قرار المملكة وخطاب السيد

قرار المملكة وخطاب السيد

الاربعاء , 28 ايار / مايو 2014

قرار المملكة وخطاب السيد Oi8vd3d3Lm1lcGFub3JhbWEubmV0L3dwLWNvbnRlbnQvdXBsb2Fkcy8yMDE0LzA1LzEwMzUzNjQ0Xzg3NTI1OTc4MjUwNDYxMF81NDQwODY4MTk2NzY2OTAyNzMxX24uanBnP2EyNzgzZg%3D%3D

قرار المملكة وخطاب السيد Oi8vd3d3Lm1lcGFub3JhbWEubmV0L3dwLWNvbnRlbnQvdXBsb2Fkcy8yMDE0LzA1LzEwMzUzNjQ0Xzg3NTI1OTc4MjUwNDYxMF81NDQwODY4MTk2NzY2OTAyNzMxX24uanBnP2EyNzgzZg%3D%3D

ايهاب زكي
جربت استمالة التفكير بإمعان مطول في قرار المملكة الأردنية تجاه السفير السوري لديها اللواء بهجت سليمان، فكان الأمر أشبه بوضع النفس في موطن الشبهات، حيث اتهمني الورق بالإسفاف، ورماني القلم بالابتذال، فأي مصيبةٍ جلبتها لنفسي بتلك التجربة، وأي كارثةٍ أوقعتها حين تعاميت عن اجتناب الشبهات، ولكن بما أن التهم أصبحت إدانات، فلم يعد التراجع مجدياً، لذلك فإن الحكمة تقتضي مواصلة ما بدأته من محاولات لاستمالة الفكر، علها تتوالد فكرة تستحق أن تكون بمثابة شافعة، ولكن المصيبة الأعظم كانت في جنوح الفكرة التي جعلت من الجرم مشدداً، ويستحق تكسير الأنامل وقطع اليد واقتلاع اللسان، بل يستحق إحراق الورق حياً وإعدام الأقلام، ولكن ليس على طريقة إعدام “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” السعودية بإعدام الآلات الموسيقية، حيث أن تلك الهيئة أخذت على عاتقها استبدال حضارية الإسلام بصحراوية البداوة، وغِناه بقحط الفيافي، بل على طريقة رحم الله إمرء عرف خطأه فتوقف عنده، أما الفكرة التي استحقت كل ذلك هي ربط الخطوة الأردنية بخطاب السيد عن ندم الداعمين للإرهاب في سوريا، فكانت خطوة باعتبارها تحدياً، ثم استدركت أنَّى للملك ذلك، فأهل القاع لا يسمعون أهل القمم.
عموماً فإن الخطوة الأردنية لا تخرج عن السياق الوظيفي لسبب إنشاء الكيان الأردني، ولا تخرج كذلك عن هاجس بقاء العرش الذي ومنذ تصنيعه وأصحابه يحتكرون كل حبال اللعب كما يحتكرون رقم الهاتف الحصري للشيطان، فلا ضير أن يكون الشيطان نبراساً ونتن ياهو حامياً، فالعرش هو الغاية وهو الوسيلة، وهو شمس أَيمانهم وقمر شمائلهم، وفيما يبدو فإن تصريحات الجنرال (الإسرائيلي) يائير نافيه، وهو قائد المنطقة الوسطى، حين قال بأن عبدالله هو آخر الملوك الهاشميين، كانت بمثابة نقطة الإنطلاق وإشارة البدء للملك عبدالله ببدء حزم الحقائب، فالذين يعملون بمهنٍ مهما كانت رفيعة لدى مشغليهم، يعرفون جيداً ويدركون يقيناً أنه لا مفر من مجيئ وقت التقاعد، وتبدأ الخلافات حول طريقة التقاعد مرة، ومحاولات الموظف لاستجداء التمديد أخرى، والملك الآن في حالة استجداء التمديد فيحاول ان يتفانى في خدمة رب العمل، فهل يدرك أن هذا الاستجداء يؤدي بالضرورة إلى استجلاب نقمةٍ سوريةٍ قد تودي بالعرش وصاحبه، أو على الأقل تجعله آخر الجالسين.
فلنعد لتنسم عبق القمة بعيداً اختناقات القاع، فالسيد نصرالله في خطابه بمناسبة ذكرى التحرير، فالرجل لا يحمل قلبين في جوفه، فجبينه جنوبي وهواه مقدسي وعطر هواه دمشقي، فلا يمكن أن يكون له من قلبٍ ثانٍ يناقض الأول، فكل من اتسقت مساعيه مع المحاولات الخرقاء لانتزاع قلب السيد الاول، كان مشمولاً بخطاب السيد حين قال ستندمون وتهزمون، وستعودون لدمشق شاكرين راكعين، وستقبلون الايادي والاقدام طلباً للصفح، ولم يكن قصير القامة والهامة صاحب قرار أهل القاع بعيداً عن هذا، ولا أعرف كم سنتميتراً كان يقصدها مظفر النواب حين أشعر قائلاً عن الأب “ملكٌ طوله وكرامته دون حذائي هذا”، ولا أعرف أيضاً إن كان الصِغَر والقِصَر الذي قصده مظفر يمتد للإبن، ولكني أعرف أن النواب قد صدق في الأب، وأن التاريخ وحده سيتكفل بالتصديق عن الإبن، واطباق قاعدة من شابه أباه فما ظلم.
إن خطاب السيد نصرالله أعاد ألق الإسلام إلى حيث يجب أن يكون، فمن مبادئ السيد العظيمة أنه يكون حيث يجب أن يكون على الدوام، وإن هذا الوجه البائس الذي تقنعته الوهابية للإسلام، إنما هو ابتكار صهيوني جعل حتى من المسلمين في شكٍ مريبٍ من أمرهم، فكيف بغيرهم، فلم يعد أعداء الإسلام بحاجةٍ لأي فبركات أو غوصٍ في التاريخ ليصوبوا عليه، يكفيهم نقل صور الذبح وقطع الرؤوس على وقع التكبير، ليضعوا العالم بين خيارين، إما (فاشية) رب المسلمين وإما عدميته، ولكن ولإن الله حقٌ مثلما أنكم تنطقون، فقد جعل لنا اليوم كما هي سنته منذ بدء الخليقة، نورٌ مفردٌ متفردٌ يتمثل بحزب الله ذو المنطلقات الإسلامية، ودولة سورية مفردةٌ متفردةٌ ذات منطلقات وطنية وقومية، في مقابل ظلماتٍ متعددةٍ متشعبةٍ لا أب لها إلا الجهالة والجاهلية، ويبقى الخيار لنا، أنتبع نوراً واضحاً، أم نتيه في تشعبات ظلمات لا منتهى لها، وإن كان لها من منتهى ففي أحضان بني صهيون قبل زبانية جهنم.

» البحرين تستدعي القائم بأعمال السفارة اللبنانية لدى المملكة بعد تصريحات السيد نصرالله
» جبهة النصرة وخطاب الرئيس
» ليون: تغيير الحكومة ليس "آخر الدني" وخطاب الفريق الآخر يساهم بالتوتر
» هل عاد آل سعود إلى نهج مؤسس المملكة؟
» عزة الدوري: حيا الله المملكة