سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: غزوة داعش ل نينوى أنتصار أم إنتحار؟ الجمعة يونيو 13, 2014 1:44 am | |
| غزوة داعش ل نينوى أنتصار أم إنتحار؟الخميس , 12 حزيران / يونيو 2014 حسين الديرانيمجريات الاحداث في العراق فاجئت الكثير من المراقبين , وكثرة التساؤلات حول كيفية سقوط محافظة كبيرة ” ك نينوي “والتي تضم مدن كبيرة كالموصل وغيرها في يد ” داعش ” خلال فترة قصيرة لم تتجاوز اربعة ايام. بداية لا بد من الاشارة بأن مقاتلي تنظيم القاعدة ” داعش” كانوا في المحافظة منذ سنوات عدة يعملون ويخططون بصمت ضمن بيئة حاضنة, وينتظرون ساعة الصفر للانقضاض عليها بعد تهيئة القاعدة الشعبية الحاضنة التي كانت تنتظر ظهورهم لتقديم الطاعة والولاء لهم علناً, سنوات عديدة من الاعلام الطائفي والشحن المذهبي تتقدمهم الجزيرة والعربية , صفا والوصال وغيرها من القنوات الفضائية والمواقع إلالكترونية التكفيرية التحريضية كانت كفيلة بإقناع سكان محافظة نينوى والانبار وصلاح الدين بأن المخلص لهم من الجيش العراقي هو ” مجاهدي داعش “!! الارهابيين, بعد أن تم إقناعهم بأن الجيش العراقي ” جيش فئوي صفوي فارسي ” مهمته قتل أهل السنة والجماعة, وما جاد عليهم قاموس التسقيط والتكفير. وإلا كيف تتقدم قوات ” داعش” بهذا الحجم من العدد والعدة لتجتاح محافظة بأكملها من دون مقاومة تذكر, وترك كل مخازن الاسلحة من دبابات ورشاشات وكل انواع الاسلحة الحربية والطائرات غنائم بأيديهم, بالطبع هناك قيادات عسكرية ومسؤولين متواطئين معهم سهلوا لهم سرعة سيطرتهم على المحافظة والتي تبلغ مساحتها اكثر من 14 الف كيلومتر مربع, وبعد دخول قوات ” داعش ” الارهابية تم إرتكاب أبشع المجازر بحق من بقي من قوات أمن او شرطة او مدنيين يرفضون ارهابهم, وفرضوا سلطة شرعهم الظلامي بالترغيب والترهيب. ابو بكر البغدادي أعلن في بيان عن النصر الذي منه الله عليهم , وتوعد بالمزيد من الغزوات حتى القضاء على الشرك الصفوي في العراق حسب تعبيره, وتوعد بهدم كل حسينيات ومساجد الشيعة وتسوية الاماكن المقدسة في الارض. فمن الناحية العسكرية ما حققته دولة ” داعش ” الارهابية يعتبر نصراً لانها أصبحت تسيطر على بقعة جغرافية غنية بالموارد النفطية التي تشكل عصب الاقتصاد السوري والعراقي, والدولة المزعومة أصبحت تمتد من الرقة ودير الزور في سوريا الى حدود سامراء وبغداد وكربلاء في العراق, والى الحدود التركية في الشمال, ولها إتصال بالاردن والسعودية من جهة الجنوب الانبار, ولقد أزالت السواتر الترابية الموجودة على الحدود السورية العراقية. السؤال الذي يطرح نفسه, كيف تقدم ” داعش ” على هذه الخطوة في وقت ظن الكثير أنها في أضعف حالاتها ؟, وخصوصا بعد تبرأ الدول التي كانت داعمة لها كالسعودية وقطر وتركيا والامارات والكويت , وبعد خسائرهم في مواجهة الجيش العربي السوري, وكذلك أنشغالهم في معارك مع “جبهة النصرة ” وما يسمى بالجيش الحر , فعلى أي رصيد إعتمدت حتى تقوم بهذه العملية الواسعة النطاق؟ والتي تحتاج الى وقت طويل لتثبيت مواقعها التي سيطرت عليها. فما قامت به ما يسمى دولة ” داعش” في العراق من وجهة نظر تحليل سياسي هو انتحار وليس إنتصار, وقد وقعت في فخ نصب لها في دوائر دول متعددة, أولها امريكا التي باتت مقتنعة بأن إنشاء دولة ” داعش ” تشكل خطر على المصالح الاستراتجية الامريكية على المدى البعيد, وإن كانت تخدم مصالحها في الوقت الحاضر من خلال إستنزاف قدرات حلف المقاومة للعدو الصهيوني, الحلف الممتد من ايران العراق سوريا لبنان والذي بات منشغلاً في مواجهة الارهاب الذي تمثله ” داعش ” واخواتها. فهل اُعطيت ” داعش ” ضوء أخضر من المملكة السعودية تحديدا لشن هذا العدوان واعدةً لهم بالدعم المادي والعسكري إنتقاماً من المفوضات التي إجرتها الجمهورية الاسلامية الايرانية مباشرة مع أمريكا؟ وما يعزز هذه الفرضية تصريح المتحدثة الرسمية باسم الحكومة البحرينية سميرة رجب “حيث إعتبرت ما حصل في نينوى والانبار ثورة ضد القهر والظلم ” !!!!. الصمت السعودي والقطري والتركي على ألاحداث الدموية في العراق يؤكد تواطئهم ودعمهم للجماعات الارهابية بكل الامكانيات المادية والعسكرية والاعلامية غير مدركين بالعواقب الوخيمة التي ستحل على المنطقة وعليهم, والقنصل التركي سيعود سالماً الى أحضان دولته . في المشهد الاخر نرى نتائج الهجوم على الشكل التالي. أولاً: هجوم ” داعش” وإحتلالها لمحافظة نينوي من دون مواجهة عسكرية, مستعينة بكل قواها التي حشدتها من داخل سوريا والعراق مع المجاميع الارهابية من كافة أنحاء العالم, كان نتيجته وحدة صف الشعب العراقي الذي كان منقسماً على نفسه, ومشغولاً بكسب المناصب الحكومية, أصبح اليوم متطوعاً لمحاربة الارهاب, ولذلك تجد كافة القادة السياسيين يدعون انصارهم للتطوع في سبيل دحر الارهابيين وتحرير المناطق التي سيطر عليها الدواعش. ثانياً : تحرك المرجعية الدينية لأول مرة ودعوتها الى رص الصفوف, ومناشدة الشعب العراقي للوقوف خلف الجيش العراقي ودعمه ومساندته. ثالثاً : إنكشاف المتواطئين مع الارهابين داخل المؤسسة العسكرية والامنية, مما يعزز من حماية ظهر المؤسسة العسكرية من الطعن والخيانة. رابعاً: تعزيز موقع رئيس الوزراء نوري المالكي كشخصية قوية تتصدى للارهاب وتؤمن له ولاية ثالثة مريحة. خامساً : نرى نشوة الانتصار التي تعيشه دولة ” داعش ” لن تدوم طويلاً, وهي أقصر مما يتصوره ويتوقعه المراقبون, لأنه لا يمكن السماح بإنشاء دولة تقوم على مساحة من الاراضي الغنية بالنفط تتسلط عليها فئة من الارهابيين الدوليين. قريباً وقريباً جداً سوف يتم حشد كل القوات العراقية من الشرق والسورية من الغرب مدعومة من ايران للاطباق على هذا السرطان الارهابي وقلعه من الجذور, ومن المؤكد سيكون للقوات الشعبية الدور الفعال في دحر الارهاب , ليصبح شعار الجيش والمقاومة والشعب ممتداً من ايران الى العراق وسوريا ولبنان. وهذا الانتحار لن يقتل صاحبه فقط , بل سيطال كل من دفعه على هذا الانتحار. فرغم الخسائر التي سوف تترتب على معركة دحر دولة الارهاب ” داعش” لكن ستكون حتماً اقل من الخسائر فيما لو تُرك هذا السرطان يستشري في جسد الامة من دون إستئصال, وبالتالي هذا السرطان لا يقل خطورة عن سرطان دولة اسرائيل الصهيونية, ” داعش واسرائيل ” اصبحا غدة سرطانية يجب إستئصالها مهما بلغت التضحيات. | |
|