ـ ترجمها عن التركية: محمد سلطان كنت قد أشرت في مقال سابق لي إلى اتباع أوباما إستراتيجية جديدة في الشرق الأوسط، واستخدامه منسقاً مع الدول الوكيلة للقوى الإرهابية، من أجل متابعة مصالحه. وفي الفترة التي أعلن فيها عن هذه الإستراتيجية كان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو في أميركا، وصرح حينها: «قريباً ستحصل تغيرات كثيرة في الشرق الأوسط» وبذلك يكون داوود أوغلو قد أعطى الإشارات الأولى لدخول هذه الإستراتيجية حيز التنفيذ. وبالرغم من أن الإعلان عن هذه الإستراتيجية كان لناحية أنها ستخدم مكافحة الإرهاب غير أن الدلائل كانت تشير إلى أنها ستكون مؤامرة محاكة ضد سوريا. كل هذه التطورات حصلت في أواخر شهر أيار الماضي. بعدها في 5 حزيران قام تنظيم داعش بالهجوم على سامراء وبين 6-10 حزيران سيطروا على الموصل دون مقاومة. إن المجموعات الكردية في الشمال العراقي سلمت الموصل لتنظيم داعش دون مقاومة، وغضت النظر عن توجههم إلى كركوك أيضاً. وهنا نضيف إلى هذه المعمعة استسلام القنصلية التركية في الموصل لتنظيم داعش دون إبداء مقاومة. كانت اللعبة واضحة منذ البداية. ولكن بالرغم من ذلك ركز الإعلام التركي على مواضيع ثانوية مثل؛ من أين أتى داعش؟ لماذا استسلمت القنصلية؟ هنا أريد الإشارة إلى أنه في النهاية سوف ندخل مرحلة ستتمزق فيها جميع الخرائط القديمة للشرق الأوسط. وقبل أن يفوت الأوان يجب علينا أن نحسب حساباتنا بشكل جيد وأن نفهم خطط أعداؤنا ونعيد النظر بما فعلناه وما يجب أن نفعله. كيف وصل العراق إلى هذه المرحلة؟ عندما قامت الولايات المتحدة بمحاولة إعادة إنشاء دولة العراق, كانت تحدد مصير مستقبل الدولة العراقية. كان الأكراد في شمال العراق أهم الحلفاء بالنسبة لأميركا كونهم الأكثر طاعة لها. كما كانوا سهلي الانقياد. ومعروفة متانة روابطهم مع إسرائيل. كانت أميركا تستطيع استخدام المجموعات الكردية في الشمال العراقي ضد تركيا وإيران والعراق متى ما شاءت. كانت منطقتهم مهيأة لتخوض سيناريوهات جديدة في المستقبل. كان الهدف هو تأمين راحة التنقل للأكراد كي لا تستطيع تركيا دخول المنطقة. إن الجنود الأميركيون عندما أعادوا كتابة الدستور العراقي عام 2005 منحوا الأكراد الذين يمثلون 15% من العراق 50% من السلطة. بالإضافة إلى منحهم مناصب مهمة مثل رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية, كذلك تم رسم منطقة حكم خاصة بهم في شمال البلاد. كان الجنوبيون يحتاجون لإذن لدخول الشمال في حال كان الشماليون يتنقلون كيفما شاءوا. والقضية التي لم يستطع أحداً حلها هو حالة الغنى النفطي في الموصل وكركوك وكيفية تقاسمه. إن البرزاني الذي سيطر على الموصل وكركوك بشكل فعلي بدأ بأخذ 17% من عوائد النفط. كانت تزود أميركا البرزاني كل عاماً بعشرين مليار دولار كي تستطيع السيطرة على كامل النفط. كما وضع البرزاني ضريبة على دخول وخروج شاحنات النقل التركية. وبذلك أصبح البرزاني من الأغنياء الفاسدين عن طريق نظامه المبني على الرشاوى والفساد. عند حصول كل هذه التطورات كانت أميركا تزيد من سرعة وتيرة البحث عن النفط في الشمال, الذي تعتبره صديقاً لها, أثناء احتلالها للعراق. وخلال مدة قصيرة توصلوا إلى مواقع نفط جديدة؛ واحدة منها في منطقة الطاق القريبة من السليمانية, والأخرى في منطقة الحرير التي تبعد عن أربيل مسافة 25-30 كم. كانت أميركا تقسم النفط العراقي على شركات الرأسمال الكوني؛ مثل شركات EXXON, SHELL, BP. كما استولت أميركا على أراضي العشائر العراقية في مثل هذه المناطق, وهي تحصل على 70% من النفط المستخرج من هناك. ويكتفي البرزاني بالبقايا التي تفيض عن أمريكا. ولكن معروف أن المنطقة تحتوي على مواقع نفطية لم يتم اكتشافها بعد. وبحسب حسابات البرزاني أن عوائده من النفط عند حلول عام 2025 ستصل إلى مائة مليار دولار. إن علاقة المصالح بين أميركا والبرزاني تفسر التوازنات هنا. أحدهم يسرق المنطقة والثاني يحافظ على سلطته من خلال بقايا وقوة الأول.
