من القاتل ؟

موضوع: من القاتل ؟ الإثنين مارس 17, 2014 3:10 am

من القاتل ؟

الاحد , 16 اذار / مارس 2014

من القاتل ؟ Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDMvZ3VlcnJhLWUxMzk0OTc4ODUwOTQzLmpwZw%3D%3D

من القاتل ؟ Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDMvZ3VlcnJhLWUxMzk0OTc4ODUwOTQzLmpwZw%3D%3D

أحمد الحباسى تونس
القاتل الذي نبحث عنه منذ سنوات ليس إرهابيا و لا ينتمي إلى صنف القتلة كما تتصورون أنتم أيها الباحثون المتابعون ، و القاتل ليس أياد خارجية تعبث في مساحة هذا الوطن العربي ، إذن القاتل الذي نبحث عنه و لا نراه أو لا ننتبه إليه هو أنا و أنت ، أنا القاتل ، أنا المجرم ، أنا هذا الجبان القاتل المجرم الذي تبحثون عنه دون أن تصلوا إليه ، أنا القاتل ، فكافكم بحثا و إرهاقا ، أنا القاتل الذي يريد أن يصلب و أن يقتل و أن يتم القصاص العادل الناجز منه في أسرع وقت ممكن ، أنا أريد قاضيا حاكما يقتص من جريمتي ، و أنا لن أراوغكم بعد الآن ، و لن أتخفى بعد الآن ، و لن أصمت بعد الآن ، أنا مستعد للتحقيق و للاعتراف و لتمثيل الجريمة.
أنا أعترف ، و أنا في كامل قواي العقلية ، و بدون أدنى إكراه أو ضغط ، أنني قد فضلت الصمت و غمدت القلم و شربت الشاي و نمت في حين كان أهلنا في العراق يذبحون ، أنا لم أكتب عن مجزرة ملجأ العامرية ، و لم أكتب عن حصار التجويع الأمريكي السافل للشعب العراقي طيلة أكثر من سبع سنوات كاملة ، و لم أكتب عن قرار الجامعة العربية بتفويض القوات الأمريكية الصهيونية بقتل الشعب و التاريخ العراقي ، أنا لم أكتب عن قتل آلاف العلماء العراقيين أو اختطافهم أو محو آثارهم ، أنا لم أكتب عن كل الأسلحة المحرمة دوليا التي استهدفت كل أبناء العراق و حتى هم في بطون أمهاتهم ، أنا لم أكتب عن كل الدول الإقليمية التي نهشت الجسد العراقي ، أنا لم أكتب عن زواج المتعة بين بعض الأكراد و الموساد الصهيوني و بعض الأجهزة التركية لنهب الثروات العراقية في كل المجالات ، أنا لم أكتب عن الآثار العراقية المنهوبة و لا على حالات النهب المالي و التأمر الداخلي على العراق ، نعم ، حاكموني أيها السادة ، لان الصمت على ما حدث في العراق لم يكن صمت العاجز بل صمت الخائن ، صمت المتواطئ ، صمت المشارك في أكبر جريمة استهدفت تاريخ دولة عربية.
أنت ، أي نعم ، أنت ، لا تنظر وراءك ، نعم أنا أعنيك أنت ، و أتهمك أنت بالقتل ، أنت يا صاحب العمامة البيضاء ، و اللحية الطويلة البيضاء ، و اللباس الأنيق الأبيض ، أنت الذي سولت نفسك أن تتغاضى عن شرع الله ، أن تؤم المسلمين بلسان كافر و بخطاب مسموم ، أنت من زرع الكراهية في النفوس ، من ألب المسلمين ضد بعضهم ، من أول الإسلام في غير مواضعه ، من كذب باسم الدين ، من سرق المعاني باسم الدين ، من نشر ثقافية الانقسام باسم الدين ، من لبس حلة الجاهلية و هو يدعى أنه عالم متنور يحمل الدين و يقضى بالدين ، عمامتك لن تحميك يوم القيامة ، لحيتك لن تحميك يوم القيامة ، الدماء التي سفكتها كفرا لن تحميك و لن تحميك قوات المد الجاهلي التي بعثتها إلى أقاصي سوريا و تونس و كل الدول العربية ، عمامتك البيضاء أيها الشيخ المجرم هي من تقتل الأبرياء ، هي من تنشر ثقافة الكراهية ، عقلك سم قاتل و كلامك سم زعاف و نهجك طريق مسدودة .
