الرئيس الأسد شغل العالم ببضع تصريحات أدلى بهاأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي أنها لا توافق رأي الرئيس السوري بشار الأسد بأن مجريات الحرب تميل لصالح نظامه، واصفة ما يجري في سوريا بأنه “حرب استنزاف” لا يحرز فيها أي طرف مكاسب مهمة.
حديث بساكي، جاء تعقيباً على ما كان الأسد أدلى به، حول توقعه حسم المسألة نهاية العام الجاري، وقوله إن “هناك مرحلة انعطاف في الأزمة إن كان من الناحية العسكرية، والإنجازات المتواصلة، التي يحققها الجيش، والقوات المسلحة في الحرب ضد الإرهاب، أو من الناحية الاجتماعية من حيث المصالحات الوطنية، وتنامي الوعي الشعبي لحقيقة أهداف ما تتعرض له البلاد”.
واعتبرت بساكي أن “من الطبيعي أن يدلي الأسد بمثل هذا التصريح”. وقالت:”لا أعتقد أنه تعليق مفاجئ كثيراً من جانبه بأنه ينتصر”، لكنها أكدت أنه سيكون من الخطأ الاعتقاد أن كفة الانتصار في ميزان الحرب تميل لصالح الأسد.
وأضافت:”هناك قلق على نطاق واسع من أفعاله، والمجتمع الدولي يراقب هذا الأمر، ولا أعتقد أننا سنقوم بتكهنات بشأن ما ستكون عليه النهاية”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري شدد على أن الرئيس السوري كسب بعض النقاط لصالحه، ولكنه لن ينتصر، وقال: “إن الدبلوماسية في سوريا صعبة، والعمل بطيء، لكننا نريد إحراز تقدم”.
ويأتي تصريح بساكي، بالتزامن مع جلسة لمجلس الأمن الثلاثاء لمناقشة اقتراح فرنسي يجرم الرئيس السوري، ويعرضه للمحاكمة كمجرم حرب.
وفي ذات الاتجاه، دعا الاتحادُ الأوروبي مجلسَ الأمن إلى إحالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، “حتى لا يُفلت المسؤولون عن الجرائم المرتكبة في سوريا من القضاء”.
وجدّد الاتحاد الأوروبي التأكيد على أن حل الأزمة السورية لن يتم سوى بالوسائل السياسية، داعياً إلى دعم المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي من أجل إحياء فرص المفاوضات.
وكانت وسائل إعلام سورية نقلت عن الأسد قوله الأحد الماضي إن الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من ثلاثة أعوام وصل إلى “مرحلة انعطاف” بفضل الانجازات العسكرية، التي حققتها قوات الجيش ضد المسلحين.
وفي الأشهر القليلة الماضية استعادت القوات السورية بدعم من حزب الله عدة مناطق وبلدات حدودية من أيدي مقاتلي المعارضة، ما أغلق طرق وصول الإمدادات للمعارضة من لبنان، وتأمين الطريق السريع الرئيسي المتجه شمالا من دمشق إلى وسط سوريا وحمص إلى البحر المتوسط.
وأبرمت الحكومة أيضا اتفاقات هدنة محلية في أحياء داخل دمشق وحولها، ما أدى إلى إنهاء حصار دام لأكثر من عام في أغلب المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وتسبب في حالات من الجوع الشديد والوفيات.
ويستعد الرئيس الأسد للترشح لولاية ثالثة في الانتخابات المقررة في تموز، التي تصفها القوى العالمية الداعمة للمعارضة بأنها “محاكاة ساخرة للديمقراطية”.
وفي الأسبوع الماضي نقل رئيس وزراء روسي سابق عن الأسد قوله إنه يتوقع انتهاء الكثير من المعارك في الصراع السوري بحلول نهاية العام.
من جانبه، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال أن “الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يرجح أن يترشح للانتخابات الرئاسية المقررة الصيف الحالي، ربما سيكون أخر الناجين من سياسة الجريمة الجماعية، التي يتبعها”، معربا عن “الأسف للمأزق المأساوي في سوريا”.
ورأى ان “المنطق، الذي انغلق داخله بشار الأسد منذ ثلاثة أعوام مع ذبح شعبه من أجل البقاء في السلطة يعطي النتيجة، التي نعرفها اليوم: 150 ألف قتيل. إنه مأزق مأساوي، ومأزق للشعب السوري”.
على صعيد آخر، طالبت المعارضة السورية الولايات المتحدة “برد مناسب على الإبادة الجماعية”، التي ارتكبتها القوات الموالية للرئيس بشار الأسد في حلب.
ورفض رئيس ما يسمى الائتلاف السوري أحمد الجربا في رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي الاتهامات، التي تفيد بأن مقاتلي المعارضة استهدفوا مسيحيين، ودنسوا مواقع مقدسة في محافظة اللاذقية على ساحل البحر المتوسط.
وقال الجربا في الرسالة:”ينفذ نظام الأسد على مدى الأسابيع الماضية حملة قصف مكثفة خاصة على حلب، بالبراميل المتفجرة ما أدى إلى قتل وتشويه عشرات المدنيين دون تمييز، وتدمير أحياء بالكامل والتسبب في نزوح جماعي جديد للاجئين”.
وأضاف: “ما زلنا في انتظار رد مناسب ومتناسب على هذه الجرائم الجماعية ضد الإنسانية، وندعو زعماء المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة، وحلفائها لاتخاذ موقف بشأن هذه الإبادة الجماعية للشعب السوري”.