سورية تواجه مؤامرة وفكرا وهابيا إرهابيا.. وزير الإعلام: الفرق بين مبارك ومرسي هو اللحية
أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن ما يجري في سورية هو مؤامرة كبرى وعدوان بأدوات وحشية عناصرها ظاهرة وبادية وواضحة وأن سورية تواجه فكرا وهابيا إرهابيا تكفيريا وثقافة متطرفة وهابية بصور وأسماء مختلفة.
وقال الزعبي في لقاء مفتوح اليوم مع ممثلي ومراسلي وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المعتمدين في دمشق: من يعتقد أنه يمكن احتواء سورية بالعنف بعد فشله باحتوائها سياسيا هو مخطئ ومن يعتقد أنه سيكون بمعزل عما يجري في سورية بعد أن أرسل السلاح والمال والمقاتلين فهو مخطئ أيضا.
وأشار الزعبي إلى أن ما يجري في سورية ليس سرا لا بتفاصيله الصغيرة ولا بعناوينه الكبيرة وما تحدثنا عنه في الإعلام عن مؤامرة كان من الواقع وليس تنظيرا سياسيا وهناك أدلة سياسية وواقعية وأمنية استخباراتية تؤكد أن ثمة ما يعد لسورية.
وأضاف الزعبي: "على سبيل المثال في 19/10/2010 كان هناك اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي طلب فيه الوزراء من أجهزة استخبارات أوروبية معلومات خلال أربعة أسابيع حول تفاصيل محددة لإطلاق الحملة ضد سورية وتلك معلومات قد يكون البعض سمعها لأول مرة ولكنها من وسط الاجتماع الأوروبي".
وأشار الزعبي إلى أنه تم ضبط أسلحة إسرائيلية وغربية الصنع وأخرى من دول إقليمية تؤوي معسكرات تدريب للمسلحين وأعلنت مرارا أنها ترسل أسلحة وأموالا ومقاتلين متسائلا " إذا كان كل هؤلاء يعلنون ذلك فماذا أسمي كل ما يجري على الأرض.. حراكا داخليا ووطنيا .. وماذا يسمى بالعرف أو السياسة".
وأوضح الزعبي أنه بناء على هذه الاعترافات فإن العناصر التي تشكل مفهوم المؤامرة على سورية ظاهرة وواضحة وبادية ومتوفرة وهي ليست جديدة والمسألة ليست كما يقال مطالب إصلاحية وتحولت إلى عنف أو قتال.
وردا على سؤال حول دعوة المعارضة السورية للخروج على وسائل الإعلام وإن كان هناك خطة واضحة في هذا الاتجاه وضمانات للمعارضة قال الزعبي: "إن هذه الفكرة ليست بدعة ومن يرد الظهور على الإعلام والتلفزيون السوري فالمبنى موجود في ساحة الأمويين وعليه المجيء إليه ليقول رأيه وسنظهر له مقابله رأيا آخر وفق قواعد الحوار والنقاش السياسي دون تجريح وشتم وتخوين وكل هذه اللغة البائدة التي لا نتعرف إليها ولا نريد أن نمارسها.
وأضاف وزير الاعلام: "من لديه استعداد لأن يظهر ويسمعنا كلامه ورأيه الذي نحترمه فليسمعنا إياه بوضوح ونحن عندما نتحدث عن معارضة تظهر على التلفزيون السوري نقصد بها المعارضة الوطنية التي ترفض التدخل الخارجي بما يعنيه ذلك من إمداد بالسلاح ومعسكرات تدريب وهذا الحد الأدنى من الوطنية ومن يعتبر أن وطنيته تتجلى في رفض التدخل الخارجي أقول له إن هذا الرفض هو الحد الأدنى من الوطنية وليس الأعلى الذي له قصة أخرى".
