مورير: الرئيس الأسد أبدا التزامه بالتعاون معنا.. لقاءاتي مع المسؤولين إيجابية وشفافة
8/09/2012
شوكوماكو | وكالات
وصف بيتر مورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر زيارته إلى سوريا مؤخراً ولقاءاته مع المسؤولين السوريين بالإيجابية والشفافة مؤكدا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستعود لتعمل على الأرض، وستتعاون مع المحتاجين من أبناء الشعب السوري من أجل السماح لهم بالاستفادة من امكانياتها.
وأشار مورير في مؤتمر صحفي عقده في جنيف أمس إلى أن مباحثاته بدمشق تركزت على المسائل الإنسانية، حيث كانت المحادثات شفافة وبعيدة عن الايديولوجيات، وركزت على أهمية تعزيز المساعدات الإنسانية خلال الوضع الراهن في سوريا.
وقال مورير"دعوني أتطرق إلى المسائل التي تحدثت عنها مع السلطات السورية.. النقطة الأولى كانت عن ضرورة زيادة التواصل بيننا وزيادة المساعدات الانسانية التي تدخل البلاد، ولفت نظر السلطات إلى العوائق الإدارية التي تواجهها المساعدات الإنسانية والطبية، فبعض هذه المساعدات لا يصل إلى البلاد بسبب إجراءات الاستيراد داخل سوريا، ولقد زودت السلطات بكل المعلومات المتعلقة بالإجراءات الادارية، والتكنولوجية حتى نتمكن من العمل على الارض وفق الاجراءات التي يعتمدها الصليب الاحمر عادة، والنقطة الثانية تتعلق بزيارة السجناء والمعتقلين، وكما تعلمون أن الحكومة السورية تسمح لنا بزيارة السجون من دون استثناء، وقد زارت اللجنة بعض السجون في سوريا خلال الأشهر الأخيرة، ونقلنا إلى السلطات السورية النتائج التي توصلنا إليها كما نقلنا إليها توصياتنا بهذا الصدد وناقشناها معها بعمق".
وردا على سؤال حول مباحثاته مع الرئيس بشار الاسد قال مورير: "لقد تركزت محادثاتنا على المسائل الإنسانية وخلالها أظهر الرئيس الاسد التزامه بالتعاون معنا حول عدد من المسائل بالغة الأهمية بالنسبة للجنة الدولية للصليب الأحمر وأن يعمل أيضا من أجل وضع حد للعراقيل التي تحدثت عنها لكن الأهم هو أن نرى ترجمة لهذه الوعود والالتزامات".
ولفت مورير إلى أنه تحدث مع السلطات السورية أيضا حول ضرورة العمل بطريقة أسرع، وأن يصل الصليب والهلال الأحمر إلى عدد أكبر من المدنيين داخل سوريا، وهذا يتعلق بشكل خاص بالناحية الطبية والصحية، وقال: "كما اتفقنا على إنشاء مواقع تهتم بالمدنيين السوريين داخل المدن السورية، وتنسق أيضاً مع السلطات وتكون قادرة على متابعة تطبيق الالتزامات التي اتفقنا عليها، كما اتفقنا أن يقوم مسؤولون رفيعو المستوى بمتابعة تطبيق هذه الالتزامات على الأرض في المدن السورية".
وأوضح مورير أنه ينتظر تطبيق النتائج الايجابية لزيارته إلى سوريا، وتحولها إلى حقائق وقال: "بالطبع إنني ملتزم شخصياً وباسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ببذل كل الجهود الضرورية في الأيام والأسابيع المقبلة من أجل رؤية التقدم الذي تم إحرازه، وأن يتم وضع حد للعراقيل التي رأيناها خلال الأشهر السابقة ما يسهل دخول المساعدات الغذائية والطبية إلى سوريا".
وشدد مورير على أن تدمير البنى التحتية المدنية كان له وقع كبير على حياة الشعب السوري لافتا إلى أنه سمع من المدنيين الذين التقاهم اخبارا عن اعتداءات مسلحة على البنى التحتية، وقال "لاشك بأن هذا النزاع هو نزاع مسلح يدور في بيئة مدنية".
ودعا مورير جميع الأطراف في سوريا إلى الانخراط في حوار سياسي، والتركيز على ضرورة وقف العنف على الأرض وقال: "كما تعرفون نحن نعمل في سوريا بشكل قوي، وبتنسيق مع الهلال الأحمر وسنواصل العمل فيما بيننا كشركاء أساسيين، وأردت أيضا خلال زيارتي إلى دمشق أن أضمن أن تتمكن هاتان المنظمتان من العمل بشكل مستقل وبشكل فعال جدا حتى تتمكنا من تلبية حاجات كل الأشخاص الذين تأثروا بالأحداث في سوريا مع السلطات السورية".
وأكد مورير ردا على سؤال بشأن طريقة عمل الصليب الاحمر في سوريا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقدم مساعدات إنسانية مستقلة، وشفافة دون أي تدخل من أحد موضحا أن اللجنة تسعى إلى توفير المياه والغذاء وكل حاجات السكان المدنيين المتضررين وقال: "هذا لا يمكن أن يأتي في إطار أي تسوية ونحن نعتبر أن المساعدات الإنسانية يجب أن تصل لكل الأشخاص المحتاجين بغض النظر عن الظروف".
وأضاف مورير "أنا شخصيا سأتابع من كثب تطبيق كل ما توصلنا إليه مع الحكومة السورية، وأتمنى أن نرى الأمور تتقدم يوما بعد آخر وان تكون هناك فرصة مستمرة لتبادل الآراء مع السلطات السورية بالشأن الانساني".