[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] إن الضعف الاستخباراتي لدى أميركا جعلها تتواجه مع حرب أهلية في العراق بعد عام 2003 لم تتمكن من وضعها ضمن مستوى معين إلا بعد تفاهمها مع الشيعة عام 2007. إن أميركا التي لم تستطيع تحمل حكومة عراقية شيعية مقربة من إيران جعلها تتجه نحو العرب السنة من أنصار صدام حسين كي تبرم معهم خططاً جديدة. وهذا ما جعل الشيعة يدخلون الحرب مرة أخرى. وبالنتيجة عندما انسحبت أميركا من العراق عام 2011 تركت الحكومة للشيعة، وتركت منطقة للأكراد في الشمال كي يقيموا حكمهم الذاتي فيها، ولم تترك للسنة سوى منصب نائب رئيس الجمهورية (طارق الهاشمي) إضافةً إلى مناصب عادية. عند خروج أميركا من العراق كان أول عمل يقوم فيه المالكي هو اتخاذ قرار بإعدام الهاشمي بتهمة أنه خائن وطن. وبهذا القرار كانت تركيا هي عنوانه التالي. كانت العراق تعاني خطورة الانقسام بين الأكراد في الشمال والعرب الشيعة في الجنوب والعرب السنة في الوسط. ولكن سرعان ما ضعف العامل السني في هذه المعادلة. وكانت أنظمة دول الجوار (تركيا, قطر, السعودية) بالإضافة إلى أميركا غير راضين عن هذه النتيجة لأن النزعة الطائفية لديهم تجعلهم لا يتحملون نظاماً شيعياً مقرباً من إيران يحكم العراق. كذلك كانت علاقات المالكي والبرزاني غير جيدة, حتى أنهما تواجها بشكل مباشر، وتحديا بعضهما البعض في الانتخابات الأخيرة في العراق، والتي كان يعتقد أن المالكي سوف يخسرها. والسبب الذي يكمن خلف هذه المشاكل هو اتفاق البرزاني مع الأتراك كي يبيع النفط المستخرج من الشمال لوحده, وهذا الاتفاق لم يوافق عليه المالكي. نضيف إلى انسداد الطرق أمام أميركا في العراق, انسدادها في المنطقة بأسرها بعد أن ربح الأسد الانتخابات في سوريا. و لذا فإن كسر التأثير الإيراني بات يتطلب إستراتيجية جديدة وعامل تأثير جديد في سوريا والعراق. وفي أثناء إعلان أميركا عن إستراتيجيتها الجديدة تم إعادة صياغة تنظيم داعش عام 2013 باسم وهيئة جديدين وأضيف إليه تنظيمات صغيرة. اليوم يحاول الإعلام تطبيق "نظام التلقين" في تركيا وبلاد الغرب حتى يتم الإيحاء بأن عمليات داعش جاءت بشكل مفاجئ. إن برنامج الـCIA المستمر منذ ثلاث سنوات, وبالرغم من الطائرات بدون طيار الأميركية التي تحلق في المنطقة, أليس من غير المنطقي أن تتفاجأ أميركا بهذا التنظيم؟ كتب الصحفي سيمور هيرش عام 2007 مقالاً بإسم "The Redirection" ويقول هيرش فيها مستنداً على وثيقة أميركية سرية أن أميركا وإسرائيل والسعودية يخططون لإشعال حرب طائفية في المنطقة. كانت إيران وسوريا ولبنان وحزب الله في الهدف. وكانت الخطة هي استخدام العناصر المقربة من القاعدة، أو استخدام تنظيم القاعدة نفسه، في هذا الهدف. لا تنسوا أن جناح القاعدة في ليبيا كان ضمن المنظمات الإرهابية لدى أميركا وفجأة قامت بالتنسيق مع الناتو في الحرب ضد القذافي. إن التنظيمات الإرهابية الإسلامية في اليمن