الاهتمام الغربي بدول الخليج وأنظمة حكمها من منطق الاهتمام بثرواته
أوباما يميل لتسوية بحرينية على الطريقة الاردنية سابقاً "برلمان ومجلس اعيان"
لا يمكن لأحد إلا وأن يشهد للمعارضة البحرينية بأنها كانت اكثر وطنية وحرصاً على الاستقلال الوطني من السلطة
المفهوم الذي جرى التعامل معه مع الربيع العربي لم يتم التعامل معه كما في كل الدول العربية كما تم التعاطي معه في البحرين عن غيرها من الدول العربية فالحالة اليتيمة التي يمكن الحديث عنها عن السلمية هي البحرين حيث الحراك شعبي نخبوي يهدف لاصلاح صيغة النظام واشراك القاعدة الشعبية في صيغة الحكم فيما لم نلحظ في اي حراك عربي اخر هو استبدال نخبة تمارس التسلط بنخبة أخرى تمارس التسلط ومن خلال هذين البعدين نستطيع أن نقول بأن الربيع العربي الوحيد كان في البحرين
المشكلة التي تواجه الاخوة في البحرين هي أنهم من حيث لا يدرون يشتبكون بنظام اقليمي عالمي مصالحه تطلعاته يجعل هذه الحركة البريئة التي تنطلق من خلال من حسابات بحرانية صرفة وهم يخوضون معركة كل شعوب الخليج وبالمقابل يخوضون المعرمة في منطقة مليئة بالصراعات الدولية والمعارضة البحرينية ترد على كل هذا بطول النفس
الاهتمام الغربي بالخليج تنطلق من يقين الغرب أنه من وضع هذه السلة من الثروات بيد هذه العائلات الحاكمة وهو القادر على التصرف فيها من خلالهم فالحاكم في الغرب لا يملك حرية استخدام المال العام لتمرير المشاريع السرية الاستخباراتية فيقومون بتموليها من دول الخيج بهذا المعنى لن تترك الخليج وثرواته لحسابات خليجية
عندما اخذ قرار نشر درع الجزيرة في البحرين كان تعبيراً عن قرار سعودة الملف البحراني أي لم يعد القرار في الدخول بعملية سياسية بيد الملك من الزاوية السسياسية حيث سلم بأن السعودية هي صاحبة القرار وهناك معلومات من مضمون زيارة اوباما للسعودية يؤكد ذلك ويؤكد انتظار ملك البحرين اشارة سعودية قبل الدخول في التفاوض
ليس من باب المصادفة أن ما سمي بالربيع العربي اجتتاح الانظمة التي ولدت في الخمسينات على اعقاب الربيع العربي بغض النظر عن مواقف تلك الانظمة التي قامت على الاطاحة بأنظمة الحكم الملكية في كل من سورية ومصر وليبيا لتقوم النخب العسكرية بإدارة شؤون البلاد تحت عنوان قومي عربي كان عنوانه الابرز معركة كجمال عبد الناصر في الـ 56 وما الذي جرى أن الربيع العربي الذي يدار من الممالك العربية طرح منظومة ملكية لإعادة استنهاضها والقول بأنه انتهت حقبة مرحلة الشعوب العربية والعودة للانظمة الملكية في ظل كل هذا لن يسمح للبحرين في ان تخرج عن هذه المنظومة التي تدار سعوديا ً
الذي جرى في البلاد العربية لم يكن بفعل النخب الديمقراطية فلم يكن هناك وجود للتيارات الليبرالية في طليعة الحراكات التي حدثت بشكل مفاجئ وزخمت نتيجة "هبة شعبية" والتجربة المصرية كانت الاكثر وضوحاً فحسني مبارك قائد سلاح الجو السابق في حرب تشرين ولا يوجد ضابط في الجيش المصري لم يتقلد سيف تخرجه من الجيش المصري فكيف جرت عملية ضبط حركة الجيش
الربيع العربي عملة بوجهين الاول تداعي لحقبة حكم العسكر والانتقام للانظمة الملكية والثاني اعداد منظومة فكرية امنية جديدة للمنطقة لتدعيم وإعادة الحقبة الملكية وتسخيف فكرة القومية العربية وبرأيي ان البحرين وسورية غيرا مجرى الاحداث كما كان يخطط
