قطر عندما تحارب الشعب المصري

قطر عندما تحارب الشعب المصري

الاحد , 23 اذار / مارس 2014

قطر عندما تحارب الشعب المصري Mepanorama23941

أحمد الحباسى تونس
مفاجأة من العيار الثقيل ، تشبه في كثير من التفاصيل صدمة تصريح السيد عبد الرحمان شلقم وزير الخارجية الليبي السابق الذي وصف فيه قطر بأشنع النعوت معريا نواياها الخبيثة في ليبيا ، هذه المرة يأتي كشف رئيس الوزراء الأسبق محمود جبريل عن تفاصيل التعاون الإخوانى القطري بمباركة أمريكية لإزعاج النظام المصري الجديد بالضغط عليه و إرباكه انطلاقا من ليبيا ليحدث زلزالا في طرابلس و في العالم العربي خاصة و أن هذا التصريح قد جاء متمما ببعض التفاصيل المثيرة من بينها أن قطر قد ضغطت على “السلطة” الليبية لمنع جمع السلاح حتى يبقى المسلحون جاهزين على الحدود للدخول إلى مصر و خلخلة الوضع الهش فيها.
تأتى تصريحات السيد محمد جبريل لتتلاقى مع بعض الأخبار الصحفية التي تتحدث عن وجود معسكرات تدريب على بعد 60 كلم من الحدود المصرية الليبية و عن دعم كبير تتلقاه الجماعات الإرهابية من قبل قطر بهدف تهديد الأمن القومي المصري ، يقر اللواء سامح سيف اليزل الخبير العسكري المصري بوجود مشكلة على الحدود الغربية تؤثر على الأمن القومي المصري خاصة في وجود حالات تهريب متواصلة لكميات كبيرة من الأسلحة المتطورة داخل التراب المصري ، ينتهي اللواء بأن لقطر الدور الأول في تسليح و تدريب و تمويل و إرسال الأسلحة و الإرهابيين إلى مصر بغاية فتح جبهات دموية متواصلة لإعطاء زخم لهجمات الإخوان على الشعب و الجيش المصري.
بعملية جمع و طرح سياسية يتبين أن قطر تريد استنساخ المثال السوري في مصر سواء بغزارة التمويل أو بإغراق “السوق الإرهابية” المصرية بالسلاح أو باستعمال محطة الجزيرة لمزيد تضليل الشعب المصري و إعطاء صورة مزيفة عن الوضع السياسي في مصر ، عملية الاستنساخ للمثال السوري تتم تفاصيلها في تونس أيضا بعلم المخابرات الصهيونية الأمريكية التركية و صمت حركة النهضة المشاركة في الجريمة و تردد حكومة السيد مهدي جمعة ” المستقلة” في البوح بالتفاصيل ، لكن يبقى السؤال ، ماذا يعنى اختطاف المواطنين و العمال المصريين في ليبيا على يـد الجماعات الإرهابية” القطرية” أو ما يسمى بكتيبة الهجرة غير الشرعية بعلة الدخول بدون تصريح ؟.
بطبيعة الحال أول الأهداف القطرية زرع بذور احتقان بين الشعبين الشقيقين في ليبيا و مصر ، احتقان يؤدى إلى فتح “جبهة” جديدة متوترة على حدود البلدين بإمكانها أن تزيد من توزع القوات المصرية بكل تشكيلاتها مما يعطى لجماعة الإخوان هامشا مناسبا للتحرك داخل الأرض المصرية ، ثاني الأهداف القطرية إرباك الاقتصاد المصري حتى لا ينتفع من مداخيل العملة الصعبة ، ثالث الأهداف ، تمزيق نسيج العلاقات المصرية الليبية ، رابع الأهداف ،تسليط مزيد من الضغط على الحكومة المصرية لانتزاع تنازلات مهمة في ملف الإخوان و المحاكمات الدائرة ضد الرؤوس الكبيرة فيها ، خامس الأهداف ، خدمة المشروع الصهيوني الأمريكي لمزيد ضرب الوحدة و الاستقرار السياسي و الأمني في مصر ، سادس الأهداف ، استباق أي محاولة تقارب بين الحكومتين في البلدين ، سابع الأهداف ، معاقبة النظام المصري على دخوله في “تحالف” مع السعودية و بقية دول مجلس التعاون لعزل قطر ، ثامن الأهداف ، رد فعل عنيف ضد الحملة الإعلامية القوية ضد النظام القطري .