المعارضة الوطنية هي التي ترفض استخدام السلاح وإدخاله وتهريبه والاعتداء على الجيش السوري وترفض اختطاف المدنيين وابتزازهم ولا تتلقى الأوامر من المخابرات الخارجية
وأوضح الزعبي أن المقصود بالمعارضة الوطنية تلك التي ترفض إلى جانب رفضها استخدام السلاح وإدخاله وتهريبه الاعتداء على الجيش السوري وعلى ثكناته ومواقعه ومواكبه وترفض اختطاف المدنيين وابتزازهم ولا تتلقى الأوامر من المخابرات الخارجية ولا يملي عليها وزراء خارجية قطر أو السعودية أو فرنسا أو تركيا أو أي دولة أخرى رغباتهم وإراداتهم مشيرا إلى أن هذه المعارضة وطنية حتى وإن "اختلفت معنا سياسيا في كل المسائل والتفاصيل فهي ليست صورة عن بقية الأحزاب التي يتمتع كل منها بأدائه ورأيه السياسي والمعارضة الوطنية هي التي تختلف معنا من أجل سورية وليس على سورية.. وهي المسموح لها أن تأتي إلى وسائل الإعلام السورية والوطنية وليس المقصود المعارضة التي تمتلك منابر خاصة تتكلم من خلالها وتفبرك وتخون وتشتم وتكذب".
وشدد الزعبي على أن "المعارضة الوطنية الحقيقية تساهم في حل مشكلة العدوان على سورية وفي الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري ولا تساوي بين الجيش العربي السوري وأي تسمية أخرى ولا تبرر حمل السلاح لأي أحد إلا للقوى النظامية فلذلك أي مفهوم آخر للمعارضة الوطنية هو شيء آخر وهذا المفهوم سياسي.. ونحن لا نوزع شهادات على أحد بالوطنية لكن هناك محددات ومعطيات وتعاريف واضحة في السياسة".
وبين وزير الإعلام.. أن من يريد الاتصال بالإسرائيليين ويقبل بسلاحهم لا يعتبر معارضة سواء وطنية أو غيرها فهذه خيانة ومن المعلوم أن هناك عمليات نفذت في سورية تحمل بصمات الموساد الإسرائيلي وأجهزة استخبارات غربية ضد منشآت وأشخاص بعينهم من علماء وخبراء وأطباء وشخصيات مرموقة والسؤال من هي المعارضة التي تقبل بذلك.. متسائلا "هل هناك معارضة وطنية تحتفل بقتل السوريين أو باغتيال طيارين أو بالهجوم على قوات الجيش.. وهل هناك معارضة وطنية تحتفل بإحراق مبان عامة وتدلي بتصريحات حول ذلك".
وبشأن إمكانية السماح لوسائل الإعلام غير السورية بإجراء المقابلات مع الإرهابيين أو المقاتلين على الأرض السورية من جنسيات أخرى بين الزعبي أن إجراء التلفزيون السوري لمقابلات مع الموقوفين وخاصة من جنسيات أخرى لا يعني عدم السماح بمقابلتهم من قبل وسائل أخرى بل هو أمر يتم العمل عليه وسيتحقق قريبا.
وأكد وزير الإعلام أن الإعلام المعتمد اليوم في سورية هو إعلام الدولة والشعب الذي يقتضي بالضرورة تحول هذه المقولة إلى وقائع ومؤشرات وهو ما فعلناه عبر كاميراتنا التي نزلت إلى الشارع ومن خلال فتحنا للآفاق أمام مؤسسات إعلامية كثيرة لتحضر إلى سورية كما أجزنا تنفيذا لهذه المقولة كل ما كان يعتقد البعض أنه خطأ أو سوء ظن أو غير مسموح أو مرفوض مشيرا إلى أن ذلك يجب أن يتم دائما دون أن يمس سيادة الدولة وأمنها كما هو الحال في كل دول العالم وفيما عدا ذلك فليكتب وليقل كل إعلامي ما يريد بما لا يتجاوز مفهومي السيادة والأمن الوطني.
وأكد الزعبي أن الوزارة تعمل على تطوير أدائها ضمن أجهزتها وهذا التطوير سيشمل مديرية الإعلام الخارجي التي يعتبر التواصل أحد مهماتها وإذا كان هناك نوع من التقصير فسيعالج وستوجد آلية أفضل لتسهيل عمل الإعلاميين.
هناك قنوات فضائية شريكة بالدم السوري
وفيما يتعلق بالأحداث التي تقع ويلتقط أخبارها إعلاميون يعملون خارج سورية قبل الصحفيين في الداخل وتذيعها قنوات محددة بعينها قبل القنوات السورية أوضح الزعبي أن ذلك يحدث " لأنهم يكونون على الخط حيث كاميرتهم جاهزة ويعملون على تصوير الانفجار.. ولديهم معلومات لذلك تكون كلمتهم جاهزة والبث الفضائي جاهز ويقومون بالتصوير ونقل المشهد.. ولذلك عندما نقول ان هناك قنوات فضائية شريكة بالدم السوري فهذا ليس كلاما سياسيا بل يقع ضمن علم الجريمة فما يحدث هنا مشاركة بالجريمة تعتبر منفية في حال كان المصور أو المراسل مجبراً على هذه الصورة.. وأنا لا أبرئ أحدا ولا أتهم أحدا".
