سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: ايران والكارت الاحمر العراقي الإثنين يونيو 16, 2014 5:06 pm | |
| ايران والكارت الاحمر العراقيالاثنين , 16 حزيران / يونيو 2014 حسن شقيرقبل العام 2003 ، تاريخ بدء التحوّل الإستراتيجي للنظام السياسي العراقي ، وذلك عقب سقوط بغداد تحت الإحتلال الأمريكي المباشر , كانت إيران – الثورة محاطة بنظامين عدائيين .. ففي الغرب كان العراق البعثي , وفي الشرق كانت افغانستان وحكم طالبان ، فضلا عن علاقاتها المتأرجحة مع كل من باكستان والمملكة العربية السعودية …إلاّ انه وبعيد سقوط النظام البعثي في العراق إنكسر ذاك الجدار السميك , حيث أضحى النظام السياسي الحالي في العراق ، ضمانة ووقاية إستراتيجية للكثير من المؤامرات التي كانت أمريكا والصهيونية العالمية وبعض من الدول العربية تحيكها ضد الجمهورية الإسلامية وكيانها كدولة … ولم تنحصر تداعيات هذا النظام الجديد على إيران فقط بل تعداها إلى الديموغرافيا والجيوبوليتيك في المنطقة برمتها .التداعيات الإستراتيجية للعراق على العلاقة الإيرانية –العربيةبعيد التغيّر الجذري للنظام السياسي في العراق , تنفست إيران –الثورة من ذاك الكابوس الغربي الذي ظل طوال فترة الحكم البعثي مهداً للمؤامرات الأميركية والصهيونية وبعض العربية ضد الجمهورية الإسلامية , وما حرب السنوات الصدامية الثمانية عليها إلاّ عينة من تلك المؤامرات التي حيكت ضدها. لعل الإستراتيجية الإيرانية في العراق اليوم تتمثل بشكل أساسي بعدم عودة العراق كمهدد لها ، وبأية وسيلة كانت , فهدوء العراق واستقرار النظام السياسي الحالي فيه يُعد هدفاً إستراتيجياً مهماً لها ناهيك عن أن العراق بوجهه السياسي اليوم سيشكل توازناً إستراتيجياً مركزياً لإيران ولعلاقاتها مع الدول العربية وتحديداً الدول الخليجية منها وبالأخص المملكة العربية السعودية ..فكيف ذلك ؟ هذه الأخيرة التي تضم موزاييكاً إسلامياً متشابه مذهبياً مع الموزاييك العراقي- مع فرق النسب – ، كانت قد عبّرت عن شديد امتعاضها لتشكل هذا النظام الجديد ، متهمة حليفتها الولايات المتحدة الأميريكية بأنها قد طعنتها في ظهرها وقدمت العراق لقمة سائغة لبعضٍ من خصومها العراقيين ، ولإيران من خلفهم , مما تسبب –بحسب النظرة السعودية – إلى الإخلال بميزان القوى مع الجمهورية الإسلامية … مما جعل العراق الحديث يحضر بقوة في الساحة السورية , حيث حاولت أمريكا والمملكة العربية السعودية برد الصفعة للجمهورية الإسلامية وذلك بإحداث التغيير الجذري في النظام السياسي السوري . ولكن , وبغض النظر عما يحدث اليوم في العراق , وانطلاقاً من أهمية النظام السياسي الحالي للعراق بالنسبة لإيران ، فإن هذا الأخير – بنظامه السياسي الحالي – سيبقى ورقة إيرانية قوية جداً بوجه المملكة العربية السعودية , بحيث أن تجاوز السعودية للخطوط الحمر الإيرانية في العراق وبالتحديد لناحية نظامه السياسي , سيجعل من إيران تتجاوز الخطوط الحمر السعودية في المملكة العربية السعودية نفسها وبفعل ما تعتقده المملكة ، من النفوذ الذي تمتلكه إيران في شرقها , وكذلك في البحرين ولربما أيضاً في اليمن ولبنان أيضاً . خلاصة القول في هذا المجال , فإن العراق ،بوجهه السياسي الحالي ، يُشكل بالسبة لإيران من جهة ، وللملكة العربية السعودية من جهة ثانية , صمام أمان ٍ مركزي في العلاقات العربية –الإيرانية , بالرغم من حالات المد والجزر التي تعتريها بين الفينة والأخرى .التداعيات الإستراتيجية للنظام السياسي العراقي الجديد على المكونات” الشيعية ” في المنطقة لقد شكلت الصحوة السياسية الشيعية العراقية , مسألةً تفوق بأهميتها الثورة الإسلامية في إيران نفسها بالنسبة للشيعة المنتشرين في الدول العربية المختلفة ..والسبب في ذلك يعود أن إيران ومنذ حدوث الثورة فيها ، لا تزال تدافع عن نفسها بأنها لا تملك مشروعاً ثورياً تريد تصديره عبر الشيعة العرب في أقطارهم , فظلت فكرة تصدير الثورة تلاحقها لغاية اليوم , وظل معها الشيعة في الأقطار العربية يُتهمون بإزدواجية الولاء تارةً وبأحادية الولاء لإيران تارةً أخرى .. رست تلك المقولات في العالم العربي إلى أن حدث أمران جللان , لا يقل أحدهما أهمية عن الأخر , واللذان أسهما في بداية دق الأسافين في تلك التهم الموجهة لإيران و للشيعة في المنطقة العربية .. وهما : -الحدث الأول : يتمثل بالنظام السياسي المستحدث في العراق , وحدوث تحول جذري في قيادة العراق