قرار سعودي بالغاء ميقاتي سياسياً في طرابلسحسان الحسن- صحيفة الثبات
بعد ولادة “حكومة فك الاشتباك” التي انعكست هدوءاً ملحوظاً على الساحة الطرابلسية، من خلال تطبيق الخطة الأمنية في “المناطق الساخنة” على امتداد البلاد، وبالتالي إلغاء المظاهر المسلّحة منها، كما حدث في طرابلس أخيراً، حيث تعمل القوى الأمنية على ملاحقة المسلحين ودهم مخازن السلاح، لا شك أن بدء تطبيق الخطة الأمنية يُسهم في إعادة الحياة الطبيعة تدريجياً إلى المدينة، فهي تشهد راهناً نشاطات ثقافية واجتماعية عدة، ما يؤكد أن الطرابلسيين توّاقون إلى السلام والاستقرار والعيش الواحد، وليسوا “بهواة حرب واقتتال”، وأن مدينتهم كانت مختطفة على أيدي “قادة المحاور”.
ولا ريب أن هناك قراراً إقليمياً برفع الغطاء عن المسلحين بعد انتهاء مهمتهم الداخلية والخارجية، لا سيما بعد ضبط القوات السورية للحدود الشمالية – الشرقية، وبالتالي منع تسلل المسلحين وتهريب السلاح عبر الأراضي اللبنانية، إضافة إلى إقرار البيان الوزاري لـ”الحكومة السلامية”، وأبرز بنوده مكافحة الإرهاب، لا سيما أن الوزارات الأمنية هي في عهدة “تيار المستقبل”، الذي تخلى بدوره عن “المحاور” عند انتهاء “وظيفتهم”.
أما في شأن الاحتجاجات التي شهدتها المدينة عقب قيام الجيش بدهم منازل ومقرات “قادة المحاور”، فهي انعكاس لغياب التفاهم الكامل بين فريقي الثامن والرابع عشر من آذار على بعض الملفات، لا سيما الأمنية منها، وهذا ما دفع بـ”المستقبل” إلى عدم التخلي المطلق عن “اللعبة الأمنية”، بدليل إبعاد “قادة المحاور” عن أنظار القوى الأمنية فقط، من دون أن يتم تهريبهم إلى خارج المدينة، على غرار ما حدث مع علي ورفعت عيد.
أضف إلى ذلك، أن التخلي الكامل لـ”المستقبل” عن قادة المجموعات المسلحة يحرجهم في الشارع، خصوصاً في ضوء الصراع “المستقبلي – التكفيري” من جهة، و”صراع الحريري – ميقاتي” على “الحلبة الطرابلسية” من جهة أخرى.
فقد وصل الصراع إلى أشده بين تياري “العزم” و”المستقبل” أخيراً، بعد سلسلة حملات إعلامية متبادلة، وخطب نارية بين الرئيس نجيب ميقاتي وبعض نواب “التيار الأزرق”، ويبدو أن هذا الصراع آيل إلى مزيد من التفاقم، إلى حد الوصول إلى “حرب إلغاء” قد يشنها “المستقبل” على ميقاتي، بحسب مستشار أحد الوزراء الطرابلسيين، عندما قال في جلسة خاصة: “هناك قرار سعودي بإلغاء حالة نجيب ميقاتي من طرابلس”.
في المقابل، من المؤكد أن ميقاتي بدوره يستعد لمنازلة “المستقبل”، لا سيما في ضوء الكلام عن تقارب بين ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي وأحمد الصفدي، إضافة إلى انفتاح “تيار العزم” على بعض الأفرقاء المؤيدين لنهج المقاومة، وفي هذا السياق عُقد اجتماع في منزل مستشار ميقاتي عبد الرزاق قرحاني لبعض القوى والأشخاص الذين يدورون في فلك المقاومة، في إطار تفعيل التنسيق بين هذه القوى و”العزم”، لمواجهة المرحلة المقبلة، التي يبدو أنها ستشهد حرباً سياسية طاحنة بين “المستقبل” وخصومه، وبالتالي قد تتحول طرابلس إلى ساحة “اشتباكات”، وقد تشهد قيام “محاور” جديدة، لكن من نوع آخر هذه المرة، أي بعيدة عن العنف، بعدما خفت أزيز الرصاص ودوي القذائف على محاور الاشتباكات التقليدية، ليعلوا صوت الخطب السياسية والحملات الإعلامية.