وليبيا ونيجيريا والصومال وأفريقيا الوسطى من إنتاج حلف الناتو وخصوصاً أميركا. ذكرت صحيفة Daily Star اللبنانية في شهر آذار الماضي أن عناصر داعش بدؤوا بالانسحاب من غرب سوريا متجهين نحو الحدود العراقية بهدف تشكيل تنظيمات جديدة. ويذكر كتاب الصحيفة أنه من غير المنطقي أن لا يكون للـCIA علم بهذه التطورات. وخصوصاً أن أميركا وتركيا وقطر والسعودية دفعوا الملايين من الدولارات ليضبطوا استخبارات المنطقة. زودت أميركا تنظيم داعش بالمئات من السيارات المصفحة وكمية كبيرة من السلاح واللوازم العسكرية وملايين الدولارات النقدية. والملفت للانتباه هو سيارات الهامفي الأميركية التي دخل فيها عناصر داعش إلى الموصل. تحركات داعش مبنية على تنسيقات المخابرات الغربية. وقد كشفت صحف غربية معلومات عن قيام السعودية وقطر بدعم تنظيم داعش. أما إسرائيل فقامت بدعم تنظيم القاعدة في الجولان من جهة ودعم نظام البرزاني في العراق من جهة أخرى. بالنتيجة؛ باتت أميركا تدعم الإرهاب من جهة والحرب الكونية من جهة أخرى.
ما هي الحسابات في الشرق الأوسط؟ إن الحرب الأهلية التي عاشتها العراق بعد 2003 أدى إلى ظهور تنظيمات إرهابية جديدة. واحد من هذه التنظيمات يملك فلسفة جهادية على منطق القاعدة وهو تنظيم داعش الذي بدأ سماع اسمه من خلال الدور الذي لعبه في أحداث سوريا. يضم تنظيم داعش عدد كبير من أهالي الفلوجة وعدد من العراقيين ممن هربوا من الحرب. كذلك هناك الأجانب من العناصر المسلحة، العاطلون عن العمل، وخصوصاً الشباب الذين ضحكت عليهم الدولة التركية وجلبتهم إلى المنطقة. لا توجد معلومات كثيرة عن تركيبة وموجات التنظيم. كذلك المعلومات حول زعيمها البغدادي محدودة. بلا شك يعرف عن السعودية وقطر أنهم يبحثون عن مقاتلين مأجورين للقتال في سوريا. لا أحد يشكك في العلاقة الوطيدة بين تركيا وداعش, كما بات الجميع يعرف أن مساعدات منظمة حقوق الإنسان التركية وصلت إلى تنظيم داعش. الآن هذا تنظيم في الشمال سيطر على الموصل وترك كركوك للأكراد وفي الجنوب يقاتل ضد جيش المالكي على أبواب بغداد. ويملك ساحة تأثير واسعة تمتد من شمال العراق إلى الداخل السوري. والهدف من ذلك هو إقامة دولة إسلامية في هذه المنطقة ذات الغالبية السنية وإعادة نظام الخلافة إليها. قام طارق الهاشمي المدعوم من قبل تركيا بإلقاء التحية على هذا التنظيم واصفاً إياه "بجيش الثورة". لم يقم أي مسؤول تركي بلفظ كلمة إرهابي عن تنظيم داعش. وهذا يدل على رضى الدولة التركية عن انقسام العراق؛ دولة كردية في الشمال, شيعية في الجنوب, وسنية في الوسط. ويعتبر تنظيم داعش هو المحلول المسرع لحصول هذه المرحلة. وعند إتمام مهمته سوف يسلم حكم الدولة السنية للقوى الدمى التي ساهمت في هذا الانقسام وسيتبخر بنفس السرعة التي ظهر فيها. وإن فشل في مهمته كذلك سينقسم العراق بشكل فعلي وستصبح المنطقة الممتدة من العراق إلى البحر الأبيض المتوسط عبارة عن مستنقع للإرهاب يسرح فيه ويمرح. على ماذا يدل هذا الانقسام وهذه الدويلات الجديدة؟ ماذا ومن سيستفيد من هذا الانقسام؟[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] إن هذه المسارات التي اتخذت ضد العراق منذ عام 2007 اتخذت أيضاً ضد سوريا في 2011. وهذه المسارات لا تشمل المسارات التي أضافتها تركيا. تقسيم العراق إلى دويلات هو حلمٌ لدول الخليج العربي وعلى رأسهم السعودية التي لديها مخاوف من دولة إيران. وبهذا سيخف التأثير الإيراني على المنطقة من جهة, وستتقوقع الدويلة الشيعية في الجنوب ضمن نطاق ضيق تسهل السيطرة عليها من جهة أخرى. وفي المحصلة ستواجه دول الخليج دويلة العراق الصغيرة بحجم دولة الكويت بدلاً من دولة عملاقة تضم جميع الطوائف والقوميات. كما أن دولة سنية ستمتد إلى داخل أراضي سوريا ستشكل تهديداً على علمانية الدولة السورية. ويهدف هذا الشريط السني أيضاً إلى امتداد هذا الشريط من العراق إلى المغرب. وسيجلب هذا الشريط نظام الخلافة وسعيد تشكيل مؤسسات الدولة المبنية على الشريعة وسيعيد تعريف الهويات, وبذلك ستزداد سرعة العودة إلى القرون الوسطى. إن دولة مبنية على الشريعة ستكون حليف استراتيجي بالنسبة لأميركا في مواجهة إيران. إن أميركا التي ستكسب جبهة جديدة في وجه إيران, كذلك ستضمن من خلال الحدود الممتدة إلى داخل الأراضي السورية أمن أنبوب النفط الذي تنوي إمراره من جنوب الأراضي التركية. كذلك سيكون أمل بقاء النظام الحاكم في سوريا ضعيفاً جداً. لأنه كلما صغرت الدول في المنطقة, صعب عليها مواجهة مصالح أميركا وستضطر إلى اتخاذ موقف إلى جانبها وخصوصاً في مواجهة إيران. من جهة أخرى تأسيس دولة كردية في الشمال هو خطوة في سبيل تحقيق حلم تأسيس دولة إسرائيل الثانية في الشرق الأوسط. إن هذا التشكيل في الشمال العراقي هو بمثابة العمود الفقري لدولة كردستان الكبرى. وستكون مواقع النفط في كركوك كافية لتأمين دخل الدولة من جهة وستكون بمثابة سبب محفز لانضمام أكراد دول الجوار إلى دولة كردستان الكبرى. إن إيران وروسيا وسوريا المدعومة من روسيا هم القادرون على نزع هذا المخطط. وفي الواقع إن إيران بدأت بخوض حرب مبطنة ضد تنظيم داعش. لن تسمح بانقسام المنطقة ذات الغالبية الكردية في غربها, ولن تسمح بسقوط النظام القائم في العراق عن طريق تنظيم إرهابي. سقط قناع الولايات المتحدة التي كانت تدعي بأنها تكافح الإرهاب الممتد من آسيا الوسطى إلى أفريقيا. وانكشف دورها الداعم لتنظيم القاعدة التي ادعت العداء معه. هنا من المهم الكلام عن الدور التركي أيضاً. إن بعض الأشخاص الحالمين والطائفيين الذين يقودون سياسة دولة بأكملها في تركيا يقودون الشعب التركي والعالم الإسلامي نحو نتائج وخيمة. حكي في الإعلام الغربي عن أن داعش صنيعة الناتو كان يسعى منذ فترة طويلة إلى إقامة منطقة حظر طيران في الشمال السوري ليكون قاعدة انطلاق لعمليات ستنفذ ضد سوريا والعراق وإيران. والأكيد هنا أن تنظيم داعش يعمل لمصلحة الغرب