إلى فئة كانت متهمة حتى الأمس القريب بأنها تملك مشروعاً خاصاً بها ضمن الدولة العراقية على أحسن الأحوال , أو أنها تملك مشروعاً إمتدادياً للمشروع الإيراني في المنطقة , وهذا على أسوأ الأحوال ! لم يحدث في العراق 2003 وما بعده , لا هذا ولا ذاك , فلقد برهن الشيعة العراقيين أنهم رجالات دولة ودعاة لقيامها على أسس مدنية تتميز بأنها ترفض التمييز العنصري السياسي بين أطياف الشعب كافة .. وهي أقامت وتقبم علاقات متشعبة ومتنوعة تبدأ بإيران و تنتهي عند الولايات المتحدة الأميريكية .. لقد شكل النموذج العراقي الجديد في الحكم – على الرغم من الكثير من عوراته – أنموذجاً للمكونات الشيعية في المنطقة العربية , في الجرأة بالمطالبة بحقوقها السياسية على أساس المواطنة في الوطن الواحد , وذلك تأسياً بالنموذج العراقي ، وتلافياً للتهم التي تُنسب لهم بالولاء لغير العروبة . -الحدث الثاتي : مع إندلاع الثورات والحراكات المجتمعية في البلدان العربية , ورفعها شعارات الحرية والعدالة ورفع الظلم السياسي وغيره عن الواقع المجتمعي في هذه البلدان , وبغض النظر عن الطيف المذهبي الذي لحقه ذلك .. فلأجل ذلك فقد وجد الشيعة في بلدان الثورات العربية فرصة ذهبية للمطالبة بالعدالة الإجتماعية والحقوق السياسية مع مواطنيهم من المذاهب الأخرى , كونهم أناس يتوقون إلى الحرية والعدالة في بلدانهم , شأنهم في ذلك شأن باقي الشرائح المجتمعية التي رفعت لواء الثورات العربية . ولكن وعلى الرغم من أن شيعة البحرين والشيعة في المملكة العربية السعودية , قد نزلوا إلى الميدان في ظل موجات ما سُمي بالربيع العربي , وعلى الرغم من تُهم الولاء التي ما زالت تطاردهم ..إلاّ أن أن موقع الشيعة في الخارطة السياسية لبلدانهم لن تبقى بالتأكيد كما كانت قبيل هذين الحدثين المفصليين في تاريخ الشيعة السياسي في الدول العربية .التداعيات الإستراتيجية للعراق الحديث على الخارطة الجيوبوليتيكية في المنطقة يشكل العراق بموقعه الجغرافي المتميز , كجسر عبور أساسي في حلقات محور الممانعة والمقاومة , ما بين إيران – الرأس وسوريا –الجسد ,عاملاً حيوياً واستراتيجياً بالنسبة لهذا المحور , وخصوصاً أن النظام السياسي العراقي الجديد قد إستطاع وبشكل كبير التفلّت من الهيمنة والإحتلال الأميركي الذي كان جاثماً على صدر العراق السياسي طيلة فترة هذا الإحتلال .. في الأزمة السورية الحالية , والتي يقع جزءاً رئيسياً منها كتعويضٍ للخسارة العراقية عند البعض كما أسلفنا , يحاول الأميركيون وبعض البلدان العربية خنق النظام السوري , تارةً من البوابة التركية , وتارةً أخرى من البوابة اللبنانية , وأحياناً من البوابة الأردنية .. وصولاً إلى البوابة العراقية ، والتي تدرجت من الضغوطات الشديدة بموضوع القمة العربية التي انعقدت فيه, ومن ثم ضغوطاً أمنية هائلة لناحية دعم المجموعات التكفيرية والإرهابية التي ازدادت شراستها في محاربة الشعب العراقي الأعزل .. والهدف دوماً سلخ العراق عن ذاك المحور , وجعله بنظامه السياسي الحالي يبتعد عنه .. أو حتى إعادة التفكير – من خلال الجرائم التي تُرتكب في طول البلاد وعرضها – في صياغة نظامه السياسي من جديد بشكل يتماهى مع المشروع الأميركي للمنطقة العربية .. وصولاً إلى تلك الحراكات المشبوهة التي انطلقت مؤخراً في بعض المدن العراقية مطالبة ب” الإصلاح السياسي “… كل ذاك ، لم يفلح بإخراج العراق من تموضعه السياسي الحالي ، فكانت غزوة داعش الأخيرة ، ربما الخرطوشة الأخيرة ، في لي الذراع الإيرانية في بُعدها العراقي .. وقد كان كلام أوباما الأخير ، والمعلومات التي تسربت بالأمس حول الوثائق المؤكدة ، في معرفة السفارة الأمريكية في العراق ، بشكل مسبق لهذه الغزوة !! خير دليل على ذلك . إن صمود العراق بنظامه السياسي الحالي , متموضعاً في محور المقاومة والممانعة , وصمود الدولة السورية وعدم انهيارها سيؤدي – وبلا أدنى شك – إلى تداعيات استراتيجية على الصعيد العربي والخليجي تحديداً ,ناهيك عن تداعياته الإستراتيجية على الصعيد الإسلامي والتركي خصوصاً ..مما سينعكس بشكل رئيسي وبشكل إيجابي على قضية فلسطين وأوجه الصراع مع الكيان الصهيوني . بكلمة واحدة لقد ساهم التموضع السياسي للعراق الحالي , في ربط العديد من الملفات الإستراتيجية في المنطقة العربية والإسلامية بإيران بشكل مباشر , وذلك أشبه بنقطة ارتكاز صلبة بُني , وسيُبنى عليها الكثير الكثير من مسارات السياسة في المنطقة… | |
|