لبنـان يدخـل مرحلـة أشـد ظلاميـة و بؤسـا

لبنـان يدخـل مرحلـة أشـد ظلاميـة و بؤسـا

الجمعة , 27 حزيران / يونيو 2014

أحمد الشرقاوي
حديـــث فــي السياســـة
الأسبوع الماضي، خرج رئيس ‘تيار المرده’ النائب ‘سليمان فرنجيه’ ليعلن على الملأ: أن “الرئيس المقبل للبنان، يجب أن يوافق عليه الأسد”. فاستبشرنا خيرا، وقلنا أن هذا هو معنى الوفاء وأن لبنان بحكم التاريخ والجغرافيا والتركيبة السوسيوثقافية لا يمكن أن يعيش بعيدا عن عمقه الطبيعي الأخضر الجميل، ويستبدل ثقافته المشرقة والمنفتحة بثقافة الصحراء والبعير والنفط و”داعش”، وأن ما يجمع سورية ولبنان هو أكثر من جوار، لأنه يؤثر ويتأثر بالسياسة كما بالأمن في معركة الوجود والمصير الدائرة اليوم بين مشروعين في المنطقة.
اليوم، خرج هذا الرجل الوطني المحب لبلاده والمخلص لحلفائه، فغرد على موقعه عبر تويتر قائلاً: “يا ربّ إلطف بلبنان، كلنا لمواجهة الارهاب”.. فما الذي حدث بين الإعلان الأول والتغريدة الثانية؟
قد أكون مخطئا، لكنني ربطت إعلان الرئيس ‘سليمان فرنجية’ الأول بما كان يروج في المطابخ السياسية اللبنانية وتناقلت بعض من مضمونه جريدة الأخبار، ومفاده، أن المطبخ الدولي المكلف بالملف الرئاسي اللبناني، وتترأسه فرنسا أصالة عن أمريكا ونيابة عن السعودية، وضع تصورا أوليا على شكل مشروع خطة لحل معضلة الرئاسة في لبنان، فاقترح إستبعاد الأقطاب الأربعة (عون، فرنجية، الجميل، جعجع)، وعقد إجتماع ترقيعي للخروج بصيغة إتفاق جديد على شاكلة “إتفاق الدوحة”، لكن هذه المرة في مسقط، تحضره السعودية وإيران برعاية أمريكية – روسية وإدارة فرنسية، وتستبعد منه سورية، ويقال أن زيارة ‘لافروف’ الأخيرة إلى الرياض وإجتماعه بولي العهد الأول ووزير الخارجية، خصصت في جزء منها لموضوع الشغور الرئاسي في لبنان، وأن المطلوب منه إقناع طهران بالموضوع.
وبالتالي، فإعلان الرئيس ‘سايمان فرنجية’ أن لا إمكانية لتعيين رئيس جديد للبنان من دون موافقة الأسد، فهم في الرياض على أنه الرد الرسمي لفريق 8 أذار مجتمعا، لما يتم طبخه من وصفة سياسية مشوهة للبنان.. فجاء التعقيب سريعا من الرياض وبالأسلوب الذي يفهمه آل سعود، على شاكلة تفجيرات تستهدف مرة أخرى حزب الله وحلفائه، للضغط عليه أمنيا كي يقبل بالتسوية الجديدة في لبنان وينسحب من الحرب في سورية.
السعوديـة تبشـر اللبنانييـن بالذبــح
وما يؤكد أن التفجيرات الأخيرة التي ضربت الضاحية الجنوبية هي من توقيع السعودية، أنها جاءت مباشرة بعد أن بشرت السعودية اللبنانيين قبل أسبوع من التنفيذ، وعبر صحيفة “عكاظ” لسان حال النظام السعودي، بالذبح الرحيم على أيدي “داعش” وأخواتها من “كتائب عبد الله عزام” وأحرار سنة بعلبك” وغيرها من الجماعات والتنظيمات التي تعمل تحت إمرة المخابرات السعودية في لبنان، حتى الشيخ ‘الشهال’ منشغل هذه الأيام بتجميع الشباب في طرابلس لإنشاء ما أسماه بـ”جبهة أهل السنة” لمواجهة “حزب إيران” في لبنان.