ربما تعود في المساء إلى أهلك فلا يعلمون ما فعلت ، و ربما لا يصدق اهلك انك أنت الذي يستعملك الطواغيت لانتزاع “الاعتراف” من المساجين ، لا يرى أهلك عصاك و قبضتك الدموية التي “تنتزع” بالغصب و الاغتصاب كل ما يريده الزبانية هؤلاء الحكام العرب الفاسدون ، أنت تقتل الإنسان و براءة الإنسان و مستقبل الإنسان ، كل ذلك باسم صون الأمن و الأمان ، مع انك تعلم أن تلك ” الاعترافات” ستقود ” المعترف” إلى حبل المشنقة ، ستبقى وراء المشنوق جياعا و ملتاعين ، لكنك تغتسل من آثامك بالماء ، و تجلس على ناصية المقهى مساء تستمع إلى “آهات” أم كلثوم و ” أدى الربيع ” لفريد الأطرش ، ترشف قهوتك بكل أناقة مغرورة ، تمتص “الشيشة” مدندنا ، متمايلا ، متزاهيا ، لكن رغم كل ذلك ، أنت تعلم أنك القاتل ، أنك قاتل.
أنت لا تشبع ، تعشق المال مهما كان لونه و بشرته ، تقبض و تقبض و تقبض ، لكنك لا تشبع، ذلك القارب الذي يحمل العشرات إلى ايطاليا هو طريقك إلى الثروة ، أنت تنقل هؤلاء إلى الموت دون ضمانات أو تعويض ، مركب تائه بلا “ربان” يحمل ألوانا من البشر الغرباء ، مركب مشئوم يشق بحرا كبيرا دون مقود أو بوصلة أو نهاية ، لقد سلموك مالهم طمعا في رؤية جزيرة “ايطالية” يتحدث عنها “الآخرون” بكونها جزيرة ليست ككل الجزر ، جزيرة أهلها طيبون ، أناسها خيرون ، المال فيها على ناصية الطريق ، لكنك كنت تعلم من البداية أن هذه الرحلة ستكون للبعض أو للكل نهاية المشوار ، و مع ذلك قبضت مقابل هذه الرحلة دون أية عاطفة أو دون أن غصة في القلب ، كأن من نقلت إلى الموت المحقق مجرد بضاعة فاسدة تالفة مكانها عمق البحر و بطون الحوت ، كأن حلم هؤلاء المعذبين لا يعنيك أصلا ، كأنك تريد قتل حلمهم، كأنك تساعد حكوماتهم على قتل الأمل ، أنت القاتل ، إنك قاتل .
طبعا ، كنت أظن أنني القاتل الوحيد على هذه الأرض العربية الطيبة ، لكن تبين أن هناك من يشاركني نفس الجرم ، و هناك من يجرم و لا يستغفر ، و هناك من يواصل الجرم دون توقف ،كدت أتوهم أنني الوحيد في هذا العالم العربي المريض الذي يصمت ، فوجدت كثيرا من الصامتين ، كنت أظن أنني الوحيد المرتجف الخائف ، فوجدت أن هناك أن هناك من يرتجف و من يتبول خوفا ، كنت أعتقد أن لا أحد يعلم أنني مجرم ، لكن تبين أن الكل يعلمون جريمتي لكنهم صامتون لأنهم مجرمون ، الآن ، فقط ، لم أعد أقدر على الصمت ، على العار ، على خيانة وطني بالصمت ، الآن ، فقط ، حملت قلمي ، سلاحي ، لساني ، أريد أن أمحو زلاتي الكثيرة ، أن أطمع في الشهادة ، لو مت ، اكتبوا على قبري ، ” هنا يرقد قلم لم يقدر على الصمت ، فقتله الكلام ” .

» معركة الغوطة.. الاختبار القاتل !
» هل هي الحرب ؟ .. هل يقع الإسرائيليون في إغراء “الحساب القاتل”؟
» تعليق على حادثة الجريدة الفرنسية “شارلي إيبدو”… حيث القاتل والمقتول في النار…!
» مرجعية في حزب الله: القاتل سَيُقتَل.. والوساطة مرفوضة
» بالصور..الكمين القاتل الذي وقع فيه رجال ميليشيا الحر