المقداد يدعو المجتمع الدولي بالوثوق بالدولة السورية وليس بالإرهابيينأكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري أن ما تشهده سورية من أحداث عبر ثلاث سنوات ونيف هو “حرب تشنها الولايات المتحدة الأمريكية والقوى غير الديمقراطية في المنطقة ضدها وهذا يشمل السعودية وتركيا وإسرائيل التي تقدم الأسلحة لمجموعات إرهابية على غرار القاعدة وجبهة النصرة”.
واعتبر نائب وزير الخارجية والمغتربين في حديث لصحيفة فوليا دي سان باولو البرازيلية أنه حان الوقت ليفهم المجتمع الدولي أن عليه إعادة تقييمه لما تشهده سورية ليعلم أنه “يحتاج إلى الثقة بالدولة السورية وليس بالإرهابيين”.
وقال المقداد: “إن الولايات المتحدة تريد من خلال هذه الحرب ضد سورية استسلام اخر دولة في الشرق الأوسط تطالب بالحل العادل للصراع العربي الاسرائيلي وتغيير طبيعة التحالفات في المنطقة”.
وبدا جليا الدور الأمريكي المتقدم في قيادة الحرب على سورية منذ الأيام الأولى للأزمة عبر تدخلات السفير الأمريكي السابق في سورية روبرت فورد ولقاءاته المتكررة مع متزعمي المجموعات الإرهابية وتحريضه إياهم على الخروج عن القانون كما أن الناطقة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند دعت عام 20 12 المجموعات الإرهابية إلى عدم التخلي عن السلاح بعد أن أطلقت الحكومة السورية مبادرة عفو عام عن كل من يرمي السلاح ويلتزم بالقوانين النافذة.
كما دلل الدكتور المقداد على تورط “إسرائيل” بدعم الإرهابيين في سورية وسعيها لإسقاط الدولة السورية بالاستناد إلى السلوك الإسرائيلي ذاته الذي كان داعما للمجموعات الإرهابية المسلحة وقال “إن إسرائيل رحبت بالكثير من المصابين التابعين للقاعدة ومن المجموعات الاخرى لعلاجهم في المستشفيات الإسرائيلية وهذه المجموعات ذاتها هي من هاجمت اللاجئين الفلسطينيين في سورية باعتبارهم امل الدولة الفلسطينية المستقلة” ما يؤكد عمق الترابط بين أهداف “إسرائيل” وأهداف هذه المجموعات الإرهابية.
وكانت مجموعات إرهابية مسلحة تابعة للقاعدة وممولة من السعودية وقطر وتركيا هاجمت مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وبقية المخيمات الفلسطينية في درعا وحلب وحمص واللاذقية وحماة وعملت على تهجير الفلسطينيين وتغيير توجههم السياسي في خطوة أولى نحو تشتيت القرار الفلسطيني وإسقاط حق العودة إلا أن إصرار الدولة السورية على احتضان الشعب الفلسطيني ومقاومته الوطنية أسقط هذه المؤامرة التي تشكل جزءا مهما من المؤامرة على سورية.
كما أن “إسرائيل” اشتركت بشكل سافر بالحرب على سورية عبر قصف مواقع في ريف دمشق والقنيطرة ومناطق أخرى إضافة لظهور أسلحة إسرائيلية بيد المجموعات الإرهابية التي تقاتل ضد الدولة السورية وعلاوة على ذلك فان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تواصل مباشرة مع الإرهابيين وزار جرحاهم وابدى دعمه الكامل لهم.
وحول تركيبة المجموعات التي تقاتل ضد الدولة السورية قال المقداد “إنهم مجرمون ومهربون أنهم الاشخاص الذين يمكن شراؤهم بملايين الدولارات المرسلة من السعودية وحكومات الغرب ..إنهم إرهابيون مسلحون يريدون إقامة إماراتهم والعيش في الماضي على حساب الدولة السورية العلمانية التي عملت على استقرار المنطقة منذ عصور”.