تحركات الشيخ ‘الشهال’ المشبوهة هذه، جائت بعد الإعلان عن تلقي الرئيس السابق لهيئة العلماء المسلمين الشيخ ‘سالم الرافعي’ إتصالا من وزير الداخلية ابلغه الإفراج عن ‘الادلبي و’درويش’، الذي أدى إعتقالهما من قبل قوات الجيش للتحقيق معهما في قضايا إرهابية الى إحداث ضجة على الساحة الطرابلسية، وهو ما دفع بعدد من مشايخ الدعوة السلفية وهيئة علماء المسلمين إلى تنظيم إعتصام أمام مسجد التقوى، حيث أطلقت الهتافات المؤيدة لزعيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘أبو بكر البغدادي’، وطالبوا بجيشه بديلاً عن الجيش اللبناني، وفق ما ذكرته وكالة أنباء ‘آسيا’ الأربعاء.
الرسالة السعودية هذه المرة كانت واضحة، وعنوانها، أن “المرحلة ستكون أشد احتقاناً وظلامية وبؤساً”، فأبشروا.. لقد “جئناكم بالذبح يا جمهور حزب الله”. مصادر من فريق 8 أذار كانت قد أوضحت لجريدة ‘لأخبار’ الأربعاء، أن “القرار السعودي بتحويل لبنان الى ساحة للعمليات التدميرية قد صدر بعدما فشلت خططهم في سوريا”، وأن “المملكة تريد الاستمرار في حربها ضد حزب الله عبر استهداف اللبنانيين بهدف تقليب الرأي العام ضده”. ورأى هؤلاء أن ما كتبته الصحيفة السعودية هو “نوع من تبشير اللبنانيين بموتهم على أيدي داعش وأخواتها” صدر بإيحاء من جهات رسمية، وليس مجرد تحليل إخباري بريىء.
لبنـان بيـن تكتيـك السعوديـة واستراتيجيـة “إسرائيـل”
إلى هنا تبدو الأمور مترابطة بشكل منطقي، لكن السؤال الذي يفرض نفسه اليوم في لبنان هو: هل حقا يتعلق الأمر بحملة ضغط سعودية على حزب الله للقبول بمشروع التسوية الفرنسية في لبنان، والذي يمكن أن يشمل قانون إنتخاب جديد وبعض التعديلات في دستور الطائف لفك العقد المستعصية على ضوء ما مضى من تجارب، خصوصا في ما له علاقة بالمهل الدستورية وتوسيع صلاحيات الرئيس، أم أن الأمر يتعدى أوهام اللبنانيين بتحقيق نوع من “الأمن السياسي” للجميع والصهاينة يتبولون في الفراش ليلا خوفا من صواريخ حزب الله؟
قد تكون الرسائل “الداعشية” السعودية نوع من ممارسة الضغط على حزب الله للإسراع بملإ الشغور الرئاسي برجل يلبي طموح الرياض المدرج بالمشروع الفرنسي، والذي يهدف إلى جعل الدولة اللبنانية هي مرجعية السلاح الوحيدة في لبنان برغم الإحتلال والأطماع الصهيونية في أرض لبنان ومياه لبنان ونفط لبنان، وستتكفل السعودية وفرنسا بتسليح الجيش وشراء ذمم جنرالاته لتغيير عقيدته في الدى المتوسط لتحويله إلى الأداة المسؤولة عن نزع “السلاح غير الشرعي” من “المليشيات”، في حال تم التأسيس على خيار “مسقط” ووصل الأفرقاء إلى توافق حول كافة القضايا الإشكالية برعاية دولية وإقليمية، لإعادة لبنان إلى الحضيرة الأمريكية والصهيو – وهابية.