وجوابا على سؤال بشأن الصحفيين الذين يدخلون سورية بطريقة غير شرعية قال الزعبي: " إن الصحفي الذي يدخل سورية بطريقة غير شرعية يرتكب خطأين الأول أنه خالف القانون السوري وبالتالي إذا اعتقل فعليه جزاءات وفق قواعد القانون ونحن لا نتمنى لأي صحفي الدخول بطريقة غير مشروعة ومن أراد دخول سورية من أي وسيلة إعلامية كانت فليتقدم إلى وزارة الإعلام وإذا أراد الذهاب لتغطية الأحداث في مناطق ساخنة يمكنه ذلك بموافقة الوزارة لتعلم مكانه وتنصحه وتوضح له حجم مسؤوليته وحجم مسؤوليتها لأن أمن وحياة أي صحفي أو إعلامي تهمنا".
وتابع الزعبي:" الخطأ الثاني الذي يرتكبه الصحفي في حال دخوله غير الشرعي إلى سورية تجاوزه حدود واجبه المهني أو التخلي عن هذا الواجب لنقل صورة أحادية وهو لن يستطيع نقل الصورة الواقعية المتعلقة بطرفي الصراع والمؤامرة لها طرفان أحدهما يتآمر والآخر يتعرض للمؤامرة وبالتالي إذا أراد أي إعلامي أن يكون مهنيا يجب أن ينقل وجهتي النظر ومن هنا يرتكب الصحفي خطأ بحق نفسه وذاته إذا ألقت السلطات السورية المختصة القبض عليه وأحالته إلى القضاء وأي شخص يدخل إلى سورية بطريقة غير مشروعة سواء أكان سوريا أم غير سوري فهناك جهات قضائية تقوم بواجباتها وإذا كان لديكم معلومات عن أسماء صحفيين أو أشخاص دخلوا سورية بصورة غير مشروعة وأنتم على ثقة بأنه تم إيقافهم من قبل السلطات السورية فأتمنى أن تزودونا بالمعلومات حول ذلك".
وفيما إذا كانت وزارة الإعلام تعتزم مقاضاة وسائل إعلام عربية تمارس منذ بداية الأزمة مختلف أشكال الإرهاب الإعلامي والنفسي والتضليل والتحريض ضد الشعب السوري ومكوناته وجيشه قال وزير الإعلام: "إذا أرادت وزارة الإعلام أن تتصرف على هذا النحو فهي بحاجة إلى رجال قانون كنقابة محامين ومحامين وجهات أخرى مختصة حيث شكلنا اللجنة الوطنية الإعلامية من عدد من الاختصاصيين السياسيين والإعلاميين والقانونيين والفنيين وجهات مختصة كثيرة وقد بدؤوا العمل بالأمس ومهمة هذه اللجنة توثيق الجرائم المرتكبة ضد المدنيين والعسكريين والممتلكات العامة والخاصة والبنى التحتية في سورية ويشمل ذلك الجرائم المرتكبة من قبل جهات إعلامية كالمشاركة في التحريض وإعطاء الأوامر وما إلى ذلك وهذا الكلام سيحتاج إلى وقت وهو عمل كبير وليس سهلا".
وقال وزير الاعلام: " أعلم أن هناك اشتغالا من بعض الجهات على محكمة جرائم حرب إعلامية ستقاضي قنوات وأجهزة إعلام بعينها ولدينا الكثير من الأدلة والوثائق التي جرى الاشتغال عليها خلال المرحلة الماضية والتي تؤكد ضلوع أجهزة إعلام وأشخاص في أجهزة إعلام عربية وغير عربية في مسائل أمنية وفي جرائم اغتيال وقتل وعندما يحين الوقت سنقول لكم من هم وكيف قتلوا".
