الأهالي والتجار يحملون الإرهابيين مسؤولية ارتفاع الأسعار.. المؤسسات الاستهلاكية بديل لتأمين المستلزمات المدرسية

Admin عدد المساهمات : 556 تاريخ التسجيل : 27/03/2011

دمشق-سانا
لم
تجد أم أسعد أفضل من منافذ القطاع العام والمؤسسات الاستهلاكية لتأمين
مستلزمات أبنائها الثلاثة المدرسية بعد أن باءت جولتها الأولى في الأسواق
بالفشل واصطدمت بارتفاع جنوني للأسعار حال دون استطاعتها شراء أي من
المستلزمات التي تبدأ بالألبسة المدرسية ولا تنتهي بالحقيبة والقرطاسية.
حال
أم أسعد كحال غالبية الأسر السورية التي ما إن يطل شهر أيلول حتى تبدأ معه
هموم اقتراب موسم العودة للمدارس والمصاريف المرافقة لها تثقل كاهل
الأهالي خاصة أن أسعار تلك المستلزمات ما زالت ترتفع عاماً بعد آخر لتصل
هذا العام إلى مستويات لم تصل إليها سابقاً ما وضع الأهالي أمام واقع صعب
لم تنفع معه عمليات البحث المكثفة في الاسواق للحظي بأسعار أرخص أو مناسبة
لذوي الدخل المحدود فالجميع رفع الأسعار ولا فرق بين أي من الأسواق.
أسعار
الألبسة المدرسية التي حلقت إلى حد غير معقول في المتاجر الخاصة تجاوزت
معه سعر الثلاثة آلاف ليرة سورية للبدلة المدرسية الواحدة بحسب أم أحمد
التي قامت بعدة جولات في غالبية الاسواق قبل ان تقرر الاستغناء عن شراء
الألبسة المدرسية لولديها وإصلاح ألبستهم القديمة أكدت لمندوب سانا أن
ارتفاع أسعار تلك الألبسة بات لايطاق متسائلة هل من المعقول أن يكون ثمن
بدلة طالب في المرحلة الاعدادية يفوق ثمن البدلة الرسمية طبعا دون أن أتحدث
عن باقي المستلزمات من حقائب وقرطاسية وحذاء وبدلة رياضية.
وتبدو
أم سامر عاجزة وهي تحاول إقناع أحد باعة الحقائب بأن السعر الذي يطلبه
مبالغ فيه وأنها لن تدفع أكثر من أربعمئة ليرة سورية ثمناً للحقيبة التي
اختارها ابنها ذو الست سنوات ليبدأ البائع بعدها بالتأكيد بأن هذا السعر لن
تحصل عليه أبداً فالسعر الذي يقدمه 600 ليرة هو السعر الأفضل بحسب زعمه
نظراً لارتفاع أسعار المواد الأولية التي أدت لهذا الغلاء لتختار بعدها
اقتناء مستلزمات ولدها من المؤسسة العامة الاستهلاكية فهي بحسب رأيها تقدم
بضاعة تحقق توازناً معقولاً بين الجودة والسعر على الرغم من خلوها من
الإضافات التي تتواجد في الأسواق الأخرى لإبهار المشتري.
ولا
يجد أبو رامي أن نوعية البضاعة التي طرحها التجار في الأسواق تستحق هذا
السعر العالي الذي يبرره أصحاب المحلات وحتى البسطات بالظروف التي تمر بها
سورية وصعوبة نقل البضاعة بين المحافظات وارتفاع اجرة شحنها والتأمين عليها
بسبب الخوف من المجموعات الإرهابية المسلحة التي قامت خلال الفترة الماضية
باعتراض عدة شاحنات وسلبها وسرقتها.
وبينما
يرى أحد المواطنين أن السبب الحقيقي لهذا الارتفاع هو غياب الرقابة عن
الأسواق وتحكم التجار بالأسعار كيفما شاؤوا بعيداً عن أي محاسبة يجد آخر أن
الأوضاع التي تعيشها بعض المناطق ساهمت بشكل كبير في ارتفاع الاسعار خاصة
في المناطق التي تشهد أحداثاً ساخنة بسبب انتشار المجموعات المسلحة التي
تتحمل مسؤولية ما يحصل من خلال اعتداءاتها على المواطنين وإرهابهم عبر نشر
الفوضى في بعض المناطق.
ويرجع
أحد المراقبين رفع الأسعار هذا العام إلى محاولة التجار استغلال موسم
العودة للمدارس لتعويض خسائرهم التي تعرضوا لها خلال الفترة الماضية جراء
اعتداء المسلحين على عدد من المصانع والشركات واجبار المتاجر والمحلات في
بعض الأحيان على الإغلاق تحت التهديد إضافة للعقوبات الاقتصادية التي طالت
سورية جراء العدوان الغربي ضدها والتي أثرت بشكل أو بآخر على الواقع
الاقتصادي للمواطنين.
وبالعودة
لجولات الأسر في الأسواق وانطباعاتهم عن الأسعار التي يحاولون عبثاً كسرها
من خلال مجادلة البائع للحصول على تخفيض ولو بسيط في السعر الذي يفوق
طاقتهم تقول إحدى الامهات التي تشيد بمجانية التعليم في سورية وتطالب
الحكومة ببذل المزيد من الجهد لمراقبة وضبط الأسعار في الأسواق "لا أعرف
كيف سأستطيع تأمين مستلزمات أطفالي هذا العام راتبي لن يكفي .. لا أعرف ما
العمل .. فإن اشتريت مستلزماتهم لن يبقى من الراتب شيء لنأكل به .. أعتقد
أني سأحاول الدخول في جمعية مع بعض الأصدقاء " في حين تبتسم أم رامي وتؤكد
أنها لن تحرم أبناءها شيئاً وستشتري كافة مستلزمات ابنها الأصغر هذا الشهر
وستؤجل مستلزمات ابنها الثاني للشهر القادم مع وصول الراتب الجديد إلى
يديها.
بالنتيجة وبين هذا
وذاك يبقى الأهالي مع إطلالة شهر العودة إلى المدارس أمام حالة من الإرباك
الاقتصادي التي تظهر هذا العام بشكل أوضح لتشكل عامل ضغط مادي كبير على
الأسر خاصة ذات الدخل المحدود و التي باتت المنافذ العامة والمؤسسات
الاستهلاكية السبيل الأفضل أمامها لتأمين متطلبات أبنائها قبل موعد افتتاح
المدارس في السادس عشر من الشهر الحالي.

» إمارة دير الزور الإسلامية تشن حملة على مستودعات المؤسسات الاستهلاكية وتصادر كميات كبيرة من "عرق الريان" وتتلفها في الساحات العامة
» موسكو تحمل الإرهابيين مسؤولية تصعيد النزاع المسلح في سورية
» إلى من يهمه الأمر .. أزمة المحروقات في سورية إلى أين ؟ لارقابة على الأسعار ومزاجية في التوزيع
» ما هي المستلزمات التي يطلبها مقاتلو «داعش» من «مجاهدات النكاح»؟
» المؤسسات الإعلامية في الخليج وحقوق المواطنين الشيعة