مقعد سوريا ، مقعد قطر ، و ما بينهما

مقعد سوريا ، مقعد قطر ، و ما بينهما

الخميس , 3 نيسان / ابريل 2014

مقعد سوريا ، مقعد قطر ، و ما بينهما Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDQvYWxhbGFtXzYzNTMxNDI4Njk3OTk0MjE2Nl8yNWZfNHgzLmpwZw%3D%3D

أحمد الحباسى
شكل ما يسمى بالربيع العربي منصة إطلاق لادوار قطر الإقليمية ، أدوار يتحدث الجميع أنها أدوار قطرية يتم تنفيذها لصالح مشروع الفوضى الخلاقة الأمريكية ، دخلت محمية قطر في حلف جديد في المنطقة متكون من إسرائيل طبعا و الإدارة الأمريكية و تركيا إضافة إلى ألمانيا و بريطانيا و فرنسا ، تمددت قطر داخل الوطن العربي بقدر أهمية الدور اللعين الموكول إليها و صنعت مخابرات هذه الدول كل حسب دوره للشعوب العربية حلما بائسا يسمى الربيع العربي ، الرهان القطري على الإخوان أو ما يسمى بصعود الإسلام السياسي ” التركي” كان واضحا من الوهلة الأولى لان الديكتاتوريات العربية لم تترك بعد رحيلها الساحة إلا لفكر الإخوان بعد أن ضاقت الشعوب العربية بفكر أحزاب السلطة ، بدا للوهلة الأولى أن رهان قطر قد نجح تماما خاصة بعد صعود أجنحة الإرهاب “الإسلامية” إلى السلطة في كافة بلدان “الربيع العربي” ، لكن دوام الحال من المحال ، سقط محمد مرسى بالسكتة الشعبية القاتلة ، تبع ذلك سقوط حركة النهضة الإرهابية التونسية و بقى الشعب اليمنى يصارع تناقضات وضع متشابك لا يمكن التنبؤ بأبعاده الثلاثية ، ليبيا تسقط شيئا فشيئا في المجهول .
تأتى الشهية بالأكل ( l’appétit vient en mangeant )، مثل فرنسي معروف ، لذلك ظنت قطر أو عقلها المدبر حمد بن جاسم أن سوريا هي تونس ، بما يعنى أن إسقاط نظامها بواسطة حرب غير كلاسيكية و دون تدخل عسكري أمريكي أمر ممكن في ظل حالة انقسام عربية غير مسبوقة ، و لان الجامعة العربية كانت ملكا صهيونيا أمريكيا خليجيا منذ فترة طويلة ، فقد تم الالتجاء إلى العميل نبيل العربي لتمرير القرار بإخراج سوريا من مجال المشاركة و البحث عن بديل عميل جاهز يتسلم مقعدها مع استبدال العلم السوري المستقل بعلم الانتداب الفرنسي ، يتذكر الجميع رحلات حمد بن جاسم المكوكية في كامل بلدان العالم المهتمة بالشأن السوري للحصول على الغطاء السياسي لهذا العمل القبيح الشائن و خاصة لسرعة تكوين “ائتلاف ” سوري يمكنه أن يجلس في ذلك المقعد كتعبير خليجي واضح على أن المؤامرة لم تكن صهيونية فقط بل هي مؤامرة خليجية بامتياز.
تحاول كل وسائل الإعلام الخليجية المنافقة تسويق الخطوة السعودية الرامية إلى دفع بقية دول مجلس التعاون بسحب السفراء من الدوحة على اعتبارها خطوة في اتجاه دعم القرار المصري القاضي بتصنيف جماعة الإخوان جماعة إرهابية و الأهم من ذلك دعم الموقف المصري الغاضب من التدخل القطري في الشؤون الداخلية المصرية خاصة بدعم الإخوان ماليا و تسليحيا و إعلاميا ، إلا أن هذه الأزمة لها بعد سياسي دولي واضح بحيث أن هذه الخطوة السعودية الماكرة لم تكن لتبصر النور لولا الموافقة الأمريكية الصهيونية المسبقة ، موافقة أمريكية كانت كافية في وقت سابق للإطاحة بالأمير القطري حمد بن خليفة في خطوة بقيت تثير أسئلة عديدة إلى حد الآن حول مغزى هذا التقاعد الوجوبى المسبق المفروض من اللوبي الصهيوني داخل الإدارة الأمريكية ، بالنتيجة ، تم إخراج قطر من نطاق الفعل إلى محاولة رد الفعل ، بحيث أصبحت هذه المحمية تبحث عن شرعية داخل مجالها الخليجي بعد أن كانت تمنى النفس بانتزاع شرعية و اعتراف دولي بمكانتها السياسية كقوة إقليمية صاعدة في المنطقة .