والجميع يعرف اليوم أن قضية نزع سلاح حزب الله هي القضية المفتاح لإنهاء دور وقوة حزب الله في لبنان والمنطقة، وأن التكريز علي نزعه (أي السلاح) لا يزال كما كان منذ 5 أيار، بل وزاد عن ذلك كثيرا، حتى أصبح تبرير الإرهاب مباح إذا كان يخدم هذا الهدف، وهو ما يفسره قول ‘السنيورة’ الخميس تعليقا على التفجيرات الإرهابية الأخير، حيث قال: إن “تجربة اللبنانيين المتكررة، ومنها تجربة الاسبوع الحالي، تثبت من دون شك، ان من يحمي اللبنانيين ويصون امنهم، هم عناصر وضباط القوى الامنية اللبنانية الشرعية الرسمية، وان من يتسبب بتعريض امن اللبنانيين للخطر هم من يحملون السلاح من خارج اطار الشرعية اللبنانية ومن خارج الاجماع الوطني اللبناني”، ونصح ‘حزب الله” من دون أن يسميه بالعودة إلى “الشرعية” التي تحمي الجميع، بعد أن أسقطت التفجيرات الأخيرة “الأمن الحزبي والميليشياوي والفئوي وسقط أمن الأمر الواقع مرة اخرى” وفق قوله.
هذا هدف تكتيكي سعودي، يعمل على الترويج له عملاء 14 أذار من باب التضليل، الغاية منه إشغال حزب الله بأمن جمهوره وحلفائه، وتحميله مسؤولية ما تقترفه أدوات السعودية الداعشية ضده، لإعاقة تركيزه على محاربة “إسرائيل”، مخافة قلب معادلات القوة والنفوذ في المنطقة.
لكن هناك هدف إستراتيجي كبير تسعى إسرائيل إلى حقيقه، ألا وهو خراب لبنان، لكن بأيدي أهله من خلال إشعال “حرب أهلية”، طائفية ومذهبية طاحنة، يشارك فيها الجميع ضد الجميع، بما في ذلك المخيمات الفلسطينية وجيوش “داعش” التي تدرب بالأردن والسعودية وقطر وتركيا، والتي قد تساعدها هذه المرة “إسرائيل” على التسلل إلى الداخل البناني، بعد أن أصبح ذلك شبه مستحيل من الحدود السورية.
وهنا تأتي أهمية المخيمات الفلسطينية التي حذرت تقارير القوى الأمنية اللبنانية من مخاطر الخلايا النائمة في صيدا ومخيماتها ربطا بما يحدث اليوم في العراق. وبلغت المخاوف مستويات غير مسبوقة دفعت بقوات الجيش إلى إتخاذ إجراءات أمنية وصفت بالوقائية والإستباقية والتحذيرية، مخافة خروج شياطين الفتنة من القمم الفلسطيني لخلط الأوراق وقلب كل الحسابات، ما دام المال الحرام قادر على تدجين النفوس الضعيفة حتى لو كان ذلك ضد شعبها وقضاياها المصيرية.
كما وأن الوحش الجديد المسمى”داعش”، أصبح له راعي دولي في واشنطن، وممول كبير في الرياض وآخر في قطر، وتصلها الأسلحة الثقيلة الأمريكية بالبوارج الحربية التي ترسو في تركيا مرة كل أسبوع وفق تقارير إستخباراتية، وتدعمها إسرائيل بالأسلحة الخفيفة وما تحتاجه من تكنولوجيا إتصالات ومعلومات لتحديد مواقع وتحركات الجيش العربي السوري وقوات حزب الله في سورية ولبنان، وما إصرار أمريكا على بعث 300 من عناصر مخابراتها كمستشارين أمنيين للحكومة العراقية، إلا محاولة خبيثة لإيجاد موطأ قدم داخل العراق لمساعدة “داعش” على إفشال هجمات الجيش العراقي ضدها، ومدها بالمعلومات الحساسة عن الممرات اللآمنة لتعتو فسادا وإجراما في العارق، وفي قد سقط المالكي في هذا الفخ، في حين رفض التيار الصدري المساعدة الأمريكية ووعد بزلزلة الأرض تحت أقدام داعش في العراق، وهو ما يحمل تهديدا مبطنا لمخابرات ‘أوباما’، التي لن يكون بمقدورها التنقل في العراق كيف تشاء.
حزب الله كما نعرفه، لن يسقط في هكذا فخ نصبته جماعة من الإنتهازيين والأغبياء، كما أن “داعش” خبرت حزب الله في سورية وتعرف قدره وقيمة رجاله وتخافه أشد من خوفها من الموت نفسه، لذلك، حزب الله لا يخضع للإبتزاز، وقد سبق أن نصح السعودية ذات خطاب بالقبول بهزيمة صغرى في سورية بدل أن تمنى بهزيمة كبرى على مستوى المنطقة، لكن أمراء الزيت لا يسمعون إلا ما تقوله لهم أمريكا و”إسرائيل” إلى أن تصيح الساعة.