وأن الغرب يخفي هذه الحقيقة. مثلاً بما أن السيطرة على الموصل سيزيد من قوة القوى التي تحارب ضد سوريا, فذلك يصب في مصلحة سياسة الولايات المتحدة. صرحت إيران أنها تنتظر الوقت المناسب للتدخل بالإضافة إلى طلبها ذلك من المالكي. الغرب يعيد احتلال العراق عن طريق تنظيم داعش. ليس فقط التوازنات في العراق, بل خريطة المنطقة بأكملها في تغير. وبينما يخسر العراق جزءاً من أراضيه لصالح تنظيم إرهابي لم يتردد أوباما في إرسال سفنه الحربية إلى شرق البحر المتوسط. يعرف عن الإمبريالية بأنها تتحالف مع أكثر القوى الرجعية في المناطق التي تذهب إليها. هذه الإستراتيجية اكتشفتها إنكلترا في الهند حيث تحالفت مع القوى الإسلامية أثناء حرب التحرير في تركيا وبذلك انهارت الدولة العثمانية. والآن أميركا بعد نجاح إستراتيجيتها في أفغانستان, تحاول تطبيقها في كامل الشرق الأوسط. بالنسبة لواشنطن اضطرار المالكي لطلب المساعدة من أميركا هو هدف مهم جداً. بذلك ستتمكن أميركا من ضبط المالكي الذي تحملته كل هذه الفترة. وستضغط على حكومة بغداد من خلال التحكم بنفط الموصل وكركوك, وستنال من محور إيران العراق سوريا. وستشكل جبهة تركية كردية في وجه العرب والفرس. ماذا فعل حزب العدالة والتنمية؟ ماذا ينوي أن يفعل؟ وقعت اتفاقية سرية بين تركيا وأميركا تنص على منح مبلغ 8.5 مليار دولار قروض ومليار دولار هبة للدولة التركية كتعويض على النتائج السلبية التي أصابت تركيا مع العملية العسكرية التي نفذتها أميركا على العراق عام 2003 انطلاقاً من الأراضي التركية. كما نصت الاتفاقية على غض الحكومة التركية النظر عن التحركات الكردية في منطقة شمال العراق. كانت تركيا تحتاج لإذن أميركا عند قيامها بأي عملية عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في المناطق الجبلية من إقليم كردستان العراق. نستطيع القول أن تقارب البرزاني من حزب العدالة والتنمية أدى إلى زيادة متانة الحكم في كردستان العراق. أدى تجاهل تركيا للخطوط الحمراء في الموصل وكركوك إلى ترك تركمان المنطقة تحت رحمة البرزاني. مع دخول العام 2007 تعرض حزب العدالة والتنمية إلى ضغوط كبيرة في الداخل والخارج. فمثلاً تعرض الحزب لخطورة الإغلاق من قبل المحكمة الدستورية. ومصير الحزب كان متعلقاً بالدعم الأميركي له وبانسجامه مع خارطة الطريق التي رسمها رأس المال الكوني، مما أدى إلى تفاوض الحزب مع أميركا بما يخص مشروع الشرق الأوسط الكبير, فقبل بالإستراتيجية التي فرضتها أميركا والمتعلقة بتغيير السياسة التركية اتجاه سوريا والعراق وتغيير سياسة مكافحة الإرهاب. وكجزء من إحياء هذا المشروع كان يفترض على الدولة التركية تحييد العوامل الداخلية في الدولة، وعلى رأسها ضباط الجيش التقدميين. مع إسكات الضباط الكماليين وأصحاب الأقلام الجمهوريين, سيطر على الساحة الإعلامية المتسلقون الإسلاميون. وبدلاً من وقوف حزب العدالة والتنمية أمام طريق انقسام الدولة, ذهب ليزيد وتيرة