وجوابا عن سؤال إذا ما كانت سورية تشهد حقبة من الانفتاح الإعلامي والشفافية والنقد البناء في الأطر الإعلامية بين وزير الإعلام :" أن هذه هي الخطوة الأولى في الانفتاح الإعلامي والخطوة الأخرى أننا لا نمانع في استقبال أي جهاز إعلامي أو جهة إعلامية طالما أنها تنقل الحقيقة بموضوعية ولا نريد من أحد أن ينقل وجهة نظر أحادية بل نريد نقل وجهة نظر كاملة ولم نطلب من وسائل الإعلام المعتمدة في سورية أن تصور ما نشاء أو تنقل ما نشاء وجاهزون للرد على ذلك.. بل نقول للجميع انقلوا الحقيقة وبشكل واقعي وبمصداقية ونقدم المساعدات ولا نطلب مقابل مساعدتنا لأي جهة إعلامية أن تقول ما نشاء".
وأشار الزعبي إلى أن مسألة عدم التدخل في عمل أي وسيلة إعلامية سواء كانت عربية أو أجنبية محسومة وكل ما هو مطلوب فقط الموضوعية والجدية وتحمل المسؤولية لأن الإعلامي" ليس عنصر مخابرات لجهة خارجية ولا مقاتلا ولا ينقل المال ولا يحمل السلاح بسيارته وهو يؤدي واجبه المهني بل الإعلامي يحمل كاميرته ودفتره ويلبس درعا وخوذة للحفاظ على حياته ولا يؤدي عملا غير الإعلام وعندما يخرج عن مهنيته ويتصرف كمقاتل أو كعنصر أمن خارجي قادم إلى البلد أو كجاسوس فهذه مسألة أخرى وأربأ بكل رجال الإعلام في سورية أن يكونوا غير إعلاميين وغير مهنيين وغير حياديين".
سورية رحبت بتعيين الإبراهيمي وستقدم له أقصى حدود المساعدة
وبشأن مهمة الأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية قال الزعبي: "إن سورية رحبت بتعيين الإبراهيمي وستقدم له أقصى حدود المساعدة تماما كما قدمنا لكوفي عنان وسنعمل كي لا تصل مهمته كما وصلت مهمة عنان إلى حائط مسدود بسبب عدم استجابة الأطراف الخارجية لدوره ووظيفته وإن كانت هناك دول وقيادا ت محددة كما في الخليج وتركيا لم تستقبله ولم تعطه دقائق من وقتها وهي تعتبر نفسها شريكة في صنع المبادرة الدولية أعتقد أن شرط نجاح الإبراهيمي في مهمته يتوقف على قيام دول محددة كقطر والسعودية وتركيا بالالتزام علنا بنجاح الخطة والتوقف فورا عن إرسال السلاح وإغلاق حدودها في وجه المقاتلين وإغلاق معسكرات التدريب والإيواء حينها تكون الفرصة متاحة بشكل عملي وجدي وتختبر عندها نوايا الجميع في نجاح هذه الخطة من عدمه".
وأكد الزعبي أن لسورية مصلحة حقيقية بنجاح هذه الخطة لذا ترغب بدعم الإبراهيمي ولكن الكرة ليست في ملعبها بل في ملعب السعودية وقطر وتركيا ودول أوروبية والولايات المتحدة وعليهم أن يتعهدوا علانية وصراحة بوقف تمويل وتهريب السلاح فبواخرهم التي تنزل في موانئ بيروت وغيرها محملة بأجهزة ودعم لوجستي وعليهم أن يكفوا عن التحريض عندها يكون الابراهيمي على طريق نجاح تطبيق الخطة.
وحول موعد زيارة الإبراهيمي إلى سورية واحتمال عرقلة جهات غربية مثل الولايات المتحدة لمهمته أوضح الزعبي.. أنه لا يعلم موعد زيارة الإبراهيمي بالضبط وأن هذا الموضوع من اختصاص وزارة الخارجية وعندما يحدد الموعد سيحاط الصحفيون به علما.. وبالنسبة للدور الأمريكي قال الزعبي: "إن التشاؤم والتفاوءل مسائل نسبية وإذا تشاءم أو تفاءل الإبراهيمي من مهمته فيجب أن يكون لديه أسباب وسند لذلك وإذا كان سنده في ذلك علمه وإدراكه ومعرفته بطبيعة مواقف بعض الدول وكيف تعاملت مع سلفه فإنني أفهم من ذلك أنه متشائم وإذا كان متفائلا لعلمه بأن الدولة السورية والقيادة السورية ستتعاون معه إلى أقصى حد فأنا أفهم سبب تفاؤله".
