هل مات الملك السعودي عبدالله فألغت الخارجية إلاجتماع الطارئ؟طلبت المملكة العربية السعودية من الجامعة العربية توجيه الدعوة لعقد إجتماع طاريء لوزراء الخارجية العرب لبحث تطورات الاوضاع والازمة السورية الذي كان مقرراً الاثنين القادم وتم إرجاءه الى أجل غير مسمى من دون ّكر السبب او تحديد موعد جديد.
فجأة, ومن دون ذكر الاسباب, طلبت الخارجية السعودية إلغاء هذا الاجتماع, وجاء ذلك على لسان نائب الامين العام السيد احمد بن حلي في تصريح مقتضب جداً عكس حالة من الحرج والارباك ” تقرر تاجيل الاجتماع بناء على طلب السعودية ” من دون إدلاء بأي معلومات إضافية.
كثرة التكهنات والتحليلات السياسية حول سبب إلاعلان عن دعوة لإجتماع طاريء ثم إلغاءه بسرعة قياسية.
السؤال الذي يبادر في الذهن, هل أرادت السعودية أن تقدم مشروعاً جديداً لسوريا؟ ومن المعروف إن كل مشاريعها وأحلامها تقوم على حلم واحد وهو تدمير سوريا من خلال الدعم المادي والعسكري والبشري والايديولجي للجماعات المسلحة الارهابية التي تنضوي تحت أمرتها, ومؤخراً تتحدث عن تقديم أسلحة متطورة للجماعات المسلحة السورية المتواجدة على الحدود السورية الاردنية, ذلك ضمن التعاون مع العدو الصهيوني والادارة الامريكية والمخابرات الاردنية من خلال الدعم الاستخباراتي واللوجستي على طول الحدود والتي تشمل الجولان السوري المحتل.
وهناك دراسة للمحلل السياسي والعسكري الامريكي السيد جيفري رايت يتحدث بها عن عدة الوية وجهات سورية مسلحة توحدت تحت اسم ” حركة حزم ” تشرف على تسليحها وتدريبها الولايات المتحدة الامريكية وتشرف السعودية على تمويلها وتضم الآلاف من المقاتلين.
أو هل هالها الانتصارات المتسارعة للجيش العربي السوري على جميع الجبهات ؟
او هل أقلقها إلتفاف الشعب السوري حول قيادته وجيشه؟ أم رؤوية الرئيس الدكتور بشار الاسد متجولا مع قرينته في الشوارع العامة يلقي التحية على شعبه؟, ويرشح نفسه للإنتخابات الرئاسة في أجواء تأييد شعبي عارم ودعم أقوى مما كان عليه قبل الازمة السورية.
أم أقلقها عودة مدينة حمص التي كانت تعرف بمدينة ( الثورة السورية ) الى كنف الدولة ؟ لتسقط ” الثورة ” بسقوط عاصمتها, ولم يخبره احد من أنجز إتفاقية تسليم حمص !!.
وإذا كان بعض ما ذكرنا سبباً لإجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول العربية, فما السبب في إلغاءه بسرعة قصوى؟
فهناك إحتمالات عدة, اولها: عدم تنسيق الدعوة مع الادارة الامريكية التي تشرف على الملف السوري وترى ما لا تراه السعودية, وعندما علمت الادارة الامريكية بالامر أمرت السعودية بإلغاءه رغم الحرج الذي سيلحق بها, فالمصلحة الامريكية فوق كل إعتبار وتهور من قبل السعودية.
وحقهم التهور في إتخاذ المواقف المتسرعة والعشوائية نظراً للهزائم التي مني بها وكلائهم الارهابيين على كافة المحاور في سوريا, فبعد القصير والقلمون وحمص واللاذقية وريف دمشق وحلب لم يبق للسعودية موطئ قدم في سوريا إلا ما رحم ربي, يبقى بعض بصماتها على السيارات المففخة وأطنان المواد المتفجرة التي تحصد الابرياء من الكبار والصغار.
ثانياً : إذا كان الالغاء جاء بسبب الاجتماع المقرر عقده يوم الخميس المقبل في العاصمة البريطانية لندن لمجموعة أصدقاء سوريا , والتي سيحضرها خمسة وزراء خارجية عرب ( السعودية ,مصر,قطر,الاردن,الامارات ) الى جانب وزراء خارجية امريكا وبريطانيا وايطاليا وفرنسا وتركيا والمانيا , ولبحث الموضوع نفسه, فهذا يعبر عن فشل سياسي وعدم تنسيق بين الدول التي ترعى الارهاب على سوريا, وبات واضحاً الفشل العسكري والسياسي المفروض على سوريا من خلال تخبط الدول الداعمة للارهاب, فما الدول التي تسمى بأصدقاء سوريا إلا أعداء للشعب السوري, وسيكون إجتماعهم على غرار إجتماع ” داعش ” و ” جبهةالنصرة “.
والاحتمال الاخر : هو موت الملك عبد الله بن عبد العزيز, وخصوصاً وهو يعاني من أمراض مزمنة وتقدمه في السن, والجدير بالذكر لقد ظهر الملك في إفتتاح المدينة الرياضية في جده قبل أسبوع, وكان يعاني من فقد الذاكرة حيث وصف الشعب السعودي ” بالشقيق “.
*حسين الديراني