كما وأن حزب الله من الناحية السياسية في لبنان، لا يتعاطى وفق الأجندة الإيرانية التي لا وجود لها إلا في مخيلة المرتعبين، لأن لحرب الله سيادته على قراره الداخلي الذي يهم لبنان ويراعي مصالح كل اللبنانيين، وأنه ليس طالب سلطة وثروة، لأن مشروعه هو مشروع تحرير استثمر فيه الغالي والنفيس وما لا يقدر بثمن من دماء الشهداء الأبرار، وبالتالي، فنجوم السماء اقرب لخيال السعودية وغسرائيل من لبنان.
وكل من يتهم الحزب بتنفيذ سياسات “الولي الفقيه” هو صهيوني العقيدة والتفكير، لأن من يقرر الأصلح في الشؤون السياسية الداخلية ليس حزب اللهن بل حلفائه الأوفياء الشرفاء، الذين لم يرهنوا القرار السيادي اللبناني للخارج، ولم ينهبوا أموال اللبنانيين المستضعفين، ولم يستثمروا في دم شهدائهم ليسرقوا الوطن، وظلت أياديهم نظيفة، وسمعتهم طيبة، وضمائرهم مرتاحة، ويدافعون عن مشروع لبنان القوي بشعبه وجيشه ومقاومته، لينعم الجميع بالأمن والسلم والإزدهار الذي يضمنه حسن إدارة وإستغلال خيرات البلاد ومقدرات العباد.
كما وأن العلاقة التي تربط سماحة السيد بعون و فرنجية، تجاوزت كل إختبار، وتحولت منذ حرب 2006 إلى علاقة صداقة وتحالف متين لا يهتز ولا ينفرط، ولا يمكن أن يمر قرار في لبنان أو المنطقة اليوم من دون أن يوافق عليه جنرال الرابية الرئيس فرنجية.. ولهذا السبب فشل المراهق السياسي ‘سعد الحريري’ في إستمالة عون، وفشل البطريرك الراعي في الإيقاع بعون في في الفخ مؤخرا في إجماع بكيركي، وتحميله مسؤولية تعطيل المؤسسات.. لذلك، كل محاولة لتجاوز ‘الرابية’ في مسالة الرئاسة في لبنانن ستكون بمثابة السباحة ضد التيار والتي ستنتهي بالتأكيد إلى عملية إنتحار جماعي لأصحابها.
في آخر مقالة كتبتها عن لبنان قلت أن البلد أمام 3 سيناريوهات: الأول، الإتفاق على ‘عون’ رئيسا توافقيا باعتباره الممثل للكثلة المسيحية الأكبر في البرلمان. الثاني، الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي جديد كان قد ألمح إلى إمكانية عقده سماحة السيد ذات خطاب، لإخراج لبنان من مطبات التعطيل، وإرساء ديمقراطية “المواطنة” بديلا عن ديمقراطية “الطوائف” التي يرغب ‘أوباما’ في إستنساخها بالعراق ايضا، لأنها تخدم أهداف بلاده حتى لو تعارضت مع مصلحة العراق وشعبه، لأنها الديمقراطية الوحيدة القادرة على إلغاء التاريخ والحضارة والقيم المشتركة والدولة والكيان وتفتست الشعب لصالح التقسيم، ما يصب في صميم أمن إسرائيل.
مؤشــرات حــرب أهليــة علـى الأبــواب
اليوم لا يزال لبنان في المرحلة الأخيرة من السيناريو الأول ما دامت المهلة الدستورية لإنتخاب الرئيس العتيد لم تنتهي بعد. لكن من المؤكد أن لا بوادر إيجابية تبدو في الأفق للإتفاق على رئيس جديد، وهو ما دفع بفرنسا بتكليف من أمريكا والسعودية لتدبير إدارة السيناريو الثاني الذي أصبح يروج له بإسم “إتفاق مسقط” قبل أن يتفق الأفرقاء على الثوابت والمبادىء، ولن يتفقوا نظرا لإختلاف المشروعين حد التصادم. وبالتالي، فكل المؤشرات تقول أن لبنان مقبل على السيناريو الثالث وفق المؤشرات المقلقة التي بدأت تبرز على الساحة الداخلية والإقليمية، خصوصا بعد أن دخلت البلاد نفق التفجير الأمني والإغتيالات السياسية التي يهدف من ورائها إلى تفجير فتنة مدمرة تؤدي حتما إلى حرب أهلية عاصفة.