وجوابا على سؤال عن المبادرة الإيرانية لحل الأزمة السورية عن طريق وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر وإطلاق حوار وطني وأين وصلت هذه المبادرة قال الزعبي: " تعرفون طبيعة العلاقات السورية الإيرانية القائمة على الصداقة والأخوة الحقيقية ومن هنا فالإيرانيون حريصون على وقف العنف في سورية وتجريد المسلحين من سلاحهم وانضواء الجميع في حوار وطني وبالتالي كل المبادرات والجهود مرحب بها طالما أنها تصب في خانة وقف العدوان والموءامرة على سورية".
وأضاف الزعبي: "يجب أن نفهم تماما أن هناك جملا مرمية ومطروحة بالخطاب الإعلامي والسياسي على المحطات الكثيرة وهناك وزارات خارجية كثيرة وإعلاميين كثر لا صلة لهم بحقيقة ما يجري في سورية والذي هو في الواقع موءامرة وعدوان وتدخل خارجي بقفازات مخملية وأدوات مخفية ليس بشكل مباشر بل /ع ط/ أي عن طريق".
وجوابا على سؤال يتعلق بالمبادرة العراقية التي خرجت عن قمة دول حركة عدم الانحياز أكد الزعبي أن سورية ستكون إيجابية مع أي مبادرة تساعدها على الخروج من الموءامرة التي تتعرض لها وهذا موقفها المعلن وأي مبادرة لا تمس مفهومي السيادة الوطنية والأمن الوطني مرحب بها وكل كلام تحت أي عنوان مبادرة أو اقتراح فكرة تمس مفهوم السيادة الوطنية لن تلقى في سورية آذانا صاغية وهذه من المسائل البديهية والتي لا تقبل نقاشا.
وقال وزير الإعلام: "من بديهيات القول لدينا في سورية إن الهواء الذي نتنفسه هو هواء قومي إضافة إلى أن المواطن السوري عندما ينام ويحلم يأتيه الحلم متعلقا بالوحدة القومية العربية لأنه لا يعرف أن يحلم وطنيا أو فرديا بل يحلم قومياً وبكل الأحوال فإن المبادرات الشعبية العربية مرحب بها فنحن أناس قوميون ونظام قومي لأن سورية بيت العروبة وقلب العروبة وعقلها".
لعقود طويلة لم تكن هناك أدوار أوروبية مستقلة وإنما هي دائما تابعة للدور الأميركي
وأشار الزعبي إلى أن الدور الأوروبي تابع وليس مستقلا حيث إنه لعقود طويلة لم تكن هناك أدوار أوروبية مستقلة وإنما هي دائما تابعة للدور الأميركي وحتى هذه اللحظة كل الحكومات الأوروبية الغربية تتصرف كظل للولايات المتحدة الأمريكية ليس في السياسة فقط وإنما في المجال العسكري والاقتصادي وفي كل شيء وليس لهم شخصية مستقلة ولم يستطيعوا حتى الآن أن يكونوا مستقلين رغم تغير الحكومات وظهور أحزاب تغير الاتجاه السياسي لكن المكنة الموجودة تتصرف على نحو واحد بمعنى أنه هناك هيمنة حقيقية على القرارات السيادية الأوروبية.
وجوابا على سؤال عن معلومات تحدثت عن إرسال جماعة //أنصار الشريعة// ربيبة القاعدة من اليمن إلى سورية وكيف ستتعامل سورية مع هؤلاء ومن يرسلهم قال الزعبي: "ليس لدى الحكومة السورية والقوات المسلحة السورية جدول تشريفات للإرهابيين كأن يكون لكل واحد بروتوكول خاص به وبالتالي كلهم على بروتوكول واحد".
وبخصوص الموقف الذي أعلنه الرئيس المصري محمد مرسي من سورية خلال قمة دول حركة عدم الانحياز التي عقدت موءخرا في طهران قال الزعبي: "لأول مرة أرى الرئيس مرسي صادقا على الشاشة وذلك عندما قال إن الدم السوري في رقبته فهذا كلام صحيح لأن الدم السوري في رقبته ورقبة السعوديين والقطريين والأتراك وهم يتحملون وزره أما إذا كان يتحدث عن أنه لم يقم بشيء أو أنه ينوي القيام بشيء فهذا نفاق سياسي ومحاولة جديدة وإضافية لتقزيم مصر".
