قطر, قلبي على سوريا
الثلاثاء , 10 حزيران / يونيو 2014
ميلاد عمر المزوغي
امارة قطر لا تكل ولا تمل, ثلاث سنوات ونيف من العمل الجاد المضني المتواصل ليله بنهاره, كخلية النحل في غابة (دول الربيع العربي) تحوي مختلف انواع الاشجار, المثمر منها وغير المثمر,تحول الشجر حطبا,تحول النحل الى دبابير فقضت على الخشب, تحورت الدبابير الى دراكولا (وفق نظرية داروين للتطور) تمتص دماء البشر,صارت الارض جرداء, سوِّيت المعابد بالأرض,رصاصات الرحمة اطلقت على اناس لم يملوا الحياة وليسوا من ذوي العاهات المزمنة, لم يطلبوا فتوى بتسريع انتقالهم الى الدار الاخرة,كل ما في الامر ان هؤلاء البسطاء لم يوافقوا قطر مخططاتها التدميرية, فكانوا من المغضوب عليهم فأنزلت بهم سوء العذاب ليكونوا عبرة للآخرين.
الشعب العربي في سوريا ادرك الدور القذر الذي تقوم به الإمارة الأمّارة بالسوء من اجل الاطاحة بكيانه السياسي,وإيقاع الفتنة بين مختلف طوائفه التي تعيش منذ الازل متحابة, حيث المجد الذي تتفاخر به الامة ,منارة العلم ,ثقافة التسامح والتشبث بالحياة,فلا معنى للاضطهاد والقهر بين ابناء الشعب الواحد,بل سواسية كأسنان المشط,لكل دوره في سبيل ان تظل سوريا شامخة, قلعة يتحطم عليها أعتى جبابرة الكون.
صمود الشعب السوري افشل المشروع الذي خطط له الغرب وأزلامه عربان الخليج,فكانت القصير الضربة الموجعة التي هزت النظام القطري ,سقط رأس الدولة في عملية دراماتيكية لتدل على ان النظام القطري قد فشل في تحقيق المطلوب منه,تبعته يبرود,صارت العاصمة دمشق تنعم بشيء من الامان,قوات النظام تطارد العصابات الاجرامية في كل مكان ,فكانت هناك التسويات ببعض المناطق لأجل القاء السلاح والانخراط في العملية الديمقراطية, شعر النظام السوري بمزيد من الثقة على مقاومة مخططات الغرب, أعلن التحدي والسير قدما في نهج بناء الدولة العصرية وإجراء الانتخابات الرئاسية,لم يكترث النظام بما يقوله الغرب فالميدان هو الذي يحكم سير الامور.
الانتخابات الرئاسية ونسبة الحضور اذهلت اعداء الوطن, رغم الحصار وأعمال القتل والتشريد والتخريب, قال السوريون كلمتهم,نعم للأسد,كلمات لم يتحمل الاخرون سماعها فوقعت عليهم كالصاعقة,كانت الضربة القاضية لكل ممولي الارهاب وبالأخص قطر,التي فجأة وجدت نفسها منبوذة من جيرانها بمن فيهم اولئك الذين يشاركونها في تدمير الوطن,ادركوا جميعا ان اللعبة اكبر منهم وأنهم مجرد دمى يلهى بها وترمى بالزوايا فتظل منزوية تمثل احدى ديكورات المشهد القذر الى حين الحاجة اليها.
بعد كل الجرائم التي ارتكبتها قطر بحق الشعب السوري يخرج علينا وزيرها الاول معربا عن رغبته في ان يكون هناك وقف لإطلاق النار,لأنه وكما يدّعي حريص على وحدة التراب السوري وخشيته من تفتيت سوريا, وبأن قلبه على سوريا وشعبها, كلمات تنم عن مدى الشعور بالألم والخيبة لأنه لم يحقق مآربه, هالته مشاهد التحام الجماهير بقائدها وعزمها على اعادة بناء الدولة التي دمرها حكام قطر والسعودية وآخرون من دونهم, نعلم بعضهم ولا نعلم البعض الاخر.
الشعب السوري وبعد هذا الكم الهائل من الشهداء والمشردين والجرحى ,لن يغفر للخونة والمرتزقة اعمالهم,لن يغفر للأصنام المتحركة القابعة بإمارات وممالك الخليج جرائمها,فهي سبب البلاء وان سوريا ستظل موحدة بإرادة ابنائها ومؤازرة الاصدقاء الذين وقفوا معها في محنتها, فالمقاومة هي السبيل الى استرداد الارض والكرامة والخزي والعار لأعداء الامة سيموتون حسرة,كيدهم في نحرهم.