محمد السادس ، الإخوان ، سوريا ، حكاية قذرة

محمد السادس ، الإخوان ، سوريا ، حكاية قذرة

الاربعاء , 28 ايار / مايو 2014

محمد السادس ، الإخوان ، سوريا ، حكاية قذرة Oi8vd3d3Lm1lcGFub3JhbWEubmV0L3dwLWNvbnRlbnQvdXBsb2Fkcy8yMDE0LzA1LzItMmExLmpwZz9hMjc4M2Y%3D

أحمد الحباسى تونس
لا نسمع للملك المغربي محمد السادس صوتا فاعلا في القضايا العربية ، و لا نملك أرشيفا موثقا لمواقف ملموسة معينة للملك المغربي ، و لعل الملك المغربي هو من أوحى للرئيس اللبناني بسياسة ” النأي بالنفس” الشهيرة و على الجميع أن يعطوا لقيصر ما لقيصر بترسيم حق الابتكار بإدارة الملكية الفكرية ، اللافت للانتباه ، أن ملك المغرب قد ترك الحبل على الغارب للإخوان و لحكومة الإخوان و لم يعد في اهتمامه مراقبة السياسة الخارجية للإخوان و ما هو متهمون به من دعم للإرهاب في العالم العربي ، و بطبيعة الحال ، لا يمكن للملك الاطلاع على كل هذه الخطايا من فم حكومة الإخوان بحكم إتقانهم الأسطوري لفنون الخداع و النفاق ، و بحكم قانون الصمت الذي يمارسه الإعلام المغربي حتى لا يكشف المستور و ما يتحدث عنه الإعلام العالمي من انخراط حكومة الإخوان في دعم الجماعات الإرهابية المقاتلة في سوريا منذ بداية النزاع .
لا يتحدث البرلمان المغربي المشكل من الإخوان عن تواجد الجماعات الإرهابية المغربية في سوريا ، و لا يرى فائدة في نشر الغسيل الوسخ للإخوان ، و أكاد أجزم أن السادة النواب المغاربة يفعلون ذلك خدمة للصهيونية العالمية بعد أن تبين عملية تشابك المصالح القذرة بين مشروع الإخوان في هدم مفهوم الدولة المدنية لصالح الدولة الهلامية الظلامية و مشروع الفوضى الخلاقة الصهيوني لتفتيت الأمة العربية القائمة على الدولة المدنية ، و لا يمكن لعاقل متابع لشأن الجماعات الإرهابية أن يتفهم حالة الجهل التام للبرلمان المغربي بما يحدث في سوريا و بانخراط الجماعات الإرهابية المغربية المنتمية لحكومة الإخوان المغربية في هذا الصراع اللهم إلا إذا سلمنا أن هؤلاء النواب يتلقون الأخبار بواسطة الحمام الزاجل و لا يتعاملون مع وسائل الاتصال الحديثة .
تؤكد صحيفة “هيسبرس ” المغربية منذ أسابيع حصول اجتماع بين حزب العدالة الحاكم في المغرب و بين بعض القيادات من الإخوان هما محمد أبو عبور عضو الجماعة الاخوانية المصرية و عاصم شلبي مسئول الاتصال السياسي كل ذلك في إطار ما سمته “بكسر الحظر ” على الإخوان ، و عندما ندرك العلاقة بين القاعدة و الإخوان ، بين المخابرات الأمريكية الصهيونية و بين القيادة الاخوانية في العالم ، ندرك أن الحكومة المغربية غارقة في مساعدة الإرهاب و تمارس ضد سوريا إرهاب الدولة و ليس إرهاب الأفراد المنعزلين و هي لعبة قذرة تعود على مثلها النظام المغربي في مواقع و أحداث عربية كثيرة ، بل لنقل بكامل الوضوح أن ما نقلته جريدة “العلم ” المغربية على لسان وزارة الخارجية المغربية من كون المملكة تقف إلى جانب مصر ضد آفة الإرهاب هي عملية علاقات عامة لا تقنع المتابع العربي للأحداث لان وزارة الداخلية المغربية لا يمكن أن تكون جاهلة للتعاون المستمر بين إخوان البلدين رغم تصنيف الجماعة تصنيفا إرهابيا و لا يمكن أن لا تكون على علم بحقيقة التواجد الإرهابي المغربي في سوريا برعاية الحكومة المغربية .