في مقابل بداية النهاية للمشروع القطري في العالم العربي و بالذات في الشام ، أصر الصمود السوري على انتزاع مقعد سوريا دوليا في الحوار السياسي الجاري في جينيف 2 ، لم يكن ذلك بالأمر الهين ، خاصة في ظل إصرار المملكة السعودية على سياسة الأرض المحروقة و دخولها في محاولة التأثير على القرار الأمريكي الذاهب إلى الحل السياسي بعد فشل كل محاولات التدخل العسكري و انتزاع قرار دولي في هذا الاتجاه ، جلوس السيد وليد المعلم على مقعد سوريا في جينيف يشكل في رأى العارفين علامة عسكرية سياسية فاضحة لانهزام الحرب الإرهابية الخليجية على سوريا ، هذا على النطاق ” العسكري” أما على النطاق السياسي فمن الأكيد أن قرار قمة الكويت الأخيرة بتأجيل تمكين “الائتلاف السوري” من مقعد سوريا هو إيعاز أمريكي دولي بأن هذا المقعد هو محل تجاذبات أمريكية روسية إيرانية .
زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية تشكل لطمة قاسية للدور القطري القذر و لحكام قطر الخونة ، و بعد أن تم استبعاد الأمير السابق عن “كرسيه” فانه يتم استبعاد الدور القطري من نطاق التداول العربي ، بحيث يمكن الإشارة أن الصعود القطري الصاروخي في أعقاب الربيع العربي قد أصبح شيئا من الماضي ، و لعل حكام قطر قد حاولوا امتصاص آثار صدمة الزيارة الأمريكية إلى السعودية بتحول الأمير القطري إلى دول المغرب العربي في خطوة يقول عنها العارفون أنها تأتى لمليء الفراغ خاصة بعد أن تبين أن الأحلام القطرية في زعامة الأمة العربية قد تبخرت في الماء سواء بسبب سقوط الإخوان و مشروع الإخوان من كرسي الحكم في بلدان الربيع العربي ، أو بإعفاء الأمير السابق و إسقاطه من كرسي عرشه بالقوة الأمريكية الناعمة ، أو بهروب المشاهد العربي من كرسي مشاهدة القناة القطرية الجزيرة ، و نهاية بطرد قطر من كرسي السياسة الخليجية .
بين كرسي قطر و كرسي سوريا حكاية ، حكاية دور و حكاية مشروع ، الدور السوري في مشروع المقاومة لا يحتاج إلى ” كراسي” ، لأنه دور متحرك متفاعل و فاعل ، فقط العجزة الحالمون بالزعامات الواهية هم من يحتاجون إلى كراسي يجلسون عليها في انتظار دور كومبارس ما في مشروع صهيوني متحرك و دائم ينفذ بأياد خليجية ، تقول جريدة السفير عن الدور القطري القذر في البلدان العربية ، بكامل الاستهزاء ، ” قطر أحلام كبيرة و قدرات محدودة ” ، نقول نهاية ، أن الأوهام لا تصبح حقيقة و لا تصنع زعماء .

» قمة الكويت .. مقعد سوريا خالٍ
» “سي إن إن”: مقعد سوريا سيظل شاغراً في قمة الكويت
» تحفظ العراق على اعطاء مقعد سوريا في الجامعة العربية للمعارضة
» الجزائر ترفض تسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية “للإئتلاف”
» "العربي" ينفي تسليم مقعد سوريا في جامعة الاعراب لـ إئتلاف الدوحة