وقائع ميدانية تبّشر بالنصر القريب .. والتسوية بعد الحسم - حسان الحسن

لاريب أن الجيش السوري حقق نجاحاتٍ مهمةٍ في عملية التطهير التي شنها لاجتثاث البؤر المسلحة المنتشرة على أراضي بلاده، وبدت بشائر النصر على الإرهاب تلوح في الأفق المنظور من خلال وقائع ميدانية عدة أبرزها:

أولاً- احتواء الجيش لغالبية المناطق وحصر الاشتباكات في بقعٍ جغرافية محددةٍ كحلب وريفها وبعض مناطق ريف دمشق، وبالتالي تمشيطها ومداهمة أوكار المسلحين.
وفي هذا الصدد تكشف مصادر واسعة الاطلاع أن الأجهزة المختصة صادرت كمياتٍ هائلةٍ من مختلف أنواع الأسلحة التي كانت في حوزة المسلحين، وأنهم باتوا يفتقدون ذخيرة السلاح الخفيف والمتوسط، ما يؤشر الى تراجع الدعم الخارجي المالي واللوجتسي لما يسمى "بالجيش السوري الحر" بعد فشله في تحقيق أي نتائجٍ ميدانيةٍ تذكر على الأراضي. هذا الأمر دفع الدول الحاضنة له إلى فقدان الأمل منه ووقف المراهنة عليه في تحقيق أي تغييرٍ في الواقع السوري، وبالتالي يبدو أن الدول المذكورة خففت من كل أشكال الدعم للمسلحين، بحسب مرجع عسكري واستراتيجي.

ثانياً- تراجع عدد المسلحين الوافدين عبر الحدود التركية واللبنانية مع سورية بعد سلسلة الاشتباكات التي دارت بين الإرهابيين الأجانب والمسلحين السوريين، وتحديداً بين عناصر من تنظيم "القاعدة" وبعض "الوهابيين" على خلفية اتهام بعضهم بالتقصير في "واجبه الجهادي" حيناً وبالتواطؤ مع الأجهزة الأمنية أحياناً.
وفي هذا السياق، تؤكد المصادر أن المسلحين الأجانب يشكلون أكثر من نحو 90% من المجموعات الإرهابية الموجودة في سورية.

وفي تفاصيل الوضع الميداني، فالعمليات الأمنية مستمرة في محافظتي حلب وريف دمشق حتى تطهيرهما من المسلحين والذي بات وشيكاً، وبالتالي إعادة الأمن والأمان إلى ربوعهما، بحسب المصادر.

وبالانتقال إلى محافظة دير الزور، تشير المصادر إلى أنها تشهد بعض أعمال الفوضى والتسلح، ولكنها ليست ذات بعد سياسي- استراتجي، معتبرةً أن هذه الأعمال تأتي في سياق استغلال "أمراء الأحياء" لانشغال الدولة في معالجة الأوضاع الأمنية في مناطق أخرى، وبالتالي محاولة فرض سطوتها بقوة السلاح لتحقيق بعض المكاسب في ضوء الأزمة الراهنة.

وبناءً على هذه المعطيات، يرّجح مرجع استراتيجي انتقال العمليات الأمنية إلى منطقتين حدوديتين لتطهيرهما في وقتٍ قريبٍ من دون أن يسميهما، معتبراً أن تطهير هاتين المنطقتين سيكون تتويجاً لإنجازات الجيش السوري في حربه ضد الإرهاب، وبالتالي إعلان النصر.
ويرى أن التسوية السياسية للأزمة السورية ستأتي حتماً بعد الحسم الأمني، مؤكداً استحالة انعقاد حوار في ظل السلاح الإرهابي، ولافتاً إلى أن القيادة السورية أكدت مراراً ألا تفاوض مع الإرهاب.

أما الأهم واللافت، فهو اعتراف الفرنسيين بأنهم مخابراتهم وأجهزتهم نشطت في سورية، ولكن يبدو أنه بالرغم من كل ذلك، بلا يبدو مسلحو الجيش السوري الحر قادرين على تحقيق انجازات ميدانية هامة تحسب في الميزان العسكري مرجحة أو مساعدة للغرب على فرض وجهة نظره في أي تسوية محتملة، علمًا أن الصراع بين الاجنحة المختلفة في المعارضات السورية وأخرها بروز الصراع العسكري المسلح بين التنظيمات المسلحة والتصفيات التي تمارس بين بعضهم البعض، تجعل الغرب أمام مآزق استراتيجية وليس أمام أوراق قوة تفاوضية.

وهكذا، ووبنتيجة ما آلت اليه الاوضاع الميدانية على الارض، يبدو أن الوقت بات في صالح النظام السوري، كما أن تماسك الجيش السوري وتصديه للإرهاب، سيكون لهما الوقع الأكبر على أي تسوية سياسية ٍ مرتقبةٍ للأزمة ، وبات محسوماً أن أي طرح لحلها سيكون تحت سقف القيادة في دمشق، من خلال التأييد الشعبي الذي تحظى به ومن خلال ولاء المؤسسة العسكرية لها، والتي فرضت نفسها كلاعب أساسيٍ في المعادلة الداخلية السورية.

سورية الان - الثبات