الموقف المغربي من الإرهاب كظاهرة و من الإرهابيين و تواجدهم في خدمة المشاريع الصهيونية الخليجية المتآمرة على الأمة العربية يثير كثيرا من علامات الاستغراب ، لان التعتيم الإعلامي المقصود من حكومة ” الإخوان ” المغربية هدفه واضح للعيان ، بل لنقل أن هناك حالة غموض و تستر إعلامية مطلوبة من بعض أجهزة المخابرات المغربية التي تشترك مع المخابرات الصهيونية الأمريكية في متابعة تدفق الإرهابيين إلى سوريا ، هذه السرية المدبرة تتنافى بالطبع مع واجب الدولة في اطلاع الإعلام على المعلومات الصحيحة و تعطى الدليل بأن انخراط الحكومة المغربية أو بعض الأطراف المتحالفة مع الإرهاب الدولي في الحرب السورية هو انخراط مطلوب أمريكيا و صهيونيا حتى لا تعود موجة التفجيرات الإرهابية إلى المغرب كما كانت في سنة 2003 و ما تلتها من أعمال دموية استهدفت السياحة المغربية.
منذ أيام “تفطنت” القناة الثانية المغربية إلى موضوع الإرهاب المغربي في سوريا ، تفطنت إلى وجود جماعات إرهابية مغربية تمارس “الجهاد” ، لكن اللافت ، بصرف النظر عما تناوله البرنامج الأول و الثاني حول هذا الموضوع ، هو توقيت البث و الهدف المنشود من هذه ” العملية” الإعلامية المفاجئة خاصة أن تواجد القوات الإرهابية “الدولية” و من بينها طبعا العناصر المغربية في سوريا ليس وليد الأسابيع القليلة الماضية ، و بالتالي فمن المؤكد منطقيا على الأقل أن صمت الإعلام الحكومي المغربي و فجائية نطقه و تخصيص حيز زمني في “البرايم تايم ” هي ضربة إعلامية استخبارية سياسية مقصودة خاصة بعد أن تبين الخيط الأبيض من الأسود في سوريا بحيث صار الحديث عن انتصار للنظام في هذه الحرب الدموية من المسلمات التي دعت الدول المشاركة في الإرهاب إلى إعادة صياغة مواقف جديدة تعيد خطوط التواصل السابقة مع النظام السوري.
يأتي “انتباه” بعض الإعلام المغربي الناطق باسم الحكومة ليعبر للشعوب العربية عن كونه مجرد إعلام مدنس و ملوث بالعار ، إعلام لونه و دمه و توجهه و تاريخه صهيوني لأنه لم ينطق أبدا باللغة العربية و لا باللغة القومية و لا باللغة الإسلامية ، ذلك أنه بصمته على المجازر المروعة في سوريا شريك في القتل ، و بصمته على تنفيذ المؤامرة شريك في تدمير القوة العربية ، و بصمته على مهنيته الإعلامية شريك في قتل الضمير المهني ، و لعل برنامج ” مباشرة معكم ” الأخير قد جاء متأخرا و لا يمكن أن ينطبق عليه المثال ” أن تأتى متأخرا خير من لا تأتى أبدا ” ، بل كان من الأولى أن يطلق على هذا البرنامج ” مباشرة ضدكم ” ، ضد كل العرب.

» أسقطت مصر «حكم الإخوان».. فما التداعيات ؟ ...د. أمين محمد حطيط
» أغاني سوريا الجزء السادس عشر
» حكاية الحريري مع سوريا - روزانا رمال
» أغاني سوريا الجزء السادس منحبك
» الإخوان بين إلهام وريهام - محمد الشفيع