من المؤسف أن يحل محل الرئيس مبارك رئيس آخر الفرق بينه وبين مبارك اللحية فقط
وبين الزعبي أن سورية تنظر إلى مصر كأفراد وتيارات وطنية وقومية وذلك حتى في عهد الرئيس مبارك حين كانت سورية تتطلع إلى مصر على أنها النموذج والدور القومي ومصر الحضارة والعراقة والتاريخ والفن والإنسان العظيم "ولكن من المؤسف أن يحل محل الرئيس مبارك رئيس آخر الفرق بينه وبين مبارك اللحية فقط وأنا مسؤول عن كلامي".
وقال الزعبي: "أقيم الأمور على قاعدة الروءية السياسية والمشهد السياسي فأين مصر الثورة من كامب ديفيد.. وأين مصر ومحمد مرسي من الغاز المصري إلى إسرائيل ومن إغلاق البوابات مع الشعب الفلسطيني في غزة ومن القضايا القومية ومن الارتهان للأمريكي بالخبز والصحة والطبابة والتموين.. إن مصر لا يمكن شراوءها ب 2 مليار دولار التي أودعتها قطر في بنوكها فهي لن تتغير ب2 مليار دولار ولا مئة مليار دولار ولا حتى تريليون دولار.. ومصر أكبر من أن تقدر وتحجم بمال خليجي أو قمح أمريكي.. ولذلك نعم الدم السوري في رقبة محمد مرسي ومن مثله بسبب إرسالهم السلاح والمال والدعم السياسي واستضافتهم القتلة على أراضيهم".
وبشأن المواقف التي أطلقها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال وزير الإعلام: "ماذا يعني أن أقول ان أردوغان لا شرعية له في تركيا فمن الذي يحدد شرعية أي رئيس أو أي حزب سوى صناديق الانتخاب.. ومن هنا إن ما قاله أردوغان أو غيره عن أن السيد الرئيس بشار الأسد فقد شرعيته كلام تافه ولامعنى له وفي غير مكانه ولا يغير من الأمر شيئا.. أما بالنسبة لتصريحات أردوغان عن إقامة منطقة عازلة في الأراضي السورية فهذا عدوان على السيادة الوطنية ولو امتدت يد بقدر عقلة إصبع وليس شبرا واحدا على الأراضي السورية فإن لسورية حقا وعليها واجب كشعب وقوات مسلحة أن ترد على أي محاولة للمس بسيادتها وفي السيادة الوطنية تحديدا ليس هناك خطوط حمراء وهذا يجب أن يكون مفهوما ونحن نقول لديهم في السياسة ملعب كبير يشتغلون فيه ونحن نلعب سياسة أيضا أما إذا جرب أحد من جهات الدنيا الأربع أن يمس السيادة الوطنية السورية سنقطع يده وسيدفع ثمنا غاليا".
وردا على سؤال لصحفي تركي يقول //هل تعلم أن أردوغان يسمى في تركيا ابن صهيون والفكر الوهابي وأنه استغل المخابرات التركية لنفسه وهذا غير قانوني// قال الزعبي: "إن القضايا التركية لا تعنيني في شيء لكن فيما يتعلق بأردوغان فأسأله إلى أين وصلت قضية الاعتداء الإسرائيلي على سفينة مرمرة.. وهل استطاع أن يأخذ من إسرائيل اعتذاراًَ أو تعويضاً أو كلاماً وأين وصلت مسألة إهانة السفير التركي في إسرائيل وماذا يعني أن يعلن عن سياسة سماها تصفير المشاكل ثم يكتشف أن له مشاكل مع كل دول الجوار التركي".
وجوابا على سؤال عن تهديد ما يسمى /الجيش الحر/ بضرب مطار دمشق الدولي أو مطار حلب وما الإجراءات المتخذة لحماية هذه المطارات قال الزعبي: "لا أعرف ما إجراءات الحماية فهذه مسائل عسكرية وأمنية ليست من اختصاصي ولكن الكل يعلم أنه ليس هناك مؤسسة اسمها /الجيش الحر/ وهذا مصطلح جرى تعميمه وتشييعه وإدراجه في اللغة الإعلامية ولكن بغض النظر عن التسميات فإن حماية المنشآت والمواطنين والحدود والسماء والأرض والمياه من واجبات الدولة وأداتها في ذلك الجيش والقوات المسلحة".
