«دير الزور» على شفير بُركان.. حرب عشائرية تلوح بسبب «الجهاديين»

«دير الزور» على شفير بُركان.. حرب عشائرية تلوح بسبب «الجهاديين»

الجمعة , 16 ايار / مايو 2014

«دير الزور» على شفير بُركان.. حرب عشائرية تلوح بسبب «الجهاديين» Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDUvMV9zbWFsbC02MjB4MzMwLmpwZz8zMGYzNzY%3D

صابر حمزة الصالح
تلوح في أفق محافظة «دير الزور» الغنية بالنفط حرباً عشائرية طاحنة، مع الإنقسام العشائري ولاءاً لأطراف القتال من تنظيمات إسلامية وغيرها، فيما يحيد قسماً من العشائر نفسه عن إقتتال الاسلاميين فيما بينهم، متوعداً بقتال من يتطاول على مناطقه وعرضه.
بوضوح تذهب عشائر «دير الزور» إلى العسكرة. موضة السلاح هنا ليست جديدة، عمرها من عمر الحرب الامريكية في العراق، كانت هذه المنطقة تعتبر ممراً للمسلحين والسلاح للداخل العراقي قبل الحرب السورية بسنوات.
العشائر هنا متأصلون بحب السلاح والتسلح الذي يعتبر شيمة من شيم العرب!. مع دخول الأزمة السورية في العسكرة، إرتقى قسماً من أهالي دير الزور ان يساند «الثورة المسلحة»، فيما نأى قسماً آخر بنفسه عن ذلك، حيث شهدت العديد من أحياء المدينة كما مناطق الريف معارك مع الجيش السوري.
أشهر قليلة ودخلت إلى واجهت الاحداث جماعة «دولة الاسلام في العراق والشام» (داعـش) التي كانت تحيا على بعد أمتار من «دير الزور» في محافظة «الأنبار» العراقية. دخول غيّر الواقع، قسماً من العشائر دعم «الدولة» وقاتل إلى جانبها، وقسماً آخر إبتعد.
كانت «جبهة النصرة» هنا ايضاً، عند وصول الصراع بين الطرفين إلى ذروته مع أعلان الحرب من الطرفين، دخلت المدينة في نفق الاقتتال الاسلامي، فتحولت إلى أرضية خصبة لهذا القتال لعدة عوامل، لعل أبرزها غنى الأخيرى بالنفط كما قربها من العراق ومحافظة «الأنبار» التي تعتبر معقل «داعش» الذي يرى في «دير الزور» إمتداداً له، كما إتصالها مع «الرقة» التي يرى فيها «التنظيم» نواة الدولة المتصلة مع محافظة «الأنبار» العراقية.
عشائر «دير الزور» ليست بعيدة عن هذا المشهد، فهى تحيا على هذا الواقع. مع إزدياد الانقسام الاسلامي ودخوله في الحرب، تشتّت مبايعة العشائر بين مبايعة قسم لـ «داعش» وقسم آخر لتحالف «النصرة» – «الإسلامية». هنا العامل «القبلي العشائري» دخل على الخط عبر عوامل التناحر التاريخية بينها، عزّز ذلك عمليات الثأر والثأر المتبادل القديمة – الجديدة التي كفلت توزيع ولاءات العشائر للتنظيمات، فيما نأى قسماً منهم عن ذلك بالولاء لنفسه وجماعته مع تكتله وتشكيله كتائب عسكرية خاصة تهدف لحماية ممتلكات وأعراض العشرية من هجوم العشائر الاخرى أو التنظيمات المتناحرة. على وقع ذلك استمر تشظي عشائر دير الزور مع إعلان عشيرة «الشويط» التابعة لـ «العكيدات»* والتي تسكن مدينة «صبيخان» في الريف مشاركتها في «تحالف» لقتا ل«داعش».
