غليون يشن هجوماً عنيفاً على «قادة» الائتلاف الجدد: أصحاب «عقلية طفيلية»شن عضو ما يسمى «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» برهان غليون هجوماً عنيفاً على «قادة» الائتلاف الجدد، معتبراً أن «الموقف الذي اتخذه أغلب أعضاء الهيئة السياسية لائتلاف المعارضة بعدم التفرغ يقطع الطريق على أي إصلاح للائتلاف»، واصفا إياهم بأصحاب «العقلية الطفيلية» الذين «يستغلون القضية من أجل خدمة أهدافهم الشخصية ومصالحهم الخاصة».
وبحسب صحيفة الوطن السورية فقد قال غليون في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بعنوان «الساكت عن الحق شيطان أخرس»: «كنا ننتظر اجتماع الهيئة العامة بفارغ الصبر من أجل إخراج الائتلاف من أزمته وإعادة توحيده وتفعيله، على أمل إصلاحه وتحويله إلى أداة في خدمة الثورة والشعب وتقريب ساعة الفرج للجميع»، مضيفاً «لكن الموقف الذي اتخذه أغلب أعضاء الهيئة السياسية للائتلاف بعدم التفرغ يقطع الطريق على أي إصلاح للائتلاف، ويحجز المقاعد التي كان من المفروض أن يحتلها (المناضلون الحقيقيون) الذين يريدون تكريس وقتهم وجهدهم لخدمة إخوتهم وأخواتهم المكتوين بالحرب، لمن يعطلها أو يضعها في خدمة أهدافه ومصالحه الشخصية».
وأشار غليون الذي كان يترأس ما يسمى «المجلس الوطني المعارض» إلى أن «ذلك الموقف يعكس العقلية الطفيلية التي لا ترى في احتلال موقع المسؤولية مهاماً محددة ينبغي تنفيذها، وإنما مجرد تمييز لها عن الآخرين يفيدها في الارتقاء بوضعها الاجتماعي وتحسين صورتها وضمان المستقبل»، موضحاً: «بدل أن يضع هؤلاء المتطفلون أنفسهم في خدمة القضية التي تعني مصير ملايين السوريين، يستغلون تمسحهم بالقضية من أجل خدمة أهدافهم الشخصية ومصالحهم الخاصة».
كما قال غليون في تدوينة أخرى على «فيسبوك» بعنوان «عن أسطورة المعارضة ونهاية الائتلاف»: «ما نقل عن أول اجتماع للهيئة السياسية الجديدة التي انبثقت عن انتخابات السادس من الشهر الجاري في استطنبول يقضي على أي أمل بالإصلاح، ويضع الأمور في طريق مسدود.. لم يرفض «قادة» الائتلاف الجدد الدوام في مكاتبهم والتفرغ للقيام بواجباتهم فحسب، وإنما رفضوا أيضاً القبول بالتعاون مع الهيئة الاستشارية، ولا يزالون يصرون على أنهم قادرون على قيادة (ثورة شعب كامل)، يخوض صراعاً دموياً لم يشهد شعب في التاريخ نظيره، خلال أوقات الفراغ»، حسب تعبيره.
وأضاف «كل الكلام عن خطط وتوزيع مهام وإصلاح أساليب العمل لا معنى له ولا جدوى منه من دون وجود هيئة سياسية متفرغة، تجتمع يومياً، وتوزع المهام، وتسهر على تنفيذها، وتحاسب نفسها، وتتابع ما يجري في سورية ساعة بساعة، محافظة بمحافظة، مدينة بمدينة وحي بحي، وتتشاور فيه، سواء أكان ذلك على المستوى العسكري أو السياسي أو الإغاثي».
وأشار غليون إلى أنه «لم يعد هناك معنى لمعارضة لا يكون لها وجود في أرض المكان، تعمل بالتعاون مع المجالس المحلية والجمعيات المدنية وغيرها على تعبئة جهود السوريين الذين لا يزالون يعيشون على أرضهم وتنظيمهم لتدعيم جبهة المقاومة ضد النظام».
ويشهد الائتلاف خلافات كبيرة بين أعضائه المدعومين من قطر وآخرين مدعومين من السعودية التي باتت تسيطر عليه وخصوصاً بعد الانتخابات التي أوصلت «رجل السعودية» أحمد الجربا إلى رئاسة الائتلاف للمرة الثانية قبل أشهر.
وفي السابع من آذار الماضي، انتخبت الهيئة العامة في الائتلاف هيئة سياسية جديدة ولم يشمل الانتخاب رئيس الائتلاف ونوّابه وأمينه العام، وفق ما أعلن المكتب الإعلامي لرئاسة الائتلاف.
وقال مصدر في المكتب الإعلامي: «إنّ الهيئة العامة التي عقدت على مدى الأيام الثلاثة الماضية اجتماعات في اسطنبول انتخبت 19 عضواً يشكّلون هيئتها السياسية، إلى جانب رئيس الائتلاف أحمد الجربا ونوّابه الثلاثة فاروق طيفور ونورا الأمير وعبد الحكيم بشار، وأمينه العام بدر جاموس الذين لم تشملهم عملية الانتخاب». ومن الأعضاء القدامى الذين بقوا في الهيئة السياسية أنس العبدة وأحمد رمضان ونذير الحكيم وهادي البحرة، كبير المفاوضين في جنيف-2، وأضيف إليهم 15 عضواً آخرين، كلّهم جدد، باستثناء سالم مسلط الذي كان عضواً في هيئة سابقة.
ومن أبرز الذين لم يجدّدوا تقديم ترشيحهم، ميشال كيلو، رئيس ما يسمى «التكتل الديمقراطي» في الائتلاف، وعبد الباسط سيدا، الرئيس السابق للائتلاف.
وأشارت مصادر في المعارضة إلى أن عدم ترشح كيلو للانتخابات ربما تكون له دوافع أخرى تتمثل في محاولته القيام بعملية توازن بين قطبي قطر والسعودية داخل الائتلاف وذلك من خلال تشكيل هيئة استشارية بالتعاون مع برهان غليون ومصطفى الصباغ ورياض حجاب، لتكون أشبه «بلجنة حكماء».