وضع سورية كدولة وقيادة وقوات مسلحة ومؤسسات جيد وكل شيء تحت السيطرة
وأكد الزعبي أنه لا يجوز لأحد أن يقلق فوضع سورية كدولة وقيادة وقوات مسلحة ومؤسسات جيد وكل شيء تحت السيطرة ولن يكون هناك شيء خلاف ذلك وطبيعة العمليات الإرهابية تؤكد ذلك وأي محلل عسكري وأمني سيصل إلى هذه الخلاصة فالمطلوب أساسا هو بث الرعب والذعر في نفوس الناس والمواطنين وتخويفهم وإقلاقهم.
وقال وزير الإعلام.. " لم أفهم أبدا كيف يمكن لثورة أن تغتال وتخطف الناس وتحرق دوائر أحوال مدنية أو قصرا عدليا أو تسرق مستشفي وهوءلاء الذين يسمون أنفسهم ثوارا ليس لديهم هوية وإيديولوجيا وبرنامج ومقولة سياسية.. فمنذ بداية الأحداث حتى الآن لم أسمع من مجلس اسطنبول على سبيل المثال جملة سياسية واحدة أو خطابا سياسيا واحدا أو مشروعا سياسيا يتعلق بالاقتصاد والحريات والاجتماع والدين والسياسة و/إسرائيل/ وأتحداهم في ذلك.. فهناك أكثر من 400 شخص يصرحون من القاهرة وباريس ولندن واسطنبول والدوحة وبيروت ولا قواسم مشتركة بين تصريحاتهم وكل الشارع السوري لم يصل إلى نتائج كأن يكون هناك حزب عنوانه كذا ولديه إيديولوجيا ومشروع سياسي ما ومن هنا نعرف لماذا لا يأتون إلى الحوار فهم يفتقدون المنطق والحجة والمشروع".
وتابع وزير الإعلام: "قلت مرة هذا الكلام فرد البعض عليه بأنني أريدهم أن يتناقشوا في هذه الأمور لأنني أعرف أنهم لن يصلوا إلى نتيجة وأحاول الإيقاع بينهم سلفا فحين تجلس غدا القوى اليسارية واليمينية لبحث الاقتصاد والحريات وحرية المرأة وشكل الدولة وطبيعتها المدنية والدينية والدستور والانتخابات لن تصل إلى محل في النقاش لذلك هم لا يستطيعون إذا ما اجتمعوا مع بعضهم البعض تقديم مشروع سياسي وطني يتجاوز الخطاب السياسي المطروح حاليا والمعنون بالتجريح والتخوين والحديث عن إسقاط وتدخل خارجي".
ولفت وزير الإعلام إلى أن بعض الجهات وبعض المعارضين على صلة بالمسلحين والإرهابيين وبعضهم يعرفهم ولكن ليس على صلة بعملهم بينما البعض الآخر يعرفهم وعلى صلة بهم وانه لا يمكن وضع الجميع في سلة واحدة وقال.. "إن بعضهم موافق على عملهم وبعضهم غير موافق ويتفرج فيما البعض الآخر غير موافق ويعمل بشكل إيجابي فهناك طيف واسع من التنوع في المواقف".
وتساءل وزير الإعلام.. "إذا ذهبنا إلى الحوار وتوقف العنف وانتهى السلاح وذهبت السعودية باتجاه آخر واعتذر القطريون والأتراك وندموا على ما فعلوه واجتمعنا على طاولة الحوار ألا يجب أن يكون هناك مادة للحوار الذي سيناقش فيه مستقبل الوطن بالمعنى الدستوري والقانوني والسياسي وهو الأمر الذي يتم بين برامج وأفكار وهويات وايديولوجيات سياسية وليس بين أشخاص".
وأضاف الزعبي " في كل الأحوال من كان معارضا وطنيا حسب التعريف الذي نوهنا به سابقا عليه ألا ينتظر الخطوات السياسية ويستطيع التصرف بمعزل عنها ومن لديه القدرة على منع الإرهابيين عن القتل عليه منعهم دون انتظار حوار سياسي أو تواصل حكومي أو مداخلات داخلية وخارجية فهذا منطق أخلاقي وطني وليس سياسيا ومن يستطيع منع الإرهاب وينتظر الخطوات السياسية فهو يستثمر بطريقة ما هذا الإرهاب ويعيدنا إلى المربع الأول حول تعريف المعارضة الوطنية التي نحترمها ونقدرها".