القطري في المرحلة الاولى للربيع العربي كان من تولى ادارة غرفة العمليات على حساب السعودية وحاولت ان تشتري هذا الدور بمجموعة من المكياج من انتخابات وملكية دستورية وما الى هناك من نموذج شكلي ممسرح أكثر مما هو واقعي فالدستور القطري الاشد تصلباً من بين غيرها من دول الخليج
الذي يجري الان ان مرحلة الاخوان المسلمين انتهت في المنطقة اميركية ومع نهايتها انتهى الحمدان الكبير والصغير وارتبكت معه انظمت الخليج
السعودية أعطيت فرصة بأن تتفادى الوصفة الديمقراطية من خلال ان تتمكن من انجاح المنظومة الملكية لتأمين امن اسرائيل من البوابة السورية
بهذا المعنى يكون استقرار انظمة الحكم افي الخليج محوره السعودية ومع فشل المهمة السعودية كان عليها ان تدفع الثمن والذي اوله كان رحيل بندر واستلام مقرن والاتفاق معه اميركياً على الخطوات التالية التي يتوجب عليه فعلها في المرحلة المقبلة
الملف النووي لم يكن عقدة بيوم من الايام بين الولايات المتحدة الاميركية وايران ولكن العقدة هل ترتضي ايران مكاسب في برنامجها النووي لأجل الضغط على حلفائها في الخارج وقد عرض عليها سابقاً التخلي عن دعم المقاومة الفلسطينية ولكن ليس لدى ايران تطلعات استعمارية وهذه مشكلة لدى الكثير من المحللين الذين يقولون بأن الوضع في المنطقة سيحل بعد التفاهم الايراني الاميركي وكأننا بيادق يملى عليها ما يجب أن تفعل في حين لم تطلب ايران في يوم من الايام من المقاومة اللبنانية مطلب لها وهذا نفسه في البحرين
السؤال إذا طلب من ايران أنه من اجل ملفها النووي عليها ان تضغط على المعارضة البحرينية وقف التحرك ولا ايران تقبل بأن تطلب ذلك والمعارضة البحرينية نفسها لا تقبل أن يطلب منها هذا
إن مفردة المواجهة في البحرين مفردة اقليمية دولية من زاوية الامتداد العضوي لنظام الحكم في البحرين وليس من زاوية المعارضة فالحاكم رهنها للمحور الاقليمي الدولي
هناك ثلاث خيارات نوقشت اميركياً في الحالة البحرينية الصيغة الاولى تتحدث عن الصيغة البريطانية النموذج المتقدم للملكية الدستورية وهذا الشكل ليس جاهزاً لى الدول الخليجية
المستوى الثاني الذي كان يتداول للبحرين هو نموذج امير قطر بتقديم سلة شكلية فيها مجلس شورى وما الى ذلك من تلاعب بالالفاظ
النموذج الثاني والذي تبناه اوباما هو النموذج الاردني بحكم مكون من ملك ومجلس نواب وهيئة اعيان فكانت القوانين تقر عبر مجلس النواب وتصبح سارية بتصديق مجلس الاعيان المعين من قبل الملك وهنا ندخل في التفاصيل التي تعطي الملك حق للفيتو في الاعتراض على بعض القرارات التي سيتم التفاوض عليها
النظام يدرك بأن النهاية معروفة إذا كانت البداية معروفة وهذا سياق طبيعي أنه ما يبدأ بصلاحيات 10% سينتهي بصلاحيات 100% وسيصبح هو وعائلته مجرد ديكور في المراسم
اعتقد ان التجربة البحرانية أقرب للتجربة اللبنانية منها إلى العراقية في العراق هناك مجموعة خاصة جداً غير قابلة للقياس سواء من مرحلة صدام وما بعدها من التفاهمات مع الاحتلال ولكن المعارضة البحرانية حتى اليوم لا يمكن لأحد إلا وان يشهد لها بأنها اكثر وطنية من الحكم واثبتت انها احرص على الاستقلال الوطني
نخب أهل السنة الليبرالية المتنورة في البحرين تشهد ببعدها الجمعي بوطنية المعارضة وابتعادها عن الحراك الحالي ليس من بوابة اخلاقية بل من بوابة التسليم بأنه لا يمكن احداث اي خرق في ظل هذا المحيط الديكتاتوري وسنشهد عودة لهذه الفئات ما إن تتوضح الصورة وإمكانية تحقيق أي خرق |