وبين المقداد أن الدولة السورية تعاملت بروية مع الأحداث وحاولت قراءتها بشكل مفصل وأنها لم تكن تتوقع الكمية الهائلة من الأسلحة والأموال التي دخلت إلى سورية كما أن الجيش العربي السوري كان محضرا لحرب خارجية مع العدو الذي يحتل الأرض ولذلك كان هناك نوع من المفاجأة في بداية الأحداث.
وتابع المقداد “في المرحلة التالية بعد أن دربنا جيشنا وتحرك الشعب مع قوات الدفاع الوطني تمكنا من الرد على الهجوم الإرهابي واليوم لا يوجد مكان واحد من أراضي الدولة السورية إلا ويمكن للدولة الدخول اليه عندما تريد ذلك”.
وجدد نائب وزير الخارجية والمغتربين الثقة بانتصار سورية موضحا أن الزمن اللازم لتحقيق النصر الكامل يعتمد على “كمية الأموال والأسلحة المرسلة من القوى الخارجية للإرهابيين”.
وحمل المقداد الأطراف الخارجية الداعمة للإرهابيين المسؤولية عن تعطيل الوصول لحل سياسي للازمة في سورية وقال “إن هؤلاء الذين يريدون السيطرة على سورية لم يعطوا الفرصة للحل السياسي” مشيرا في ذات الوقت إلى أن سورية منذ البداية أرادت إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة وأنها تؤمن بأنه في نهاية العملية السياسية سيوجد صندوق اقتراع يقرر من سيقود سورية.
وتابع المقداد “المفاوضات السياسية هي الحل الوحيد لكن لا يمكننا أن نكف عن جهودنا لمكافحة الإرهاب وأعتقد أن هذه ليست مسؤولياتنا فقط بل مسؤولية المجتمع الدولي كله”.
وحذر المقداد من السياسات التي يتبعها بعض السياسيين لتبريردعم المجموعات الإرهابية على غرار القاعدة عبر القول ان سورية أصبحت كالمغناطيس للمنظمات الإرهابية محملا أصحاب هذه المزاعم المسؤولية عن تدفق الإرهاب إلى سورية عبر خلق البيئة التي جذبت هذه المجموعات.
ورفض المقداد وصف الصحيفة اللجوء إلى الديمقراطية بأنه تنازل من قبل الدولة وقال “الديمقراطية ليست تنازلا.. الديمقراطية هي عملية تحدث عنها السيد الرئيس بشار الأسد لفترة طويلة لكن المعارضة تعلم أنها لن تفوز بالطرق الديمقراطية ومن ثم كيف يمكننا أن نناقش الديمقراطية مع مجموعات إرهابية على غرار القاعدة وجبهة النصرة.. إنه أمر صعب”.
وجدد نائب وزير الخارجية والمغتربين التأكيد على أن مقام رئاسة الجمهورية في سورية ليس موضوع تفاوض وأن الرئيس الأسد هو ضمان وحدة الشعب في سورية ولديه تأييد شعبي كبير داعيا من يشك في ذلك للتوجه للانتخابات.
وردا على المزاعم بأن ما تشهده سورية نابع من مطالب ديمقراطية رد المقداد بالقول “هذا التصور خاطئ .. لدينا بعض المشاكل هنا وهناك ولا يمكن القول إن سورية جنة وكذلك البرازيل أيضا فقد واجهت البرازيل العديد من الاحتجاجات ضد تنظيم بطولة كأس العالم واحتجاجات اخرى لكن ليس بالامكان أن نقول أن البرازيل ليست ديمقراطية فنحن في النهاية دول نامية”.
وحول تقييمه للموقف البرازيلي تجاه سورية أشار الدكتور المقداد إلى أنه زار البرازيل في بداية الأزمة واجتمع مع مسؤولين من الحكومة موضحا أن الموقف البرازيلي محكوم بضغوط من قبل الدول الغربية على غرار الولايات المتحدة الأمريكية ولكن على البرازيل أن تفهم بشكل أفضل تطور الأوضاع في سورية وخاصة الأمور المتعلقة بحقوق الإنسان التي تنتهكها المجموعات الإرهابية.