وبشأن تصريحات أعضاء في مجلس اسطنبول بأنهم انشقوا وندموا بعض الشيء وكيف تتعامل سورية معهم قال الزعبي: " سواء انضم إلى مجلس اسطنبول أحد أو انشق عنه أحد فالمحصلة صفر ولن يكون غير ذلك ولدي أسبابي لكي لا يعتبروا أن هذا الأمر شتيمة".
وفيما يتعلق بتأثير ما يجري في سورية على لبنان قال وزير الإعلام: "إن بعض دول الخليج العربي تدعو الأطراف في لبنان إلى عدم نقل ما يجري في سورية إلى الساحة اللبنانية وهذا مشهد من الكوميديا السياسية لأن جزءا كبيرا من السلاح والمقاتلين الذين يدخلون سورية يأتي من لبنان وهناك أدلة وشواهد وهم يأتون بمال وسلاح سعودي وقطري وتركي ويحولون البيئة في لبنان ومناطق جغرافية محددة هناك إلى بيئة خصبة للعنف والتقاتل ثم يقولون في الإعلام لا تنقلوا المشكلة إلى لبنان".
وأكد الزعبي أن هؤلاء إذا أرادوا عدم افتعال المشكلة في لبنان فعليهم التوقف عن إرسال السلاح ونقل المسلحين الإرهابيين إلى سورية والتوقف عن تقديم المال وكل أنواع الدعم لفئات معينة في لبنان لتفتعل المشكلات وعندها يكون الكلام والتحذير الذي يوجهونه إلى الشعب اللبناني مطابقا لسلوكهم.
وحول التعامل مع الملف اللبناني سياسيا وإعلاميا وميدانيا بين الزعبي أن ما تناقلته وسائل إعلام لبنانية وعربية عن دخول القوات المسلحة السورية إلى لبنان غير صحيح "ولم ولن يدخل أحد من قواتنا المسلحة إلى الأراضي اللبنانية ولم يرم أحد قذيفة أو طلقة باتجاه الأراضي اللبنانية ولم نطلق نارا على مواطن لبناني أبداً على الحدود وكل كلام غير ذلك هو افتراء وكذب وصناعة لها غايات وهناك مسلحون إرهابيون داخل الأراضي اللبنانية يدخلون سورية وهم يرتكبون ذلك لإلصاقه بالجيش السوري وهذا كلام قطعي وموضوعي ولدينا عليه أدلة".
وبشأن مطالبة قوى لبنانية بطرد سفير سورية من لبنان قال الزعبي: "أن يتظاهر أحد يريد طرد سفير سورية.. هذه قضايا تخص حكومة لبنان ولبنان دولة لها حكومة ولها سلطات ورئيس جمهورية وعندما يقررون شيئا فهذا من أعمال السيادة وهناك اتفاقيات ومعاهدات دولية بيننا وبين لبنان تحكم العلاقات لكن السفير السوري في لبنان لا يتدخل في الشأن اللبناني الداخلي أبداً وعندما يقول كلاما عن تهريب سلاح إلى سورية فهو يتحدث بصفته سفيرا لهذه الدولة التي يدخل إليها السلاح والمسلحون الإرهابيون وهذا من حقه ومن حق أي سفير وفقا لاتفاقات فيينا للعلاقات الدبلوماسية أو القنصلية في الاتفاقية والجميع يعلم هذا الكلام".
وأضاف الزعبي: "ولكن هناك في لبنان أيضا الكثير من الجهات والبعثات الدبلوماسية التي تتدخل ليلا نهارا في الشأن اللبناني وهذا الأمر لا يهمنا فلبنان دولة لها سيادة هي تقدر من يتدخل في شأنها الداخلي ومن لا يتدخل وكيف يتدخل وحجم هذا التدخل وهل هو تدخل بالمعنى الحقيقي للكلمة أم أنه تعبير عن موقف سياسي يخص بلاد هذا السفير أو ذاك أو تدخل في موءسسات أمنية وسياسية وعسكرية بالفعل وإملاءات ولكل شيء معايير وضوابط وبالسياسة والعلاقات الدولية والدبلوماسية لا شيء دون تعريف".