«العكيدات» قرّرت متحدة مواجهة «داعش» على الرغم من مبايعة بعض عشائرها «للتنظيم» معتبرة انّ الصراع في المدينة هو من أجل النفط، وعليه، فإن من قادم لتقالنا في ديارنا أتى ليسرق خيراتنا، فتبني «العكيدات» المواجهة على هذا الأمر. في الكفة الاخرى من ميزان القوى توجد عشيرة «بكير» الكبيرة، هذه أعلنت توحدها تحت أسم «جيش زلزال بكير» معلنة أنها تقاتل لتحقيق الشرعية الاسلامية، ضمنياً أقرّت بتحالفها مع «داعش» ما جعلها بمواجهة العشائر الاخرى، ما يعزز هذا الصراع هو الصراعات القديمة بينها وبين «العكيدات».
ما زاد الطين بلّه هو إعلان «تنسيقيات داعش» أن الشيخ أسعد ابن الشيخ نواف البشير زعيم عشيرة «البقّارة» التي تعتبر ثانِ أكبر عشيرة في «دير الزور» قد أعلن مبايعته «الدولة» في قتالها بالمدينة، ووضع على عاتقه تجميع القوات وحشدها لصالح «داعش»، هذا القرار إعتبر انه يضع المدينة على شفير بركان الحرب العشائرية، خصوصاً مع إستجداء الصراعات التاريخية مع «العكيدات» وقرع طبول الحرب وإيقاظ الأحقاد وإستعادتها على وقع التحالفات الجديدة، كذلك قام عدد من عناصر لواء «جندُ العزيز» بمبايعة تنظيم «الدولة» في قرية «الحُسينيّة» القريبة من مدخل مدينة دير الزور.
وكان إنشقاقاً كبيراً قد حصل في «لواء القعقاع» الذي يتشكل من عشيرة «القرعان» التي تشكل الغالبية في مدينة «القوريّة» بريف المدينة. وجاء هذا الانشقاق احتجاجاً على مبايعة قائد «اللواء» محمود مطر لزعيم «داعش» ميدانياً تمكنت «داعش» مدعومة بعشائر متحافلة، من بسط سيطرتها على عدة قرى في ريف دير الزور الغربي «خط الجزيرة» ومنها «شقرا، الجزرة، محيميدة، الحصان، الجنينة، الحسينية».
وحقق «التنظيم» تقدماً ملموساً قد يتيح له الدخول على خط المتاجرة بالنفط في وقت قريب، لا سيما بعد سيطرته على بلدة «الصور» في الريف الشمالي، والتي تبعد عن مركز المدينة حوالي 35 كيلومتراً فقط، كما أنه تمكن من إحكام الحصار على بلدة «غريبة» الواقعة على مدخل دير الزور الغربي، والتي تعتبر من معاقل «جبهة النصرة» المهمة. وقد استمر تقدم «داعش» في ريف دير الزور الغربي، وأحكم سيطرته على قرية «حطلة»، حيث عمد على الفور إلى تفجير الأضرحة والمقامات الموجودة فيها، وأهمها مقام السيد رمضان العايد وضريح خلف المسيخ، في الوقت الذي باشر فيه بوضع حاجز له على دوار الحلبية على مدخل مدينة «دير الزور» الشمالي إشعاراً بأنه بات يتحكم به، فيما سيطرت على جسر السياسية المعبر الوحيد للمسلحين في قرية جديد عكيدات بريف دير الزور.
الحدث نيوز

» صعوبة تمييز" الجهاديين "في صفوف المقاتلين ، بسبب تزايد نفوذ الاسلاميين في سورية
» خيوط اللعبة | حزب اللّه وسوريا ومصر: شفير التفاهم
» هل بتنا على شفير الحرب المنتظرة ؟
» جبهة عشائرية أردنية ضمت أكثر من 100 شخصية تحذر من إتصالات بين ضباط سوريين منشقين وإسرائيل والبحث عن رفات كوهين
» طرابلس على شفير قتال عنيف بين "أسود" الثورة السورية!!