سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: سورية و الديناصورات..و نفائس السلاح الروسي السبت أبريل 19, 2014 2:36 am | |
| [rtl]سورية و الديناصورات..و نفائس السلاح الروسي[/rtl]
[rtl]وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl] [rtl]قالوا قديماً بأن الصمت من علائم الرضا, ولا أخفيكم بأن قلمي اختار الصمت حيناً لأني لم أكن يوماً راضياً مطمئناً و على مدى ثلاث سنوات كما أنا اليوم, كيف لا و كل ما بشّرنا بحتمية حدوثه قبل أشهر عديدة إما قد تم و قُضي الأمر و إما هو قاب قوسين أو أدنى؟!
قلنا لهم أن لا أحد في هذا العالم بإمكانه إيقاف سيل الأُسود الجارف الآتي من علٍ في القلمون و في الغوطة الشرقية و حمص و..و..و.., و ها هي وسائل الإعلام اليوم تكاد لا تجد حيّزا في نشراتها لنقل ما يحدث في مناطق أخرى من العالم لكثرة "العواجل" التي تحمل بشائر انتصارات أبطالنا المتلاحقة في كل مكان على امتداد الجغرافيا السورية.
بشرناهم منذ زمن أن ما ظنوه ضعفاً و قلّة حيلة عسكرية سوريّة تتجلى في قدرة مرتزقتهم على الفرار و ( الانسحاب التكتيكي ) حفاظاً على قوتهم لاستخدامها في مناطق أخرى ما هو إلا دهاء استراتيجي ما بعده دهاء و تطبيق عملي دقيق لخطط محكمة وضعتها عقول عسكرية و استراتيجية سورية سيشهد لحنكتها و عبقريتها التاريخ, و العدو قبل الصديق ...
لأنها ستؤدي في خواتيمها إلى أن يجثو كل من تآمر على دمشق من الجوار على ركبتيه أمام عتبة قصر الشعب طالباً الصفح و الغفران من سيّد دمشق, متوسلاً مساعدة القوات المسلحة السورية للقضاء على من سَمَحت لهم بالفرار ليعودوا من حيث جاؤوا و يمارسوا "حرية" القتل و التفجير و "الجهاد" ,و ها هي شراذم إرهابييهم تولي الأدبار صوب لبنانَ " النأي بالنفس" و "عاشت المملكة العربية السعودية"! و لن يطول انتظار الأردن و تركيا.. لكن غباءهم السياسي و عمالتهم العمياء منعاهما معاً من فهم ما كنا نقول.
توعدنا موظّف السي آي إيه بندر المتورّم بأن مصيره لن يكون بحال من الأحوال أفضل من مصير الحمدَين و أن سيده القابع في لانغلي سيحذفه من الوجود هو الآخر كما تُحذف برامج الكومبيوتر المصابة بفيروس خطير, و ها هو اليوم يتلمس مقعده الدائم إلى جانب من سبقوه في مكبّ النفايات الأمريكية.
اشرأبت أعناق " الثوار" و تشققت أفواههم فرحاً و غبطة و هم يرون البوارج الأمريكية تزبد و ترعد في بحر الفينيق رغم كل ما قلناه و شرحناه لهم من أن صاحب الأصبع الذي سيضغط زر إطلاق " كروز " واحد باتجاه دمشق يعلم قبل غيره بأنه يضغط في الوقت ذاته على زر إطلاق عشرات " السكود " باتجاه تل أبيب و معهم شرارة فناء المنطقة برمتها, و لم تستوعب جماعة " مالنا غيرك يا الله" أن ولي نعمتهم الأمريكي لن يجرؤ على فعل ما قبّلّوا نعله و مؤخرته لأجله إلى أن رأوه يُجلسهم هو ذاته و بكل هدوء و أناة على المسلّة المصرية الموجودة بالقرب من مبنى الكونغرس في واشنطن! غير آبه على الإطلاق بكل الصراخ و العويل " الثورجي"!
لم نألُ جهداً لإفهامهم أننا على يقين بأن ما أنتجته كهوف تورا بورا لا يُعالج في مؤتمرات جنيف بل تحت نعال الأحذية المصنوعة في مؤسسة معامل الدفاع السورية لكن بلاهتهم ساقتهم إلى هناك و هم يمنون النفس بعملية " تسليم" سُلطة سريعة و هادئة كتتويج لـ " انتصاراتهم" الساحقة التي لم تحدث إلا في رؤوسهم الخالية من كل شيء سوى النفط الخام و فضلات الإبل!