يجمع المتابعون للشأن السياسي في المنطقة أن قطر قد خرجت أكبر المتضررين من حالة العداء التي نصبتها ضد الشعوب العربية في تونس و مصر و سوريا على وجه التحديد ، و ليس عجيبا أن تقف هذه الشعوب من قطر نفس الموقف الرافض لتدخلها السافر في شؤونها على اعتبار أن “الصوت” القطري لا يمكنه أن يصمد أمام ملايين الأصوات العربية المنادية بقطع العلاقات و طرد السفير و مقاطعة الطيران و التعامل مع هذه المحمية الصهيونية الذليلة ، بطبيعة الحال بسقوط الإخوان و مشروع الإخوان انهار قصر الرمال القطري التركي و لم يعد هناك مجال إلا لدفع فاتورة الغضب و الدم العربي المستباح ، فحرق العلم القطري و التركي في تونس لم يعد كافيا إطلاقا بل من المفيد العمل بكل الوسائل الشرعية على إخراج قطر و تركيا من المنطقة العربية و ذلك بطرد عملاء الموساد في تونس و مصر بالذات ، ثم قطع كل العلاقات و إعداد خطة بديلة لمصير العمالة التونسية و المصرية في قطر .
تسهيل دخول الجماعات الإرهابية إلى مصر و تدريبها و تمويلها و تسليحها هي بالأساس خطة صهيونية تنفذها المخابرات القطرية بالتعاون مع ذراع المخابرات الصهيونية في ليبيا المخابرات المركزية الأمريكية ، و عندما نقول جماعات إرهابية مسلحة فان الحديث طبعا يتعلق باستهداف الشعب المصري في استقراره و لقمة عيشه و الأهم في حرمته الجسدية خاصة و أن هذه الجماعات تقوم بتفجيرات عشوائية تطال الأبرياء ، لكن الحكومة القطرية التي رضعت البربرية و الوحشية الصهيونية في حليب الخيانة الأمريكي قد فقدت كل المشاعر الإنسانية نحو شعوب الأمة العربية و بالذات نحو الشعب المصري الذي رفض حكم التأمر الإخوانى ، و بالتالي فان النظام القطري يلعب اليوم لعبة خطرة بإمكان أن تكون لها ارتدادات و إرهاصات مدوية في قادم الأيام أولها هذه القطيعة التي بدأت بين بقية دول مجلس التعاون الخليجي و قطر و التي تؤكد أن رجوع السعودية بقوة سيؤدى إلى تراجع الدور القطري خاصة بعد فشل مشروع الإخوان و انتصار الشعب السوري على المؤامرة.
قطر تغرد اليوم خارج السرب ، ليس سرب المقاومة فحسب بل سرب بعض الدول الخليجية المتآمرة على الحقوق العربية ، و قطر اليوم هي مجرد جزيرة صغيرة جدا خارج التاريخ و الجغرافيا الإنسانية و الأخلاقية ، جزيرة صهيونية تحكمها بعض الشهوات البغيضة التي تريد تفتيت الدول العربية رغم أنه يحلو لهذا النظام العابث أن يسمى هذه الشهوات البليدة بمشروع قطر للمواكبة و المساهمة في التغيير الاستراتيجي الذي يحصل في المنطقة العربية أو ما يسمى بالربيع العربي ، لكن من ينظر بتدقيق سيدرك انه أمام نظام يمارس حرب إبادة جماعية ضد الشعوب العربية يستعمل فيها كل الأسلحة المحرمة دوليا بدءا بالمال النفطي المسموم إلى الإعلام الخبيث المضلل نهاية بالسلاح و الآفات البشرية التكفيرية السامة و ما يطفح من لسان شيخ الضلالة يوسف القرضاوى ، بالنهاية ، فشل المشروع و الحساب يجمع كما يقول الإخوة في مصر..

Read more: http://www.mepanorama.net/433136/%d9%82%d8%b7%d8%b1-%d8%b9%d9%86%d8%af%d9%85%d8%a7-%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d8%b1%d9%8a/#ixzz2woJwgPUM

» هشام قنديل: على الشعب المصري أن يختار الآن بين البناء أو إراقة الدماء
» فهمي: ندعو للإسراع بالحل السياسي للأزمة في سورية.. الشعب المصري لفظ أردوغان
» إلى كهنة آل سعود: لماذا لا تحارب الملائكة في غزة؟
» العاهل السعودي عندما يقطع اجازته ومرسي عندما يعلن القطيعة...عبد الباري عطوان
» رئيس الوزراء الأردني: لم ندعم المعارضة السورية عندما كان النظام ضعيفاً فكيف ندعمها عندما أصبح قوياً؟!