“إسرائيل” من جهتها، تعتبر ما تقوم به السعودية وفرنسا وأمريكا في لبنان مجرد عبث غير مجدي ولعب في الوقت الضائع، لأن المطلوب بالنسبة إليها هي حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.. هذا هو الحل بالمفيد المختصر لإنهاء الخطر الذي يمثله حزب الله وسلاحه على لبنان وإسرائيل والسعودية ومصالح أمريكا في المنطقة.
وحيث أن ما يقع اليوم في لبنان والمنطقة اليوم ليس من قبيل الصدفة، فلم يكن مفاجئا أن يتزامن التحذير السعودي الوارد بصحيفة ‘عكاظ’ والذي يبشر اللبنانية بالذبح على أيادي “داعش”، بالدراسة الجديدة الصادرة عن مركز “أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي” قبل اسبوع، حيث ذهبت الدراسة إلى خلاصة مؤداها، أن “أزمة الرئاسة في لبنان قد تنقل الحرب الأهليّة السوريّة إلى بلاد الأرز وتداعيات ذلك ستكون خطيرة جدًا على الدولة العبريّة”.
وقالت الدراسة أنه بالرغم من التوافق النسبي الظاهر بين الفريقين المتخاصمين في لبنان، إلا أن “دخول عناصر ‘إسلامية’ راديكالية (في إشارة إلى داعش وأخواتها) على خط الأزمة، من شأنه أن يسعر الحرب الدائرة بين ‘السنة’ و ‘الشيعة’ في كل من لبنان وسورية والعراق”. وخلصت الدراسة إلى أن “إنتقال الحرب الأهلية السورية إلى لبنان لا يصب في صالح الدولة العبرية” وفق ما ادعته، وبالتالي، على “إسرائيل أن تستعد من الآن لهذا السيناريو الخطير جدًا”.
وهو ما يمكن تفسيره برغبة “إسرائيل” في إنتهاز الظرفية للإنقضاض على حزب الله في الوقت الذي ترى فيه أن لبنان دخل منطق الحرب الأهلية التي تعمل السعودية على تسعيرها لتوجيه ضربة إستراتيجية ثانية لإيران، وهزيمة قاسمة لحزب الله الذي تهددها بهزيمة كبرى..
هذا هو الوهم الذي يراهن عليه تحالف السعودية وإسرائيل. ومرة أخرى نستطيع التأكيد، أن حزب الله وحلفائه الأوفياء، سيفشلون هذا المخطط الجديد لا محالة، بمعية الجيش اللبناني والقوات الأمنية الذين أثبتوا وطنيتهم ودفاعهم المستميت عن لبنان وشعبه مهما بلغت التضحيات والأكلاف.
لأنه لا حل للبنان إلا بالتمسك بمعادلته الذهبية “الشعب والجيش والمقاومة”، وداعش كما سماسرة الدم وتجار السياسة لا يمكن أن يكونوا من الشعب، فضلا عن أن يدعوا الدفاع عن “السنة”، والشواهد تؤكد في كل مكان، أن عدو الخوارج الجدد من “السنة” و “المسيحيين” أكثر بكثير من “الشيعة”، وأن ما يزرعونه من قتل ورعب وخراب على إمتداد جغرافيا محور المقاومة، هو لمصلحة أمريكا وخدمة لإسرائيلإسرائيل، ولا علاقة له بدين أو حلافة أو طائفة ولا من يحزنون.
فهنيئا للسعودية وإسرائيل وسماسرة الدم في 14 أذار بمخططهم الصهيوني الجديد.. يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

» لبنـان : الجيـش السـوري قـادم .. فـلا تستعجلــوه