و اليوم سأسألهم جميعا:
هل كنا ننجم؟ هل تعتقدون أنها كانت مجرد أمنيات ساهم الحظ بحدوثها؟ هل كنتم تظنون أنها مجرد كتابات تهدف لرفع معنويات "منهارة" كما يفعل محللو الجزيرة و كتّاب الخيال العسكري الخصب على "تنسيقياتكم" ؟ أما زلتم تظنون أن هزائمكم المتتالية مجرّد " شِدّة و تزول" قبل أن تعود الأمور في صالحكم؟ أإلى هذه الدرجة تتمتعون بالعمى السياسي و الجهل العسكري و العته الفكري ؟؟
ترددون ليل نهار مقولة " لو أننا نملك صواريخ دفاع جوي فعّالة لما استطاع الجيش دخول أي منطقة نسيطر عليها" و بعيداً عن مدى سذاجة هذا التصور و الجهل العسكري المدقع الذي ينم عنه , فأنا أقول لكم و بكل صدق : يا حبذا لو ترتكب واشنطن مع أذنابها هذا الخطأ القاتل قبل أن يُتمّ الجيش العربي السوري إنجاز واجباته على كامل التراب الوطني! لكنها للأسف أدهى من أن تقوم بذلك, فهي تعلم تماماً ما الذي ستكون عليه رد فعل الكرملين الذي سيتحرر حينها من كل القيود التي فرضتها معادلات المنطقة و توازناتها ليقوم بفتح خطوط إنتاج أخطر ما في الترسانة العسكرية الروسية التقليدية على الإطلاق أمام القوات المسلحة السورية لتغرف منها بلا قيود , بما فيه ما لم يخطر على بال الغرب يوماً أن موسكو ستسمح لجيش آخر غير الجيش الروسي بامتلاكه إلا بعد أن يمسي تكنولوجيا قديمة في المستقبل! و أنا لا أتحدث هنا عن الإس-300 بي إم يو أو الميغ-31 أو حتى عن صواريخ إسكندر إي/إم...فجميعها و رغم أنها لا زالت تثير الرعب في قلوب الأعداء بمجرد ذكر اسمها لكنها باتت ذات تكنولوجيا قديمة إذا ما قارناها بما تنتجه مكاتب التصميم الروسية اليوم. ثم لا ينفك جهابذتكم عن ترديد " لولا حزب الله و إيران و التشكيلات العراقية و الدعم الروسي لسقط – النظام – منذ زمن!" و أنا لن أتحدث كثيراً عن أن سبب الصمود السوري هو عجائب سورية الثلاث " شعب – جيش – قائد" أولاً و أخيراً ..فما الذي بوسع الحليف فعله إذا ما كان صاحب القضية لا يمتلك مقومات الصمود و الانتصار؟
لكني سأسألكم في المقابل: هل حقا كنتم تظنون أن محور المقاومة سيقف موقف المتفرج و هو يشاهد بأم العين عشرات آلاف الكائنات اللاحمة و هي تتدفق من كلّ حدب و صوب لـ "نصرتكم" في عملية كسر ظهر هذا المحور خدمة للصهيو-وهابية؟ هل كنتم فعلاً تتوقعون أن تنطلي عليه خدعة " ثورة شعب هدفها الكرامة و الحرية" و هو يشتمّ رائحتكم الطائفية المقززة و يلمس حجم الدعم الخليجي – التركي-الإسرائيلي-الأوربي-الأمريكي لكم منذ اليوم الأول بهذه البساطة؟ أليس هذا بحد ذاته دليلاً قاطعاً على مدى غبائكم و قصر نظركم الغير محدود؟
قلنا و شرحنا و دللنا و حذرنا و نصحنا كثيراً....لكن على ما يبدو كان لديالكتيك التاريخ و التوازن البيئي خطة مختلفة مشابهة لخطتهما التي أفضت إلى انقراض الديناصورات قبل مئات ملايين السنين كتمهيد لعصر جديد يحكمه كائن جديد لم يكن وجود الديناصورات ليسمح له بأن يسيطر على كوكب الأرض لاحقاً.
فسورية الجديدة لا يمكن لها أن تنبلج بوجود كيانات ذات أحجام كبيرة و أدمغة متناهية الصغر" كما الديناصورات" أو بوجود كائنات لاحمة تحرّكها الغرائز و تعتبر الإنسان و العقل السوري المتحضّر عدوين لدودين لا مفرّ من القضاء عليهما إذا ما أرادت تلك الكائنات البقاء و التكاثر.
لهذا ليس بمقدور أحد إيقاف ما خططت له الطبيعة و بغض النظر عن رأينا نحن بهدفها أو بالثمن الواجب علينا دفعه لبلوغه فالأحداث ستبقى تتراكم إلى أن تصل غايتها النهائية, ألا وهي سورية جديدة خالية تماماً من أكلة لحوم البشر و أعداء العقل و التطور.
الحرب على سورية لم تُحسم نتيجتها اليوم أو البارحة, بل منذ عامين كاملين, و ما نراه اليوم ما هو إلا تحضيرات ميدانية هدفها الأخذ بأسباب النصر الذي كان بذرته جثمان أول شهيد دفناه تحت تراب الوطن المقدس ,و رواها من بعده آلاف الشرفاء الأطهار بدمائهم الزكية و لا يزالون.. حتى يُسحق كلّ من تجرّاً على أذية هذه الأرض تحت أقدام من يَغضب التاريخ و الجغرافيا.....لِغَضَبِهم.
أفلا تتدبّرون؟
سن تسو السوري[/rtl] | |
|