سياسته المذهبية المتماشية مع السياسة الأميركية وخصوصاً في الموضوع السوري. وبات يتباهى بتقاربه من المنظمات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة و"الجيش السوري الحر". أما في الانتخابات العراقية فقد تعرض حزب العدالة والتنمية للهزيمة بسبب لعبه على وتر الجبهة السنية العراقية. وأدى ذلك إلى تدهور علاقاته مع حكومة المالكي. وبذلك إن الأصوات التركمانية التي توجهت نحو القوائم الكردية ذهبت هدراً. وأفرغ تحالف الجبهة التركمانية من مضمونه. لم تحصل تركيا إلا على جزء بسيط من الكعكة العراقية. فاقتصرت الحصة التركية على شركات الإنشاءات التركية أمثال Yüksel, Enka. أما الحصة الأكبر فحصلت عليها أميركا من خلال شركات استخراج وتصدير النفط وبيع التكنولوجيا. وصف أردوغان مشروع تأسيس الفيدرالية الكردية في الأراضي التركية بأنه مشروع سلام. كما أن هذا المشروع يتلاءم مع نظرية داوود أوغلو الميزوبوتامية. أمام الرأي العام كان يحكى عن قوة الدولة التركية وزيادة رقعة تأثيرها على البلدان المجاورة. ولكن يكمن خلف الستار خطط إسلاموية وأنظمة خلافية.
النتيجة: في الخلاصة, إن المصالح التركية في شمال العراق كانت؛ عدم إقامة دولة للأكراد والمحافظة على هوية التركمان وخصوصاً في الموصل وكركووك. ولكن كل هذه الغايات انعكست مع فترة حكم حزب العدالة والتنمية. والآن لا يملكون في يدهم سوى التفاهم مع المنظمات الإرهابية كما فعلوا في سوريا كي يطلقوا سراح دبلوماسيي القنصلية والخروج أمام الرأي العام ليظهروا نفسهم على أنهم أنجزوا إنجازاً عظيماً في السياسة الخارجية وعرضوا الإرهاب لهزيمة أخرى. الجميع يعرف أن شاحنات الاستخبارات التركية التي ألقي القبض عليها في أضنة لم تكن تحمل مساعدات إنسانية للتركمان في سوريا بل كانت محملة بالأسلحة لتنظيم داعش وأشباهه. كما يعرف أن الاستخبارات الأميركية نقلت السلاح من ليبيا إلى تركيا لتقوم بدورها بنقله إلى تنظيم داعش. والآن بالنظر إلى الصورة العامة نرى بأن نقطة التحول في المشروع الأميركي يكبر يوماً بعد يوم. يكمن تحت هذا التحول الرأس المال الكوني وأميركا بصفتها الدولة المستضيفة له. ستكون العراق هي المحطة الأخيرة في لعبة مشروع الشرق الأوسط الكبير. إن الهدف من تعبئة المتطرفين اعتباراً من بوسنة إلى أفغانستان في سوريا والعراق هو إقامة دولة سنية قادرة على قطع سلسلة التحالف الشيعي في المنطقة من جهة وقوقعة إيران ضمن نطاق حدودها من جهة أخرى. كما الهدف من إقامة ممر كردي يمتد من كردستان العراق إلى البحر الأبيض المتوسط هو قطع أواصر الدولة التريدة مع الشرق الأوسط وجعلها مجبرة لإسرائيل وأميركا. إذا تدخلت الدول التي تريد المحافظة على السلم الأهلي في العراق وسوريا من الممكن أن نتواجه مع حروب طاحنة ستشعل المنطقة بأسرها. ولكن ستكتفي الدول والقوى الحامية للمصالح الأميركية بلعق البقايا من الصحن الأميركي.
(قناة: أولوصال) - ترجمة الجمل[/rtl] | |
|